دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب إسلامية وغير إسلامية والدول كلها وأحرار العالم إلى الضغط المكثّف بكل الوسائل المشروعة لرفع الإبادة الجماعية التي تشمل أهل فلسطين عامّة وأهل غزّة خاصّة.

جاء ذلك في بيان ختامي لفعاليات الهيئتة العموميةَ السادسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمدينة الدوحة التي أنهت أعمالها، الأربعاء، بمدينة الدوحة بدولة قطر بمشاركة تسعمائة من العلماء الذين قَدِموا من القارات الخمس، وقد عُقدت الهيئةُ تحت شعار: "نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر ديننا".

ودشّن الاتحاد إعلان الدوحة "حلفا للفضول" يناصر كل مظلوم دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين.

اقرأ أيضاً

بأغلبية أصوات 91%.. علي القره داغي رئيسا لاتحاد علماء المسلمين

وأكد على ما أصدره من بيانات سابقة ومواقف معلنة لنصرة قضية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ويندّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى العبارات بالاعتداءات الوحشية الهمجية على المواطنين الفلسطينيين العزّل من قبل الصهاينة ومن وقف معهم بالتأييد أو الصمت والإقرار  وأسهم في إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال وفي دمار شامل لكلّ شيء على وجه الأرض وباطنها لم يشهد العصر الحديث له مثيلا، والحال أنّ هذا الاعتداء والتأييد يصدر ممن يرفعون شعار حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال في ازدواجية للمقاييس في التفرقة بين الناس بحسب أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وهو ما تكون نتيجته أن يكفر الناس بهذه الشعارات فتسود الفوضى في العالم.

ودعا الاتحاد الأمّة الإسلامية خاصّة حاكمين ومحكومين إلى نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل الشرعية لرفع الظلم عنهم، والحصول على حقوقهم في استعادة وطنهم المحتلّ، وتكوين دولتهم مثل سائر شعوب العالم.

وأشاد الاتحاد بمواقف الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ومواقف بعض الأحرار من المفكرين والمثقفين، ومواقف بعض الدول وعلى رأسها دولة جنوب أفريقيا التي تقدمت بطلب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.

اقرأ أيضاً

بالأسماء.. علماء ومؤسسات دينية عالمية يدعون شيخ الأزهر لموقف تاريخي أمام معبر رفح (فيديو)

ودعا الاتحاد العالمي الأمّة الإسلامية حاكمين ومحكومين إلى نبذ الفرقة، بينهم، وانتهاج الحوار  في ما يختلفون فيه، وحلّ مشاكلهم بالتوافق.

https://www.facebook.com/iumsonline/posts/393235756432003?ref=embed_post

ودعا الاتحاد أحرار العالم عامّة والمسلمين خاصّة إلى أن ينتصروا للمظلومين والمضطهدين في كلّ أنحاء العالم بقطع النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وأن يعملوا على رفع الظلم والاضطهاد عنهم، وأن يُمكّنوا من حقوقهم في الحرية والعيش الكريم، وتقرير المصير، وتنظيم أمورهم بحسب إرادتهم.

و دعا الاتحاد كافّة المسلمين إلى أن ينتهجوا في العلاقات بينهم وفي تدبير شؤونهم نهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قيم الشورى والحوار والتغافر، وأن يراعوا بجدّية حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، والحريات العامّة والخاصّة.

وأنهى الاتحاد بيانه بدعوة المسلمين كافّة إلى أن يتمسّكوا بالقيم الإسلامية والإنسانية في التعامل مع سائر الأمم والشعوب والدول، وأن يكونوا سفراء للإسلام أينما حلّوا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الابادة الجماعية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيان

إقرأ أيضاً:

الصحوة الإسلامية والانسداد الفكري والسياسي

يعتبر عام 1979م من الأعوام المهمة في تأريخ المنطقة، ففيه وقعت حادثة الحرم أو ما تسمى بحادثة جهيمان العتيبي (ت 1980م)، وفيه انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، وعلى إثرها قامت الحرب العراقية الإيرانية، واستمرت ثماني سنوات.

جهيمان العتيبي امتداد للفكر الديني في التفكير والتعامل مع الماضي، وتأثر بالإحياء الروائي والحديثي الذي قاده محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420هـ/ 1999م)، وقد أحدثت آراؤه جدلا في المدينة المنورة خصوصا عند طلاب الجامعة الإسلامية، مما أدى إلى إخراجه من المملكة، لهذا تبنى أتباع جهيمان العديد من آرائه الفقهية، كالصلاة بالحذاء، وعدم قول الصلاة خير من النوم في الأذان الثاني، وتطور الأمر إلى التعامل ظاهريا مع روايات أشراط الساعة وخروج المهدي، والاعتداد بالمنامات لكونها رؤى صادقة، وأنها انطبقت مع ظاهر الروايات على محمد بن عبدالله القحطاني (ت 1979م)، واعتبروه المهدي المنتظر.

ويعتبرهم بعض الباحثين امتدادا لإخوان بريدة، ولما تمكن الأمر في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود (ت 1373هـ/ 1953م)، وقرب الجماعات الإسلامية ذات الخط المنفتح على المدنية والتحديث كالإخوان المسلمين بدأ التزاوج بين التيار السلفي والتيارات الحركية، لتظهر لاحقا التيارات الصحوية والسرورية والقطبية.

جهيمان استخدم فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن تحت مظلة الاحتساب وليس الدولة، فأسس «الجماعة السلفية المحتسبة» مستغلا مباركة من عبدالعزيز ابن باز (ت 1420هـ/ 1999م)، لتحصر الدولة لاحقا مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت مظلتها، إلا أنه تضخم بذاته مع مرور الوقت، واصطدم مع طبيعة التحديث والتفكير في المجتمع.

في المقابل طور الخميني نظرية النائيني (ت 1355هـ/ 1936م) في حل الفراغ السياسي الذي سببته النظرية الشيعية بعد الغيبة الكبرى، ولكن هنا تحت مظلة ولاية الفقيه، والذي له النيابة المطلقة عن المعصوم أي المهدي، لتتشكل حكومة إسلامية ثيوقراطية كبديل عن الاتجاهات اللبرالية واليسارية.

لهذا بعض الباحثين يربط الصحوة الإسلامية بهذا العام، فانتصار الثورة الإيرانية أعطت نفسا إسلاميا وحركيا، استخدمته السياسات الخليجية ابتداء كورقة في القضاء التوجهات اليسارية ظاهريا، ورأوا الاكتفاء بالتحديث عند الحد المادي الأدنى دون التوسع في المطالبات الحقوقية والسياسية، فاحتوت التيارات الدينية لكن تحت مظلتها الرسمية.

في هذه الفترة الاتجاهات السياسية في الخليج أمام ثلاثة تحديات: الأول التخلص من الفكر المتشدد الذي نتج عنه جماعة جهيمان العتيبي، والثاني: مواجهة الاتحاد السوفييتي في صيغته الشيوعية والمنظمات اليسارية، والثالث الخوف من تمدد فكرة الثورة الإيرانية، لهذا كان الإخوان المسلمون من المؤهلين لهذه الفترة، لقوة خطابهم وانفتاحهم على الحركات الأخرى من حيث معرفة تشكلاتها ونواياها، ولما يملكونه من قدرة كتابية وخطابية، ولمواجهة تصدير إيران للثورة، والذين مالوا في الابتداء معها، ثم انقلبوا عليها، مما بدأ الانقسام الطائفي في المنطقة.

في هذه الأجواء تمازجت السلفية مع الإخوان فظهرت الصحوة، أو ما يسميها بعضهم بالسرورية أو القطبية، إلا أن العديد من الكتاب الإسلاميين يرفضون ربط الصحوة بهاتين الحادثتين، فيرى هاشم عبدالرزاق الطائي في كتابه التيار الإسلامي في الخليج العربي أن «الصحوة الإسلامية، وحركة إصلاح وتجديد إصلاح وتجديد الفكر الإسلامي الحديث، التي عمت معظم مناطق العالم الإسلامي؛ هي رد فعل للغزو الاستعماري الغربي لبلاد المسلمين»، في حين يرجعها القرضاوي (ت 2022م) في كتابه الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي إلى أنها «امتداد وتجديد لحركات إسلامية، ومدارس فكرية وعملية، انقرض بعضها، ولا يزال بعضها قائما... منهم دعوة محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن علي السنوسي، ومحمد بن أحمد المهدي، وجمال الدين الأفغاني، وعبدالرحمن الكواكبي، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وسعيد النورسي، وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودي، وعبدالحميد بن باديس، ومصطفى السباعي، وسيد قطب».

عموما استخدم الخطاب الديني في هذه المرحلة ضد الاتجاهات الأخرى خصوصا اليسارية والتي كانت في المواجهة، وأكثر تنظيما داخليا وثقافيا، وتمددت إلى الأقليات المذهبية الأخرى كالإباضية والزيدية، وحتى غير الدينية؛ فهناك صحوة مسيحية أرثذوكسية مثلا في مصر أيام البابا شنودة الثالث (ت 2012م).

فحالة الصحوة لم تعد خصوصا من منتصف الثمانينيات وحتى بداية الألفية الثالثة حالة سنية سلفية أو شيعية خالصة خصوصا في جوها الأخباري، بل أصبحت حالة إسلامية بشكل كبير، في محاولة لأسلمة الدولة والمعرفة، وتمازجت مع أفكار المذهبين الإباضي والزيدي، حيث تشكلهما التأريخي كان سياسيا بشكل كبير، فيرى عبدالحليم محمود (ت 1978م): «أما رأيهم في الإمامة -أي الخوارج- فإنه هو الرأي الذي يؤيد الاتجاه الحديث» أي مع جماعات الإخوان المسلمين، ويتمثل هذا «أن الخليفة لا يكون إلا بانتخاب حر صحيح يقوم به عامة المسلمين لا فريق منهم»، «فليست الخلافة في قريش كما يقول غيرهم، وليست لعربي دون أعجمي، والجميع فيها سواء»، كما أن الفكر الزيدي قائم على فكرة الثورة منذ مقتل الإمام زيد بن علي (ت 122هـ) والذي خرج على الأمويين، وهذا خلاف الاتجاهات السنية والشيعية الأخبارية، فالأولى مالت إلى طاعة الحاكم وعدم جواز الخروج عليه متمثلة في أهل الحديث، والذين أثروا في الاتجاهات الكلامية السنية الأخرى كالأشاعرة، والثانية مالوا إلى الانزواء بعد الغيبة الكبرى كما أسلفنا.

ثم بعد الانفتاح على نظريات الدولة والحكامة في الغرب، وسقوط الخلافة الجامعة للكل، ولو تحت مظلة أن يكون الحاكم متغلبا، ولو كان غير عادل أو ملتزم دينيا، لكنه رمز جامع للكل، وما لازم سقوط الخلافة من تكون الدولة القطرية أو الوطنية، ثم تعدد التجارب السياسية، جميع هذا أحدث شيئا من الانسداد التأريخي والتراثي، ليولد من رحم الواقع توجهات إسلامية حركية، اصطدمت في منظومتها السياسية مع الدولة القطرية.

هذه التجربة بحاجة إلى قراءة تفكيكية ونقدية من جديد، وليست بحاجة إلى عنف يتولد عنه عنف أشد كما حدث في عهد جمال عبدالناصر (ت 1970م)، وقد رأينا العديد من القراءات الناقدة في ذلك في العقدين الأخيرين، ولكن نحن اليوم بحاجة إلى منظومة سياسية وآمنة تعطي مساحة واسعة من الحريات والدعم المادي في التفاعل البحثي والنقدي، بعيدا عن الغايات المصالحية، كانت دينية أو مذهبية أو سياسية.

بدر العبري كاتب مهتم بقضايا التقارب والتفاهم ومؤلف كتاب «فقه التطرف»

مقالات مشابهة

  • الصحوة الإسلامية والانسداد الفكري والسياسي
  • مظاهرات في لوجروينو الإسبانية للمطالبة بمقاطعة إسرائيل وإنهاء الإبادة في غزة
  • فلسطين تطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية
  • فلسطين تطلب دورة غير عادية للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية
  • فلسطين تطلب عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين
  • شاهد: مظاهرة حاشدة في كراتشي تطالب بوقف "الإبادة الجماعية" في غزة
  • النائب العام الفلسطيني السابق: جرائم الإبادة بغزة يشاهدها العالم صوت وصورة (فيديو)
  • بشأن فلسطين.. دولة جديدة تنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
  • إسبانيا تنضم رسميا لمواجهي الاحتلال في محكمة العدل الدولية
  • إسبانيا تطلب رسميا الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل