أجهزة تعمل في درجات الحمم البركانية.. كيف يمكن تصنيعها؟
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
إذا كان لديك قلق عميق ومزعج بشأن سقوط هاتفك في نيران الموقد، فقد لا يكون لقلقك مبررا في المستقبل، إذا اقتنيت جهازا أُعد بواسطة فئة جديدة من المواد السيراميكية التي يمكن أن تعمل في درجات حرارة تعادل الحمم البركانية.
فقد نجح فريق بحثي من جامعة ديوك الأميركية في تطوير طريقة تتيح اكتشاف هذه المواد بسرعة، ووصفوا في دراسة نشرتها دورية "نيتشر" خصائصها وتطبيقاتها المختلفة، إذ وجدوا أنها أكثر صلابة من الفولاذ، ومستقرة في البيئات المسببة للتآكل كيميائيا، وبالتالي يمكن أن تشكل -بالإضافة لاستخدامها في بناء الأجهزة- أساسا لطلاءات جديدة مقاومة للتآكل، وكذلك في صنع البطاريات.
واكتشف الباحثون هذه المواد باستخدام طريقة حاسوبية متطورة ساعدتهم على التنبؤ بكيفية صنع ما يقرب من 900 مادة جديدة فائقة القوة، واختبروا 17 منها في المختبرات، وأثبتت نجاحا كبيرا.
ويقول بيان صحفي نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ديوك، إن "هذه المواد السيراميكية الجديدة المقاومة للحرارة والعزل الكهربائي، تأتي من خلط مكونات خاصة باستخدام عملية تسمى التلبيد بالضغط الساخن، وهي عملية تشبه إلى حد ما الطهي، حيث يتم تسخين المكونات في فراغ عند درجات حرارة عالية للغاية".
ويوضح البيان أن "السيراميك النهائي الناتج يكون مثل المعدن إلى حد ما، لكنه في الواقع فائق الصلابة بما يؤهله للاستخدام في الكثير من التطبيقات، بما فيها الأجهزة الإلكترونية".
الطريقة الحسابية التي استخدمها باحثو جامعة ديوك تكتشف المئات من السيراميك الجديد للبيئات القاسية (جامعة ديوك) كيف اكتشفها الباحثون؟ويشرح الباحثون في الدراسة طريقتهم لإعداد المواد الجديدة، والتي من المتوقع أن تُحدث ثورة في "تصنيع الأجهزة"، ويمكن تلخيصها في الخطوات التالية:
أولا: استخدام الطريقة الحسابية "دي إي إي دي": وهي أداة تحسب بسرعة خصائص مئات الآلاف من مجموعات المواد المحتملة دون الحاجة إلى إنشاء كل منها فعليا، ويتم ذلك بالتركيز على ما يعرف بالمحتوى الحراري (الإنثالبي) والقصور الحراري (الإنتروبيا)، لذلك فإن مسمى تلك الطريقة بعيدا عن الأحرف المختصرة هو "واصف المحتوى الحراري والإنتروبي المضطرب"، حيث يقيس المحتوى الحراري قوة و متانة تصميم المادة، في حين تمثل "الإنتروبيا" عدد التصاميم المحتملة ذات القوة المماثلة. ثانيا: اكتشاف المواد: باستخدام الطريقة الحسابية "دي إي إي دي" توقع فريق البحث 900 تركيبة مادة جديدة، ومن هذه التوقعات نجحوا في إنتاج واختبار 17 مادة جديدة في المختبرات. ثالثا: العملية التجريبية: وتسمى الطريقة المستخدمة لإنشاء هذه المواد بالتلبيد بالضغط الساخن، وهي تنطوي على تسخين مركبات مسحوق المواد في فراغ عند درجات حرارة تصل إلى 4000 درجة فهرنهايت مع الضغط لعدة ساعات، وتستغرق هذه العملية، بما في ذلك التحضير والتفاعل والتبريد أكثر من 8 ساعات. رابعا: خصائص المواد: يبدو أن السيراميك الناتج معدني أو رمادي داكن أو أسود المظهر، ويشبه السبائك المعدنية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ. الباحثون يعتقدون أن المصانع يمكنها تعديل ما تفعله لصنع السيراميك فائق الصلابة بالطريقة التي وصفتها الدراسة (شترستوك) أسئلة وجدت إجاباتها وأخرى تنتظروتثير تلك الطريقة التي وصفها الباحثون في دراستهم مجموعة من الأسئلة التي يفصلها أستاذ فيزياء المواد بجامعة إلمنيا المصرية الدكتور خالد هلالي في حديث هاتفي مع "الجزيرة نت"، وهي:
التطبيقات العملية: فإذا كان الباحثون قد نجحوا في مختبرات الأبحاث، فكيف يمكن للصناعات أو الشركات المصنعة الحالية دمج هذه المواد في منتجاتها أو عملياتها، وهل هناك صناعات معينة مستعدة لاعتماد هذا السيراميك في وقت أقرب من غيرها؟ المتانة والموثوقية على المدى الطويل: فعلى الرغم من أن المواد صُممت لتحمل درجات حرارة قصوى، فإنه لا بد من اختبار متانتها وموثوقيتها على المدى الطويل، فهل هناك توجه لدى الباحثين لاختبار طويل الأمد لها في تطبيقات العالم الحقيقي أو البيئات القاسية؟ التكلفة: ما هي الآثار المترتبة على تكلفة تصنيع هذه المواد لاعتمادها على مستويات عالية من الطاقة، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على اعتمادها على نطاق واسع، وهل هناك جهود جارية لتحسين طرق الإنتاج لجعل هذا السيراميك أكثر فعالية من حيث التكلفة؟ الاختبار والتحقق من الصحة: ففي حين تم إنتاج واختبار 17 تركيبة من أصل 900 بنجاح، فما هي الخصائص المحددة التي جعلت هذه الـ17 تركيبة متميزة، وما هي المعايير التي استُخدمت لاختيار هذه التركيبات للإنتاج والاختبار المختبري؟ويحمل البيان الصحفي الذي أصدرته جامعة ديوك الأميركية إجابة على السؤال الأول، في حين يؤكد هلالي أن الأسئلة الثلاثة الأخرى تحتاج لدراسات لاحقة.
ويقول الأستاذ بجامعة ديوك والباحث الرئيسي بالدراسة ستيفانو كورتارولو: إنهم "يعتقدون أن المصانع الحالية يمكنها تعديل ما تفعله لصنع السيراميك فائق الصلابة بالطريقة التي وصفوها بالدراسة".
ويضيف أن "طريقتنا تتيح الاكتشاف السريع للتركيبات القابلة للتوليف، بما يسمح بالتركيز على تحسين الخصائص التي تعطل الصناعة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: درجات حرارة هذه المواد
إقرأ أيضاً:
صندوق مكافحة الإدمان يفتتح وحدة جديدة للكشف عن تعاطي المخدرات بالعاصمة الإدارية
في إطار تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان "2024_2028" أعلن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى برئاسة الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق بدء تشغيل وحدة جديدة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة بالعاصمة الإدارية ، حيث تقدم الوحدة الكشف للعاملين المخاطبين بقانون 73 لسنة 2024 بشأن شروط شغل الوظائف أو الاستمرار فيها .
وفد أردني يزور صندوق مكافحة الإدمان للاطلاع على تجربة علاج وتأهيل المرضى وفقًا للمعايير الدولية برلماني يفتح ملف مراكز علاج الإدمان غير المرخصة في سؤال للحكومة
وصرح الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أن الوحدة تتيح خدمات الكشف للعاملين بالجهاز الإداري للدولة والجهات ذات النفع العام وفقا للقانون رقم 73 لسنة 2021 الخاص بشغل الوظائف أو الاستمرار فيها ، حيث يلزم القانون الموظفين خلال حركة "الترقية أو النقل أو الانتداب أو التعيين " بإجراء التحاليل للتأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة ، كما يتم أيضا تحليل عينات الكشف عن المواد المخدرة لسائقي الحافلات المدرسية من خلال معمل التحاليل التابع للصندوق والذي يتضمن أحدث الأجهزة لتحليل عينات الكشف عن تعاطي المواد المخدرة .
وأوضح الدكتور عمرو عثمان أنه يتم إجراء تحاليل الكشف عن تعاطي المواد المخدرة للموظفين في الجهاز الإداري للدولة ،للتأكد من عدم التعاطي وفى حالة إيجابية العينة في الكشف الاستدلالي، يتم إرسال العينة إلى المعمل للتحليل التأكيدي من خلال أحدث الأجهزة والذى يكشف كافة أنواع المواد المخدرة ،وعن ما إذا كانت النتيجة الإيجابية لعينة التحليل بسبب تعاطى مواد مخدرة مثل " الحشيش ، والهيروين وغيرها من أنواع المواد المخدرة الأخرى "، أو نتيجة تعاطي أنواع من الأدوية المدرجة في جدول قانون المخدرات ،حيث تكشف الأجهزة كافة التفاصيل الخاصة بعينات تحليل الكشف عن تعاطى المواد المخدرة ،وبالتالي تضمن دقة النتائج حيث تكشف نتائج التحاليل وجود مواد مخدرة أو أدوية مدرجة بجداول قانون المخدرات وتستطيع الأجهزة التفرقة بنسبة 100% بين وجود مادة مخدرة أو هناك دواء يتداخل في التحليل
وجدير بالذكر أن الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، كانت قد أطلقت نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الدكتور مصطفى مدبولى ، وتحت رعاية فخامة السيد الرئيس /عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ،الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان "2024_2028" بحضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والمستشار عدنان فنجرى وزير العدل والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وممثلي الجهات الحكومية والأهلية والجهات الدولية الشريكة وعدد من الكتاب والإعلاميين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ