تتواصل جهود مجلس الدولة في مجال اختصاصاته التشريعية والمالية التي يقدمها أعضاء المجلس بخبراتهم وكفاءاتهم الوطنية المتنوعة، وذلك بفضل التطلعات والرؤى الشاملة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- من خلال حرص جلالته ودعمه لأعمال المجلس. ومع استمرار رفد المجلس بالعديد من مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة، وتعاظم المسؤولية التي يؤديها المجلس بتقديم مقترحات الدراسات لتتجلى صورة الشراكة والتعاون والتنسيق المشترك بين مجلس الوزراء ومجلس عمان، ولتكون القوانين والتشريعات موائمة لعملية تطور منظومة التنمية الشاملة في البلاد.

وقد عكست الجهود التي بذلت خلال العقدين الماضيين مسيرة الإنجازات التشريعية، والأعمال التي قدمها الأعضاء المكرمون لاستكمال العطاءات الوطنية والإسهامات الفاعلة لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن وتعزيز المكتسبات الوطنية، ومع ما تشهده البلاد من احتفاء بذكرى تسلم السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم فإن مجلس الدولة رئيساً وأعضاء يواصلون إسهاماتهم المستمرة لتحقيق مساعي العمل الوطني الزاخرة، مقدرين بكل امتنان وعرفان الجهود المتواصلة والمشهودة التي يبذلها القائد الأعلى –رعاه الله- والحكومة الموقرة.. لتكون سلطنة عمان دولة مؤسسات وقانون بوضع الركائز الأساسية من أطر وقوانين داعمة لعملية التقدم والنماء للوطن والمواطن.

بدأت أعمال دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة (2023-2027) لمجلس الدولة، بصدور المرسوم السلطاني رقم (75/2023) بتعيين أعضاء مجلس الدولة، وتفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- بافتتاح دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة، وذلك عملاً بأحكام المادة(38) من قانون مجلس عمان، حيث تفضل جلالته –حفظه الله ورعاه- بتاريخ 14 نوفمبر 2023م، بدعوة مجلسي الدولة والشورى لافتتاح أعمال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة لمجلس عمان.

وقد ألقى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- خطاباً سامياً إيذاناً بافتتاح أعمال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة حامداً الله على ما أنعم به على الوطن العزيز، من نعم الأمن والأمان، والاستقرار والازدهار، سائلاً الله جلت قدرته، أن يفيض على الوطن بمزيدٍ من التقدم والنماء ويجعل مستقبله أكثر رقيا ورخاءً.

بعد ذلك وجه جلالته خطابة السامي إلى مجلس عمان الذي يسهم في تعميق الوحدة الوطنية، وتطوير منظومة القيم التشريعية والقانونية في البلاد، حيث شكر جلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه –مجلس الدولة ومجلس الشورى على الجهود المبذولة، والمبادرات الفاعلة لأعضاء مجلس عُمان، خلال الفترات المنصرمة وأشاد بنضج تجربة المجلس، وتكاملها مع أجهزة الدولة المختلفة، تعزيزًا لفاعلية العمل الوطني.

وأكد جلالة –أعزه الله-حرصه بأن تحظى تجربة المجلس وتكاملها بالمزيد من الاهتمام والدعم، بما يعين الجميع على بلوغ المنجزات المستهدفة، في سبيل تنفيذ التوجيهات السامية الرامية لتحقيق الرفاهية للمواطنين.

ووجه جلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه- بأهمية شراكة مجلس عمان في منظومة الدولة، معتبراً هذه الشراكة مسؤولية كبيرة يجب على الجميع أن يكونوا واضعين مصلحة البلاد نصب أعينهم، مسترشدين في ذلك بمبادئ النظام الأساسي للدولة وبالقوانين المنظمة لعمل الأعضاء بمجلس عمان، وما أتاحه قانون مجلس عُمان من صلاحياتٍ، مؤكداً جلالته –أبقاه الله- ثقته بالأعضاء في المجلسين؛ أملاً أن يكون لأعمال المجلسين إسهاماً بارزاً في إثراء التطور والنماء لمسيرة النهضة الظافرة.

عقد مجلس الدولة خلال دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة الجلسة الأولى التي ألقى فيها معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي رئيس مجلس الدولة كلمة رفع فيها إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أسمى التهاني بمناسبة العيد الوطني الثالث والخمسين المجيد للبلاد، سائلاً الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الوطنية الجليلة على جلالته –أعزه الله- وشعبه الوفي وبلادنا العزيزة في عزة ورخاء، وتقدم وازدهار.

وأكد معالي الشيخ رئيس المجلس خلال كلمته على الثقة في الجهود الخيرة للمكرمين الأعضاء مقدراً الأدوار التي يقومون بها خدمة للبلاد ولأعمال المجلس، كما توجه معالي الشيخ في ختام كلمته بالدعاء إلى الله العليّ القدير أن يوفق الجميع إلى ما فيه صلاح الوطن وحفظ مصالحه تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه- لمسيرة النهضة المتجددة والتي تثمر عاما بعد عام تحسناً ملموساً في الأداء الاقتصادي تشير إليه النتائج المتحققة، وكذلك المؤشرات الصادرة من المنظمات الدولية والخبراء الاقتصاديين.

استهل مجلس الدولة دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة بجلسته الأولى التي أدى خلالها أعضاء المجلس القسم المنصوص عليه في المادة (25) من قانون مجلس عمان، واستناداً إلى المادة (9) من قانون مجلس عمان، كما تم خلال الجلسة الأولى أنتخاب نائبي الرئيس، وأعضاء مكتب المجلس، وقيام الأعضاء بالترشح لعضوية اللجان الدائمة بالمجلس.وقد شكل المجلس في بداية افتتاح فترته الثامنة خمس لجان دائمة هي اللجنة القانونية، واللجنة الاقتصاد والمالية، واللجنة الاجتماعية والثقافية، ولجنة التعليم والبحوث، ولجنة التقنية والابتكار،حيث تعكف هذه اللجان على دراسة ما يحال إليها من مشروعات القوانين، ودراسة ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بالقوانين وبتنفيذ الخطط التنموية والمقترحات التي تسهم في ترسيخ القيم الأصيلة للمجتمع العماني والمحافظة على منجزاته.

حيث عقدت اللجان الدائمة بالمجلس عددا من الاجتماعات تمحورت حول اختصاصاتها، ومناقشة المقترحات والموضوعات المقدمة من المكرمين والمكرمات الأعضاء لدراستها خلال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة الثامنة.

وللاطلاع على مراحل إعداد الميزانية العامة للدولة، وأبرز المؤشرات الاقتصادية العالمية والمحلية، والنتائج المتوقعة للميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2023م، وتقديرات الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2024م، وتطور الدين العام، والمبادرات والمشاريع، فقد استضاف المجلس وزيري المالية والاقتصاد، بحضور رئيس مجلس الدولة، والمكرمين أعضاء مكتب المجلس، واللجنة الاقتصادية والمالية الموسعة.

وفي إطار تطوير العلاقات بين مجلس الدولة والمجالس البرلمانية النظيرة وتبادل الخبرات بينهما، فقد استقبل المجلس في بداية دور الانعقاد الأول من الفترة الثامنة معالي أندريه فلاديميرفيتش النائب الأول لمجلس الاتحاد الروسي، كما تم استقبال وفد من منتسبي كلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة رئيس جمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية، والأمين العام لمجلس الشورى بدولة قطر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حفظه الله ورعاه مجلس الدولة قانون مجلس مجلس عمان

إقرأ أيضاً:

«الإماراتية».. دور رائد وإسهامات بارزة في المنظمات الدولية

فاطمة الورد (أبوظبي)
حققت المرأة الإماراتية إنجازات كبيرة على المستوى الدولي، وهو ما جعلها نموذجاً ملهماً في مجالات القيادة والدبلوماسية والعمل الإنساني والتطوعي محلياً وعالمياً. 
وضمن مؤشرات التنافسية العالمية، حازت الإمارات المركز الأول عالمياً في 30 مؤشراً للتنافسية العالمية متعلقة بالمرأة خلال عامي 2022 و2023، وفقاً لتقارير صادرة عن أربع من أكبر المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالتنافسية العالمية. 
بفضل دعم القيادة الرشيدة وما قدمته للمرأة من سياسات وتشريعات داعمة، أصبحت الإماراتية اليوم شريكاً أساسياً بجانب الرجل في رسم سياسات الحكومة والمشاركة في صنع القرار، وهو ما مهد الطريق لها للدخول في المنظمات الدولية، وتعزيز مكانة الإمارات على الساحة العالمية. 
وبفضل هذا الدعم والتمكين، أصبحت المرأة الإماراتية تمثل 50 في المئة من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وأصبحت عنصراً فاعلاً في الدبلوماسية والسياسات الدولية.
المشهد العالمي
وفي تصريح ل «الاتحاد»، أكدت الدكتورة عائشة الشامسي، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أنه «في اليوم العالمي للمرأة، نستذكر الدعم الذي قدمته دولة الإمارات وقيادتنا الرشيدة للمرأة الإماراتية والذي جعلها منافساً عالمياً ليس فقط على المستوى السياسي وإنما على مستوى المعرفة والعلوم». 
وأضافت أن المرأة الإماراتية اليوم باتت حاضرة وبقوة في المشهد العالمي بمشاركاتها في المحافل الدولية، قائلة إن الطموح الذي تتمتع به الإماراتية إلى جانب الدعم الوطني الذي تتلقاه أسهم في تحقيق ما حققته من إنجازات، فهي اليوم نموذج مشرّف في المحافل الدولية.
ومن خلال تقلدها مناصب دبلوماسية رفيعة وتمثيلها للإمارات في المحافل الدولية، أثبتت المرأة الإماراتية قدرتها على الإسهام في صياغة السياسات العالمية والتأثير في القضايا الدولية المهمة، وتمثيل بلادها في المحافل العربية والدولية، وتعزيز التعاون والشراكات الإنسانية الدولية بين الإمارات والمنظمات العالمية في كل المجالات، كالعمل مع الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، والعمل في منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية، مما يعكس رؤية الإمارات في تمكين المرأة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.
مناصب قيادية
من جهتها، قالت الدكتورة ناجية الكتبي، أستاذ مساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إنه «بفضل رؤية ودعم القيادة الرشيدة وتمكينها، تبوأت المرأة الإماراتية مكانة مميزة في مناصب قيادية في شتى المجالات، محققة أعلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بغيرها من الدول، ففي السلك الدبلوماسي بلغت نسبة العاملات في وزارة الخارجية 49.5%، بما في ذلك سفيرات بعثة الأمم المتحدة في نيويورك».
وتابعت: «تشكل النساء نحو 60% من خريجي أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وقد حققت المرأة الإماراتية إنجازات لافتة على الصعيد الدولي، حيث ساهمت معالي السفيرة لانا نسيبة أثناء عملها كمندوبة دائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في اعتماد العديد من قرارات مجلس الأمن التاريخية التي شاركت دولة الإمارات في صياغتها خلال فترة عضويتها في المجلس طوال العامين 2022 و2023، كما جاء اختيار الدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ليثبت أهمية الدور القيادي الذي لعبته المرأة في ملفات مهمة كتغير المناخ والطاقة المتجددة، وقد شاركت معالي ريم الهاشمي في تحقيق النجاح التاريخي الذي تمثل في منح المكتب الدولي للمعارض لمدينة دبي حق استضافة إكسبو 2020 ليكون أول إكسبو دولي، وتعكس كل هذه الإنجازات التزام الدولة بدعم تمكين المرأة، وتعزيز دورها كعنصر أساسي في التنمية المستدامة والسلام العالمي».
وأسهمت مشاركة المرأة الإماراتية الفاعلة في الهيئات الأممية والتنموية والمنظمات الإقليمية والدولية في تسليط الضوء على جهود الإمارات في مجالات حقوق الإنسان وريادة الأعمال والاقتصاد، والإغاثة، والبيئة، والمناخ، والتنمية المستدامة، والتعليم والصحة، والسلام الإقليمي والدولي. 
جهود المرأة 
وأكد البروفيسور محمد بن هويدن، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، لـ«الاتحاد»، أن اليوم العالمي للمرأة هو يوم يُحتفى فيه بجهود المرأة، أينما كانت، في مختلف المجالات باعتبارها عنصرا أساسيا في خطط التنمية. وهو اليوم الذي نستذكر فيه دور «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في دعم المرأة وتمكينها على المستويين المحلي والعالمي، فهي صاحبة رؤية ثاقبة حول أهمية دور المرأة في المجتمعات المحلية والعالمية.
وتابع «إن المرأة الإماراتية جزء أساسي من السياسة الدولية لدولة الإمارات، من خلال عملها كوزيرة في مجالات التعاون الدولي، وسفيرة لبلدها، ودبلوماسية حاضرة في مختلف مجالات التفاعلات الدولية، وناشطة في مجال الدعم الإنساني والإغاثي، وممثلة للبرامج الريادية الإماراتية ذات الطابع العالمي». 
وأوضح «إن ذلك يبرز دور دولة الإمارات الرائد في تمكين المرأة في السياسة الدولية، وعكس صورة إيجابية عن المرأة الإماراتية، التي أصبحت، بثقة القيادة الرشيدة، تتحمل المسؤولية الوطنية في تمثيل بلدها خير تمثيل، كما أصبحت أحد عناصر النجاح الفعال للدبلوماسية الإماراتية النشطة».

أخبار ذات صلة منال بنت محمد: الإمارات رائدة عالمياً في التوازن بين الجنسين خولة السويدي: يوم المرأة العالمي مناسبة للاحتفاء بعطاء المرأة وإنجازاتها

مقالات مشابهة

  • المستشار أحمد عبود: تم تعيين 137 قاضية بمجلس الدولة في عهد السيسي
  • فضل الله: الاخلاص للطائفة يبدأ من الاخلاص للوطن
  • وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
  • «طرق دبي» تطلق الجيل الجديد من خدماتها الرقمية لتحقيق «صفر انتظار»
  • المؤتمر: يوم الشهيد يمثل مناسبة وطنية عظيمة لتكريم رجال القوات المسلحة
  • مجلس النواب يحيل تقارير المتابعة للجان المختصة.. و"جبالي" يشكر رئيس الوزراء
  • جبالي يشكر رئيس الوزراء لالتزامه بتنفيذ تعهداته أثناء منح الثقة لحكومته
  • «الإماراتية».. دور رائد وإسهامات بارزة في المنظمات الدولية
  • الرئيس السيسي: المرأة المصريةشريكة فاعلة في التنمية وسند الوطن
  • المجلس البلدي غدامس: ندين الاعتداء المسلح على المستشفى العام وندعو لتحقيق عاجل