استطاعت اسرائيل توجيه عدة ضربات عسكرية وامنية لـ "حزب الله" في الايام الماضية، اولى هذه الضربات في سوريا عبر استهداف القيادي في الحرس الثوري الايراني رَضى موسوي واغتياله والثانية عند استهداف الضاحية واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري والثالثة عند استهداف احد قياديي الحزب نفسه في جنوب لبنان، وهذا الامر اعاد فتح باب النقاشات عما يمكن ان يفعله الحزب لوقف هذا التدحرج الذي لا يريده.
ما زاد الشكوك والتساؤلات هو شعور المراقبين، المقربين من "حزب الله" او المناوئين له، أن معادلة الردع كسرت لصالح اسرائيل التي باتت اكثر جرأة بالتعامل مع المعركة، خصوصا ان سقف حارة حريك بات معروفا في الوقت الحاضر، اذ لا توجد رغبة بالذهاب الى حرب. في المقابل توحي اسرائيل بأنها تريد توسيع الاشتباك حتى لو ادى الى الوصول الى حرب شاملة مع لبنان او في المنطقة.
لكن ردود "حزب الله" التي حصلت على اغتيال العاروري زادت الشعور بأن اسرائيل متفوقة على الصعيد التكتيكي وان الحزب مردوع الى حد ما، وان عمليات الاغتيال قد تستمر لتستنزف الحزب في المرحلة المقبلة في ظل عدم وجود اي ارادة حقيقية بالذهاب نحو اشتباك عسكري شامل في الوقت الراهن. فهل فعلا الحزب مردوع؟وهل يخاطر من خلال التسامح وترك باب الاغتيالات مفتوحا على الاراضي اللبنانية؟
تقول مصادر مطلعة ان "حزب الله" وجه ثلاث رسائل ميدانية كبرى في اطار رده على اغتيال العاروري واستهداف الضاحية من دون ان يعلن ان الرد قد انتهى، واذا كان الرد الاول هو استهداف قاعدة ميرون العسكرية الجوية، التي تعتبر احدى اهم قاعدتين جويتين في اسرائيل، فإن الرد الثاني جاء بإستهداف دقيق لمقر قيادة الجبهة الشمالية عبر طائرات استطلاع انتحارية، وبعد ايام من زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي لهذه القاعدة..
اما الرسالة الثالثة فكانت بإستهداف احدى المستوطنات بصاروخ ثقيل ادى الى احداث تدمير ضمن قطر يصل الى 100 متر بحسب ما اعلن الاعلام الاسرائيلي، وهذا يعني ان الحزب اراد ايصال رسالة واضحة بأنه يستطيع القيام بضربات قاسمة ضد اسرائيل، كما يستطيع القيام بمحاولات لاغتيال ضباط رفعي المستوى في الجيش الاسرائيلي، ما يعني ان الاهمية الاستراتيجية لضربات الحزب قد تكون قادرة على ردع تل ابيب.
وفي الوقت الذي يضع فيه الحزب موضوع المدنيين في الجنوب كأولوية قصوى، ويحاول تجنب اي معركة تعرضهم لاضرار كبرى، فإنه اطلق صاروخا ثقيلا للمرة الاولى تجاه المستوطنات للايحاء بأنه جاهز للقيام بعمليات تدميرية والذهاب في"لعبة" الاستهدافات والاستهدافات المضادة حتى النهاية.
من الواضح ان اولوية الحزب هي ردع اسرائيل والحفاظ على قواعد الاشتباك كما كانت عليه قبل الحرب لكنه في الوقت نفسه يلوح بإستعداده للذهاب نحو تصعيد غير مسبوق اذا لم تفهم اسرائيل الرسالة.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الوقت حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يُعيد تنشيط التواصل مع التيار
كتبت بولا مراد في " الديار": تشير آخر المعلومات الى انه تم بث الحياة مجددا في قنوات التواصل، التي انقطعت مؤخرا بين "التيار الوطني الحر" وحزب الله، والتي ادى انقطاعها الى زيادة الشرخ بين الطرفين، وان كان الناشطون على الارض المحسوبون عليهما على تعاون وثيق بموضوع المهجرين. وقد تم تعيين شخصية جديدة من قبل حزب الله للتواصل مع قيادة التيار كبديل مؤقت عن الحاج وفيق صفا، الذي اوقف تواصله مع القيادات اللبنانية لاعتبارات امنية باتت معروفة، ويسير التنسيق على هذا المستوى بالتوازي مع تنسيق على مستوى النيابي بين الطرفين.
ولم يكن انقطاع تواصل حزب الله مع التيار حكرا عليه، باعتبار ان التطورات الامنية الكبرى حتّمت انقطاع التواصل عبر القنوات المعتادة مع معظم القوى السياسية، ما عدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
اليوم وبعد اعادة الحزب تنظيم اموره وصفوفه، ها هو يعيد احياء التواصل تدريجيا مع معظم القوى، التي اعتاد التنسيق والتواصل معها. فحتى رغم الخلافات المستمرة منذ فترة مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، والتي تفاقمت مع قرار حزب الله اسناد غزة، الا ان تواصل الحد الادنى بين الفريقين ظل قائما حتى منتصف ايلول الماضي، بعد تفجيرات "البايجرز" واغتيال امين عام الحزب الشهيد السيد حسن نصرالله.
وكشفت مصادر مطلعة ل"الديار" ان "التواصل بين الحزب والتيار عاد الى طبيعته، سواء على المستوى السياسي او النيابي"، لافتة الى انه "تم تكليف فريق عمل للمتابعة".
ويبدو ان اعادة ترميم العلاقة فيه مصلحة للطرفين. فبالرغم من انه قد يبدو للبعض ان مصلحة "الوطني الحر" هي بالطلاق نهائيا مع الحزب، خاصة بعد الضربات التي تلقاها والتوجه لمشهد جديد في المنطقة ولبنان، تعتبر المصادر انه "صحيح ان باسيل كان ولا يزال يسعى لازالة العقوبات الاميركية عنه، وان أداء جديدا منه تجاه الحزب قد يُسرّع هذه العملية ، خاصة اذا نجح في استثمار علاقته الوطيدة بوالد صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب مسعد بولس، الذي كان منسقا لـ "التيار" في نيجيريا، لكن هو يعلم ايضا انه رغم شراسة الحرب على الحزب، فهناك جمهور كبير له سيبقى موجودا اليوم وغدا، وما جمعه به يوما ما لا يمكن ان ينتهي لان التوازنات قد تتغير".
من جهته، يُدرك حزب الله ايضا ان من مصلحته ابقاء التواصل والتنسيق قائما مع الجميع، وان كان لديه عتبا على كثيرين ومنهم النائب باسيل. وتلفت المصادر الى ان "الهوة التي قد تبدو هائلة بين جمهوري الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست فعليا كبيرة لدرجة غير قابلة للردم"، مضيفة:"صحيح ان اولوية الحزب الراهنة هي حصرا الحرب وملف المهجرين، لكنه في الوقت عينه بدأ يستعد لمرحلة ما بعد وقف النار بتحضير الارضية، مع علمه انها مرحلة لن تكون سهلة على الاطلاق".