شهر رجب.. ساعات ويتم إعلان موعد أولى ليالي شهر رجب المبارك، أحد الأشهر الحُرم التي لها فضل ومكانة عظيمة، حيث اختصها الله تعالى بنفحات ربانية، وتعد موسم للطاعات والعبادات وفرصة لكل عاصي للرجوع إلى الله تعالى والإقبال عليه بقلب سليم.

ويسعى المسلمون في شهر رجب إلى استغلال فضله والاكثار من الطاعات والعمل الصالح والعبادات وعلى رأسها الصوم، وورد عدد من الأحاديث النبوية عن صيام شهر رجب، ومنها الضعيف والتي أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأحاديث الواردة في الصيام في شهر رجب وإن كانت ضعيفة إلا أنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند جمهور الفقهاء، كما أنَّ الصيام في شهر رجب داخلٌ في عموم الصوم التطوعيّ الذي رغب الشرع فيه.

وأكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني أن ما ورد في صيام شيء من شهر رجب من السُنَّة: ما رواه الإمام أبو داود عن مُجِيبَةَ الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيَّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.

ومنها ما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».

الصوم في رجب من فضائل الأعمال وإن كانت الأحاديثه الوارده عنه ضعيفة

وأكدت الدار أن تلك الأحاديث الواردة في صوم شهر رجب أو صوم شيء منه وإن كانت ضعيفة فإنَّها ممَّا يُعْمَل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء.

وحتَّى لو لمْ يرد في الباب هذه النصوص الضعيفة فإنَّ النصوص الصحيحة الأخرى العامَّة التي تُرَغِّب في الصيام التطوعي مطلقًا تكفي في إثبات المشروعيَّة؛ ومن هذه النصوص الصحيحة: ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ"، وما رواه الإمام أحمد عن صدقة الدمشقي أن رجلًا جاء إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن الصيام، فقال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا".

وشددت الدار على أنه ينبغي أن يَحْرِص المسلمُ على العمل بفضائل الأعمال التي منها صيام رجب سواء كله أو بعضه، ولو مرّة واحدة في العمر؛ ليكون من أهل ذلك الفضل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهر رجب رجب الأشهر الحرم صيام شهر رجب دار الإفتاء المصرية الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله وإن کانت شهر رجب

إقرأ أيضاً:

البكاء من خشية الله.. 6 أعمال تزيد رقة القلب

البكاء نعمة من الله عز وجل، وهو تعبير إنساني فطري يعكس ما يعيشه القلب من مشاعر وأحوال، لكن أعظمه هو البكاء من خشية الله تعالى، فهو ليس مجرد دموع تنساب، بل هو دلالة على تقوى القلب وقربه من الله.

البكاء من خشية الله

قال يزيد بن ميسرة: "البكاء من سبعة أشياء: من الفرح، والحزن، والجزع، والرياء، والوجع، والشكر، والبكاء من خشية الله، فذاك الذي تطفئ الدمعة منه مثل أمثال البحور من النار." (الزهد لأبي داود، صـ 394).


هذه الكلمات العميقة تسلط الضوء على قيمة البكاء الناتج عن استشعار عظمة الله وهيبته، وهو البكاء الذي يحمل صاحبه إلى مغفرة الله ورحمته، ويفتح له أبواب القرب منه.

فضل البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله له مكانة عظيمة في الإسلام، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع." (رواه الترمذي).


دموع الخشية تطهر القلب من الذنوب، وترقق الروح، وتجعل صاحبها ممن يظلهم الله يوم القيامة تحت ظله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه." (رواه البخاري ومسلم).

أعمال تزيد من رقة القلب

للوصول إلى خشية الله وزيادة رقة القلب، يمكن اتباع مجموعة من الأعمال:

تدبر القرآن الكريم: التأمل في آيات الله يعمق الخشوع ويزيد من استشعار عظمته.قيام الليل: الصلاة في جوف الليل والتضرع لله يفتح أبواب الرحمة ويليّن القلب.ذكر الله: المواظبة على الأذكار، خاصة أذكار الاستغفار والتسبيح.التأمل في نعم الله: التفكر في نعم الله وشكره عليها يزرع حب الله في القلب.زيارة القبور: تذكر الموت والآخرة يعين على زهد الدنيا واستشعار عظمة الله.الصحبة الصالحة: مجالسة من يذكرون بالله ويعينون على الطاعة.أدعية لرقة القلب وخشية الله"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.""اللهم اجعل قلبي عامرًا بذكرك، رقيقًا بخشيتك، منيبًا إليك.""اللهم ارزقني عينًا دامعة من خشيتك، وقلبًا خاشعًا وعملاً متقبلًا.""اللهم اجعلني من عبادك الذين إذا ذكروك وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياتك زادتهم إيمانًا."أثر البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله ليس علامة ضعف، بل هو قمة القوة الروحية، لأنه يعبر عن قلوب استشعرت عظمة الخالق وضعف المخلوق. إنه يقرب العبد من ربه، يطهر النفس من الذنوب، ويمنح الطمأنينة والسلام الداخلي.

 

البكاء من خشية الله نعمة عظيمة لا يمنحها الله إلا للقلوب الحية. فلنحرص على تزكية نفوسنا، وتدريب قلوبنا على الخشوع، والسير في طريق الطاعة، حتى ننال رحمة الله ومغفرته، ونكون من أولئك الذين تطفئ دموعهم بحور النار، وترتقي بهم إلى جنات النعيم.

 

 

مقالات مشابهة

  • علاج الحسد الشديد للمؤمن .. مكتوب ومجرب
  • الإفتاء : الإسلام حث على تعليم البنات والإحسان إليهن
  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • مؤسسة موانئ البحر الأحمر والقطاع العامل بميناء الحديدة يحتفون بذكرى جمعة رجب
  • البكاء من خشية الله.. 6 أعمال تزيد رقة القلب
  • هل تعود غزة إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر؟
  • الإفتاء تحدد وقت استجابة الدعاء يوم الجمعة
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • 6 آداب شرعية يجب اتباعها عند زيارة المريض
  • 5 نقاط مهمة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس مع انتظار إن كانت حكومة إسرائيل ستصادق عليه