لويد جيمس أوستن لواء متقاعد من الجيش الأميركي، ولد عام 1953، أول ميركي من أصل أفريقي يتم تعيينه على رأس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). صنع سمعته العسكرية من نجاح قيادته في هجوم فرقة المشاة الثالثة على بغداد في أبريل/نيسان 2003 والاستيلاء عليها.
يوصف بأنه "العقل المدبر وراء الهجوم على بغداد"، وعرف خلال مسيرته العسكرية بالجنرال الصامت، لكنه لم يكن صامتا على المستوى السياسي وهو على رأس البنتاغون في ظل النزاعات العسكرية الكبرى عبر العالم، وخاصة الحرب الروسية على أوكرانيا، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ولد لويد جيمس أوستن في الثالث من أغسطس/آب 1953 في مدينة موبايل في ولاية ألاباما بالمنطقة الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة، لأسرة من أصول أفريقية.
والده لويد جيمس أوستن جونيور، كان عامل بريد، أما والدته فكانت ربة منزل وتدعى إليتيا تايلور أوستن، نشأ في مدينة توماسفيل بولاية جورجيا.
تزوج في الثمانينيات من القرن الماضي من شارلين دينيس بانر، وأنجب منها ريغينالد هيل، وكريستوفر هيل.
الدراسة والتكوين العلميحصل أوستن على شهادته الثانوية من مدرسة توماسفيل الثانوية، وأكمل تعليمه الجامعي في الأكاديمية العسكرية الأميركية، وتخرج في يونيو/حزيران 1975 بدرجة بكالوريوس في العلوم.
ثم حصل على درجة الماجستير في الآداب في تعليم المستشارين من جامعة أوبورن عام 1986، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ويبستر عام 1989.
إلى جانب مسيرته العلمية، تخرج أوستن من دورات ضباط المشاة الأساسية والمتقدمة، وكلية القيادة والأركان العامة للجيش، والكلية الحربية العسكرية.
لويد أوستن (يسار) ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار في اجتماع لوزراء دفاع الناتو مع شركاء الاتحاد الأوروبي (الأوروبية) التجربة السياسية والعمليةبدأ أوستن مهامه العسكرية عام 1975 في القواعد الأميركية في ألمانيا الشرقية، حيث عين برتبة ملازم ثانٍ في كتيبة المشاة الثالثة.
وتدرج في المناصب العسكرية والمهمات لعدة سنوات، فتضمنت مهامه المبكرة الخدمة في كتائب وألوية مختلفة من الجيش الأميركي.
وفي عام 1981 عيّن في إنديانابوليس بولاية إنديانا، إذ كان ضابط العمليات في قيادة التجنيد في الجيش الأميركي، ثم أعطي قيادة سرية في كتيبة التجنيد، وبعد انتهائه من هذه المهمة التحق بالجامعة للدراسات العليا.
عاد الجنرال أوستن إلى فورت براغ عام 1993، وشغل منصب قائد الكتيبة الثانية في فوج المشاة المظلي 505، والفرقة 82 المحمولة جوا. وبعد ذلك عُين قائدا للواء الثالث في الفرقة 82 المحمولة جوا من عام 1997 إلى عام 1999.
بعد انتهاء خدمته في فورت براغ، تم تعيينه في البنتاغون حيث شغل منصب رئيس قسم العمليات المشتركة في هيئة الأركان المشتركة من عام 1999 وحتى عام 2001.
شغل منصب مساعد قائد فرقة في فرقة المشاة الثالثة في كل من جورجيا والعراق منذ يوليو/تموز 2001 وحتى يونيو/حزيران 2003، وقادت فرقته عملية غزو العراق في مارس/آذار 2003، واستولت على مطار بغداد الدولي، كما سيطرت على العاصمة العراقية خلال الغزو الأميركي للعراق.
أوستن (يسار) زار تل أبيب في بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 واجتمع بقيادات إسرائيلية (الأناضول)أصبح القائد العام للفرقة الجبلية العاشرة في فورت دروم في نيويورك، وقائد مهام مشتركة في الفرقة 180 في أفغانستان من سبتمبر/أيلول 2003 إلى أغسطس/آب 2005.
وفي سبتمبر/أيلول 2005 أصبح أوستن رئيس أركان القيادة المركزية للولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، وبقي أوستن في رئاسة الأركان حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2006، ليصبح بعد ذلك قائدا عاما للفيلق 18 المحمول جوا في ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
عاد أوستن إلى العراق، وتولى -إلى جانب مهامه- قيادة الفيلق المتعدد الجنسيات هناك من فبراير/شباط 2008 إلى أبريل/نيسان 2009.
انتقل الجنرال إلى العمل المكتبي مرة أخرى بعودته إلى الولايات المتحدة الأميركية وتعيينه مديرا للأركان المشتركة في البنتاغون لمدة عام بدأت من أغسطس/آب 2009.
عاد إلى العراق في سبتمبر/أيلول 2010 قائدا عاما للقوات الأميركية هناك، حيث أشرف على قوات التحالف وعلى عملية انسحاب القوات الأميركية الذي اكتمل في ديسمبر/كانون الأول 2011.
وخدم بعد ذلك في منصب نائب رئيس أركان الجيش الـ33 من يناير/كانون الثاني 2012 إلى مارس/آذار 2013، خلالها وتحديدا في ديسمبر/كانون الثاني 2012 رشحه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ليكون القائد الـ12 للقيادة المركزية الأميركية، ليتولى المنصب لمدة ثلاث سنوات بدأت في مارس/آذار 2013.
أشرف خلالها على وضع وتنفيذ الإستراتيجية العسكرية والعمليات المشتركة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا. كما أشرف على الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
لويد أوستن يزور القوات الأميركية في القاعدة البولندية (غيتي)تقاعد أوستن من الجيش في أبريل/نيسان 2016، وانتقل للعمل في القطاع الخاص، فأسس مجموعة أوستن الإستراتيجية ذات المسؤولية المحدودة، وكان مالكها ورئيسها، وأصبح إلى جانب ذلك عضوا في مجالس إدارات عدد من الشركات الأميركية، كما أصبح شريكا في عدد من الشركات الأميركية. وبقي في القطاع الخاص حتى عام 2020
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2020 رشحه الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب وزير الدفاع، وفي 21 يناير/كانون الثاني 2021 وافق الكونغرس على تنازل يسمح لأوستن بالعمل وزيرا للدفاع لوجود قانون يتطلب من وزير الدفاع مرور 7 سنوات على خدمته الفعلية في الجيش قبل توليه الوزارة. وقد صوّت مجلس الشيوخ في اليوم التالي بأغلبية 93 مقابل صوتين لصالح أوستن، الذي أصبح أول وزير دفاع أميركي من أصل أفريقي.
عرف أوستن مدافعا شديدا عن إستراتيجية "التعامل مع القوى المحلية" لحل الخلافات الداخلية للدول التي تنتشر فيها قوات أميركية كما حدث في محافظة الأنبار العراقية عبر "مجالس الصحوات"، ومع قوات سوريا الديمقراطية.
وهو مؤيد للتعاون الدائم مع الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة، وكان معارضا لخروج إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، لأنه اعتبر أن الانسحاب يحرم واشنطن من فرصة مراقبة النشاط النووي الإيراني وضبطه حسب ما يتيحه الاتفاق.
وقال بايدن عند ترشيحه أوستن لوزارة الدفاع إنه "مؤهل بشكل فريد لمواجهة التحديات والأزمات التي نواجهها في الوقت الحالي".
أوستن عاد للعراق في سبتمبر/أيلول 2010 قائدا عاما للقوات الأميركية هناك (رويترز) موقفه من حرب غزةمنذ بداية طوفان الأقصى والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعهد أوستن بتقديم مزيد من الدعم العسكري لإسرائيل لتعزيز قدراتها على مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأقر برسوخ الدعم الأميركي لإسرائيل، وكشف أن أميركا تسعى للتأكد من كل ما تحتاجه إسرائيل للدفاع عن نفسها، وفق تعبيره.
وفي اليوم التالي لطوفان الأقصى، وجه أوستن أمرا بتحريك مجموعة حاملة الطائرات الهجومية "جيرالد آر فورد" إلى شرق البحر المتوسط دعما لإسرائيل، مؤكدا الحركة السريعة التي تقوم بها بلاده لتزويد إسرائيل بالعتاد وكل الموارد الإضافية.
وزار أوستن تل أبيب في بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، واجتمع بقيادات إسرائيل، كما حضر اجتماع مجلس الحرب. وفي نهاية الشهر ذاته أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل غيّرت من خطط الاجتياح والهجوم وجعلتها مركزة وفق ما اقترحه أوستن عليهم.
وصرح أوستن يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأن بلاده ستتحرك ضد من يحاول توسيع النزاع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس.
ولم يتغير موقف أوستن خلال أشهر الحرب، ففي بداية ديسمبر/كانون الأول 2023 صرح بأن الولايات المتحدة لن تسمح لحماس بالانتصار، وأن دعم إسرائيل أمر غير قابل للتفاوض، وفي الوقت ذاته حذر إسرائيل من هزيمة إستراتيجية إذا لم تلتزم بحماية المدنيين في القطاع.
وفي منتصف الشهر ذاته وأثناء زيارته الثانية لتل أبيب خلال الحرب على غزة، أكد أوستن -في مؤتمر صحفي عُقد هناك مع نظيره الإسرائيلي- أن واشنطن ستواصل دعم إسرائيل بالأسلحة والذخائر خلال حربها على غزة، وأن أمن إسرائيل مرتبط بتفكيك حماس، كما أشار إلى أن بلاده لم تقترح مدة زمنية لإنهاء العملية العسكرية، وأن هذه الحرب "عملية إسرائيلية".
دخول أوستن المستشفى
في بداية يناير/كانون الثاني 2024 أُدخل أوستن المستشفى نتيجة مضاعفات ألمت به إثر عمل طبي غير طارئ، وبقي في العناية المركزة لمدة 4 أيام، ولم يبلغ أوستن الرئيس الأميركي أو وزارة الدفاع أو أيًا من المسؤولين الرفيعي الرتبة بدخوله إلى المستشفى إلا بعد 3 أيام، مما أثار جدلا حول الأمر، لا سيما أن إخفاء الوضع الصحي في حالته لعدة أيام يعد مخالفة للبروتوكول المعتمد في حالات مماثلة.
وجاء مرض أوستن متزامنا مع إجازة نائبته، مما فاقم الوضع في ظل غياب القائد ونائبته، وقد نفى المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر أمر استقالة أوستن نتيجة الوعكة الصحية التي يمر بها.
وأقر أوستن، في بيان أصدره في السادس من يناير/كانون الثاني 2024، أنه كان في الإمكان التصرف على نحو أفضل، وتعهد في الوقت ذاته بالقيام بالأفضل، مؤكدا عودته للبنتاغون قريبا، من دون أن يحدد تاريخا معينا.
الوظائف والمسؤولياتفي المجال العسكري
ضابط عمليات في إدارة التجنيد لمنطقة إنديانابوليس، ثم قائد سرية في كتيبة التجنيد في الجيش الأميركي عام 1981. قائد الكتيبة الثانية في فوج المشاة المظلي 505، والفرقة 82 المحمولة جوا عام 1993. قائدا للواء الثالث في الفرقة 82 المحمولة جوا من عام 1997 إلى عام 1999. رئيس قسم العمليات المشتركة في هيئة الأركان المشتركة من عام 1999 وحتى عام 2001. مساعد قائد فرقة في فرقة المشاة الثالثة من 2001 إلى 2003. القائد العام للفرقة الجبلية العاشرة، وقائد مهام مشتركة في الفرقة 180 في أفغانستان من 2003 إلى 2005. رئيس أركان القيادة المركزية للولايات المتحدة من 2005 إلى 2006. قائد الفيلق المتعدد الجنسيات في العراق من 2008 إلى 2009. القائد العام للقوات الأميركية في العراق عام 2010. نائب رئيس أركان الجيش الـ33 من 2012 إلى 2013. القائد الـ12 للقيادة المركزية الأميركية من 2013 إلى 2016. أول وزير دفاع أميركي من أصل أفريقي منذ 2021. أوستن (يسار) مع نتنياهو خلال زيارته الأولى لإسرائيل يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلال الحرب على قطاع غزة (رويترز)في القطاع الخاص
المالك والمؤسس والمدير لمجموعة أوستن الإستراتيجية ذات المسؤولية المحدودة عام 2016. مدير شركة "خدمات الضيوف" لإدارة الفنادق. عضو في مجلس إدارة شركة "يونايتد تكنولوجيز". عضو مجلس إدارة منظمة غير ربحية تسمى مؤسسة كارنيجي في نيويورك. عضو في مجلس إدارة شركة تينيت للرعاية الصحية. شريك في شركة "بين آيلاند كابتال بارتنرز". عضو في المجلس الاستشاري لشركة "فيديليتي إنفستمنت". الأوسمة والتكريماتحصل أوستن على مجموعة من التكريمات والأوسمة، منها:
خمس ميداليات للخدمة الدفاعية المتميزة، وهي أعلى وسام عسكري غير قتالي في البلاد. ثلاثة أوسمة للخدمة الدفاعية العليا، ووسامان للاستحقاق. النجمة الفضية لقيادته فرقة المشاة الثالثة بالجيش أثناء غزو العراق يوم 18 أبريل/نيسان 2003.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول 2023 دیسمبر کانون الأول ینایر کانون الثانی الرئیس الأمیرکی الجیش الأمیرکی سبتمبر أیلول على قطاع غزة أبریل نیسان المشترکة فی رئیس أرکان فی القطاع الحرب على فی الفرقة فی بدایة عام 1999 من عام
إقرأ أيضاً:
هكذا تدرجت إسرائيل في استهداف الأونروا
القدس المحتلة- تؤلم ملايين اللاجئين داخل فلسطين وخارجها خطوة إيقاف كافة أنشطة وخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإغلاق مقرها في القدس بأمر من الاحتلال الإسرائيلي.
ومع إغلاق المقر في حي الشيخ جراح بالمدينة المحتلة، انطلقت إعلانات تدعو المستوطنين للاحتفال بهذه الخطوة أمام مقر الوكالة، ويعتبر أرييه كينغ نائب رئيس بلدية الاحتلال أبرز قادة الحراك المناهض لوجود الأونروا في القدس.
وخلال دعوته الجمهور للتجمع يوم الخميس في تمام 11 صباحا للاحتفال أمام المقر، وصف كينغ نفسه عبر صفحته على موقع فيسبوك بـ"الناشط ضد الأونروا في القدس لسنوات" وطلب من المستوطنين تلبية دعوته والاحتشاد من أجل شكر أعضاء الكنيست الذين مرروا قانونين أفضيا نهاية المطاف إلى إنهاء وجود هذه الوكالة بالمدينة المحتلة.
التقرير التالي يجيب عن أسئلة أساسية تتعلق بالأونروا ودورها وأهميتها وضرر إغلاقها.
التأسيس والهدف متى وكيف تأسست الأونروا؟
في أعقاب حرب عام 1948 أُسست الأونروا بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو/أيار 1950.
إعلانووفقا للموقع الإلكتروني للأونروا فإنه في ظل غياب حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الوكالة، وكان آخرها تمديد عمل الأونروا حتى 30 يونيو/حزيران 2026.
وعندما بدأت الوكالة عملها عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات نحو 750 ألف لاجئ فلسطيني، واليوم فإن حوالي 5 ملايين و900 ألف لاجئ يحق لهم الحصول على خدمات الأونروا، أكثر من 100 ألف منهم في القدس، و850 ألفا في الضفة.
ما الخدمات التي تقدمها الأونروا؟
حسب موقع الأونروا الإلكتروني فإن الوكالة تعمل في مجال التنمية البشرية والخدمات الإنسانية، وتشمل التعليم الابتدائي والمهني والرعاية الصحية الأولية، وشبكة الأمان الاجتماعي والدعم والبنية التحتية وتحسين المخيمات بالإضافة لخدمة الإقراض الصغير والاستجابة الطارئة.
وتورد الوكالة الدولية على موقعها أرقاما حول الخدمات التي تقدمها وهي كالآتي:
543 ألف طالب يتلقون التعليم في 702 مدرسة ابتدائية وإعدادية في أقاليم عملياتها الخمسة، بينها 96 منشأة تعليمية في الضفة يدرس فيها 46 ألف طالب، بالإضافة إلى 183 مدرسة في قطاع غزة يدرس فيها 278 ألف طالب وطالبة. مليون و900 ألف لاجئ فلسطيني يستفيدون من خدمات الأونروا الصحية، ويتردد سنويا على 43 مركزا للرعاية الأولية بالضفة 895 ألف مريض، ومليون و400 ألف غزّي يترددون على 22 مركزا صحيا في القطاع. 400 ألف لاجئ فلسطيني يتلقون الدعم من خلال شبكة الأمان الاجتماعي. 29 ألف قرض تم منحها للاجئين الفلسطينيين ضمن الخدمات المالية التكميلية للأسر وأصحاب الأعمال الريادية والصغيرة. ما المناطق التي تعمل فيها الأونروا وكم عدد المخيمات؟تعمل وكالة الأونروا في كل من الضفة والقطاع وسوريا ولبنان والأردن، وتطلق على هذه الأماكن مناطق عملياتها الخمس.
إعلانويقع تحت مسؤوليات الأونروا 58 مخيما للاجئين الفلسطينيين، وهي موزعة على النحو الآتي: 19 مخيما بالضفة، 12 مخيما بلبنان، 10 مخيمات بالأردن، 9 مخيمات في سوريا، 8 مخيمات بالقطاع.
قرار الحظر ما القوانين التي أُغلقت بموجبها مكاتب الأونروا بالقدس؟
في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 صادقت الهيئة العامة للكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة لها داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية" وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي إسرائيلي بها.
وقد صوت لصالح القانون الأول 92 عضو كنيست وعارضه 10 أعضاء، ويُلزم الوكالة الدولية بعدم تشغيل أي ممثلية، وعدم تزويد أي خدمات أو أي أنشطة بشكل مباشر أو غير مباشر من داخل "المناطق السيادية لإسرائيل".
أما القانون الثاني فصوت إلى جانبه 87 عضو كنيست وعارضه 9 أعضاء، وينص على عدم سريان امتيازات حصلت عليها الوكالة بموجب الرسائل المتبادلة بينها وبين إسرائيل عام 1967 والتي تتناول موضوع التسهيلات التي أقرتها حكومة إسرائيل بما يخص وظائف الأونروا، كما ينص على عدم إجراء أي سلطة من سلطات إسرائيل أي اتصال مع الأونروا ومع أي جهة من قبلها.
قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنه أبلغ أعضاء مجلس الأمن رسميًا بوقف تعاون إسرائيل مع الأونروا خلال 48 ساعة.
وتستعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) لوقف عملياتها بمقرها في القدس المحتلة مع دخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة… pic.twitter.com/SGPr9X0Eec
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 29, 2025
مظاهرة سابقة للمستوطنين أمام مقر الأونروا (الجزيرة) هجمة مبكرة متى بدأت الهجمة الإسرائيلية على الأونروا؟ ولماذا؟يرى نضال العزّة مدير مركز بديل لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين أن الحملة الهادفة لتفكيك الأونروا وإنهاء وجودها تكثفت بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وأصبحت لاحقا من القضايا الدائمة على أجندة مؤتمر "هرتزليا" السنوي للتخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي الذي انطلق عام 2000.
إعلانويبحث هذا المؤتمر السياسات الأمنية والدفاعية والعلاقات الخارجية لإسرائيل، ويشارك فيه باحثون وسياسيون وأكاديميون ومتخصصون من داخل إسرائيل وخارجها، ويؤكد العزّة أنه منذ عام 2003 باتت آليات تصفية الأونروا تناقش بشكل سنوي في هذا المؤتمر.
وأكد العزّة -بحديث سابق للجزيرة نت- أن حملات التصفية تدرجت من التشكيك في كفاءة الوكالة وأدائها، ثم انتقلت إلى مرحلة شيطنتها واتهامها بالإرهاب، فالعمل على نقل صلاحياتها إلى مؤسسات دولية ومحلية غير مكلفة من قبل الأمم المتحدة، إلى أن وصل الحال أخيرا إلى اتهام الأونروا بعدم الحيادية والمشاركة بالإرهاب خلال أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تبعها.
وفي فترة الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أصبح قرار تصفية وتجفيف مصادر تمويل الأونروا واضحا، وتزامن ذلك مع حملات تحريض قادها مسؤولون إسرائيليون على مدار السنوات الماضية وصولا إلى المصادقة على قانونين بالكنيست أحدهما يحظر نشاط الوكالة في "إسرائيل" والآخر يحظر أي اتصال معها.
ويكمن الخطر الإستراتيجي المترتب على حظر عمل الأونروا في إسقاط المسؤولية الدولية عن اللاجئين الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وبالتالي يُزاح العبء عن المجتمع الدولي تجاه اللاجئين الموجودين خارج فلسطين، وتُرفع الحماية عن اللاجئين الذين يعيشون داخلها.
الأونروا تستعد لوقف عملياتها بالقدس بعد الحظر الإسرائيلي: تستعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إغلاق مقرها في القدس مع دخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيز التنفيذ يوم الخميس. https://t.co/LoQZeWq5GT
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 28, 2025
تحديات وحملات تحريض إلى أي مدى نجحت الوكالة الدولية تاريخيا في مواجهة التحديات والحملات الإسرائيلية التي نُظمت ضدها؟وفقا لسامي مشعشع الخبير في شؤون المنظمات الدولية والإعلام، والناطق الرسمي السابق باسم الأونروا، فإن هذه الوكالة الدولية لم تنجح في التغلب على الحملات الإسرائيلية ضدها، رغم أنه منذ عام 2000 بات واضحا أن مراكز الأبحاث الإسرائيلية وبعض الصحفيين طوروا خطة ممولة تمويلا كبيرا من أجل شيطنة الوكالة وربطها بالإرهاب، وكانوا مدركين منذ اليوم الأول أن الهدف مزدوج: تثبيت القدس عاصمة موحدة بشطريها لإسرائيل، وطرد أونروا من القدس ليكون ذلك مدخلا لإضعاف حق العودة.
إعلانوفشلت هذه المحاولات في الماضي -وفقا للخبير مشعشع- لأن المجتمع الدولي وقف لها بالمرصاد بدعمه للوكالة الدولية، كما أن الوكالة كانت تمتلك خطة قوية للرد على كل اتهام بعد توثيق وفضح كل محاولات الشيطنة، وساعد ذلك في الإبقاء على دعم الدول المتبرعة والدعم السياسي للأونروا.
والآن هناك تراجع في رد الوكالة من ناحية واشتداد للهجمة عليها من جهة أخرى، والواقع يقول اليوم -وفقا لمشعشع- إن إسرائيل نجحت في حشد عدد من الدول لإيقاف دعمها للأونروا وهناك دول أخرى بدأت تقتنع بأن الوكالة شيطان رجيم، بادعاء أنها تدعم الإرهاب وتحرض على العنف، في ظل غياب الخطط والتنسيق من الأمم المتحدة أو الجهاز الرسمي الفلسطيني، وينحصر دور الجانبين في دائرة الشجب والاستنكار والإشارة إلى المخاطر دون أن يكون هناك خطة عمل واضحة للتحرك.
ما مصير طلبة مدارس "أونروا" بالقدس بعد حظرها؟: وفق بيانات وكالة “أونروا” يدرس أكثر من 1800 طالب وطالبة في 7 مؤسسات تعليمية تابعة لها داخل حدود بلدية القدس، في حين تسعى البلدية إلى ضمهم لمدارسها بعد حظر الوكالة. https://t.co/jmXqMvlN2v
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) December 21, 2024
التمويل ومصير الموظفين ما مصادر تمويل الأونروا؟تتلقى الأونروا-وفقا لموقعها الإلكتروني-دعما من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما في ذلك الحكومات الإقليمية والاتحاد الأوروبي، وتمثل هذه المصادر مجتمعة ما يقرب من 92.6% من المساهمات المالية للوكالة.
ما مصير مئات الموظفين الذين يعملون بمقر الوكالة في حي الشيخ جرّاح بالقدس؟يعمل نحو 550 موظفا وموظفة في مكتب الوكالة بالقدس، ونصف هؤلاء يحملون هوية الضفة الغربية الفلسطينية الخضراء، ومنعوا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من الوصول إلى مكاتبهم، واضطروا للعمل من أماكن مختلفة بالضفة.
إعلانومع إغلاق مقر الرئاسة سيكون مصير الموظفين المقدسيين وغيرهم قاتما والمستقبل المهني لهؤلاء مجهولا بسبب الضائقة المالية الكبيرة التي تعاني منها الوكالة الدولية التي ستحرص على استيعاب بعض الموظفين في الضفة، لكن السواد الأعظم منهم سيصار إلى إنهاء خدماتهم.
ويلاحق كابوس فقدان الأمان الوظيفي المعلمين والإداريين في مدارس الوكالة بالقدس، كما يلاحق الأطباء والممرضين وغيرهم من الموظفين في عيادة "الزاوية" التابعة للأونروا في البلدة القديمة.
وفي القدس يترقب هؤلاء اليوم الأول بعد الإغلاق وما سيحدث في أماكن عملهم، وما إذا كانت قوات الاحتلال في القدس ستمنع معلمي الوكالة من الدخول إلى الصفوف الدراسية التي يتلقى 1100 طالب وطالبة تعليمهم فيها، وما إذا كانت ستقتحم عيادة الزاوية وتوقف العمل فيها بقوة السلاح متجاهلة لافتة وضعت على مدخل العيادة تمنع دخولها بالسلاح كونها تتمتع بالحصانة التي تتمتع بها كافة المؤسسات الدولية.