خلال الأيام القليلة الماضية تصدر مسلسل "حالة خاصة" التريند بعد عرض أولى حلقاته، فحقق نجاحا كبيرا، حيث يناقش قضية مرض التوحد بشكل مختلف يبرز من خلالها معاناة هؤلاء المرضى إلى جانب قدراتهم الفائقة وتميزهم عن الآخرين في أي مجال.

المسلسل بطولة طه دسوقى، غادة عادل، حسن أبو الروس، نبيل على ماهر، هايدى كابوه، هاجر السراج، تأليف مهاب طارق والإخراج عبدالعزيز النجار.

لم يكن هذا المسلسل هو الوحيد الذي يناقش ذلك القضية ففي الجانب الأدبي نرى أن هناك كثيرا من الروايات المختلفة التي ناقشت القضية وبطرق مختلفة.

الكاتبة الأسكتلندية، إيلي ماكنيكول

في البداية نجد أن الكاتبة الأسكتلندية، إيلي ماكنيكول قد نشرت لها رواية تحت عنوان "نوع من البريق" تناقش من خلالها قضية التوحد" حازت من خلالها على جائزة بلو بيتر لأفضل قصة في عام 2020، فتحكي قصة الفتاة التي تُدعى" آدي" المصابة بالتوحد والتي تكتشف مدى زيف ما حدث قبل عشرات السنين عندما قُتل الكثير من النساء بالقرب من مدينة إدنبرة  بسبب اتهامهن زورا بأنهن ساحرات فتتعرض للتنمر والتخويف ممن حولها عندما تفصح عن زيف ما حدث وتبدا في عمل نصب تذكارية في مدينتهن تكريما لهؤلاء النساء البريئات اللاتي قُتلن وتم تعذيبهن  لمجرد كونهن مختلفات فتدخل في صراعات كثيرة حتى تستطيع إيصال صوتها عندما تزداد ثقة بالنفس وتثبت أن الجميع يتيح له التغير متى ما سنحت له الفرصة بذلك وذلك عندما يكون لديه تقة بالنفس رغم كل الظروف التي يمر بها حتى رغم نظرة الناس إليها ومعاناتها مع التوحد؟.

فوبيا جزيرة العالم الآخر 

وفي عام 2021 طرح الكاتب عبدالعزيز آدم رواية له تحت عنوان" فوبيا جزيرة العالم الآخر" التي يناقش من خلالها أيضا قضية مرض التوحد مدى معاناة الأطفال منه، وكيفية دعمهم وأن نخلق من محنة منحة فيصبحوا عظماء ولهم تأثير كبير في المجتمع .

وتحكي الرواية ، قصة طفل نشأ مصابا بمرض التوحد وكيفية تعامل الأهل والناس معه والاحداث المرعبة التي تواجهه وكيف يتغلب عليها بقوة إيمانه.

رواية لماذا لا يريد فرنارندو أن يكبر 

كما نشرت الكاتبة المكسيكية فرانسيسكا مينديز روايتها عن مرض التوحد تحت عنوان "لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر" تناقش من خلالها هذا المرض والجوانب السلبية من المجتمع في كيفية التعامل مع هذا المرض فهي تحكي قصة أم يُصاب ابنها بمرض التوحد فتحرص على رعايته وتعليمه وتتحدى الصعاب ليكون ابنها مصدر إلهام للآخرين ولا ينفرون منه كما تواجه  الصور النمطية التي تجعل الأهالي يخجلون من حالة طفلهم، وينظرون إليه كعبء على الحياة.

رواية أطياف الحب 

وفي رواية "أطياف الحب" للكاتبة خلود علي الكندري نرى أنها تناقش أيضا قضية التوحد من خلال قصة عائلة مثل أي عائلة أخرى، لكنهم فجأة يكتشوفون أن أحد أفرادها مصاب بمرض التوحد فتبدأ حالة القلق والتوتر التي تواجهها هذه الأسرة ومدى قلقهم من نظرة المجتمع لتبدا معهم رجلة جديدة في التعامل مع هذا المرض.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مسلسل حالة خاصة مرض التوحد قضية التوحد من خلالها

إقرأ أيضاً:

التفاعل المُعقَّد بين الأدب والعلم والنظام الرأسمالي

 

محمد أنور البلوشي

أين الأدب واللغة والثقافة والعادات في العالم المعاصر، في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفي ظل النظام الرأسمالي؟ أيهم يحتل المرتبة الأولى: الأدب أم العلم أم النظام الرأسمالي في السباق إلى النهاية؟ من يفوز ومن يخسر؟ وهل هناك أي منافسة شريفة؟ وهل ينبغي المنافسة؟ ولماذا المنافسة؟

ربما لا أستطيع الإجابة على هذه الأسئلة، لكن يمكننا مناقشتها والتفكير في الإجابات والاختيارات الصحيحة بعد تحليل أدبي وعلمي يخدم أكرم المخلوقات "بني آدم" كما ذكر في القرآن الكريم.

كلما أتحدث عن النقاشات، أشعر كأنني جالس على مقعد في إحدى صفوف الفيلسوف اليوناني "سقراط"، الذي كان يشجع طلابه دائمًا على النقاشات والأفكار ليجدوا الجواب من خلال النقاشات الإيجابية.

وجدت في النقاشات الأدبية والعلمية أن هناك دائمًا مسارات واتجاهات مختلفة كأنهما ضد بعضهما البعض. في إحدى المؤتمرات التي حضرتها، كنت أستمع إلى أحد الرؤساء التنفيذيين يتحدث بشخصية فاخرة ويقول إن الفيلسوف يعرف كيف يتفلسف ويثرثر لكنه لم ينتج شيئًا.

استنتجت من كلامه أنه يقلل من قيمة الفيلسوف ويعطي نفسه والعالم المادي أكثر قيمة وشرفًا.

قد يكون هذا الرئيس التنفيذي على حق من وجهة نظر الاقتصاديين والرأسماليين، لأن المال أصبح المحرك الأساسي في حياة البشر. ولكن هل تناولت البحوث الاقتصادية الحديثة الأدب والفلسفة؟ لا أعتقد ذلك. وهل يتحدث الفيلسوف بنفس طريقة الحديث الاقتصادي أو العلمي؟ لا أعتقد.

الفيلسوف والأديب والشاعر لا يتشاركون نفس فكرة الإنسان الرأسمالي. لا أقول إنهم ضد المال والاقتصاد، بل إنهم ضد الفساد والطمع والنظام الرأسمالي المتوحش.

أين تجد نفسك بعد قراءة أمير شعراء العرب أحمد شوقي أو الشاعر امرؤ القيس أو العالم المسلم في الرياضيات الخوارزمي؟ وأين تجد نفسك بعد قراءة الأديب العربي جبران خليل جبران أو العالم الاقتصادي كارل ماركس؟ وأين تجد نفسك بعد قراءة الكاتب والفيلسوف والروائي العبثي ألبير كامو ومعادلة الجاذبية الأرضية لإسحاق نيوتن؟

ستواجه صعوبات في موازنة النفس والعقل ومسارات الحياة، وستجد العديد من الاختلافات في مفاهيم وتعريفات الحياة ومتطلباتها.

ناقش جون بول سارتر- الذي يمتلك باعًا طويلًا في الأدب والفلسفة معًا- مفهومه للعمل الأدبي في طرح فكري فلسفي صار فيما بعد واحدًا من أهم الأطروحات التي تناولت ماهية العمل الأدبي، وصارت قبلة الشباب الحالم في أوروبا. فكرة سارتر تقوم على أن الأديب يجب أن يكون ملتزمًا تجاه قضية ما يعبر عنها ويجسدها في أعماله الفنية والأدبية، بينما كان نقاده يرون أن الأديب يجب أن يتحرر من أي التزامات ليحتفظ بالحرية الأدبية والفنية.

ويتناول المقال "الأدب والعلم والنظام الرأسمالي" العلاقة المعقدة والمتشابكة بين الأدب، والعلم، والنظام الرأسمالي. يستعرض كيف يمكن للأدب أن يعبر عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يحدثها النظام الرأسمالي، حيث يعكس الأدب التوترات والصراعات الاجتماعية الناتجة عن هذا النظام.

الأدب لا يوثق فقط الوقائع، بل يسهم في تشكيل الوعي الاجتماعي ويقدم نقدًا ثقافيًا للمجتمع الرأسمالي.

من الناحية العلمية، نستعرض كيف أن التقدم العلمي والتكنولوجي يدعم الابتكار والنمو الاقتصادي، مما يعزز من قوة الرأسمالية.

العلم والتكنولوجيا يصبحان أدوات لتحقيق الربح وزيادة الإنتاجية، ولكن ذلك يأتي أحيانًا على حساب القيم الإنسانية والبيئية.

النظام الرأسمالي يعتمد على الديناميكية بين الأدب والعلم لتحقيق توازنه واستمراريته. الأدب يوفر البعد النقدي والتأملي، في حين يوفر العلم البعد التطبيقي والابتكاري.

في خلاصة هذا المقال، نستطيع القول إن التفاعل بين هذه المجالات الثلاثة يمكن أن يقدم رؤى جديدة لتحقيق توازن أكثر عدالة واستدامة في المجتمع، مشددًا على أهمية النقد الأدبي والوعي العلمي في فهم وتوجيه مسار النظام الرأسمالي.

مقالات مشابهة

  • التفاعل المُعقَّد بين الأدب والعلم والنظام الرأسمالي
  • ???? نازح يحكي كيف قتل الدعامة مواطن رفض يعطيهم مفتاح سيارته وقصص حزينة جدا
  • إيرادات "أهل الكهف" تتخطى 200 ألف جنيه
  • بو صعب بعد لقائه عوده: لا أرى حلولا في الأفق
  • صور| قضية طفل شبرا الخيمة.. أول ظهور للمتهمين بقتل «أحمد»
  • السفيرة أبو غزالة: الظروف التي تمر بها الأسرة العربية  تتطلب حلولاً ابتكاريه
  • أميركا المضيفة تودع "كوبا أميركا" بالهزيمة من أوروغواي
  • اليوم.. مجلس الشيوخ يناقش دراسة بشأن تطبيق نظم الري الحديثة في محافظات مصر
  • غدا.. مجلس الشيوخ يناقش دراسة بشأن تطبيق نظم الري الحديثة
  • "انظروا إلينا نرقص".. رواية لـ"هشام النجار" في مواجهة التطرف والإرهاب