داخل أكاديمية بحرية.. تقرير يتحدث عن تدريبات للحوثيين في إيران
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة "التلغراف"، الأربعاء، أن المتمردين الحوثيين، الذين يستهدفون سفن تجارية في البحر الأحمر، تلقوا تدريبات في أكاديمية بحرية إيرانية، تحت إشراف من الحرس الثوري.
وقال تقرير الصحيفة البريطانية، إن نحو 200 عضو من الجماعة التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، تلقوا تدريبات في إيران على يد الحرس الثوري في أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية في منطقة زيباكنار الساحلية، حسبما نقلته عن مصادر دفاعية.
وأوضح التقرير أن تفاصيل التدريب، التي جمعتها مصادر استخباراتية في إيران، "تظهر تورط طهران المباشر في توسيع الصراع في الشرق الأوسط".
وخصصت دورة تدريبية خاصة بالمقاتلين الأجانب، بينهم عناصر تنتمي لجماعة الحوثي، واستمرت لنحو ستة أشهر تحت قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وفقا للصحيفة.
وتأسست الأكاديمية المذكورة في عام 2013 على ساحل بحر قزوين، وفي غضون أربع سنوات، نقلت جميع التدريبات البحرية للحرس الثوري، بما في ذلك تدريبات وكلاء إيران، إلى هناك، بحسب المصدر ذاته.
وانطلقت الدورة الأولى للمتمردين الحوثيين في العلوم والتكنولوجيا البحرية في يناير 2020، مشيرة إلى أنه تم "إيواء الحوثيين بشكل منفصل عن الطلاب الآخرين، الذين مُنعوا من التفاعل معهم لمنع تسرب المعلومات الاستخبارية".
وكثف الحوثيون في الأسابيع الأخيرة هجماتهم في البحر الأحمر، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي بدأت في 7 اكتوبر.
ويستهدف الحوثيون سفنا تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، ويقولون إنهم يشنون هذه الهجمات تضامنا مع قطاع غزة.
وتهدّد هذه الهجمات الملاحة في الممرّ المائي الذي يُنقل من خلاله حوالي 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وأورد التقرير أن جزيرة فارور، وهي جزيرة صغيرة غير مأهولة في وسط الخليج العربي وتسيطر عليها البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، استعملت لـ"تدريب مرتزقة إيران".
ونفت إيران مرارا تهم التورط في التخطيط للهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون، على سفن تجارية بالبحر الأحمر.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، في ديسمبر الماضي، إن "المقاومة (الحوثيين) تمتلك أدوات قوتها وتتصرف بناء على قراراتها وإمكانياتها"، في ردع على اتهامات من البيت الأبيض بأن طهران "متورطة بشكل كبير" في التخطيط للعمليات وإن المعلومات الاستخباراتية التي لديها أساسية لمساعدة جماعة الحوثي في استهداف السفن.
وتدعم إيران الحوثيين لكنها تنفي رسميا تسليح الجماعة التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء، بعد الإطاحة بالحكومة، وتهيمن الآن على مساحات كبيرة من البلاد.
واستهدف الحوثيون سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسار السفن لتسلك طريقا أطول حول أفريقيا.
والأربعاء، دعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالبا كذلك كل الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض على هؤلاء المتمردين المدعومين من إيران.
والقرار الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضوا وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت (روسيا والصين والجزائر وموزمبيق) "يدين بأشد العبارات الهجمات التي لا تقل عن 24 والتي استهدفت سفنا تجارية منذ 19 نوفمبر 2023"، تاريخ استيلاء الحوثيين على السفينة "غالاكسي ليدر" واحتجاز أفراد طاقمها البالغ عددهم 25 شخصا رهائن.
ويطالب القرار "بأن يضع الحوثيون فورا حدا" للهجمات "التي تعرقل التجارة الدولية وتقوض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة".
وشدد المجلس في قراره على احترام القانون الدولي، مشيرا إلى أنه "أخذ علما" بحق الدول الأعضاء في الدفاع عن السفن ضد الهجمات.
واتهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إيران بـ"مساعدة وتحريض" المتمردين اليمنيين على استهداف سفن في البحر الأحمر يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، دعما لقطاع غزة.
وقال بلينكن قبيل مغادرته المنامة "لقد ساعدت إيران وحرضت على هذه الهجمات (بتوفير) التكنولوجيا والمعدات والاستخبارات والمعلومات، وبات لذلك تأثير حقيقي".
وأسقطت القوات الأميركية والبريطانية مساء الثلاثاء أكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخا فوق البحر الأحمر أطلقها الحوثيون في اليمن، في ما وصفته لندن الأربعاء، بأنه "أكبر هجوم" ينفذه المتمردون المدعومون من إيران منذ بدء حرب غزة.
وتبنى الحوثيون، الأربعاء، الهجوم قائلين إنه كان يستهدف "سفينة أميركية كانت تقدم الدعم" لإسرائيل.
وقال البيت الأبيض، إن الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر "تصعيدية"، وإن الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها بشأن الخطوات التالية إذا استمرت هذه الهجمات.
وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي بأنه "على الرغم مما قد يقوله الحوثيون، فإنهم يهددون ويستهدفون السفن التجارية التي لها علاقات مع دول في جميع أنحاء العالم، والعديد منها ليس لها أي صلة بإسرائيل على الإطلاق.. هذه الهجمات غير قانونية وتصعيدية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر هذه الهجمات
إقرأ أيضاً:
خاص عربي21: واشنطن أرجأت عملية واسعة ضد أهداف ومواقع للحوثيين لبعيد الانتخابات
أرجأت الولايات المتحدة الأمريكية، عملية واسعة ضد أهداف ومواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين محتملة لتخزين وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد السفن في البحر الأحمر، حسبما كشفه مصدر خاص مقيم في واشنطن لـ"عربي21".
وقال المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه، إن القوات الأمريكية رصدت خلال الفترة القليلة الماضية مواقع تخزين وإطلاق الصواريخ والمركبات الجوية غير المأهولة من قبل الحوثيين في عدد من المحافظات أبرزها الحديدة وحجة الساحليتين على البحر الأحمر (غربي اليمن) وصعدة، المعقل الرئيس لزعيم الجماعة ( شمال) إضافة إلى العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الجماعة منذ خريف عام 2014.
وأضاف المصدر الخاص المقيم في واشنطن لـ"عربي21"، أن البنتاغون أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة على تلك المواقع والمعسكرات الحوثية، قبل أن تقوم بإرجاء العملية حتى الانتهاء من السباق الانتخابي الذي تشهده الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الإعلان عن "الائتلاف الوطني للأحزاب والقوى المحلية" الداعمة للحكومة المعترف بها دوليا من مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، الثلاثاء، والذي حظي بدعم من الإدارة الأمريكية وتحديدا من وزارة الخارجية وبإيعاز منها فيما يتعلق بتوقيت إشهاره، مؤكدا أن واشنطن تريد أن تحظى أي عملية عسكرية قد تعتزم القيام بها ضد جماعة "أنصار الله" ( الحوثي) بدعم من القوى المناوئة لها.
والثلاثاء، أعلنت 23 حزب ومكونا يمنيا ائتلاف سياسيا جديد أسمته "التكتل الوطني للأحزاب اليمنية" في سياق الترتيبات لتشكيل جبهة موحدة من القوى المؤيدة والداعمة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمناوئة لجماعة الحوثيين.
وقال إن إدارة الرئيس بايدن، تعاني من ضغوط كبيرة يمارسها الجمهوريون بسبب تعاطيها مع الجماعة المدعومة من إيران التي تواصل شن هجماتها على السفن في البحر الأحمر والتي تقول الجماعة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى الموانئ المحتلة في فلسطين.
وحول ما يثار عن احتمالية شن عملية برية مدعومة من الولايات المتحدة ضد الحوثيين في محافظة الحديدة التي تعد قاعدة لانطلاق هجمات الجماعة ضد السفن في البحر الأحمر.
وذكر المصدر ذاته، أن شن عملية برية ضد الحوثيين لطردهم من مدينة الحديدة الاستراتيجية من قبل القوات التابعة للحكومة المعترف بها أو القيام بإنزال قوات مظلية لتدمير القدرات العسكرية للجماعة في هذه المدينة الاستراتيجية لاقت بمعارضة من المملكة العربية السعودية، التي بررت أن الظرف الحالي غير مناسب لذلك.
وتابع بأن الرياض أيضا، أبدت تحفظا لإعادة استئناف القتال بين القوات الحكومية والحوثيين، مبررة أن "الوقت ليس في مصلحتها حاليا".
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلنت جماعة الحوثيين أن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا 15 غارة جوية على العاصمة صنعاءَ ومحافظة صعدة شمال اليمن، فيما أعلنت واشنطن أن قاذفات استراتيجيةً من طراز الطائرة الشبح B-2 شاركت بالقصف.
وذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية، حينها أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الولايات المتحدة القاذفة الاستراتيجية الشبحية لمهاجمة الحوثيين في اليمن منذ أن بدأ تحالف تقوده واشنطن شن غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن منذ بداية العام الجاري، رداً على هجماتها البحرية.
وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي.
ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني 2024، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع الحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.