الفرق بين النسوان والمدافعات عن النسوان
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
في العام 1856 تظاهرت نسوة أمريكيات في مدينة نيويورك محتجات على الظروف السيئة التي تحيط بهن، والقسوة والتعالي وعدم الإحترام الذي قوبلن به في العمل، وهذا كله قبل التحولات الكبرى في الغرب نحو الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي أتاح للمرأة أن تتحول الى سلعة على غلاف مجلات رخيصة وتتعرى على سواحل البحار، وتخرج الى الشارع بأفخاذ وسيقان محشوة بالرغبة والشهوة، دون تجاهل ان الغرب أتاح في هذا التحول مساحة جيدة للمرأة لتعمل وتكافح وتصنع لها دورا ووجودا مختلفا يضاهي وجود الرجل، ولم يعد مستغربا وجودها رئيسا لدولة وملكة ورئيسا لحكومة وقاض وضابط وحكم ميدان وفي مجالات عدة تفوقت فيها ونافست الرجال.
يحزنني كثيرا التفاوت بين ظروف عيش النسوان عندنا وظروف المدافعات عنهن، فالمرأة العادية تعيش تحت وطأة ظروف قاسية، ومنهن من فقدت أعزائها في الحروب والحصارات والأعمال الإرهابية، ومنهن من تواجه التحرش والإستخفاف، حتى إني ألاحظ العديد من الرجال وهم يستصغرون ويحتقرون النساء في الشارع والعمل، ويستخفون بهن، ويتحرشون ويبتزون ويضغطون، وإذا راجعت إمرأة حلوة دائرة حكومية، أو مؤسسة فياويلها وسواد ليلها، هم فقط يرون أمهاتهم جيدات وزوجاتهم وأخواتهم، وينسون أن أخواتهم وزوجاتهم يعانين من ذات المشكلة التي يلتذون هم بها، ويمارسونها دون تردد، أو خجل، وإنهم سيدفعون الثمن عاجلا، أو ٱجلا.
سجل البشرية حافل بقصص عن مظلومية النساء، وهناك ألوان من العذاب، ولكن روح التحدي لاتموت، وطالما تعجبني تلك القصة عن سيدة من بني إسرائيل كانت تعمل في السخرة في مصر القديمة، وكانت تهان وتذل وتضرب، وكانت تعمل وهي تحمل رضبعها على كتفها حتى إختنقت حزنا، ونظرت الى السماء، ونادت الرب: هل أنت نائم؟ وتستمر القصة حتى مع نهاية الألم، وحين كانت تلك السيدة تغسل ثيابا لها على ساحل البحر، ظهرت لها يد من تحت الماء، ونداء من السماء، لست بنائم، ثم ظهر فرعون غريقا، وٱية للناس.
هناك فجوة بين طموح تغيير حال النسوان المعذبات، ومايتوفر من أدوات في سبيل التغيير المنشود، وحين نقرأ التهاني التي يبعث بها كبار المسؤولين في عيد المرأة نتسائل، وماهو الذي قدمه هولاء المسؤولون ؟ فحين أكون في بغداد، وأنظر في المطاعم والمولات أرى النساء والشابات يرتدين الثياب الفاخرة، ويضعن الزينة، ولكن تلك الصورة لاتمثل الحقيقة، فماتحتاجه المرأة ليس فقط ماهو طبيعي من الحقوق، ولكن مايمنع عنها من تلك الحقوق التي تسلب بطرق شتى، وحتى النسوان في الريف والمناطق الشعبية يكون الفارق كبيرا بين المدافعات عن حقوق المرأة، ويتنعمن ويمارسن حياتهن بإنفتاح وفقا للتعاليم الغربية، لكنهن لايعشن ظروف نساء بلدهن كما ينبغي، ولايفهمنها جيدا.
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
4 فرق في «دولية الجزيرة» لشباب السلة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الملك جيمس» يحسم «المواجهة الكلاسيكية» مع كوري مشاركة كبيرة في سباق المحامل الشراعية
تنطلق اليوم الخميس بطولة الجزيرة الدولية الثالثة لكرة السلة للشباب، التي يستضيفها نادي الجزيرة، برعاية مجلس أبوظبي الرياضي، من 26 إلى 29 ديسمبر الجاري، في صالة الألعاب الجماعية بالنادي، بمشاركة الجزيرة، والأهلي والمنامة البحرينيين، والعامرات العُماني.
وتقام البطولة بنظام الدوري من دور واحد، حيث تقام مباراة الافتتاح بين الجزيرة والأهلي، بينما تجمع المباراة الثانية بين المنامة والعامرات، وفي اليوم الثاني يلتقي الأهلي والمنامة، ثم الجزيرة مع العامرات.
وتحصل جميع الفرق على يوم للراحة، قبل مباريات اليوم الأخير التي تقام بين العامرات والأهلي، ثم الجزيرة والمنامة، ويُتوج الفريق الأكثر جمعاً للنقاط بالميداليات الذهبية، بينما يحصل الثالث والرابع على الفضية والبرونزية.
وقال المهندس عبدالله فرج، مشرف فريق كرة السلة بنادي الجزيرة: «أتوجه بالشكر لإدارة النادي على دعمها الكريم وتوجيهاتها بتوفير كل سبل النجاح لهذه البطولة التي تجمع أندية خليجية شقيقة في أجواء تنافسية وأخوية، والتي تقدم فائدة فنية كبيرة للاعبين الشباب المشاركين، والأجهزة الفنية لهذه الفرق، وكذلك داعم البطولة مجلس أبوظبي الرياضي الذي عودنا على المبادرة بتوفير الدعم والرعاية لكل المبادرات الرياضية والمجتمعية التي تنفذها الأندية المنضوية تحت لوائه، وعودنا أيضاً على تسخير الإمكانات البشرية والمادية لإنجاح هذه البطولات والمبادرات».
وأضاف: «أكملت جميع الفرق المشاركة استعداداتها، وبلغت مرحلة الجاهزية التامة لانطلاق المباريات، كما أن جميع الملاعب والمرافق أصبحت مهيأة بالكامل لاستضافة مباريات وتدريبات الفرق، وأيضاً لاستضافة الجمهور الرياضي عموماً، ومحبي كرة السلة بشكل خاص للحضور، والاستمتاع بالمباريات، وتقديم الدعم المعنوي للاعبين الشباب، وواثقون بأن البطولة ستحقق في نسختها الثالثة نجاحاً فنياً ورياضياً لا يقل عن النجاح الذي حققته النسخ السابقة».