المفكر والباحث فرانسوا بورغا: الدولة الفرنسية تتبنى خطابا عنصريا وصراعها مع المسلمين سببه رفضها وجود أحفاد المستعمَرين
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
اتهم الباحث والمفكر الفرنسي فرانسوا بورغا -في حواره مع برنامج "المقابلة"- الدولة الفرنسية بتبني خطاب عنصري ضد المسلمين ابتداء من 2019، مرجعا الصراع الحالي بين فرنسا والمسلمين إلى ما سماه الصراع بين أحفاد المستعمِرين وأحفاد المستعمَرين.
وقال إن الخطاب الإسلاموفوبي في فرنسا كان مقتصرا على فئات معينة من المجتمع، اليمين المتطرف واليمين، ثم انتقل إلى أجزاء من اليسار، وابتداء من 2019 أصبح الخطاب العنصري خطاب الدولة الفرنسية.
وأضاف أنه بعد ان كانت الحكومة الفرنسية في الماضي تجرّم وتدين وتقمع أفعال أقلية من المواطنين المسلمين، بدأت منذ 2019 تجرّم وتقمع ليس الأفعال والممارسات وإنما آراء أكثرية المواطنين المسلمين.
ومنذ عام 2020، بدأت الحكومة الفرنسية -كما يضيف بورغا في حديثه لحلقة (2023/7/6 ) من برنامج "المقابلة"- تمنع الممارسة العادية لطقوس الدين الإسلامي، وصار هناك خطاب جديد يتبناه قادة الحكومة ويَعتبر أن ممارسات المسلمين مثل الصلاة والأكل الحلال وطريقة تربية الأبناء تتعارض مع مبادئ الجمهورية الفرنسية، وهو ما أشار إليه وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وبينما كان الاستهداف في الماضي ضد "الجهاديين" صار يطال "السلفيين"، ثم انتقل إلى تجريم "تيار الإخوان المسلمين" ضمن حملة رسمية جديدة. وتابع بورغا أن الحكومة الفرنسية أدخلت كلمة أخرى وهي" البيئة"، أي لم يعد الأمر يقتصر على تجريم المواطن المسلم بل تجريم بيئته، أهله وأقاربه.
وربط يورغا الصراع الحالي بين المسلمين وفرنسا بـ3 أبعاد، الأول يتعلق بتنافس الأديان والثاني بخصوصية العلمانية الفرنسية المتشددة التي جاءت من ظروف الثورة الفرنسية عام 1789، حيث كانت المؤسسة الدينية (الكنيسة) وسيلة بيد السلطة المطلقة للملك.
أما البعد الثالث، وهو لب الموضوع وفق ضيف برنامج "المقابلة"، فيتعلق بأن "أحفاد المستعمِرين يرفضون وجود أحفاد المستعمَرين"، حيث يرفضون أن يرتفع صوتهم في المجتمع الفرنسي وأن يطالبوا بحقوقهم وبكتابة صفحة التاريخ.
ورأى أن أحفاد المستعمِرين يخشون من أحفاد المستعمَرين، لأن الجيل الرابع والخامس منهم يمتلك الخبرة والثقة بالنفس ويرفع صوته داخل المجتمع الفرنسي، ويطالب بحقوقه الأساسية، حيث يواجه هؤلاء مشاكل في الحصول عليها.
كما أشار إلى أن الصراع السياسي الحقيقي في فرنسا لم يعد بين اليمين واليسار، بل صار بين اليمين المتشدد في الحكومة واليمين المتشدد في المعارضة، منوّها إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون بعد أزمة ما عرف بـ"السترات الصفراء" فهم أنه لا يستطيع استقطاب الناخبين الوسط ولا بد من استقطاب أصوات اليمين المتطرف.
الانقسامات الداخلية للمسلمينوفي المقابل، أشار المفكر الفرنسي إلى مسؤولية الانقسامات الداخلية عند المسلمين ووصفها بالخطيرة جدا، قائلا إن المسلم الفرنسي لا يتعامل مع البيئة السياسية كأنه مسلم فرنسي، وإنما يتعامل معها على أساس أنه مسلم جزائري أو مسلم مغربي أو مسلم تركي، داعيا هؤلاء إلى توحيد صفوفهم وتجاوز فترة تاريخ الانتماء لبلدان أجدادهم.
كما أقر بوجود ما سماه "التشدد الإسلامي" في فرنسا، بدليل ما وصفها بالضربات الإرهابية في فرنسا 2015 والتي أدت إلى حدوث تشدد في الخطاب السياسي الفرنسي.
كما اتهم من أطلق عليهم اسم "الحكام المستبدين" في المنطقة العربية بالمشاركة في عملية تجريم المواطن المسلم في فرنسا وأوروبا، وتحدث عن تنسيق بين بعض الأنظمة والحكام الأوروبيين وإسرائيل، مبرزا أن الاتفاقيات الأخيرة جعلت الظاهرة أوسع.
وبشأن تراجع دور وسمعة فرنسا في أفريقيا وفي الدول العربية، ربط ضيف برنامج "المقابلة" هذا التراجع بتركيز الحكومة الفرنسية على المصالح الانتخابية، مشيرا إلى أن الرئيس ماكرون ربما يعرف أن الدبلوماسية الفرنسية تسير في اتجاه خاطئ، لكنه يعطي الأولوية لمسألة استمراره في السلطة.
ومن أجل تصحيح هذا المسار، دعا فرنسا إلى القبول بفكرة عدم الهيمنة على العالم والتركيز على المشاكل الحقيقية التي لا علاقة لها بالآخر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحکومة الفرنسیة فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
روسيا تتبنى البيتكوين في التجارة الخارجية لمواجهة العقوبات الغربية
قالت وكالة رويترز، في تقرير لها، إن الشركات الروسية بدأت باستخدام البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى في المدفوعات الدولية، بعد تعديلات تشريعية تهدف إلى التخفيف من تأثير العقوبات الغربية.
وأكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن هذه الخطوة تمثل تطورا مهما في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وفي مواجهة تعقيدات العقوبات الغربية التي أثرت على التجارة الروسية مع شركاء رئيسيين مثل الصين وتركيا، سمحت روسيا باستخدام العملات الرقمية في التجارة الخارجية هذا العام وفق رويترز.
كما اتخذت خطوات لجعل تعدين العملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين، قانونيا، حيث تعد روسيا واحدة من الدول الرائدة عالميا في تعدين البيتكوين.
وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أكد أن الخطوة تمثل تطورا مهما في ظل الضغوط الاقتصادية (رويترز)وقال سيلوانوف، خلال تصريحات لقناة "روسيا 24″، "في إطار النظام التجريبي، أصبح من الممكن استخدام البيتكوين، الذي قمنا بتعدينه هنا في روسيا، في المعاملات التجارية الخارجية".
وأضاف "تحدث بالفعل معاملات من هذا النوع، ونحن نعتقد أنه يجب توسيعها وتطويرها بشكل أكبر. أنا واثق أن هذا الاتجاه سيشهد نموا كبيرا العام المقبل".
وأشار وزير المالية إلى أن المدفوعات الدولية باستخدام العملات الرقمية تمثل المستقبل، مؤكدا أن روسيا تعتزم تعزيز هذا الاتجاه في السنوات المقبلة.
وفي سياق متصل، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر بأن الإدارة الأميركية الحالية تقوض دور الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية من خلال استخدامه لأغراض سياسية.
الرئيس بوتين صرح بأن الإدارة الأميركية الحالية تقوض دور الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية (الفرنسية)وأضاف بوتين "العديد من الدول بدأت تلجأ إلى أصول بديلة، والبيتكوين يمثل أحد هذه الخيارات".
وأكد الرئيس الروسي أن البيتكوين، كونه غير خاضع للتنظيم العالمي، يمثل خيارا جذابا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وتسببت العقوبات على روسيا في تعقيد العمليات التجارية مع الشركاء الرئيسيين، مما دفع البنوك المحلية إلى اتخاذ الحذر في التعاملات المرتبطة بروسيا، لتجنب التدقيق من الجهات التنظيمية الغربية.
يأتي هذا في وقت تسعى فيه روسيا إلى تعزيز استقلالها الاقتصادي عن النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تشهد المدفوعات الرقمية نموا كبيرا في التجارة الدولية لروسيا خلال العام المقبل، مع تعزيز البنية التحتية القانونية والتنظيمية لدعم هذا التحول.