بسبب الاحتباس الحراري.. الميثان الجليد الناري قنبلة موقوتة في أعماق المحيطات
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
نشر موقع "سايتك ديلي" تقريرا عن نتائج أبحاث لجامعة نيوكاسل كشفت أن الجليد الناري، أو الميثان المتجمد المحصور كمادة صلبة تحت محيطاتنا، معرض لخطر الذوبان بسبب تغير المناخ، ما قد يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الميثان في الغلاف الجوي.
وذكر التقرير، أن الفريق وجد باستخدام التصوير الزلزالي المتقدم، أن الميثان المنفصل يمكن أن ينتقل لمسافات كبيرة، مما يتحدى الافتراضات السابقة حول استقراره.
ووجد فريق دولي من الباحثين بقيادة جامعة نيوكاسل أنه مع ذوبان الميثان المتجمد والجليد، يتم إطلاق غاز الميثان وينتقل من أعمق أجزاء المنحدر القاري إلى حافة الجرف القاري تحت الماء، حتى أنهم اكتشفوا جيبا تحرك مسافة 25 ميلا (40 كيلومترا).
ويقول الباحثون، الذين نشروا بحثهم في مجلة Nature Geoscience، إن هذا يعني أن الكثير من غاز الميثان من المحتمل أن يكون عرضة للخطر ويتم إطلاقه في الغلاف الجوي نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتعرف "هيدرات الميثان"، باسم الجليد الناري، هي عبارة عن هيكل يشبه الجليد تم العثور عليه مدفونا في قاع المحيط ويحتوي على غاز الميثان.
ويتم تخزين كميات كبيرة من الميثان على شكل ميثان بحري تحت المحيطات، فهو يذوب عندما ترتفع درجة حرارة المحيطات، مما يؤدي إلى إطلاق غاز الميثان في المحيطات والغلاف الجوي - المعروف باسم الميثان المنفصل - ما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقا للتقرير.
واستخدم العلماء تقنيات تصوير سيزمي متقدمة ثلاثية الأبعاد لفحص الهيدرات التي انفصلت أثناء الاحترار المناخي قبالة سواحل موريتانيا في شمال غرب أفريقيا.
وقد حددوا حالة محددة حيث هاجر الميثان المنفصل لمسافة تزيد عن 40 كيلومترا وتم إطلاقه عبر حقل من المنخفضات تحت الماء، يُعرف باسم البثور، خلال الفترات الدافئة الماضية.
وقال المؤلف الرئيسي، البروفيسور ريتشارد ديفيز، نائب رئيس الجامعة، لشؤون العالم والاستدامة بجامعة نيوكاسل: "لقد كان اكتشافا خلال إغلاق كوفيد، لقد قمت بإعادة التدقيق في تصوير الطبقات أسفل قاع البحر الحديث قبالة شاطئ موريتانيا مباشرة وعثرت إلى حد كبير على 23 بثرة".
وتابع، "يُظهر عملنا أنها تشكلت بسبب انطلاق غاز الميثان من الهيدرات، من أعمق أجزاء المنحدر القاري، إلى المحيط، حيث كان العلماء يعتقدون في السابق أن هذه الهيدرات ليست عرضة للاحتباس الحراري، لكننا أظهرنا أن بعضها معرض للخطر".
وسبق للباحثين أن درسوا كيف يمكن للتغيرات في درجة حرارة المياه السفلية بالقرب من الحواف القارية أن تؤثر على إطلاق غاز الميثان من الهيدرات.
ومع ذلك، ركزت هذه الدراسات بشكل أساسي على المناطق التي يوجد بها جزء صغير فقط من هيدرات الميثان العالمية.
وبين التقرير أن هذا هو واحد من عدد صغير فقط من الأبحاث يبحث في إطلاق غاز الميثان من قاعدة منطقة استقرار الهيدرات، والتي هي أعمق تحت الماء.
وأظهرت النتائج أن الميثان المنبعث من منطقة استقرار الهيدرات سافر مسافة كبيرة نحو اليابسة.
وقتل البروفيسور الدكتور كريستيان بيرندت، رئيس وحدة الأبحاث الجيوديناميكية البحرية، جيومار، في مدينة كيل بألمانيا: "هذا اكتشاف مهم، فحتى الآن، ركزت الجهود البحثية على الأجزاء الأكثر ضحالة من منطقة استقرار الهيدرات، لأننا اعتقدنا أن هذا الجزء فقط هو الذي يكون حساسا للتغيرات المناخية".
وأضاف: "تظهر البيانات الجديدة بوضوح أنه قد يتم تحرير كميات أكبر بكثير من غاز الميثان من الهيدرات البحرية، وعلينا أن نصل إلى حقيقة الأمر لفهم دور الهيدرات في النظام المناخي بشكل أفضل".
ويعد الميثان ثاني أكثر الغازات الدافئة البشرية المنشأ وفرة بعد ثاني أكسيد الكربون (CO2).
وتظهر الأرقام الصادرة عن وكالة حماية البيئة الأمريكية أن غاز الميثان يمثل حوالي 16 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.
ويمكن أن تلعب نتائج الدراسة دورا رئيسيا في المساعدة على التنبؤ ومعالجة تأثير الميثان على مناخنا المتغير.
ويخطط الفريق لمواصلة البحث عن أدلة على وجود فتحات غاز الميثان على طول الحافة القارية ومحاولة التنبؤ بالمكان الذي من المحتمل أن تحدث فيه تسربات ضخمة من غاز الميثان بينما نقوم بتدفئة الكوكب.
ويخطط الباحثون الآن للقيام برحلة علمية للتنقيب في هذه الندوب ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم ربطها بشكل أوثق بأحداث الاحترار المناخي الماضية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الميثان تغير المناخ الاحتباس الحراري الاحتباس الحراري الميثان تغير المناخ دراسة جديدة حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق غاز المیثان غاز المیثان من
إقرأ أيضاً:
أصبح من المتأخر منع ذلك..القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد بصيف عام 2050
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما أثار القطب الشمالي الشعور بالرهبة لدى البشر. والآن يُعرب العلماء عن قلقهم الشديد بشأن مستقبله، خاصة مع انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاستراتيجية العالمية لمكافحة التغير المناخي وتقليصها لوكالاتها العلمية.
اعتُبر الشهر الماضي استثنائياً، إذ ارتفعت درجات الحرارة في أجزاء من القطب الشمالي بمقدار 20 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي.
بحلول نهاية الشهر، وصلت مساحة الجليد البحري إلى أدنى مستوى مسجل لها على الإطلاق لشهر فبراير/ شباط، ما يمثل الشهر الثالث على التوالي لتسجيل مستويات قياسية منخفضة.
أظهر تقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، في فحصها السنوي لصحة القطب الشمالي، الذي نُشر في ديسمبر/ كانون الأول، أن المنطقة باتت تعيش في "نظام جديد"، حيث لم تعد إشارات مثل فقدان الجليد البحري وارتفاع درجات حرارة المحيط تسجل أرقامًا قياسية فحسب، بل أصبحت بشكل عام أكثر تطرفًا مقارنة بالماضي.
هذه مشكلة لها عواقب عالمية، حيث يؤدي القطب الشمالي دورًا حيويًا في تنظيم درجات الحرارة والأنظمة المناخية حول العالم. ووصفته تويلا مون، وهي نائب كبير العلماء في المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد، بأنه "أشبه بنظام تكييف الهواء الخاص بكوكبنا". وتراجعه يسرّع من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر، ويساهم في حدوث المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة.
يُعد القطب الشمالي بمثابة نظام الإنذار المبكر لتغير المناخ، حيث يُشكل فقدان الجليد البحري دليلًا واضحًا أنه في خطر.
وقال ميكا رانتاينن، وهو باحث لدى معهد الأرصاد الجوية الفنلندي: "آمل ألا تكون هذه الأشهر الثلاثة بمثابة نذير لحدوث حد أدنى جديد هذا الصيف، لأن نقطة البداية لموسم الذوبان ليست جيدة"
يصل الجليد البحري في القطب الشمالي إلى أدنى مستوياته في نهاية الصيف، تحديدًا في شهر سبتمبر/ أيلول. وخلال السنوات الـ18 الماضية، سُجلت أدنى مستويات الجليد البحري على الإطلاق، باتجاه تنازلي مستمر.
وبحسب تقرير شارك في تأليفه ديرك نوتز، وهو رئيس قسم الجليد البحري في جامعة هامبورغ، فإن القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد في الصيف بحلول عام 2050، حتى لو أوقف البشر انبعاثات التلوث المناخي، إذ قال لـ CNN: "لقد أصبح من المتأخر جدًا منع حدوث ذلك".
وبحسب دراسة أخرى نُشرت في ديسمبر/كانون الثاني، قد يحدث أول يوم خالٍ من الجليد حتى قبل نهاية هذا العقد.
ولا يقتصر تأثير فقدان الجليد البحري على الحياة البرية والنباتات وحوالي 4 ملايين شخص يعيشون في القطب الشمالي فحسب، بل له عواقب عالمية.
يعمل الجليد البحري كمرآة عملاقة تعكس ضوء الشمس بعيدًا عن الأرض وتعيده إلى الفضاء. ومع انكماشه، يمتص المحيط المظلم مزيدًا من طاقة الشمس، ما يسرّع من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
يعود جزء من السبب وراء الانخفاض القياسي الأخير في الجليد البحري إلى الحرارة غير العادية في القطب الشمالي، حيث زادت الحرارة بمعدل يفوق أربع مرات المتوسط العالمي.