الجزيرة:
2025-04-12@12:04:31 GMT

صعود صناعة السيارات الكهربائية في الصين يقلق الغرب

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

صعود صناعة السيارات الكهربائية في الصين يقلق الغرب

يمثل صعود مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين مثل "بي واي دي" و"نيو" إشارة إلى تغير جذري في المشهد العالمي لصناعة السيارات.

وأثار الارتفاع الحاد في صادرات السيارات من الصين -والذي تضاعف بشكل كبير منذ عام 2020- الرعب بين عمالقة صناعة السيارات التقليديين مثل تويوتا، كاشفا عن عصر جديد من المنافسة لم تعهدها الشركات من قبل، من حيث حجم الإنتاج ومكوناته وقدرة التصنيع والتوزيع عبر المنافذ.

ووفقا لتاكيرو كاتو رئيس قسم السيارات الكهربائية في "تويوتا"، والذي تحدث لفايننشال تايمز، فإن زيارته للصين في عام 2018 كانت مفاجِئة، حيث كشفت له الزيارة عن قدرات التصنيع المتطورة في البلاد.

يأتي هذا في وقت يشهد تفوق الصين على اليابان باعتبارها أكبر مصدّر للسيارات في العالم، مع تفوق شركة "بي واي دي" الصينية على منافستها تسلا في الربع الأخير من عام 2023.

ويشير تقرير فايننشال تايمز إلى النهج الذي وصفته الصحيفة بـ"العدواني" لشركة "بي واي دي"، والذي يثير إلى جانب مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين الآخرين الذين يستهدفون الأسواق الخارجية تحديا لعمالقة السيارات التقليدية عالميا.

ويقر التقرير بأن تدفق السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة إلى الأسواق الغربية يثير تساؤلات ملحة للحكومات الغربية، ويضعها بين مطرقة تشجيع اعتماد المركبات الكهربائية وسندان حماية المصنعين المحليين.

وينقل التقرير عن مايكل دون الرئيس التنفيذي لشركة "دون إنسايتس" -التي تقدم خدمات استشارية عالمية للمستثمرين وشركات صناعة السيارات الكهربائية- قوله "بينما تقدم الولايات المتحدة دعما ماليا لزيادة الإنتاج المحلي تواجه أوروبا حيرة في التفكير بشأن فرض رسوم جمركية للحد من السيارات الصينية الرخيصة".

تدفق السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة إلى الأسواق الغربية يثير تساؤلات ملحة للحكومات الغربية (رويترز) ميزة التكلفة المنخفضة

ويضيف تقرير فايننشال تايمز أنه رغم وجود حواجز تجارية محتملة فإن مصنعي السيارات الصينيين يحظون بميزة التكلفة المنخفضة قياسا بغيرهم من المصنعين، وذلك بفضل خبرتهم في بطاريات الليثيوم، وهو ما يُظهر جليا مع بيع طراز "أوتو0 3" من "بي واي دي" بأسعار أقل من طراز "مودل 3" من "تسلا" في الأسواق الأوروبية الرئيسية.

ويشير التقرير إلى أنه مع وجود قدرة احتياطية على تلبية 75% من الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، إضافة إلى طموحاتهم للتوسع في الولايات المتحدة فإن مصنعي السيارات الصينيين مثل "بي واي دي" على استعداد لاختراق الأسواق الغربية، ومع ذلك تبقى التحديات، مثل حواجز الرسوم الجمركية والمشاعر المناهضة للصين ماثلة في تلك الأسواق أمامهم.

ويسلط جورجي جواهردو الخبير المختص في شركة "دينتونس غلوبال أدفايزورز" للاستشارات الضوء على التعقيد الذي تواجهه شركات السيارات الصينية لدى عملها خارج الصين، إذ يشير إلى أنها تفتقر إلى الدعم الحكومي الذي تتمتع به هذه الشركات داخل الصين، وهذا الواقع يمكن أن يؤثر على ميزة التكلفة التي تتمتع بها في الأسواق التنافسية.

مصنعو السيارات الصينيون يحظون بميزة التكلفة المنخفضة قياسا بغيرهم من المصنعين (رويترز)

ويضيف التقرير أن الحكومات الغربية في حالة تأهب ضد توغل الصين في أسواقها، إذ حذرت إدارة بايدن المكسيك بشكل خاص من موجة الاستثمارات الصينية القادمة.

كما أشار التقرير إلى أهمية نتائج التحقيق الخاص بالاتحاد الأوروبي، والذي يسلط الضوء على نتائج الإغراق والدعم الصيني للأسواق، وستصدر النتائج في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام.

المخاطر الأمنية المفترضة

وفي الوقت نفسه، يركز المسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة وأوروبا أيضا على المخاطر الأمنية المفترضة لوجود مكونات صينية في البنية التحتية الحيوية مثل الطاقة والاتصالات وفقا لفايننشال تايمز، وهي مخاوف من المتوقع أن تطبق الآن على قطاع المركبات الصينية، بالإضافة إلى البطاريات والتكنولوجيات النظيفة الأخرى.

وعلى الناحية الأخرى، يعرّف كوري كومبس الخبير في "فريق تريفيوم تشاينا" المختص في أبحاث السوق السياسيين الغربيين الذين يفكرون في منع الصين من الوصول إلى سلاسل الإمداد النظيفة بالنظر في تأثير ذلك على طموحاتهم في تحقيق سياسة صفر من الانبعاثات الكربونية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تحجيم انتقالاتهم المناخية الخاصة بدون إستراتيجيات تخفيف كافية.

ويظهر هذا الصعود الكبير لمنتجات السيارات الكهربائية الصينية لحظة محورية لصناعة السيارات العالمية، فبينما تكافح الدول الغربية لحماية صناعاتها وأهدافها المناخية يشكل التمدد الصيني الكبير تحديا ملحا وتمهيدا لاصطدام مصالح وشيك بين تطلعاتها المناخية وأهدافها في مواجهة وتحجيم الصين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة مصنعی السیارات بی وای دی

إقرأ أيضاً:

خطة أميركية لأوكرانيا: الروس في الشرق والأوروبيون في الغرب

طرح المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ فكرة نشر قوات أوروبية في غرب البلاد، مع وجود الجيش الروسي في الشرق، وذلك على غرار "برلين بعد الحرب العالمية الثانية"، كجزء من اتفاق سلام مع موسكو.

وأشار كيلوغ، وهو شخصية بارزة في الجهود الأميركية لإنهاء الحرب المستمرة لأكثر من 3 سنوات، إلى أن قوات بريطانية وفرنسية قد تنتشر غربي أوكرانيا كجزء من "قوة طمأنة"، مع وجود الجيش الروسي في الشرق، وبينهما ستتمركز القوات الأوكرانية إلى جانب منطقة منزوعة السلاح.

وحسب تصريحات كيلوغ التي أبرزتها صحيفة "تايمز" البريطانية، فإن القوة التي ستقودها بريطانيا وفرنسا غرب نهر دنيبرو "لن تكون استفزازية لموسكو على الإطلاق".

ويقسم نهر دنيبرو أوكرانيا من الشمال إلى الجنوب، ويمر عبر كييف.

وأضاف المبعوث أن "أوكرانيا دولة كبيرة بما يكفي لاستيعاب عدة جيوش، تسعى جميعها إلى فرض وقف إطلاق النار".

وقال: "يمكن أن يبدو الأمر مشابها لما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت هناك منطقة روسية وأخرى فرنسية وثالثة بريطانية ورابعة أميركية".

لكن كيلوغ أوضح لاحقا أن الولايات المتحدة لن تشارك بأي قوات برية، وفق مقترحه.

وبينما نشرت "تايمز" تصريحات المبعوث الأميركي على أنها "خطة لتقسيم أوكرانيا"، فإن كيلوغ نفى أن يكون هذا هو هدف المقترح التي طرحه.

وكتب كيلوغ على منصة "إكس"، قائلا إن "مقال تايمز يُحرّف ما قلته. كنت أتحدث عن قوة صمود لما بعد وقف إطلاق النار لدعم سيادة أوكرانيا".

وأضاف: "كنت أشير إلى مناطق مسؤولية قوة حليفة (من دون قوات أميركية). لم أكن أشير إلى تقسيم أوكرانيا".

ويتضمن مخطط كيلوغ حول الانتقال من وقف إطلاق النار إلى تسوية سلمية دائمة في أوكرانيا، اعترافا أميركيا ضمنيا بسيطرة روسيا الفعلية على الأراضي التي تحتلها حاليا في الشرق.

وتقدم هذه التصريحات واحدة من أوضح الأفكار حول رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستقبل أوكرانيا.

لكن في شهر مارس الماضي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تقبل بوجود قوات حفظ سلام من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك "تحت أي ظرف من الظروف".

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية: مستعدون للتفاوض مع الصين على جمارك السيارات الكهربائية
  • خطة أميركية لأوكرانيا: الروس في الشرق والأوروبيون في الغرب
  • خبير سيارات: تسلا رأت جدية المملكة في الاستثمار في السيارات الكهربائية. فيديو
  • محادثات بين الصين والاتحاد الأوروبي لإلغاء الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية
  • الاتحاد الأوروبي والصين يتفاوضان لإلغاء الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية
  • من بينها هيونداي.. 13 شركة عالمية تطمح لتصنيع السيارات بالجزائر
  • لا لتجريم ستات الشاى
  • لماذا علّق ترامب الرسوم الجمركية 90 يوما على الحلفاء واستثنى الصين؟
  • مؤشرات الأسهم الأميركية تقفز 2000 نقطة في أكبر صعود منذ 5 سنوات
  • شركات صناعة السيارات تواصل خسائرها مع دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ