علماء يقدمون سيناريو جريئا لتغير المناخ
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
الولايات المتحدة – استخدم فريق دولي من العلماء مجموعة بيانات تعود لـ500 عام لتأطير “مسار تصالحي” يمكن للبشرية من خلاله تجنب أسوأ النتائج البيئية والاجتماعية لتغير المناخ.
ويرى ويليام ريبل من ولاية أوريغون، باحث ما بعد الدكتوراه السابق في جامعة ولاية أوهايو، وزملاؤه، أن السيناريوهات التي يستخدمها خبراء المناخ للتعامل مع المستقبل ليست كافية.
ودعا الفريق الدولي من العلماء إلى ضرورة إدراج السيناريو الخاص بهم في النماذج المناخية جنبا إلى جنب مع “المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة” (أو SSPs)، وهو ما سيخفض من خلاله العالم انبعاثات غازات الدفيئة فحسب، بل سيحقق قدرا أكبر من الصحة البيئية والعدالة الاجتماعية في هذه العملية.
ويقدم ريبل ومشاركين من الولايات المتحدة وهولندا وأستراليا مسارهم التصالحي في ورقة بحثية نشرتها مجلة Environmental Research Letters. ويقولون إن المسار مستوحى من مجموعة فريدة من متغيرات نظام الأرض التي توضح كيف انفجرت متطلبات البشرية من الموارد منذ عام 1850، ما يشير إلى التجاوز البيئي.
ويعتمد علماء المناخ حاليا على خمسة سيناريوهات مختلفة للمستقبل، وهي مجموعة تعرف باسم “المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة” (SSPs). وتم تطوير هذه المسارات من قبل فريق دولي واستخدمتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، وهي تتبع كيفية تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في السنوات القادمة، بناء على مدى سرعة خفض البلدان للانبعاثات وعلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مثل السكان والتعليم وتطوير التكنولوجية.
ويوضح ريبل أن المسار التصالحي “سيمثل عالما أكثر إنصافا ومرونة مع التركيز على الحفاظ على الطبيعة كحل طبيعي للمناخ، والرفاهية المجتمعية ونوعية الحياة، والمساواة وارتفاع مستويات التعليم للفتيات والنساء، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الخصوبة ومستويات معيشة أعلى، والانتقال السريع نحو الطاقة المتجددة”.
وخلافا لبعض المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة الحالية، فإن المسار التصالحي لا يعتمد على تطوير تكنولوجيات احتجاز الكربون، ولا يفترض استمرار النمو الاقتصادي كما تفعل المسارات المستدامة.
وكتب العلماء أن المسار الجديد يمكن أن يشمل “زيادة التقارب بين نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، واستهلاك اللحوم، واستخدام الطاقة في جميع أنحاء العالم” لتعزيز المساواة بين الشمال العالمي والجنوب العالمي.
ويشرح ريبل: “قمنا بتجميع مجموعة متنوعة من متغيرات نظام الأرض على مدار الـ 500 عام الماضية، بما في ذلك انبعاثات الوقود الأحفوري، وعدد السكان، والناتج المحلي الإجمالي، واستخدام الأراضي، وانبعاثات غازات الدفيئة، ودرجة الحرارة. وبالانتقال إلى عام 2100، استخدمنا توقعات المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة لبعض المتغيرات، لكننا نختلف في كيفية تعاملنا مع الأراضي الزراعية المستقبلية وأكسيد النيتروز (غازات الدفيئة)”.
وتابع: “بالمقارنة مع السيناريوهات القياسية المستدامة، فإن السيناريو الذي نقترحه أقل اعتمادا على التطورات التكنولوجية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يركز بشكل أكبر على معالجة عدم المساواة في الاستغلال المفرط للكوكب، ونحن نتوقع تحسين التنوع البيولوجي في السيناريو الخاص بنا. والفرق الرئيسي الآخر هو ما نتوقعه من الناتج المحلي الإجمالي. يعمل السيناريو الخاص بنا على استقرار الناتج المحلي الإجمالي بمرور الوقت بدلا من ارتفاعه بشكل مستمر”.
وأضاف: “من الناحية الاقتصادية، ربما تكون هناك سياسة عالمية لفرض ضريبة على الكربون، وهذا من شأنه أن يحقق شيئين: يمكن أن يقلل من انبعاثات الوقود الأحفوري، ويمكن أن يساعد على إعادة توزيع الثروة، حيث يدفع الأثرياء المزيد من ضرائب الكربون. نحن نضغط أيضا من أجل الحفاظ على الطبيعة، حيث سنحصل على المزيد من أراضي الغابات، وسنأخذ عددا أقل من الأراضي من الطبيعة إلى الأراضي الزراعية. إن ما نقترحه لتحقيق المزيد من المساواة على مستوى العالم هو مستويات أعلى من التعليم للفتيات والنساء، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الخصوبة مع ارتفاع مستويات المعيشة”.
وقال ريبل: “من خلال إعطاء الأولوية للتغيير المجتمعي واسع النطاق، يمكن لمسارنا المقترح أن يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل أكثر فعالية بكثير من المسارات التي تدعم ارتفاع استهلاك الموارد من قبل الدول الغنية”.
المصدر: phys.org
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المحلی الإجمالی
إقرأ أيضاً:
التعديل 22 يمنع ترامب من سيناريو روزفلت.. ما هو؟
يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى، بعد 4 سنوات، ليكون بذلك ثاني رئيس يعود للرئاسة مجدداً عبر تاريخ الانتخابات الأمريكية.
وبعد انتصاره في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أمس الأول الثلاثاء، على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، أصبح ترامب الرئيس الـ47، بحسب تقرير لشبكة "إن بي سي" الأمريكية.
وكان ترامب الرئيس الـ45، بعد فوزه على الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016، ثم ترشح مرة أخرى في عام 2020، لكنه خسر أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس المنتخب، البالغ من العمر 78 عاماً، فترته الرئاسية الثانية رسمياً في يناير (كانون الثاني) 2025. ولكن هل يستطيع ترامب الترشح مرة أخرى في عام 2028؟.
وفقاً لشبكة "إن بي سي" الإخبارية، فإن ترامب لن يستطيع الترشح مرة أخرى، بسبب ما ينص عليه الدستور الأمريكي، حيث يمنع التعديل 22 من دستور الولايات المتحدة الأمريكية أن يخدم الرئيس أكثر من فترتين.
وبما أن ترامب سوف يتولى فترة ولايته الثانية خلال السنوات الأربع المقبلة، فلن يُسمح له بتولي المنصب مرة أخرى، بعد انتهاء ولايته.
Can Donald Trump run for president in 2028? Here's what an amendment says. https://t.co/bOwWMFrDUG
— USA TODAY (@USATODAY) November 6, 2024 ما هو التعديل الثاني والعشرون؟يحظر التعديل 22 على أي شخص انتُخب رئيساً مرتين أن يُنتخب مرة أخرى.
وأقر الكونغرس التعديل 22 في 21 مارس (آذار) 1947، وتم التصديق عليه في 27 فبراير (شباط) 1951.
Can Donald Trump run for president in 2028? Why the US Constitution says no. https://t.co/OamFQlUG6Y
— NBC4 Washington (@nbcwashington) November 6, 2024 هل سبق لرئيس أن خدم أكثر من فترتين؟الرئيس فرانكلين د. روزفلت، هو الأمريكي الوحيد الذي خدم أكثر من فترتين كرئيس للبلاد، حيث فاز روزفلت بالانتخابات في عامي 1932 و1936 قبل أن يكسر السابقة ويترشح مرة أخرى في عام 1940. ثم فاز بفترة ولاية ثالثة في عام 1940 ثم حصل لاحقًا على فترة ولاية رابعة بفوزه في انتخابات عام 1944، وكان السبب الرئيسي في هذا الأمر الحرب العالمية الثانية، التي اندلعت في عام 1939 وانتهت في 1945.
وبعد عامين من وفاة روزفلت، أقر الكونغرس التعديل 22 في 1947، ودخل حيز التنفيذ في انتخابات عام 1952، التي فاز فيها الجمهوري دوايت د. أيزنهاور على الديمقراطي أدلاي ستيفنسون.