الصداقة بين الزوجين .. هل هي أهم من العلاقة الجسدية؟
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
إن كنت قد تزوجت، فقد حظيت بشريك حياة، لكنك ستكون أكثر حظا لو ارتقى ذلك الشريك الزوجي لمرتبة الصديق في حياتك، لأن الصداقة بين الزوجين، كما يؤكد الخبراء، أهم بخمس مرات من علاقتهما الجسدية. فهي تؤشر لمستوى عال من السعادة الزوجية، لكونها أرضية صلبة لاستقرار واستمرار العلاقة الزوجية، بكل رضا وسرور، وبعيدا عن شبح الطلاق العاطفي.
الصداقة أساس الزيجات السعيدة
ليس الكل محظوظا في أن يكون أعز أصدقائه هو شريكه الزوجي، لأنك حينها ستكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، وتحصلت في نفس الوقت على زوج محب ودود وصديق مخلص وداعم. فالصداقة بين الزوجين تعني أن يكون شريك حياتك أقرب المقربين إلى نفسك، وأكثر الناس الذين تستمتع بقضاء معظم الوقت معهم، وتجمعكما رابطة تشاركية تسبق العلاقة العاطفية والجسدية.. تهمك اهتماماته وتكونان داعمين وساندين دائمين لبعضكما البعض. وربما غياب الصداقة بين الزوجين، من أهم أسباب حدوث الطلاق العاطفي بينهما، فبوجودها سيدوم ذلك التفاعل والتشارك الدائم بينهما، في أغلب شؤونهما الحياتية. وهذا، ما يتيح لهما المزيد من التواصل اللفظي والفكري، بعيدا عن الملل والرتابة والخرس الزوجي الذي تشكو منه الكثير من الزيجات.
كن صديقي
لكي تعثر على صديق جيد، يُفترض بك أن تكون صديقا جيدا. هذا هو أساس قيام كل الصداقات، بما فيها الصداقة الزوجية، التي تُبنى على مجموعة قواعد إذا توفرت فيكما أشارت إلى أن علاقتكما قد تعدت حدود الشراكة الزوجية، ووصلت إلى أعتاب الصداقة. وذلك، إذا سادتها روح المرح وسماحة النفس والحرص على الغوص في أعماق نفسية الآخر وسبر أغوارها ثم تقبلها بكل ما فيها من نقائص، مع الاستمتاع بتشارك أغلب الأوقات والاهتمامات. وهذا، ما تطمح نوال- 25 سنة- لإلى الوصول إليه في علاقتها مع زوجها، الذي ترجو أن يكون صديقها ذات يوم. فهي تشعر، كما تقول: “بأن علاقة الزواج غير كافية لتمتين التقارب الروحي بيننا، لأن الرابطة الزوجية تكاد تقتصر عند الكثير على التقارب القلبي والجسدي فقط. وأنا أطمح إلى أبعد من ذلك بكثير. فأطمع في أن يكون زوجي صديقا مقربا لي. فيكاد يكتفي بي عمن سواي من الأصدقاء والخلان والأقارب والمعارف.”
كيف تبني صداقتكما الزوجية
والجميل في الموضوع، أنه يمكن للزوجين إذا امتلكا الرغبة في بناء علاقة صداقة قوية ومتينة بينهما، أن ينجحا في ذلك. وهذا باتباع الآتي:
-1 تخصيص وقت كاف لتمتين العلاقة والصداقة. فمن الضروري خلق وإيجاد المساحة الزمنية الكافية والوافية للاهتمام بالشريك الزوجي، والتفاعل معه، بدل إهدار الوقت في علاقات إنسانية أخرى، كمجموعة الأصدقاء أو الأهل أو حتى الأولاد. يعني بالمختصر: ضعا صداقتكما والحفاظ عليها على رأس الأولويات.
-2 ركزا على المحبة والمودة والإخلاص والاحترام والتقدير والدعم والمساعدة والمساندة والاستماع والإنصات. فهذه أساسيات الصداقة الحقة. وتلك هي صفات الصديق الصدوق. فلا يكفي أن تكون عاشقا جيدا لشريك حياتك، وإنما من الضروري أن تكون صديقا جيدا له.
-3 كن على سجيتك. وامنح شريك حياتك الفرصة ليكون على سجيته وطبيعته في حضرتك، فيتكشّف أمامك بكل عيوبه وأخطائه ونقائصه، دون أن يخشى منك لوما أو تقريعا مبالغا فيهما. وإنما حاول دائما أن تتقبله وتقبله بكل أغلاطه ونقائصه.. ثم تساهم لاحقا في مساعدته وتوجيهه لتجاوزها. فأجمل ما في الصديق، أننا يمكن أن نبوح له بكل حماقاتنا، دون أن نخشى رد فعله. ولكننا ننتظر منه النصح والإرشاد والإخلاص في النصيحة.
ليلى حفيظ – الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
متى تكون
عائض الأحمد
الوحدة والظفر بأوقات الخلوة ومحادثة النفس قد تكون مُرهقة للبعض، وأنت تقلب صفحات طويت متحدثًا بصوت خافت قد يسمعه «الثقلين».. حينما يستوقفك ذاك المشهد البريء الذي اختزل مسيرة حياتك منذ زمن، فكأنما وُلِدَت من جديد وأنت تترقب كل لحظات عشتها في تلك الأمسية، بين الحلم والحقيقة والأمنية.. من يستطع كسر قيوده لينعم حرًا، فقد بَرِئ من كمد السنين وحصيلة أيامه الخوالي حلوها وعلقم زهوها، حينما يتراءى للناظرين شهدًا يُحسد عليه.
من يشعر بالندم أو يُشعره الندم بجريرة خطئه، فيحسب نفسه بشرًا يصيب، ثم يعود إلى من نقضت غزلها حنقًا وعتبًا، فهذا لم يطل جسد غيره ولم يحرق سوى قدميه. فرفقًا بمن ذل يا عزيز القوم.
البعض حينما تنزله منزلة يفيضُ حبًا ويشع نورًا، وآخر يعتقد أنها نهاية الطريق، وعليك أن تدور في فُلكه وترسم ما يراه، وأنت مغمض العينين، ومنه علمتني الحياة أن الحب لا حدود له، والعطاء ليس مرهونًا بما تأخذه، فمن ينتظر رد صنائعه خاب وهرم، وذراعيه ممدودة للا شيء أبسطها حبًا، وعلم بأن الورد يخالطه أشواك.
الدهر يومان، ثالثهما أشد قسوة، حينما تنظر خلفك ستفقد هدى الطريق، وتستحضر كلما وقع من سقط المتاع، فترهن ذاتك وتقف على أطلالها منكسرا تنشد ماخلا وكأن حاضرك ماضٍ لا محالة.
ختامًا: التغافل وغض الطرف فنٌ من فنون التواصل المُثمرة، فقد ألفتُ الصمت الآن، حينما كان الصراخ أبرز عيوبي.
شيء من ذاته: أنت من تَهِب الأشياء قيمتها، فماذا أنت فاعل إذا فقدت قيمتك؟ عقلك الباطن يصدق كل معتقداتك، فحدِّثه بما يليق.
نقد: ليست كما تصلك أحيانًا، فخلف النوافذ ما لا يُحكى!
رابط مختصر