دمر الاحتلال الإسرائيلي مجمع المحاكم، المعروف باسم "قصر العدل" في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة في مطلع كانون الأول /ديسمبر الماضي، بعدما اقتحمه وانتشر عدد من الجنود قبلها داخله واعتلوا منصته في مشهد استفزازي.

ويضم قصر العدل، الذي جرى تشييده في عام 2018، أهم المحاكم في قطاع غزة بما في ذلك المحكمة العليا، إضافة إلى غرف للتقاضي وأخرى للمحامين والزوار، وتخزن فيه عشرات آلاف القضايا المتعلقة بحقوق الناس ومظالمهم.



فيديو يوثق لحظة تفجير الجيش الإسرائيلي لمبنى "قصر العدل" في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة #غزة_تُباد pic.twitter.com/5hOOfxUq8A — عمر رحمون (@Rahmon83) December 5, 2023
وأوضح القاضي عبد القادر جرادة، أن قصر العدل هو أكبر مجمع للمحاكم في فلسطين حيث يوجد فيه مقر المحكمة العليا بجناحيها محكمة النقض ومحكمة العدل العليا كما يوجد فيه مقر لمحكمة الاستئناف ومحاكم البداية ومحاكم الصلح وكذلك مقر لكاتب العدل ودوائر التنفيذ.

وقال القاضي جرادة، الذي يرأس  المركز العربي للعلوم الجنائية، لـ "عربي21"، إن قصر العدل يفصل  في كافة القضايا المدنية والجنائية والإدارية والدستورية، محذرا من أن تدميره هو "تدمير للبنية القضائية والقانونية في القطاع وتدمير لحقوق الناس سواء المدعين أم المدعى عليهم".

وأضاف أن الاحتلال يهدف من ذلك الى "إشاعة الفوضى والظلم ودعوة منه للمواطنين لأخذ الحق بقوة اليد بدلا من قوة القانون كما يشكل تدميرا لأسس العدالة وقواعدها".

وبين أنه "لا شك إنه قد ترتب على تدمير القصر احتراق وإتلاف القضايا والأوراق والمستندات الأصلية والتي تثبت حقوق الناس سواء أكانت المادية أم المعنوية  التي لا تقدر بثمن وقد يكون من الصعب العثور على بديل منها وفي بعض الأحيان من الاستحالة إيجاد هذا البديل خاصة لو كانت تلك المستندات قديمة لا أصل لها في مؤسسات الوطن سواء الرسمية أو غير الرسمية".


وذكر القاضي جرادة أن الاحتلال "يسعى جاهدا لإحداث فراغ قانوني وقضائي بعد الحرب من خلال سياسة التصفير والتسفير التي ينتهجها لتهجير الناس من موطنها الأصلي وهي سياسة تخالف القانون الدولي وتشكل جريمة من جرائم الحرب التي يتحمل مسؤوليتها الاحتلال وقادته أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".

وأكد أن هذا  الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود الفلسطينية لإقامة العدل ضمن مشروع عودة الوحدة الوطنية كأساس لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ورجح أنه من المتوقع أن يستغرق إعادة بناء النظام القضائي الفلسطيني في المحافظات الجنوبية عددا من السنوات ومبالغ طائلة وجهود بشرية كبيرة ليس من السهل توفيرها، قائلا: إن "شعبنا قادر على هذه المهمة باقتدار بعد زوال الاحتلال وإقامة أحدث النظم القضائية في المنطقة على قاعدة إقامة العدالة الناجزة وسيادة القانون".

وأضاف أن المطلوب هو وقف هذه الحرب الظالمة على شعبنا والبدء في إعادة إعمار ما هدمه الاحتلال في أقصى سرعة حفاظا على حقوق الناس باعتبار أن العدل أساس الملك وأهم أركان بناء الدولة الفلسطينية.

وبين "لعل المطلوب هو إعادة مأسسة السلطة القضائية الفلسطينية ووحدتها باعتباره واجب لا يضاهيه واجب لأن تحقيق العدالة بصورتها المشرفة قد أصبح ضرورة ملحة ومسؤولية حضارية تتطلب قواعد محكمة بهدف سرعة الفصل في الدعاوى على قاعدة استقلال السلطة القضائية بأجنحتها:  القضاء والنيابة والمحاماة".


وأوضح أن "ضياء الحق لن يقوى على تبديد دياجير ظلم الاحتلال وظلامه الا إذا توهجت الحقيقة بنور الجزم واليقين وذلك لا يكون الا باستقامة العمل القضائي فلا ضياء للحقيقة ولا ري الحق ولا اكتمال للعدل إلا بإعادة بناء ما دمره الاحتلال هذا من جهة ومن جهة أخرى مسائلة الاحتلال عن الجرائم التي اقترفها بحق الشعب الفلسطيني".

يذكر أنه تم افتتاح قصر العدل بتمويل من الحكومة القطرية وتم تشييده  على مساحة 10 آلاف متر مربع وهو مكون من خمسة طوابق ومخازن، بتكلفة بلغت 11 مليون دولار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال قصر العدل غزة القطرية غزة قطر الاحتلال قصر العدل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قصر العدل

إقرأ أيضاً:

التعاون الإسلامي تقدم مرافعة لـ"العدل الدولية" بشأن عمل الأونروا في فلسطين

أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، اليوم السبت، أنها قدمت بيانات خطية إلى محكمة العدل الدولية بشأن الرأي الاستشاري، حول التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود أنشطة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى، والدول الثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت المنظمة، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقراً لها، في بيان لها، السبت، "أهمية هذه الجهود القانونية لمواجهة إجراءات إسرائيل، قوة الاحتلال، وقوانينها الباطلة التي تمنع وكالة الأونروا اعتباراً من 30 يناير (كانون الثاني) 2025، من ممارسة نشاطها في الأرض الفلسطينية المحتلة"، مجددة دعمها الثابت لهذه الوكالة الأممية التي أنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين إيجاد حل عادل ودائم لقضيتهم.

منظمة التعاون الاسلامي تقدم مرافعة خطية لمحكمة العدل الدوليةhttps://t.co/hMfCUgk52C pic.twitter.com/qDuR0XasdO

— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) March 1, 2025

وقدم عدد واسع من الدول، بما فيها العربية والإسلامية، والمجموعات الدولية، بما فيها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي مرافعاتها المكتوبة إلى المحكمة ضمن الموعد المحدد لذلك، علماً بأن المحكمة ستباشر إجراءات المرافعات الشفوية بتاريخ 28 أبريل (نيسان) 2025.

وسلمت دولة فلسطين، أمس الجمعة، مرافعتها الكتابية لمحكمة العدل الدولية في إطار إجراءاتها لإصدار فتوى قانونية بشأن "التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة"، تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 232/79، الصادر بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وأكدت دولة فلسطين، مسؤولية إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، باحترام الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في تقرير المصير والعودة، وحقوق الإنسان الأساسية التي كفلتها المواثيق والشرائع الدولية، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها.

كما أكدت دولة فلسطين، أن سلطة الاحتلال غير الشرعي ملزمة بعدم إعاقة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير.

وأشارت فلسطين في مرافعتها، أن انتهاكات إسرائيل الممنهجة وواسعة النطاق لحقوق الشعب الفلسطيني، وعرقلتها لجهود ومهام الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة في الأرض الفلسطينية المحتلة، يخالف التزاماتها كسلطة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يخالف التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة، وفقاً لميثاق المنظمة الأممية، وشروط قبول عضويتها في المنظمة، بما في ذلك الالتزام بتنفيذ القرارين الأمميين 181 و194.

وسلطت المرافعة الكتابية، الضوء على أهمية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" بالنسبة للشعب الفلسطيني، وعلى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الوكالة والعاملين بها، والتي كان آخرها القانون الإسرائيلي غير الشرعي الذي يحظر عملها في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويمنعها من تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين يخالف التزاماتها بموجب أحكام القانون الدولي وشروط عضويتها، كنتيجة طبيعية لسياسة الإفلات من العقاب.

وطالبت دولة فلسطين في مرافعتها يإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأرض الفلسطينية المحتلة، وتنفيذ سلطة الاحتلال غير الشرعي لالتزاماتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وتميكن الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والإنسانية والدول الثالثة، من ممارسة أنشطتها الإغاثية والإنمائية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • أبعاد أزمة معبر طورخم الحدودي بين أفغانستان وباكستان
  • كيف علقت الفصائل الفلسطينية على قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة
  • ما حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • التعاون الإسلامي تقدم مرافعة لـ"العدل الدولية" بشأن عمل الأونروا في فلسطين
  • أهالي خان يونس يشتكون من الغلاء وشح الأموال في أول يوم من رمضان
  • حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير.. مفتي الجمهورية يرد
  • “اليونيسف”: الحرب “الإسرائيلية” على لبنان ألحقت أضرارا كارثية بحياة الأطفال
  • وزارة العدل في أسبوع | الحوار المجتمعي لقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين.. وتفقد الهيئات القضائية بالبحر الأحمر
  • لغة ترامب التي يجيدها!
  • بين الاستهداف والنزوح| الصحافة الفلسطينية في مرمى نيران الاحتلال.. رولا الدرة شاهدة على استهداف الصحفيين في غزة