بوابة الوفد:
2025-05-02@03:08:54 GMT

الأرابيسك.. الفن والإبداع يبحث عن طوق نجاة

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا فى مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوى والطرق على النحاس وغيرها.

وأدت متغيرات الحياة إلى ضعف أغلب الحرف اليدوية التقليدية فى المدن والقرى، وإلى تعرض بعضها للاندثار، ليس فى مصر وحدها، بل فى كل دول العالم التى شهدت تقدماً فى مظاهر الحياة المدنية وتبعاً للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى اجتاحت العالم، وحدثت تغييرات عميقة فى سلوكيات وحاجات الأفراد وأنماط الاستهلاك، فقد انحسر العمل فى قطاع الصناعات اليدوية، وتم الانتقال إلى مرحلة التصنيع الآلى، حيث تشهد منتجات الصناعات اليدوية فى العالم اليوم تنافساً شديداً من جانب السلع المصنعة باستخدام الآلات، ويرجع ذلك إلى أسباب منها القدرات الإنتاجية العالية للآلات أو إدخال التقنيات الحديثة، إضافة إلى اكتشاف مواد خام جديدة بديلة واستخدامها كبديل للخامات المحلية، فضلاً عن زيادة تفضيل بعض المستهلكين للسلع أو المنتجات المصنعة آلياً.

وعلى رأس الحرف التراثية يأتى الأرابيسك الذى عرفه المصريون فى العصر الفاطمى، ووقتها أجبر الفاطميون المصريين على استخدام الخشب فى صنع الأسلحة والمعدات العسكرية، وتم إرسال ما تبقى من الخشب إلى الحرفيين والنجارين، الذين يقومون بعد ذلك بتحويله إلى أشكال هندسية.

كانت القفزة الكبيرة فى تطور تلك الحرفة كان فى العصر العباسى، وهو العصر الذى مهد فيه العلم الطريق لزيادة المعرفة بالأشكال الهندسية والحسابية، واستخدم الفنانون العرب الأنماط المتاحة بسهولة بطرق فريدة مناسبة لأساسيات الفن الإسلامى، وفى القرن التاسع عشر، تجاوز الأرابيسك حدود مصر ووصل إلى الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، وكلف السلاطين العثمانيون صناع الأرابيسك المصريين بتزيين منازلهم وقصورهم فى إسطنبول.

ويستخدم الحرفيون المصريون أجود أنواع الأخشاب وخشب الكافور وخشب الصندل فى صناعة قطع الأرابيسك، وتزيين الأعمدة، والمنابر، والمشربيات، وهى نوافذ وهمية تسمح لمن بداخلها برؤية الخارج دون رؤيتهم، إضافة إلى النوافذ والأبواب.

ويقول طلعت إبراهيم، وشهرته «طلعت أرابيسك»، موظف ترميم للأرابيسك فى وزارة الآثار: الأرابيسك حرفة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وكما تعلمتها من آبائى وأجدادى علمتها لأبنائى الثلاثة، وعلمتها أيضاً لكثير من الأشخاص الذين صاروا أصحاب ورش للأرابيسك.

وأضاف: أن الطلب على الأرابيسك انخفض نتيجة دخول النجارة المودرن والأستيل فكثير من الناس اتجهت لهذه النجارة.

وتابع: «الكثير من الحرف التراثية ما زالت موجودة مثل النجارة العربى والخرط العربى والنحاس والصدف والخيامية والسجاد اليدوى، والحكومة المصرية منذ فترة تقوم بدور قوى لحماية الحرف التراثية وإقامة معارض للحرف التراثية مثل معارض تراثنا، كما تقدم الحكومة مساعدات للورش الصغيرة».

وأكد «طلعت» أن الأرابيسك فن راقٍ لما له من زخارف عربية، شديدة الروعة والبراعة، وبألوان غاية فى الجمال، ما يعطى شعوراً بالراحة والهدوء والسكينة، وقد وصفت تلك الزخرفة أنها لغة الفن الإسلامى، وقد تم عمل تلك النقوش الجميلة على المساجد والقصور والقباب، وعلى الخشب بأشكال هندسية مبهرة، وهو فن عربى أصيل، عبارة عن نماذج للتزيين معقدة لما بها من زخاف.

وأوضح أن هذا الفن لا يحتاج سوى يد فنان عاشق للأرابيسك، وبعض الأدوات البسيطة، منها المنشار اليدوى والزردية وقاعدة خشب وشاكوش ومادة الغراء، ومع ذلك يتطلب العمل مجهوداً كبيراً، لأننا نقوم برسم التصميم على الورق، ثم نقوم بتنفيذه على أرض الواقع، لأنه لا مجال للخطأ فى الخشب حين يتم قص الشكل وتفريغه.

وقال: شغل الأرابيسك يضم أكثر من حرفة تشترك فى عمل قطعة واحدة، مؤكداً أن كلمة أرابيسك هى كلمة مجمعة لكل الحرف التراثية، فكل ما هو متشابك كان يسمى أرابيسك حتى الرسومات الهندسية منها، وأضاف: «قطعة الأرابيسك الواحدة يشترك فيها صنايعية من سبع حرف».

وأوضح أن ارتفاع أسعار الخامات أحد أسباب الركود التى يواجهها الأرابيسك، وقال: الخامات فى ارتفاع مستمر، وأصحاب الصنعة أجرة الإيد زى ما هى لم ترتفع منذ سنوات، فالغالبية من الصنايعية لم يرفعوا أجرة أيديهم لكى يظل شغال، لأنه فى حال رفع سعر يده وارتفاع الخامات لن يأتى أحد لطلب شغل الأرابيسك، كما أن من يعمل فى تلك المهنة يكون قد أحبها لكونها مهنة تعتمد على الفن والصبر، مضيفاً أن اندثار هذه المهنة سوف يكون له عامل قوى على ضياع التراث المصرى الذى هو موجود فى المتاحف الأثرية، متسائلاً: من الذى سيرمم هذه الآثار إذا اندثرت حرفة الأرابيسك؟

وأوضح أن مصر لم تصدر منتجات الأرابيسك، ولكنه فى الفترة الأخيرة تم عرض شغل أرابيسك لسلطنة عمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الارابيسك الفن والإبداع طوق نجاة مصر مجالات عدة العالم اليوم

إقرأ أيضاً:

مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!

مجزرة تدمي القلوب نفذتها المليشيا فى يوم دام بصالحة امس وهي تقدم على تصفية 31 مواطنا اعزلا بدم بارد.

جرائم المليشيا ليست جديدة فقد فعلوها كثيرا ” ود النورة والتكينة ، وعدد من المناطق،” بولاية الجزيرة ، ومازالوا يرتكبونها فى الفاشر وما حولها وبشكل يومي وقد نفذوها فى الجنينة بحق الوالي الشهيد خميس ابكر وباهلنا المساليت، الغريب فى الامر ان العالم مازال يلتزم الصمت المخزي تجاه ما يحدث من جرائم بحق السودانيين ..

والغريب كذلك ان بعض القوى السياسية الخائبة المتحالفة مع الجنجويد تنظر اليهم ك”طرف” يساوونه مع الجيش رغم ما اقترفوه من جرائم وما ارتكبوه من موبقات بحق المواطن السوداني الأعزل…

تمنيت ان تيقظ هذه الجريمة البشعة ضمير العالم ، وتحرج المتواطئين مع المليشيا من شذاذ الافاق الذين اختاروا العيش عبدة للعمالة الجالبة للدولار والدرهم، ولكن ما اظن ان لهؤلاء نخوة او انسانية اواخلاق تسعفهم ليكونوا حتى بشرا عاديين يالمون لالم الشعب السوداني ، ويغضبون لغضبه، فقد باعوا الوطن واهله فى مزادات شراء الضمائر منذ ان اختاروا موالاة “عصابة ال دقلو المجرمة”..

ومثلما فعلوا حينما قتلوا خميس ابكر والي غرب دارفور ومثلوا بجثته هاهم الجنجويد يوثقون لفعلتهم، ويخرج مستشاروهم العملاء ليعلنوا فى القنوات الفضائية انهم اعدموا المواطنين لانهم يتبعون للجيش، ومن قال ان الاسير يفتل حتى ولو قبلنا ما يقولون..

ماحدث فى صالحة امس يلخص بوضوح دموية المليشيا وبؤس توجهها القائم على قتل الشعب وسحل المدنيين، ويؤكد ان هؤلاء القتلة لايمكن ان يكونوا امينين على دولة وشعب يصفونه كل يوم بدم بارد..، ما حدث بلاغ فى بريد العملاء الذين يسعون صباح مساء لفتح مسارات التفاوض مع الجنجويد والتسامح مع ما اقترفوه من جرائم لن تسقط قطعا بالتقادم… ماحدث رسالة الى العالم الذى مازال يخذلنا، للقوى الكبرى التى تدعي انحيازها للانسانية والعدالة والسلام وهي تفشل فى ردع دويلة الشر الامارات كفيل المليشيا الذى وفر السلاح لقتل السودانيين فى كل يوم…

ماحدث فى صالحة بالامس يملؤنا يقينا بانه “ماحك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع امرك”، ويبدو ان المليشيا لاتابه بالعالم لانها تعلم قوة صوت الكفيل الاماراتي الذى يشتري صمت المؤسسات الدولية بالمال والنفوذ والمصالح.. الصمت فضيحة للعالم ولمؤسساته الدولية ولكل القوى التى اصطفت الى جانب التمرد..

ليس لدينا ملجأ الا الله نبتهل اليه صباح مساء ان يكلل بلادنا بنصر تتعجب منه الخلائق، وان يقصم ظهر المليشيا وداعميها فى الامارات وحاضنتهم السياسية فى “صمود وتقدم” ، وليس امامنا سوى جيشنا وقواته المساندة هم من نعول عليهم لتاديب هؤلاء القتلة الغجرة الذين يعيثون فسادا فى الارض ويستحلون دماء واعراض اهل السودان فى كل يوم…

محمد عبدالقادر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كاميرات المراقبة.. الشاهد الذى يكشف جرائم الظلام
  • مجلس صحار الثقافي يُثري المشاركات العُمانبة في مهرجان الحرفة الدولي بالسعودية
  • لحج.. نجاة قاضي من محاولة اغتيال
  • نجاة قيادي من مليشيا طارق عفاش من محاولة اغتيال في تعز
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!
  • 10 سنوات من النشر والإبداع «الاحتفال بالريادة في عالم الكتب»
  • “صور من التراث السوري” تبرز غنى الموروث الثقافي السوري في دار الأوبرا بدمشق
  • حاكمة كومنولث أستراليا تزور جامع الشيخ زايد الكبير وتؤكد: مكان استثنائي محاط بأجمل الحرف اليدوية
  • جامعة أسيوط تضع الابتكار والإبداع الطلابي في صدارة أولوياتها