رحلت عن عالمنا، قبل يومين، الدكتورة سيزا قاسم عن 89 عاما بعد أن قضت جل حياتها في خدمة النقد والثقافة العربية، فكانت أحد أبرز الأسماء وأهمها بين النقاد العرب المعاصرين الذين تخصصوا في دراسة الأدب المقارن، سواء كان معاصرا أم من التراث.

ولم تكن سيزا قاسم مجرد ناقدة أدبية فقط، بل كانت صوتًا قويا للوعي الثقافي والسياسي، وعبّرت عن آرائها بشجاعة وعقلانية، وقدمت تحليلاتها النقدية للأدب والثقافة في ضوء التحديات الراهنة.

دافعت سيزا قاسم كثيرا عن سؤال المنهج وعن حق الإنسان العربي في المعرفة، وترى أن تزييف المعرفة وحجبها، وفرض منظور الأيديولوجية السائدة على المجتمع من خلال ما تسميه القمع المعرفي، من المشكلات الجوهرية التي يعاني منها المجتمع العربي، ومن ثم يقع العبء على الأدب في أن يفضح هذا الزيف وأن يكشف النقاب عن الحقيقة.

ولهذا دانت في أعمالها النقدية الاستبداد والتسلط والقمع والظلم الاجتماعي، داعية إلى دمقرطة الحكم وإحقاق إنسانية الإنسان، وكان لديها الشجاعة النقدية التي لا تخضعها لعبادة الأصنام الثقافية، وتجأر بصوتها في وجه الجميع مهددة بخرق حد الصمت، ومنددة بالسكوت الذي يتساوى مع الاشتراك في الجريمة.

إنتاج قليل وحصاد غزير

لم تقدّم سيزا قاسم كثيرا من الأعمال النقدية أو الفكرية، فلم يشغلها الكم بقدر ما كان يشغلها الهم الإنساني بأن تعبر الأعمال الأدبية عن آمال الإنسان وطموحاته، وتفتح له في الأفق نافذة يجد فيها الخلاص، لذا جاءت كل أعمالها بمثابة الثورة في مجالها، تهدم قديما وتشيد جديدا على أنقاضه.

كانت رسالتها للدكتوراه عن "الواقعية في الرواية المصرية.. بحث في ثلاثية نجيب محفوظ"، لقد كان الأمر مستغربا وفريدا في نهاية السبعينيات، إذ كيف يتم التصديق على دراسة أكاديمية مقارنة تقوم على عمل واحد فقط؟

ومثلما كانت رسالتها عصفًا بالتقاليد الأكاديمية، كانت فتحا في الرؤى النقدية للأدب العربي، حيث أرادت أن ترسم صورة للواقع المصري والتاريخ من أسفل من خلال رؤية مكبرة.

في هذه الدراسة، ولأول مرة وضعت يدها على تأثر أديب نوبل نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة بمدارس غربية ثلاث: المدرسة الواقعية الفرنسية متمثلة في أونوريه دي بلزاك وغوستاف فلوبير، والمدرسة الطبيعية (مذهب الطبيعة) متمثلة في إميل زولا، ومدرسة الروائيين الإنجليز الإدوارديين مثل غولزورذي وبينيت.

أما كتاب "القارئ والنص" فبحث في موضوع القراءة والقارئ ونظرية التلقي، وقيمة النص ودلالته ومعناه، وضعت مجموعة من التساؤلات على طاولة التشريح الأدبي: هل يمتلك النص قيمة بذاته أم تقوم هذه القيمة في كاتبه أم إن القارئ هو من يخلع مثل هذه القيمة عليه؟ أو بالأدق ما طبيعة العلاقة بين القارئ والنص الأدبي؟

من هذا المدخل سعت الدكتورة سيزا قاسم لتناول قضية القراءة في أصولها المعرفية بين القارئ والنص الأدبي، منطلقة في ذلك من فكرة مسلم بها تقول إن اللغة هي الملكة التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات، فكيف يستقبلها الإنسان؟ وكيف تنتقل الدلالة من منبع ما إلى مستقبِلها؟ أو كيف يفهم البشر بعضهم بعضا؟

التراث والهوية

ويأتي كتابها التراثي عن ابن حزم الأندلسي وعمله "طوق الحمامة في الأُلفَة والأُلَّاف"، الذي كان موضوع رسالتها للماجستير في 1971، عن علاقتنا بالتراث، إذ ترى أنه لم يعد هناك الاهتمام الكافي بالنصوص التراثية الكبرى.

الكتب التي أنتجتها والمناهج الجديدة التي عملت عليها، واقتحامها قضايا كانت جديدة تماما على مجتمعاتنا، جعلت إنتاجها يعبّر عن موضوعات خلاقة، يعود ذلك في الأساس إلى إلمامها بالثقافتين الغربية والعربية، ودرايتها الكبيرة بالتراث العربي، مما جعلها واعية تماما بالأنا في مواجهة الآخر، وأن ما نملكه قد يكون أفضل كثيرا مما نستورده.

لكن رحيل سيزا قاسم يعد بمثابة صدمة للأوساط الثقافية المصرية والعربية، حيث تقف كتبها وأفكارها ورؤاها النقدية بمثابة العلامات الثقافية الرائدة، وتبارى تلامذتها وزملاؤها وأصدقاؤها في الحديث عنها، ونحن هنا نلتقي مع من كان أكثر قربا منها، وأكثر فهما لأعمالها.

رائدة تيار الوعي

أول من أعلن خبر رحيلها كان الناقد طارق النعمان، الذي كان لها بمثابة الابن والتلميذ والصديق، يقول "منذ أن عرفتُها وهي تمثل لي نصًا إنسانيا وأكاديميا حافلا بالقيم والمبادئ الجليلة والجميلة والراقية المتمثلة في الجدية، والإخلاص، والدأب، والمثابرة، والإتقان، وعدم المساومة على القيم العلمية والأكاديمية بأي صورة من الصور، وعدم خلط القيمة العلمية بالمصلحة الشخصية أو بالمجاملة مهما كانت علاقة الأفراد بها ومهما كان ما تَكنّه من حب لهؤلاء الأفراد".

ويكمل النعمان "المتابع لخطاب سيزا قاسم النقدي يلفته هذا التنوع الثري بين فضاءات الثقافة العربية المختلفة من الخطاب النثري التراسلي القديم كما في رسالة طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، إلى الخطاب الروائي المعاصر على نحو ما يتجلى في دراستها البالغة التميز "بناء الرواية" في ثلاثية نجيب محفوظ ومقارنتها بكل هذا العدد الضخم من الروايات الغربية وكل هؤلاء الروائيين: أوجيني جرانديه لبلزاك، ومدام بوفاري لفلوبير، والمطرقة والفريسة لزولا، وثلاثية غولزورذي لفورسيت ساجا، والبحث عن الزمن الضائع لبروست، ومدام دالوي لفرجينيا وولف كممثلين لرواية تيار الوعي".

غلاف كتاب سيزا قاسم عن "طوق الحمامة" لابن حزم الأندلسي (الجزيرة) أصوات متعددة

ولم يقف جهدها عند رواد تيار الوعي، بل انتقل إلى الخطاب الديني، والتفسير على وجه التحديد لدى مفسرين وبلاغيين من أمثال الطبري والزمخشري والرُّماني، وعلماء علوم قرآن مثل الزَّركَشي والسيوطي، إلى الخطاب التاريخي لدى الطبري والمسعودي وابن خلدون، فالتنظير لمفهوم الخبر في التراث العربي.

ويشير النعمان إلى التحليل المتنوع لنماذج الخطاب السردي المعاصر ما بين روايات وقصص قصيرة على نحو ما يتجلى في كل تلك الدراسات الشديدة العمق والتكثيف في كتابها "’روايات عربية.. قراءة مقارنة"، وإلى جهدها الكبير في حقول الشعر المعاصر، وإلى نظريات السيميوطيقا (علم العلامات) وقراءة المكان والزمان في الشعر الجاهلي.

ويضيف النعمان "لا يخفى عن الدارسين جهدها الكبير في نظريات القراءة في الهرمنيوطيقا (علم التأويل) وفي التراث العربي على نحو ما تتجلى في شروح أو قراءات الشريشي للمقامات، إلى خطاب الصورة والفنون التشكيلية على نحو ما هو في كتابها "القارئ والنص.. العلامة والدلالة"، وفي قراءتها صور ولوحات مارجو فييون عن النوبة، إلى السيميوطيقا وأحدث منجزاتها، إلى الصمت كخطاب يملك شفراته الخاصة، إلى المقارنة بين خطاب الجنون بين إرازموس وعقلاء المجانين للنيسابوري، ووصولًا إلى العلاقة بين التاريخ والرواية.

وللدكتورة سيزا قاسم العديد من الترجمات المهمة في اللغويات، من بينها النظرية الأدبية والسيميوطيقا، وتحريرها أول وأهم كتاب صدر عن السيميوطيقا في العالم العربي، وهو كتاب "مدخل إلى السيميوطيقا.. أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة".

المؤسسون للثقافة الحداثية

ويصف المفكر والناقد نبيل عبد الفتاح سيزا قاسم بأنها واحدة من الجيل المؤسس للثقافة الحداثية المعاصرة في مصر والمنطقة العربية، ولهذا كان رحيلها مثار حزن وصدمة للكثيرين من تلامذتها وزملائها وأصدقائها المقربين.

ويضيف عبد الفتاح للجزيرة نت أن سيزا قاسم تعد واحدة من أهم نقاد الأدب المقارن في مصر والعالم العربي، ويعود ذلك إلى أنها جمعت المعرفة العميقة بجواهر الثقافتين الفرنسية والعربية، ومعرفتها المنهجية بالتراث والأدب العربي الحديث، وإلمامها العميق بالمعرفة في الأدب المقارن وخاصة في مجال الدراسات النظرية والتطبيقية وتطوراتها المختلفة في الحقل الأدبي، وهو ما يظهر جليا في دراستها المهمة مع الدكتور نصر حامد أبو زيد "مدخل إلى السيميوطيقا" وكتابها "القارئ والنص".

غلاف كتاب سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد "مدخل إلى السيميوطيقا" (الجزيرة)

وتجلت هذه المعارف والتطورات المذهلة في ثورة "اللسانيات" التي شكلت نقلة كبيرة في الدراسات النقدية والسياسية والسوسيولوجية، والتي تعد إحدى مزايا العقل النقدي لسيزا قاسم، لتكون بهذه الصورة مثالا لا تجد له نظيرا في كليات الآداب، مثلها في ذلك مثل جابر عصفور وعبد المنعم تليمة وأستاذتها سهير القلماوي.

ويؤكد عبد الفتاح أن سيزا قاسم قدمت في أطروحتها لنيل درجة الماجستير دراسة رائدة وجديدة عن كتاب "طوق الحمامة في الإلف والإيلاف" لابن حزم الأندلسي، اتبعت فيه التحليل المقارن مع نظائره في الأدب الغربي، وكذلك رسالتها لنيل درجة الدكتوراه عن "الواقعية الفرنسية والرواية العربية"، وهو ما ظهر في كتابها "بناء الرواية"، وهذا الكتاب قال عنه نجيب محفوظ إنه من أهم الكتب التي تناولت الثلاثية (قصر الشوق، وبين القصرين، والسكرية) بالدراسة والتحليل.

خطاب نقدي شجاع

ويستطرد عبد الفتاح "فوق التميز الأدبي والنقدي العميق، اتسمت سيزا باللطف الإنساني والشجاعة الأدبية مع طلابها وزملائها، وعلى الرغم من انتمائها للطبقة العليا في مصر قبل 1952 وبعدها، فإنها كانت تملك رؤية معتدلة في أمور المجتمع، وكانت منحازة للطبقات الضعيفة من المجتمع بكل أشكالها، ولم تقتصر شجاعتها على الواقع الاجتماعي، بل امتدت إلى الخطاب النقدي وموضوعيته".

وكان لثقافتيها العربية والفرنسية الرفيعتين، بالإضافة إجادتها اللغة الإسبانية، تأثير واضح في لغتها الفاتنة الشائقة التي تتسم بالدقة الاصطلاحية والأسلوبية، بحسب نبيل عبد الفتاح.

آخر سلالات الذهب

أما المترجمة والناقدة منى أنيس فتصف صديقتها سيزا قاسم بأنها من آخر النقاد المثقفين الكبار، وبأنها تتميز بالعمق والمعرفة المتعددة، وهي من مواليد العقد الثالث من القرن العشرين، شبت وسط ثقافة فرنسية ضاغطة، وحصلت على ليسانس الآداب الفرنسية في الخمسينيات، ومع ذلك أرادت لنفسها أن تكون ابنة بيئتها الثقافية محليا وعالميا، لذا اتجهت في دراستها العليا نحو الثقافة العربية، واختارت الأندلس وابن حزم وكتابه "طوق الحمامة" موضوعا لأطروحتها، لتلتحق من جديد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، وحصلت على الماجستير في العربية بعد الفرنسية.

وتؤكد أنيس أن "الدكتورة سيزا من سلالة النقاد الكبار من أمثال عبد المنعم تليمة وعبد المحسن طه بدر وسهير القلماوي والدكتور الأهواني، وكل أساتذة العصور الوسطى في جامعة القاهرة، وأستاذهم جميعا الدكتور طه حسين، وإن كانت في قسم اللغة العربية، فإنها تطير بجناحين في سماء الثقافتين العربية والغربية".

وتبقى دراستها المهمة عن ثلاثية نجيب محفوظ التي حصلت بها على رسالة الدكتوراه من أهم ما كتب عن المدارس الغربية من فوكو ودريدا، وذلك عبر نقد عميق للثلاثية ومقارنتها بروايات الأجيال في الثقافة الغربية أمثال توماس مان وغيره من روائيي الأجيال في أوروبا.

نموذج المثقف الرسولي

وتقول الدكتورة فريال غزول أستاذة النقد بالجامعة الأميركية بالقاهرة وتلميذة وصديقة الدكتورة سيزا قاسم، للجزيرة نت، إن "سيزا قاسم الزميلة والأخت احتضنتني عندما جئت من بغداد إلى القاهرة لأدرّس في الجامعة الأميركية في قسم الأدب الإنجليزي المقارن، وكانت سيزا بتمكنها من اللغات وعمقها الفكري ناشطة ثقافية بامتياز. أنشأنا معا دورية أكاديمية بارزة استمرت في ازدهارها حتى يومنا هذا بفضل سيزا قاسم".

وأردفت غزول "كما أشركتني سيزا في مشروعها وكتابها عن السيميوطيقا وعلم العلامات، وعرّفتني على المثقفين المصريين، وجعلتني أشعر بالانتماء". وتضيف "سيزا قاسم نموذج المثقف الرسولي الذي يجمع الآخرين ويوجّههم نحو ثقافة إنسانية شاملة، سلام عليها وعلى نموذجها النادر".

تفسير القرآن وجماليات اللغة

محمد شعير، مدير تحرير "أخبار الأدب" وأقرب الصحفيين إلى عقل الدكتورة سيزا قاسم ونافذتها التي تطل منها على الحالة الأدبية في مصر، تحدث للجزيرة نت قائلا "قبل يومين من رحيلها، كتبت سيزا قاسم تدعو بأن تموت بلا ألم، وكان أن تحققت أمنيتها بعد تعب بسيط دخلت المستشفى لساعات لتغادر بعدها".

ويضيف شعير "لم أتعامل مع سيزا باعتبارها مجرد ناقدة نزيهة أضافت إلى مناهج النقد الأدبي العربي الكثير، ولكنها كانت أكبر من ذلك، كانت داعما دائما لكل ما هو جديد، ومرشدا إلى ما ينبغي أن أتابع، كانت بمثابة الأم التي لا تكف عن العطاء".

وأضاف "فتحت بيتها كثيرا لشباب عديدين، ترشدهم بلا وصاية، وتدعم بلا هدف سوى تلك المحبة والمعرفة، وكنت واحدا منهم، لفتت نظري إلى أشياء كثيرة في تجربة نجيب محفوظ، وإلى مناهج حديثة في الثقافة الغربية أو ما كانت تسميه الأفكار الجديدة في العالم".

ويؤكد شعير أنه "كان لديها آمال كثيرة في مجال العلم والمعرفة، وكانت آخر أمنياتها أن تفسر إحدى سور القرآن لتبيّن جمالياتها اللغوية، ولكن يبدو أن حلمها الأخير لم يتحقق.. سلاما لها بحجم ما تركته من محبة في نفوس الكثيرين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدکتورة سیزا قاسم إلى الخطاب عبد الفتاح نجیب محفوظ على نحو ما ما کان فی مصر

إقرأ أيضاً:

على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية

سرايا - حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء من خطر انتشار فيروسات بما فيها إيبولا من مختبر في غوما بسبب القتال العنيف في المدينة الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.



وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف في مؤتمر صحافي في جنيف إن الهيئة "تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في مختبر المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية" وتدعو إلى "الحفاظ على العينات التي قد تتضرر جراء الاشتباكات والتي قد تسبب عواقب لا يمكن تصورها إذا انتشرت السلالات البكتريولوجية التي تؤويها، بما في ذلك فيروس إيبولا".



وأوضح مكتب منظمة الصحة العالمية لقارة إفريقيا فيما يتعلق بالتفشي الجديد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن المنظمة تجري مناقشات مستمرة مع وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية فيما يتعلق بنتائج التسلسل، وتشير النتائج إلى أن أول حالة إيبولا تم اكتشافها في هذا التفشي هي من سلالة سليل "متغير إيتوري"، وهذا يعني أن تفشي المرض مرتبط بتفشي الفيروس منذ عامين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي حدث في مقاطعتي كيفو الشمالية وإيتوري التابعة لجمهورية الكونغو الديمقراطية في الفترة من 2018 إلى 2020 ولا يمثل تسربا جديدا على الحدث.


وفيما يتعلق بتفشي المرض في غينيا، و أشارت المنظمة إلى أنها لا تعرف حتى الآن ما الذي أسهم بالضبط في تفشي المرض في غينيا، وما الذي ساهم في عودة ظهور الفيروس. ولم يتسن بعد إرسال عينات من الحالات المؤكدة بسبب سوء الأحوال الجوية. ولكن من المقرر إرسالها إلى معهد باستور. داكار (السنغال) من أجل تسلسل كامل للجينوم لتحديد ما إذا كان مرتبطا بأي تفشٍّ آخر. ومع ذلك، يمكننا أن نؤكد أن هذه هي سلالة زائير من الإيبولا. ويجري حاليا إجراء تحقيقات وبائية متعمقة لمعرفة سواء كان انتقالا حيويا جديدا أو كان فيروسا ثابتا في الإنسان.


عودة الإيبولا كانت متوقعة
وأضافت المنظمة أن عودة الظهور متوقعة، بسبب أن مرض فيروس إيبولا مرض متوطن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأن فيروس إيبولا موجود في المستودعات الحيوانية في المنطقة. وخطر العودة إلى الظهور من خلال التعرض للحيوانات المعيلة. أو لا يمكن أيضا استبعاد السوائل الجسدية للناجين من الإيبولا، وبالإضافة إلى ذلك، من المعتاد أن تحدث حالات متفرقة في أعقاب تفشي المرض بشكل كبير.



وبشكل عام يحتاج الفيروس مثل إيبولا إلى "المضيف المكمن" مثل ما يطلقه عليه علماء الفيروسات، وذلك للبقاء على قيد الحياة، وغالباً ما تكون هذه الغوريلا أو غيرها من الثدييات التي تصيب الفيروس وتنشره على البشر، وقد لا تعاني الحيوانات الأخرى المضيفة للمخزون من نفس النوع من الأمراض الشديدة، بالإضافة إلى حملها للفيروس، ما يعني أن الفيروس يمكن أن يبقى حاضراً وأن يكون منخفضاً بالانتشار من مضيف إلى آخر، وكانت هناك أبحاث تبين أن خفافيش الفاكهة الإفريقية قد تشارك في انتشار الإيبولا.


عوامل تساعد الإيبولا على الانتشار
وبالإضافة إلى أن البلدان المتأثرة هي موطن الحيوانات المضيفة المحتملة للمخزون، وهناك عوامل أخرى تساعد على انتشار الإيبولا، مثل النمو السكاني وتعدي البشر على المناطق الغابات، وزيادة التفاعل المباشر مع الحيوانات البرية التي قد يكون لديها الفيروس.



وأكدت المنظمة أنه توجد حالات مؤكدة في كل جمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا، وتتلقى الحالات المصابة بالإيبولا والمرضى الرعاية في مراكز العلاج.



دول إفريقية تتأهب
وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدان المجاورة لغينيا (مثل ليبيريا وسيراليون) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (مثل أوغندا ورواندا وبوروندي وجنوب السودان)، في حالة تأهب لحالات إيبولا، وعندما يتم التعرف على حالة مشتبه فيها يتم عزل المريض ويتلقى الرعاية اللازمة، ويتم أخذ عينة لتحديد ما إذا كان المريض لديه بالفعل إيبولا، كما تبدأ جهود اقتفاء أثر الاتصال لتحديد أي حالات إضافية ووقف الإصابة بالمرض.



وينتقل فيروس إيبولا إلى الناس من الحيوانات البرية (مثل الخفافيش والفاكهة والخنزير)، ثم ينتشر بين السكان من خلال الاتصال المباشر بالدم. إفرازات أو أعضاء أو سوائل جسدية أخرى للمصابين، ومع الأسطح والمواد (مثل الفراش أو الملابس) الملوثة بهذه السوائل.



جدير بالذكر أن فيروس إيبولا تم اكتشافه لأول مرة في عام 1976 في حالتين متزامنتين، واحدة في يامبوكو، وهي قرية ليست بعيدة عن نهر الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والأخرى في منطقة نائية في السودان. ويبقى المصدر الدقيق للفيروس غير معروف.



الإيبولا متوطن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما حدثت حالات تفشٍّ في السودان وغابون وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

إقرأ أيضاً : وفد روسي رفيع المستوى يصل إلى دمشق للقاء الشرعإقرأ أيضاً : مصدر مصري مسؤول ينفي التقارير حول إجراء اتصال بين ترامب والسيسيإقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يقتل أحد جنوده عن طريق الخطأ على حدود غزة



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #الحيوانية#ترامب#المنطقة#الشمالية#الوضع#المدينة#كورونا#الصحة#الناس#غزة#الاحتلال#الحدث



طباعة المشاهدات: 1436  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-01-2025 04:06 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات التحقيق مع "كوكا كولا" بعد سحب مشروباتها من بريطانيا بسبب منشورات زوجته خلال إجازة عائلية .. القبض على زعيم عصابة مخدرات خطير انتقادات واسعه لوزيرة السياحة بسبب دعوتها للاردنيين... اشخاص يعتدون على ستيني في الأغوار الشمالية أثناء... بالفيديو .. الممثلة الامريكية سيلينا غوميز تنهار... وقف الدعم الأمريكي لبرنامج دعم بلدية الزرقاء بقيمة... "الصبيحي" يسأل مدير الإحصاءات العامة: من... وفد روسي رفيع المستوى يصل إلى دمشق للقاء الشرعمصدر مصري مسؤول ينفي التقارير حول إجراء اتصال بين...جيش الاحتلال يقتل أحد جنوده عن طريق الخطأ على حدود غزةقناة عبرية: جنود الاحتلال غادروا...وزير خارجية إيران يقترح على ترامب إرسال...الأونروا: نخطط لتقديم المساعدات والبقاء بقطاع غزةمجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرًا...ترامب يتعهد برسوم جمركية على الرقائق والصلب والأدويةبسبب قرار ترامب .. تعليق نزع الألغام في 13 بلداً سميرة أحمد تكشف كواليس إجازة "البريء" ..... صدمة وفاة فنان مصري شاب بعد معاناة مع "مرض... كندة حنا: "سقوط الأسد دمّر حياتي وأجبرني على... ترامب يتسبب في انهيار سيلينا غوميز بالبكاء محمد شكري جميل .. أيقونة السينما العراقية يرحل... المنتخب الوطني يتعادل وديا مع نظيره الأوزبكي نكودو .. استغل نصيحة كين و"بندقية" كادت تُغير حياته 850 مليون يورو .. هل أصبح نيمار أفشل صفقة في التاريخ؟ النشامى يختتم معسكره في قطر بتعادله أمام أوزبكستان جمال أبو عابد في لقاء مع "سرايا": المنتخب الوطني أضاع فرصًا ذهبية .. والفيصلي رفض التعاقد مع لاعب يلعب بالدوري "الإسرائيلي" على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية تتويج اليابان بكأس العالم للحلويات التحقيق مع "كوكا كولا" بعد سحب مشروباتها من بريطانيا بسبب منشورات زوجته خلال إجازة عائلية .. القبض على زعيم عصابة مخدرات خطير صور عبر غوغل إيرث تكشف لافتات غامضة في لوس أنجلوس السعودية: قرار جديد يمنع تسمية الأطفال بهذه الأسماء العثور على خاتم آخر إمبراطور بيزنطي في بلغاريا بيل غيتس يحذر: العالم غير مستعد نهائيًا لوباء جديد اميركا .. طالب يقتل زميلته داخل المدرسة ثم ينتحر بعد 61 يوما .. أميركية تعيش بكلية خنزير تسجل إنجازا كبيرا

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • أمين عام البرلمان العربي يشارك في الاجتماع الـ 45 لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
  • رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية
  • وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي
  • «الصحة العالمية»: انتشار سلالات جديدة من فيروس جدري القرود
  • الصحة العالمية تحذر من انتشار سلالات جديدة لفيروس جدري القرود
  • العربية للتنمية الإدارية تنظم الملتقى العربي الرابع حول التطوير المؤسسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • على غرار كورونا .. تحذير من تسرب سلالات فيروسية قاتلة من مختبر دولة إفريقية