بوابة الوفد:
2025-03-18@20:55:01 GMT

الأرابيسك.. الفن والإبداع يبحث عن طوق نجاة

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا فى مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوى والطرق على النحاس وغيرها.

وأدت متغيرات الحياة إلى ضعف أغلب الحرف اليدوية التقليدية فى المدن والقرى، وإلى تعرض بعضها للاندثار، ليس فى مصر وحدها، بل فى كل دول العالم التى شهدت تقدماً فى مظاهر الحياة المدنية وتبعاً للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى اجتاحت العالم، وحدثت تغييرات عميقة فى سلوكيات وحاجات الأفراد وأنماط الاستهلاك، فقد انحسر العمل فى قطاع الصناعات اليدوية، وتم الانتقال إلى مرحلة التصنيع الآلى، حيث تشهد منتجات الصناعات اليدوية فى العالم اليوم تنافساً شديداً من جانب السلع المصنعة باستخدام الآلات، ويرجع ذلك إلى أسباب منها القدرات الإنتاجية العالية للآلات أو إدخال التقنيات الحديثة، إضافة إلى اكتشاف مواد خام جديدة بديلة واستخدامها كبديل للخامات المحلية، فضلاً عن زيادة تفضيل بعض المستهلكين للسلع أو المنتجات المصنعة آلياً.

وعلى رأس الحرف التراثية يأتى الأرابيسك الذى عرفه المصريون فى العصر الفاطمى، ووقتها أجبر الفاطميون المصريين على استخدام الخشب فى صنع الأسلحة والمعدات العسكرية، وتم إرسال ما تبقى من الخشب إلى الحرفيين والنجارين، الذين يقومون بعد ذلك بتحويله إلى أشكال هندسية.

كانت القفزة الكبيرة فى تطور تلك الحرفة كان فى العصر العباسى، وهو العصر الذى مهد فيه العلم الطريق لزيادة المعرفة بالأشكال الهندسية والحسابية، واستخدم الفنانون العرب الأنماط المتاحة بسهولة بطرق فريدة مناسبة لأساسيات الفن الإسلامى، وفى القرن التاسع عشر، تجاوز الأرابيسك حدود مصر ووصل إلى الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، وكلف السلاطين العثمانيون صناع الأرابيسك المصريين بتزيين منازلهم وقصورهم فى إسطنبول.

ويستخدم الحرفيون المصريون أجود أنواع الأخشاب وخشب الكافور وخشب الصندل فى صناعة قطع الأرابيسك، وتزيين الأعمدة، والمنابر، والمشربيات، وهى نوافذ وهمية تسمح لمن بداخلها برؤية الخارج دون رؤيتهم، إضافة إلى النوافذ والأبواب.

ويقول طلعت إبراهيم، وشهرته «طلعت أرابيسك»، موظف ترميم للأرابيسك فى وزارة الآثار: الأرابيسك حرفة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وكما تعلمتها من آبائى وأجدادى علمتها لأبنائى الثلاثة، وعلمتها أيضاً لكثير من الأشخاص الذين صاروا أصحاب ورش للأرابيسك.

وأضاف: أن الطلب على الأرابيسك انخفض نتيجة دخول النجارة المودرن والأستيل فكثير من الناس اتجهت لهذه النجارة.

وتابع: «الكثير من الحرف التراثية ما زالت موجودة مثل النجارة العربى والخرط العربى والنحاس والصدف والخيامية والسجاد اليدوى، والحكومة المصرية منذ فترة تقوم بدور قوى لحماية الحرف التراثية وإقامة معارض للحرف التراثية مثل معارض تراثنا، كما تقدم الحكومة مساعدات للورش الصغيرة».

وأكد «طلعت» أن الأرابيسك فن راقٍ لما له من زخارف عربية، شديدة الروعة والبراعة، وبألوان غاية فى الجمال، ما يعطى شعوراً بالراحة والهدوء والسكينة، وقد وصفت تلك الزخرفة أنها لغة الفن الإسلامى، وقد تم عمل تلك النقوش الجميلة على المساجد والقصور والقباب، وعلى الخشب بأشكال هندسية مبهرة، وهو فن عربى أصيل، عبارة عن نماذج للتزيين معقدة لما بها من زخاف.

وأوضح أن هذا الفن لا يحتاج سوى يد فنان عاشق للأرابيسك، وبعض الأدوات البسيطة، منها المنشار اليدوى والزردية وقاعدة خشب وشاكوش ومادة الغراء، ومع ذلك يتطلب العمل مجهوداً كبيراً، لأننا نقوم برسم التصميم على الورق، ثم نقوم بتنفيذه على أرض الواقع، لأنه لا مجال للخطأ فى الخشب حين يتم قص الشكل وتفريغه.

وقال: شغل الأرابيسك يضم أكثر من حرفة تشترك فى عمل قطعة واحدة، مؤكداً أن كلمة أرابيسك هى كلمة مجمعة لكل الحرف التراثية، فكل ما هو متشابك كان يسمى أرابيسك حتى الرسومات الهندسية منها، وأضاف: «قطعة الأرابيسك الواحدة يشترك فيها صنايعية من سبع حرف».

وأوضح أن ارتفاع أسعار الخامات أحد أسباب الركود التى يواجهها الأرابيسك، وقال: الخامات فى ارتفاع مستمر، وأصحاب الصنعة أجرة الإيد زى ما هى لم ترتفع منذ سنوات، فالغالبية من الصنايعية لم يرفعوا أجرة أيديهم لكى يظل شغال، لأنه فى حال رفع سعر يده وارتفاع الخامات لن يأتى أحد لطلب شغل الأرابيسك، كما أن من يعمل فى تلك المهنة يكون قد أحبها لكونها مهنة تعتمد على الفن والصبر، مضيفاً أن اندثار هذه المهنة سوف يكون له عامل قوى على ضياع التراث المصرى الذى هو موجود فى المتاحف الأثرية، متسائلاً: من الذى سيرمم هذه الآثار إذا اندثرت حرفة الأرابيسك؟

وأوضح أن مصر لم تصدر منتجات الأرابيسك، ولكنه فى الفترة الأخيرة تم عرض شغل أرابيسك لسلطنة عمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الارابيسك الفن والإبداع طوق نجاة مصر مجالات عدة العالم اليوم

إقرأ أيضاً:

«الهوية» تُنظّم فعالية ترفيهية بقرية حتّا التراثية

دبي: «الخليج»
انسجاماً مع شعار يوم الطفل الإماراتي لهذا العام «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، نظّمت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، فعالية مجتمعية مميزة في قرية حتّا التراثية، بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون، احتفاءً بهذه المناسبة الوطنية.
جاءت الفعالية في أجواء تراثية إماراتية أصيلة، حيث تضمنت مسابقات تفاعلية تهدف إلى غرس القيم التراثية في نفوس الأطفال، وتعريفهم بتاريخهم بأسلوب مرح وتعليمي. كما شهدت توزيع هدايا تذكارية على الفائزين، ومشاركة الشخصيتين الكرتونيتين المحبوبتين «سالم وسلامة»، اللتين تفاعل معهما الأطفال في تجربة ملأى بالبهجة.
وقال العميد عبد الصمد البلوشي، مساعد المدير العام لقطاع شؤون الريادة والمستقبل: «الاحتفاء بيوم الطفل الإماراتي يعكس أهمية تمكين الأطفال من معرفة هويتهم الوطنية والاعتزاز بها. إن غرس هذه القيم منذ الصغر يعزز الشعور بالانتماء، ويؤهل أجيالاً واعية بثقافتها وتاريخها، قادرة على الحفاظ على إرثها مع التطلع إلى المستقبل».
ووأكدت الإدارة التزامها بالمشاركة في الفعاليات التي تعزز القيم الوطنية.

مقالات مشابهة

  • جامعة أسيوط تعزز الابتكار والإبداع الطلابي في اجتماع لوحدة المشروعات الابتكارية
  • العرياني.. شغف الحرف التراثية
  • مسلسل معاوية بين الالتزام والإبداع والانفلات
  • صور| مباراة في الطبخات التراثية.. 10 أسر تتنافس بمهرجان ”مبزر الربيان“
  • «الهوية» تُنظّم فعالية ترفيهية بقرية حتّا التراثية
  • تطوير سور مجرى العيون وتحويله إلى مشروع «أرابيسك» ونقل المدابغ للروبيكي
  • خالد صديق: تطوير سور مجرى العيون وتحويله لمشروع أرابيسك.. ونقل المدابغ للروبيكي
  • خالد صديق: تطوير سور مجرى العيون وتحويله إلى مشروع أرابيسك
  • للمرة الثانية.. غرفة جازان تحصد جائزة التميز المؤسسي في جائزة جازان للتفوق العلمي والإبداع
  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم