مخبرون أميركيون ساعدوا مراهقا مصابا بالتوحد في الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
قال موقع "إنترسبت" إن 4 من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) تظاهروا بأنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية، وبدؤوا في الدردشة عبر الإنترنت مع حمزة مشكور عندما كان عمره 16 عاما، قبل أن يتم القبض عليه بتهم الإرهاب بعد أسابيع من عيد ميلاده الـ18.
ولم يكد حمزة مشكور -حسب تقرير مرتضى حسين للموقع- ينهي الإجراءات في مطار دنفر حتى ظهر مكتب التحقيقات الفدرالي لإلقاء القبض على الشاب، الذي تم تشخيص حالته بأنه يعاني من إعاقة في النمو، ووجهوا له اتهامات بجرائم تتعلق بالإرهاب.
كان حمزة مشكور ينوي السفر إلى دبي، ومن ثم إلى سوريا أو أفغانستان في إطار مؤامرته المزعومة للانضمام إلى تنظيم الدولة، وكانت الرحلة مدفوعة الثمن منذ أكثر من عام عندما كان مشكور في الـ16 عاما، وذلك عبر التواصل من خلال الإنترنت مع 4 أشخاص يعتقد الشاب أنهم أعضاء في تنظيم الدولة.
ونتيجة لمحادثاته مع مكتب التحقيقات الفدرالي، قد يواجه مشكور عقوبة طويلة لمحاولته تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية، ولكن أفرادا من أسرته أعلنوا في جلسة المحكمة الأولية أن مشكور يعاني من صعوبات عقلية، وتم تشخيص إصابته بالتوحد، ومع ذلك أمر القاضي باحتجازه على ذمة المحاكمة رغم صغر سنه.
وعلم عملاء إنفاذ القانون لأول مرة بأنشطة مشكور لدعم تنظيم الدولة عبر الإنترنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وبدلا من تنبيه عائلته، قال محامو مشكور إن عملاء "إف بي آي" تظاهروا بأنهم أعضاء في التنظيم، وأصبحوا أصدقاء له، وعلقوا استدراجه حتى يصبح بالغا قانونيا.
وقالت خبيرة الأمن القومي وأستاذة القانون سحر عزيز إن "هذه القضية تبدو متسقة مع النمط الشائع الذي شوهد في عشرات القضايا المتعلقة بالإرهاب التي قام فيها مكتب التحقيقات الفدرالي بشكل فعال بتلفيق محاكمات إرهابية، وفي هذه الحالة كان الفقى سيجلس في قبو منزل أقاربه وينشر محتوى مسيئا بطريقة مشابهة للمتعصبين البيض الذين لا ينفق مكتب التحقيقات الفدرالي موارد هائلة عليهم".
معروف لدى الشرطة
ظهر مشكور لأول مرة على رادار السلطات بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد بدأ -حسب الشكوى- في النشر لدعم الإرهاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ونبهت المنصة التي استخدمها مكتب التحقيقات الفدرالي إلى وجود نشاط مشبوه.
وفي يوليو/تموز 2022، استدعيت الشرطة إلى منزل مشكور بعد أن زعم أنه اعتدى على أحد أفراد الأسرة، وبعد شهرين بدأ الفتى بالتواصل مع عميل سري من مكتب التحقيقات الفدرالي متنكرا في صورة عضو في تنظيم الدولة، قدمه بدوره إلى 3 عملاء آخرين من "إف بي آي" ينتحلون الصفة نفسها.
وبتشجيع من العملاء الأربعة، وضع مشكور خطة لدعم الجماعة الإرهابية إلى جانب المناقشات المكثفة حول أنواع الخدمات التي قد يقدمها للتنظيم، وكان يثق في العملاء بسبب شعوره بالملل ومشاكله العائلية وآماله في الزواج، ومعاناته مع صحته العقلية، واشتكى من كونه أقل من 18 عاما وخضوعه لمراقبة أفراد الأسرة.
وتظهر مخاوف مشكور في المحادثات الواردة في لائحة الاتهام، وقد تردد مرارا وتكرارا في الانضمام إلى تنظيم الدولة، وعبّر عن قلقه من أن "الإخوة هناك قد لا يساعدونني في الزواج وقد يقيدونني بشيء ما ويرمونني إلى الحقل"، واقترح في وقت ما أنه قد يحصل بدلا من ذلك على وظيفة وينهي دراسته الثانوية.
وفي محادثاتهم، حذر العملاء مشكور من أن "الحياة لن تكون سهلة" بعد انضمامه إلى تنظيم الدولة، واستمروا مع ذلك في عرض المساعدة في التخطيط لرحلته، وعلى الرغم من التردد، بدا أن مشكور وافق في نهاية المطاف على عرض "إف بي آي" وذهب إلى المطار بعد أسابيع من بلوغه الـ18 من عمره.
خطة مكتب التحقيقات الإرهابية
وعندما ظهر مشكور على رادار سلطة تطبيق القانون، قيل إنه كان على اتصال مع مؤيدين آخرين للجماعة، غير أن التخطيط الأكثر جوهرية لإجراءات مشكور التي أوصلته إلى لائحة اتهام فدرالية بالإرهاب، تم بالكامل مع مجموعة من عملاء "إف بي آي" السريين الذين كانوا على اتصال وثيق به على مدى عدة أشهر، مما يمثل اختبارا لمدى استعداد شاب ضعيف لارتكاب جريمة.
وقالت سحر عزيز "من الواضح أن هذا إهدار للموارد الحكومية. إذا كان هناك تهديد إرهابي خطير في أميركا، فإن مكتب التحقيقات الفدرالي لا ينبغي أن يقضي وقته في نصب فخ لقاصر مريض عقليا".
ولم يكن القريب الذي ذهب مع مشكور إلى المطار يعرف سبب مغادرته البلاد، وقال مشكور للوكيل "عائلتي تعلم أنني سأغادر ولكن لا تعرف السبب، وهم حزينون للغاية وقد أثر ذلك على صحتي العقلية. لا أعرف كيف أعبر عن وداعي الأخير لهم بشكل صحيح أو كيف أنقل أسباب رحيلي دون الإضرار بنفسيتي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مکتب التحقیقات الفدرالی تنظیم الدولة إف بی آی
إقرأ أيضاً:
مفتي مصر السابق: الفتوى والقضاء ركيزتان لتنظيم الحياة وفق الشريعة
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن العلاقة بين الفتوى والقضاء تقوم على أسس علمية دقيقة، حيث يؤدي كل منهما دورًا محوريًا في تنظيم حياة الناس وفق الشريعة الإسلامية.
وأوضح خلال لقائه في برنامج «بيان للناس»، المذاع على قناة الناس، أن التأهيل للإفتاء والقضاء يتطلب تكوينًا علميًّا متينًا، وهو ما سارت عليه الأمة الإسلامية عبر التاريخ، إذ يبدأ بتكوين الملكة الفقهية والعلمية، ثم التدريب والتأهيل المتخصص وفقًا لطبيعة كل مجال، على غرار المهن الأخرى التي تحتاج إلى صقل المهارات والتدريب المستمر.
التشابه والاختلاف بين الفتوى والقضاءأشار مفتي الديار المصرية السابق إلى أن هناك عناصر مشتركة بين الفتوى والقضاء، أبرزها تشخيص المسألة بدقة، فهم الواقع قبل إصدار الحكم الشرعي أو القانوني.
واستشهد بقول عمر بن عبد العزيز: «يحدث للناس من الأقضية بقدر ما يُحدِثون من الفجور»، موضحًا أن تطور الجرائم وأساليب ارتكابها يستدعي تطويرًا موازيًا في أساليب القضاء والتحقيق، وهو ما يعكس مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على التكيف مع المستجدات.
وعن الفرق الجوهري بين القضاء والفتوى، أوضح أن القضاء يختص بالفصل في النزاعات وإصدار أحكام ملزمة بعد التحقق من الأدلة والشهود، بينما الفتوى تمثل رأيًا شرعيًا استشاريًا يُقدَّم لمن يطلبه دون إلزام أو الحاجة إلى أدلة قضائية.
واستشهد بقول الإمام القرافي المالكي: «القضاء يحتاج إلى الحجاج والأدلة، أما الفتوى فلا تحتاج إلى ذلك».
دار الإفتاء.. تراث فقهي وإفتائي ممتدشدد الدكتور شوقي علام على أن دار الإفتاء المصرية تمتلك تراثًا فقهيًا عريقًا، حيث تعود أول فتوى مؤرشفة رسميًا إلى عام 1895 في عهد الشيخ حسونة النواوي، لافتًا إلى أن الفتاوى غير المؤرشفة كان لها دور بارز في ضبط الأحكام الشرعية وتيسير حياة المسلمين على مر العصور.