بوابة الوفد:
2024-12-16@15:45:19 GMT

النقش على النحاس.. مهنة الملوك تحتضر

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

«النقش على النحاس».. حرفة اشتهرت فى الماضى بأنها مهنة الملوك والأمراء، ولكنها الآن بدأت تنقرض، وبدأ الكثير من الفنانين المهرة يهربون من تلك المهنة ومتاعبها، ولم يورثوها لأبنائهم، نتيجة عدم تسويق منتجاتهم وإقامة معارض لهم فى الخارج. والنقش أو التكفيت على النحاس هو من أبرز الفنون الشرقية، وهو حرفة تعتبر جزءًا من الفن الإسلامى الذى يعد من أروع الفنون التى عرفتها البشرية على الإطلاق، وهى ابتكار مصرى أصيل، وفن من فنون زخرفة المعادن اليدوية ولا يوجد أى تدخل تكنولوجى فيها، فجميع مراحل صناعة التحف النحاسية يدوياً باستخدام بعض الآلات البسيطة، والتى تعتبر بدائية أيضاً لكن لها تأثير كبير لا تقدر التكنولوجيا على تقليدها.

ويعد فن التكفيت على النحاس وتطعيمه بالذهب والفضة من أهم وأصعب الحرف اليدوية، والذى يتطلب جهداً كبيراً لإنتاج قطعة واحدة «مكفتة» ذات جودة عالية، حيث يستغرق عمل المبخرة المملوكى على سبيل المثال أكثر من شهر كامل ما بين قص النحاس والرسم والتكفيت أو التطعيم بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة، وهكذا يتم تحويل ألواح نحاسية صماء إلى تحفة فنية تزيد قيمتها بمرور الزمن.

وتتطلب مهنة التكفيت على النحاس شروطاً قاسية فيمن يريد إتقانها، يجب أن يكون فناناً حقيقياً ولديه موهبة فذة فى فن الرسم، إلا أنها تستلزم شرطاً آخر وهى الصبر، فمهنة التكفيت على النحاس هى مهنة الصابرين، فمن الممكن أن تستغرق بعض القطع الفنية شهوراً وأياماً وربما سنوات حتى يتم صنعها وبيعها لمن يقدر قيمة الفنون التى نحتت عليها، فيمتاز فن التكفيت على النحاس بوجود الزخارف الإسلامية البالغة الروعة، بالإضافة إلى دقة هندسية فى الرسومات، حيث إن أى نقش عن مساره الهندسى يهدر من قيمة القطعة الفنية وبخاصة المتعلقة بالرسومات التى يتم استلهامها من التراث الإسلامى أو التراث الفرعونى.

ويقول عماد حسين، فنى التكفيت على النحاس، بمنطقة كورنيش المعادى، ويعمل فى هذه المهنة أباً عن جد، إن التكفيت هو مصطلح إيرانى وتعنى تطعيم النحاس بالفضة، مؤكداً أن المهنة مع الوقت تندثر وأصبح من يعملون فى هذه المهنة قليلون جداً ورفض الآباء تعليم أبنائهم هذه الحرفة خوفا عليهم من أن يبقى مصيرهم مثلهم، لعدة عوامل أولها انخفاض المبيعات، نتيجة غلاء الخامات، موضحا أن سعر كيلو جرام النحاس منذ عامين كان يباع بـ180 جنيهاً، واليوم أصبح سعر الكيلو 750 جنيهاً، مما سبب ركوداً فى العمل خاصة أن شغل النحاس المطعم بالفضة، وهو شغل تراثى وليس شغل عادى، لافتاً إلى أنهم يقومون بعمل تحف فنية من النحاس مطعمة بالفضة مثل الموجودة فى المتحف الإسلامى، موضحاً أن القطع الفنية التى يتم إنتاجها سوقها ليست فى مصر، ولكن يتم تصديرها للخارج، موضحاً أن تسويقها داخل البلاد يجدون فيه صعوبة، موضحاً أن القطعة تقدر بحسب المجهود التى تم بذله فيها وعلى قدر الخامات التى وضعت فيها، موضحاً أن ثمن القطعة يبدأ من خمسة آلاف جنيه ومائتى جنيه ويصل إلى مليون جنيه. وعن سبب عدم تصدير منتجات هذه الحرفة، قال: إن الدولة بدأت تهتم بإقامة معارض لبعض الحرف مثل حرف الكروشيه والحلى، ولكن حرفة التكفيت على النحاس فهى فى النسيان، رغم أنها كانت تسمى حرفة الملوك، لكون أن من كان يأخذ هذه المنتجات هم الملوك والأمراء والأثرياء فى القديم.

وطالب عماد حسين، الدولة بسرعة عمل معارض بالخارج لحرف تراثية من مثل النحاس وغيرها من الحرف التى بدأت تندثر، لافتاً إلى أن هذه الحرف يقبل عليها الأجانب، ولكنهم يحتاجون تسويق لمنتجاتهم بالخارج، مضيفاً أن الدولة إذا فتحت لهم منفذ تسويق، ستعيد الروح لهذه الحرفة، مؤكداً أن أصحاب الحرف ليس لديهم مانع بأن تفتح لهم الدولة معارض بالخارج حتى وإن أخذت 30% أو 40% من الأرباح، وهنا الدولة ستعوض ما دفعته من تكاليف إقامة المعارض فى الخارج، موضحاً أن الدولة ستكون شريكة فى النجاح والأرباح، موضحاً أن الدولة تستطيع تنظيم المعارض بكل سهولة فى عدد من الدول.  وأكد أن تسويق منتجاتهم يتم عن طريق تجار من الخارج، تأتى لتطلب منهم منتجات محددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النحاس الفنانين ا حقيقيا و

إقرأ أيضاً:

رئيس تحرير الوفد: نطالب الدولة بتخصيص نسبة من الإعلانات للصحف الحزبية

قال عاطف خليل رئيس تحرير جريدة الوفد، إن هناك بعض الاقتراحات التى يمكن أن تكون خطوات مبدئية لانتشال الصحف الحزبية من مصير مأساوي، من بينها دعم الدولة للصحف الحزبية، أسوة بالصحف القومية، وإلزام الكيانات الإعلامية الكبرى التى تستحوذ على سوق الإعلانات، بتخصيص نسبة للصحف الحزبية.

قلاش: أجور الصحفيين لم تصل للحد الأدنى الذي حددته الدولة للعاملين نقيب الصحفيين: نعمل على صناعة أرشيف رقمي للصحافة المصرية منذ عهد "محمد علي"

جاء ذلك على هامش مائدة مستديرة بعنوان "الصحف الحزبية والمتوقفة.. الأزمة ومسارات الحلول"، بمشاركة نقيب الصحفيين خالد البلشي، والكاتبة الصحفية أمينة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي، والكاتب الصحفي هشام يونس وكيل نقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي عاطف خليل رئيس تحرير جريدة الوفد، ويدير الندوة الكاتب الصحفي كارم محمود.

وأضاف: إعطاء الأولوية للصحف الحزبية من إعلانات المؤسسات الحكومية، وخفض تكاليف طبع الصحف الحزبية فى المطابع التى تمتلكها الدولة، ولا يجوز أن تتبع الصحف القومية الهيئة الوطنية للصحافة، بينما الصحف الحزبية تتبع الهيئة الوطنية للإعلام.

وتابع: من بين المقترحات أيضا، توجيه البنوك الحكومية بتقديم قروض ميسرة لسداد مديونيات الصحف الحزبية، وتدخل نقابة الصحفيين لحل مشكلة الديون المتراكمة لهيئة التأمينات، مع ضرورة تخصيص نسبة محددة وثابتة من المشروعات الخدمية التى تحصل عليها نقابة الصحفيين لمحررى الصحف الحزبية، بهدف التخفيف من ظروفهم المادية الصعبة. 

وكانت نقابة الصحفيين افتتحت أمس السبت، المؤتمر السادس للصحافة المصرية، الذى تنعقد جلساته فى الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر الحالى.

ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات لأبرز القضايا والموضوعات الملحة، التى تهم الصحفيين المصريين، وأوضاع الصحافة المصرية، بالإضافة إلى إعلان نتائج الاستبيان الخاص بالمؤتمر، الذى شارك فيه أكثر من 1000 صحفي.

 ووجهت نقابة الصحفيين الدعوة لجموع الصحفيين المصريين للمشاركة فى المؤتمر، ومناقشة كل القضايا المتعلقة بالمهنة، وأوضاعها وتحدياتها للوصول إلى توصيات معبرة عن الصحافة وأوضاع الصحفيين.

مقالات مشابهة

  • برلماني: رسائل طمأنة من الرئيس السيسى للمواطنين عن الاقتصاد وسيادة الدولة
  • «القدس للدراسات»: الاستيطان بالجولان تعبير حقيقي عن نوايا إسرائيل التوسعية
  • النائب هاني العسال: حديث الرئيس للإعلاميين اتسم بالمصارحة والشفافية
  • ضحية النزاع العائلي.. مقتل شخص بطلق ناري في أسيوط
  • بعد سقطة هدير عبدالرازق.. هل يعاقب القانون انحرافات البلوجرز؟
  • رئيس تحرير الوفد: نطالب الدولة بتخصيص نسبة من الإعلانات للصحف الحزبية
  • ينقل النحاس إلى الخلايا المناعية.. عقار جديد لسرطان نادر لدى الأطفال
  • سعر كيلو النحاس اليوم الجمعة 13-12-2024 في الأسواق المحلية والعالمية
  • الجلالى- الجولانى..المشهد المؤلم فى سوريا!
  • من أجل أفريقيا مزدهرة