سودانايل:
2024-11-26@00:13:35 GMT

طريق مغلق

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

عندما يتعلق الأمر بالسودان هذه الأيام؛ يمكن القول بأن الوضع السياسي قد وصل إلى طريق مغلق. تاريخياً عانى السودان من صراعات سياسية وعنف داخلي استمر لعقود، مما أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. ومع ذلك، بُذلت جهود كبيرة في الماضي لإيجاد حلول لهذه المشكلة المعقدة عبر مؤتمرات عديدة.
في الفترة السابقة بعد إندلاع الحرب تم إجراء اتفاقيات ومفاوضات متعددة في جهود لتحقيق الاستقرار السياسي في السودان.

وقد حظيت قمة الإيغاد ومنبر جده بتوقعات عالية لأنهما تمتلكان القدرة على دفع عملية التسوية السياسية في البلاد وإنهاء العدائيات والنزاعات الداخلية. ومع ذلك، فشلت هذه الجهود في تحقيق النتائج المرجوة.
هناك عدة أسباب قد تفسر فشل قمة الإيغاد ومنبر جده في تحقيق التسوية السياسية في السودان. قد يكون هناك خلافات بين الأطراف المشاركة وعدم القدرة على التوصل إلى اتفاقية شاملة. قد يتداخل العديد من المصالح والمشكلات الداخلية والخارجية في تكوين صورة كاملة للتوجهات المختلفة للأطراف المعنية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك عوامل عديدة، مثل تدخل الأطراف الخارجية أو التحديات الأمنية المستمرة، تعقّد من عملية السلام.
تأثير هذا الوضع السياسي المتشنج والفشل في التوصل إلى حل سياسي يكون وخيمًا على المواطن العادي في السودان. حيث يعيش السودانيون تحت الظروف الصعبة، ويعانون من قلة الموارد وتدهور الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية. يعاني السكان من الفقر والبطالة والجوع، والوضع يتفاقم يوماً بعد يوم.
على الرغم من طريق مغلق ينذر بالأسوأ، يجب على القوى السياسية والمجتمع الدولي والقوى الإقليمية عدم الاستسلام والعمل على إيجاد طرق للوصول إلى حل سياسي في السودان. ينبغي على الدبلوماسيين والمفاوضين المعنيين في المجتمع الدولي العمل مع الأطراف المختلفة.
في الفترة الأخيرة، شهدت العديد من البلدان حالات صراع وأزمات سياسية واجتماعية تسببت في تعطيل عملية التنمية والاستقرار. في ظل هذه الظروف الصعبة، تظهر القوى المدنية كعنصر حاسم في حل الأزمات وتحقيق التفاهمات السلمية.
تتمثل جهود تنسيقية القوى المدنية (تقدم) في توحيد الجهود والمبادرات المختلفة التي تنطلق من المجتمع المدني، وتتمحور حول تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف الفصائل والحركات السياسية والاجتماعية. يهدف هذا التنسيق إلى إعادة الأمل وإيجاد حلول سلمية للأزمات والتحديات التي تواجهها البلدان.
لتحقيق هذا الغرض، تلعب القوى المدنية دوراً هاماً في ضخ مزيد من الأفكار والتفاهمات إلى النقاش العام، وبناء التحالفات والشراكات مع قوى أخرى داخل السودان وعلى المستوى الدولي. عن طريق الحوار والتواصل المستمر، يتم إطلاق الأفكار الجديدة وتبادل الآراء وتحليل المشكلات من جوانب متعددة. تفتح الجولات الجارية مع حركتي الحلو وعبد الواحد محمد نور فرصة لتبادل الرؤى والمقترحات بين الأطراف المعنية. يعزز الحوار السلمي بين هذه القوى الاحترام المتبادل والفهم المتبادل ويساهم في تخفيف التوترات والصدامات. ومن الجدير بالذكر أن النجاح في تحقيق جهود تنسيقية القوى المدنية لإعادة الأمل وضخ المزيد من الأفكار والتفاهمات يعتمد على عدة عوامل. أولاً، يجب أن تكون هذه الجهود لا تخضع لأي تأثيرات سياسية أو مصالح شخصية، وأن تكون مستندة على الحقائق والمبادئ العادلة. ثانياً، يجب أن يشمل التنسيق بين القوى المدنية جميع الأطراف ذات الصلة، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية دون مشاركة الحزب المحلول المؤتمر الوطني، و ثالثاً يجب أن يكون الهدف النهائي هو تحقيق المصلحة العامة والاستقرار الاجتماعي المستدام عبر توافق وطني يضمن سلامة الانتقال المدني الديمقراطي.

د. سامر عوض حسين
11 يناير 2024

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم الاجرامية

كلام الناس

نورالدين مدني

في صفحته( صوت السودان) التي يحررها في صحيفة اخبار مصر التي تصدر في سدني كتب الأستاذ صبحي اسكندر مقالا بعنوان من هذه الجهة أحرقوا السودان.
تناول صبحي اسكندر في هذا المقال ظاهرة الفتن المجتمعية إبان الحروب التي لم تتوقف في السودان مع ازدياد الحركات الجهوية والقبلية المسلحة.
ركزالاستاذ اسكندر في هذا المقال على التركيب الاثني في السودان مع وجود عدد كبير من القبائل المتنوعة التي تنتشر على امتداد رقعته الجغرافية.
ضرب مثلا بما يجري في دارفور أكثر المناطق التي تأججت فيها النزاعات القبلية خاصة إبان حكم نظام الإنقاذ الذي ابتدع التصنيف الإثني بين مكونات النسيج المجتمعي فيها إلى عرب وزرقة.
أضاف الأستاذ صبحي ما اعتبره تجذر الحس القبلي في شمال السودان تعكسه مراة النظرة المتعالية تجاه الاخر البعيد.
مضى الأستاذ صبحي اسكندر ابعد من ذلك وهو يشير إلى الحرب الحالية التي جعلت طرفي النزاع يلجاؤون للاستعانة بالحركات المسلحة الأخرى ونشر خطاب الكراهية الأمر الذي يهدد بتحويل هذه الحرب الي حرب أهلية شاملة.
في البدء لابد من الإعتراف بمخاطر انتشار الحركات الجهوية والقبلية المسلحة التي تنمو بشكل سافر في ظل أنظمة الحكم الديكتاتورية والتسلط الفوقي والانقلابات العسكرية.
نحن على يقين تام بأن استرداد الديمقراطية كفيل بمعالجة كل أسباب الفتن المجتمعية مع إحياء الكيانات الحزبية والمهنية والأنشطة الإجتماعية والثقافية والرياضية والفنية الجامعة.
دليلنا على ذلك الواقع الذي عشناه في مدن السودان المختلفة مثل الفاشر والابيض وعطبره وبورتسوان التي كانت تحتضن كل مكونات النسيج السوداني قبل أن تتسلط على الحكم الانظمة العسكرية التي تحظر الأحزاب والنقابات وتتدخل في كل مجالات الحياة المجتمعية.
إننا لا ننكر وجود القبائل التي لم تهدد وحدة النسيج المجتمعي السوداني وقت أن كانت الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والطرق الصوفية والأندية الثقافية والرياضية والمجتمعية تحتضن كل أبناء السودان بلا تمييز بينهم في تعايش سلمي حتما سيعود مع استرداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية ومكافحة خطاب الكراهية و كل أنماط العنف ضد الاخر السوداني.
ان يقيننا لا يتزعزع بأن أعداء الديمقراطية والسلام والعدالة والكرامة الإنسانية لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم الاجرامية مهما افتعلوا من حروب وفتن مجتمعية.

   

مقالات مشابهة

  • لاحقت قادة ورؤساء دول.. أحكام الجنائية الدولية بين تحقيق العدالة والسيادة الوطنية.. المحكمة ليس لديها شرطة أو قوات عسكرية وتعتمد على السلطات المدنية في اعتقال وتسليم المطلوبين
  • البرهان ينفي الترتيب لحوار مع القوى المدنية.. ويؤكد: «باب التوبة مفتوح» 
  • ماذا تعرف عن الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية في السودان؟
  • القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة لحلف "الناتو"
  • حزب المؤتمر: مراجعة وضع المدرجين على قوائم الإرهاب تعكس حرص القيادة السياسية على تحقيق العدالة
  • تحركات إقليمية جديدة بحثا عن التوافق بين فرقاء السودان
  • عالم “الجربندية” السياسية
  • لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم الاجرامية
  • بانكول أدوي: نمارس ضغوطاً على جميع الأطراف المتنازعة في السودان وداعميهم لإيقاف إطلاق النار
  • مركز حقوقي: سوداني مُدان باغتصاب أطفال شارك في تظاهرات لندن ضد قادة «تقدم»