هل يجوز إيقاف أجهزة التنفس عن المريض الميت إكلينكيا؟.. رأي الطب والدين والقانون
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
في بعض الأحيان يمكث الكثير من المرضى في المستشفيات، ينتظرون معجزة إلهية لشفائهم، بعد أن قدم لهم الأطباء كل ما يستطيعون طبيا، لكن الموت الإكلينيكي أصبح مصيرهم، وهو يعتبر موت لخلايا المخ والرئة، وتوقف للعلامات الحيوية بجسم الإنسان، فهو حالة صعبة يقف أمامها الأطباء مترددين ومتسائلين، هل يجوز إيقاف أجهزة التنفس الصناعي عن المريض الميت إكلينكيا؟
هل يجوز إيقاف أجهزة التنفس الصناعي عن المريض الميت إكلينكيا؟يجيب الدكتور عمرو أبو سمرة، استشاري العناية المركزة والتخدير، والشيخ أحمد الصباغ، أحد علماء الأزهر، ومحمد شرف المحامي، خلال حديثهم لـ«الوطن»، عن تساؤل: هل يجوز إيقاف أجهزة التنفس الصناعي عن المريض الميت إكلينكيا؟
شقان مرتبطان ببعضهما، الأول الجانب الشرعي والثاني الطبي، بحسب استشاري العناية المركزة والتخدير، موضحا: «القرار الطبي بيكون مبني على الشرعي، وهناك دول عربية أباحت شرعا فصل الأجهزة عن المريض، بشرط وجود لجنة طبية على أعلى مستوى، فاللجنة لازم تقول إن المريض توفى أكلينيكيا، وبالتالي بياخدوا موافقة أهله ويفصلوه، لكن في مصر لم يطبق ذلك القرار».
وتابع «أبو سمرة»، بأنه يرفض، وغالبية الأطباء في مصر يرفضون، إيقاف أجهزة التنفس الصناعي عن المريض الميت إكلينكيا، قائلا: «أنا شخصيا برفض وغالبية الدكاترة بيرفضوا، حتى إذا طلب أهل المريض ذلك، لأنه مش مبني على فتوى شرعية، وفي شروط للفصل بأن يكون في لجنة ثلاثية مكونة من استشاري رعاية مركزة، وطبيب مخ وأعصاب، وكمان وفد من إدارة المستشفى، يقررون بناء على الأعراض الإكلينيكية الموجودة عند المريض».
رأي الدين في إيقاف أجهزة التنفس الصناعي عن المريض الميت إكلينكياصرح الشيخ أحمد الصباغ، أحد علماء الأزهر، بأنه يجوز شرعا رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميت إكلنيكيا، إذا أجاز الأطباء ذلك، قائلا: «الأطباء هما اللي يقولوا لأنهم أدرى بحالته الصحية، لأننا لا نملك رأيا بعد الأطباء المتابعين لحالة المريض، لكنه يجوز إذا أجازوا ذلك».
وفيما يخص رأي القانون، أوضح محمد شرف، المحامي، لـ«الوطن»، أن الطبيب الشرعي هو من يقرر ذلك، فلا وجود لمواد قانونية تجيز أو ترفض ذلك، قائلا: «الأطباء اللي بيقرروا والطب الشرعي بيحسم الموضوع، إذا كان ذلك قتلا أم لا، لكن هو الموضوع يتوقف على رأي الطب».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز هبة ثواب تلاوة القرآن للأحياء؟ دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول:هل يجوز للإنسان أن يهب ثواب قراءة القرآن الكريم لشخص لا يزال على قيد الحياة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال: إنه لا خلاف في أنه يجوز للمسلم إذا عمل عملًا صالحًا أن يدعو الله تعالى بأن يهب مثل ثواب عمله هذا إلى من شاء من الأحياء أو الأموات، فإذا فعل ذلك فإنه يصل إن شاء الله تعالى.
هبة ثواب الصدقة للوالدينوورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل يجوز أن أخرج صدقة وأهب ثوابها لوالديَّ بعد موتهما، وما فضل ذلك؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، بأن الله تعالى قد أوجب بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23، 24].
وأوضحت، أن الأمر بالبر في آيات القرآن الكريم لا يحصر برهما في حال دون حال، ولا في زمان دون آخر، فيجب على الولد أن يبر والديه حال حياتهما، وإن فاته ذلك في حياتهما فلا أقل من أن يبرهما بعد وفاتهما؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».
وذكرت أن من بر الوالدين كذلك: أن يتصدق ويهب ثواب الصدقة لهما، لا سيما إذا كانت صدقة جارية، فإن ذلك يصل إليهما؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أمي تُوُفيَتْ، أينفعها إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: «نَعَمْ»، قال: فإن لي مَخْرَفًا، فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها.