شبكة انباء العراق:
2025-04-01@10:46:27 GMT

حتى أنتم يا كوكب اليابان ؟

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

من كان يصدق تغير مواقف اليابان إزاء القضية الفلسطينية بزاوية 180 درجة ؟. ومن كان يصدق ان اليابان الدولة الذكية الودودة اللطيفة الجميلة، التي أنكوت واحترقت وتمزقت قبل غيرها بنيران الهمجية الأمريكية، من كان يصدق أنها تعلن الاصطفاف مع امريكا في قرارها الرافض لوقف إطلاق النار ضد سكان غزة ؟.

.
ولكن هل سألتم أنفسكم لماذا وقفت اليابان إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في رفض مشروع القرار الذي اقترحته روسيا، وكان يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة ؟. .
ربما يقول قائل منكم إنها حثّت إسرائيل بضرورة وقف هجومها (ولو مؤقتاً) على قطاع غزة المحاصر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، أو يقول آخرون إنها خصصت عشرة ملايين دولار فقط لإعادة إعمار البنى التحتية في القطاع. . لكننا نبقى بحاجة للتعرف على الدوافع الحقيقية التي اضطرتها للوقوف ضد القرار الأممي لوقف إطلاق النار. فقد ظل موقفها مبهما حتى جاءت إيضاحات الباحث العماني (الدكتور عبدالله باعبود) ليكشف لنا عن خبايا الموقف الياباني المبهم، وذلك في برنامج (كل الأسئلة) الذي تبثه قناة (هلا أف أم) العمانية. .
يقول الدكتور (باعبود) انه سأل كبار المسؤولين في وزارة الخارجية اليابانية عن سر تصويت طوكيو إلى جانب إسرائيل في الجمعية العامة. فجاءه الجواب محبطاً وصادماً. قالوا له: (نحن في اليابان لم ننطق بكلمة واحدة منذ السابع من أكتوبر، وكنا ننتظر ماذا ستؤول إليه الأحداث، وكيف سيكون موقف الدول العربية، حتى أتانا الرد من بعض الدول العربية، خصوصا تلك الدول التي نحن بحاجة لها، قالوا لنا أنهم مع إسرائيل، وأنهم يدعمونها بقوة، فلهذا اتخذنا هذا الموقف). .
ولكي نتأكد من مصداقية اليابان حول موقف البلدان العربية الداعمة لاسرائيل يكفي ان نقول ان اسرائيل نفسها اعترفت عشرات المرات بتلقيها اتصالات مباشرة من زعماء بعض البلدان العربية يطالبونها بمواصلة القصف الجوي على القطاع من دون ان تذكرها بالاسم. ويكفي ان نقول ان أمين عام الجامعة العربية بشحمه ولحمه كان يصنف الفصائل الفلسطينية المسلحة ضمن الجماعات الارهابية. ويكفي ان نقول ان كبار مشايخ الفتنة الطائفية كانوا من الداعمين الأقوياء لإسرائيل. .
لقد تغيرت مواقف اليابان ولم تعد مثلما كانت عليه في السابق، وبدأت سياستها تزداد تعقيدا منذ عام 2002 وهو العام الذي تشددوا فيه باجراءات منح تأشيرات الدخول لمواطني البلدان الفقيرة، اذكر أنهم لم يسمحوا بدخول اللاعب الدولي دييغو مارادونا بذريعة تعاطيه المخدرات: فقال كلمة الشهيرة وقتذاك: (لقد منعوني من حضور مباريات منتخبنا الوطني، وسمحوا بدخول منتخب الولايات لمتحدة الذين القوا عليهم قنبلتين نوويتين). .
فلا تعتبوا على اليابان بعد الآن، خصوصا بعدما انضمت إلى مجموعة السبعة، واصبحت تدور في فلك القوى العظمى. وينبغي ان نوجه أصابع العتب واللوم إلى اشقاءنا الذين خذلونا وأساءوا الينا. .
ختاماً: سألوا احد أساتذة اللغة في العراق عن الفرق بين التاء المبسوطة والتاء المربوطة، فقال: (عندنا ناس واجهت اسرائيل، وناس واجهة اسرائيل، وبين التاء المربوطة والتاء المبسوطة تأرجحت الأمة بين العز والذل). .
ولله في خلقه شؤون. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الإرهاب لا يبرر إرهاباً.. وسوريا تنزف من جديد

 

في جريمة وحشية لا يمكن تبريرها بأي ذريعة، يثبت دواعش العصر في سوريا أنهم الوجه الأكثر ظلاماً للبشرية، قادمون من كهوف الجهل والدموية ليعيدوا كتابة تاريخ القتل والسحل والذبح باسم الدين، تماماً كما فعل أجدادهم من خوارج الأمس.

في الساحل السوري، حيث الأمان كان يوماً ما حقاً للجميع، تحولت البيوت إلى مقابر، والنساء إلى أهداف رخيصة في مخططات القتل الطائفي، والمجتمع الدولي إلى شاهد أخرس، يدير وجهه بعيداً عن الدم المسفوك، وكأن سوريا ليست على خارطة الإنسانية.

إن إخراج النساء بحجة التفتيش، ثم إعدامهن بدم بارد في الشوارع، ليس إلا صفحة جديدة في سجل الجرائم التي ترتكبها العصابات التكفيرية المأجورة. من يظن أن هذه الجماعات تحمل مشروعاً إسلامياً أو تحررياً، فهو إما واهم أو متواطئ، فكل من لا يتبع مذهبهم، ولا يخضع لسلطانهم، يصبح عدواً وجب قتله بلا رحمة.

هؤلاء ليسوا مسلمين، بل أدوات في يد الصهاينة والمستعمرين الجدد، يُقتلون بفتاوى ملغومة، ويمزقون سوريا بسكاكين أمريكية وتركية، بينما إعلام التطبيع يبرر جرائمهم أو يتجاهلها كأنها لم تكن. وما صمت المجتمع الدولي إلا دليل على أن هذه العصابات لم تأتِ من تلقاء نفسها، بل هي مشروع متكامل لضرب سوريا في عمقها، وتمزيق نسيجها، وإعادة تدوير الإرهاب ليمزق الجغرافيا لمصلحة العدو الأول للأمة.

وإذا كان «الجزارون» على الأرض يُنفذون، فإن من يبرر لهم ويغطي جرائمهم هو شريك في سفك الدماء، أحمد الشرع- الرئيس الانتقالي الذي هلل له بعض السذج، لم يكن سوى صورة باهتة لدموية الجولاني، يسير على خطى أسلافه من قادة الخيانة الذين حملوا رايات العفو والتسامح نهاراً، ثم نفذوا أبشع المجازر ليلاً.

فماذا قدم الشرع لشعبه غير بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع؟ هل الاعتذار بعد المجزرة يعيد الحياة للضحايا؟ هل الإدانة تكفي لإغلاق الجراح المفتوحة؟ وأي تبرير سيغسل عار هذه الجرائم؟ هذه وصمة لن تمحى، وتاريخ لن يُنسى، فكل دم سقط، وكل روح أُزهقت، ستبقى لعنة تطارد القتلة ومن أيّدهم بالصمت أو بالتصفيق.

يا أعداء سوريا من الداخل، يا من زعمتم أنكم ثوار، هل رأيتم أي فرق بينكم وبين بشار الأسد الذي جعلتموه شيطانكم الأكبر؟ بشار لم يُطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، وها أنتم اليوم لم تطلقوا حتى كلمة واحدة ضدها!

ستون عاماً من حكم آل الأسد، ولم تتمكن إسرائيل من احتلال أكثر من الجولان، أما أنتم فقد قدمتم لها ثلاث محافظات سورية هدية على طبق من دماء الأبرياء، بدون أن تخسر جندياً واحداً! بشار كان يعذب المعتقلين في السجون، أما أنتم فقد ملأتم السجون، ثم ذبحتم الضحايا في الشوارع والبيوت دون حتى محاكمة صورية!

بشار كان يبني جيشه من أبناء سوريا، أما أنتم فجلبتم المرتزقة من كل بقاع الأرض ليحكموا باسمكم، وسلمتم رقاب السوريين لأمراء الحرب من كل الجنسيات، من القوقاز إلى تل أبيب، ومن واشنطن إلى أنقرة. فأي ثورة هذه التي تشبه الاحتلال؟ وأي تغيير هذا الذي يبدأ بالإبادة؟

ما يحدث في سوريا اليوم ليس صراعاً مذهبياً، وليس ثورة على الطغيان، بل حرب بين التكفيريين والبشر، بين الأمويّة والإسلام، بين عبيد أمريكا وأحرار العالم. المشهد واضح لكل من لا زال يحمل ذرة ضمير أن العصابات التكفيرية التي عاثت في الأرض فساداً ليست سوى أدوات لخطة أكبر، لإعادة رسم الجغرافيا كما تريدها إسرائيل وأسيادها في الغرب.

ولأن التاريخ يُعيد نفسه، فإن هذه المجازر لن تكون النهاية، بل بداية جديدة لصراع طويل، يثبت أن كل سلاح يُلقى، وكل مدينة تُسلّم، لا تؤدي إلا إلى مزيد من الذل والمجازر.

فالذين أغمضوا أعينهم عن هذه الجرائم، ومن صفقوا لهؤلاء القتلة تحت مسمى “الثورة”، عليهم أن يدركوا أن سوريا لن تعود إلى أهلها إلا بالمقاومة الحقيقية، لا بالتصفيق لمرتزقة الخارج. فكما قال سيد الشهداء: “والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد!”

 

مقالات مشابهة

  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • مصر وايران وتركيا.. تحذير من خطر وجودي يهدد اسرائيل
  • نائب أردوغان يشن هجوماً لاذعاً على إسرائيل.. ما الذي يحدث؟
  • الإرهاب لا يبرر إرهاباً.. وسوريا تنزف من جديد
  • الحرارة تخرج عن السيطرة: كارثة مناخية بانتظار كوكب الأرض بحلول 2200
  • صافرات الإنذار في اسرائيل بعد إطلاق صواريخ من اليمن
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • أكاديمية السينما تعتذر بعد إغفال اسم المخرج الذي اعتدت عليه إسرائيل
  • الأردن يسمح بدخول المجموعات السياحية السورية وفق ضوابط معتمدة