راعي الغنم الذي دوخ فرنسا 13 سنة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
راعي غنم وحطاب، لم يدرس التاريخ والسياسة.. عاش بسيطا، لكن ظلم فرنسا وخيانة البعض قلبا مصيره، فصار أسطورة، لأنه أعلن حربا عجزت فرنسا بقوتها عن إخمادها، فطاردته 13 سنة، هي عمر ثورته المتفردة… قد تقرأ عن أبطال خياليين، مثل إيفان هو وروبين هود، لكن القلعي دحض خيال الأدباء، لأنه كان يجمع شجاعة كل الأبطال.
ولد الشهيد بوزيان سحنون ولد الحبيب، عام 1838م، وسمي بالقلعي نسبة إلى مسقط رأسه القلعة، الواقعة بغليزان حاليا. بدأ حياته العملية برعي الغنم ثم صار حطابا يقطع الحطب لبيعه بعد ذلك في السوق.
كان بوزيان القلعي يعيش ككل الجزائريين، تحت وطأة مستعمر جردهم من كل شيء، من وطنهم، من حريتهم، من خيرات أرضهم.
وهكذا، كانت الحياة تمضي على قدر الطعام والشراب فقط، حيث ضيق الاحتلال الفرنسي على الأهالي معيشتهم، لينشغل الناس بلقمة العيش، وينصرفوا عن مقاومته.. فقد كان يعتقد أن الجائع لن يتمرد أبدا.
وفي يوم من الأيام المتعاقبة المتشابهة، طرق القائد العربي المكلف بشؤون المحليين أو الإنديجان لدى الإدارة الفرنسية، بابه المتواضع، وراح يطالبه بأسلوب فج بدفع الضرائب، التي عليه، وهذا أمام أسرته، فغلى الدم في عروقه، فأسقطه أرضا، ولم يشف غليله من خيانة هذا الحركي، فجرده من كل ثيابه وأهانه عاريا أمام سكان القلعة.
بعد ما حدث، أعلن التمرد على فرنسا واختار جبال بني شقران مقرا لثورته الفردية، لكن سرعان ما التحق به الكثير من الشباب، بمعية جيلالي الشقراني، المدعو جيلالي القاطع. وشرع الثوار في شن هجومات على مزارع وضيعات المعمرين والباشاغات، التي سلبوها غصبا من الجزائريين، في إطار قانون سنه الفرنسيون سنة 1863.
في 13 أوت 1873، في مدينة أورليان سابقا، الشلف حاليا، قام بوزيان باعتراض طريق ثري المدينة، المدعو الحاج محمد بن عبد الله، وسلبه كل ما يملك.
تعاطف سكان الغرب الجزائري مع هذه الثورة، التي صارت تجلب أعدادا جديدة من الثوار.. هذا النجاح، دفع بالحاكم العام للإدارة الاستعمارية إلى كتابة تقرير، في 30 ديسمبر 1874، إلى وزير حربه لتبليغه بخطورة ثورة بوزيان القلعي، وتأثيرها على وعي المواطنين.
لم تكن ثورة القلعي قطع طرق أو إجراما، بل حركة ثورية عفوية، كانت سببا مباشرا في ظهور بعض الثورات، مثل ثورة فليتة في 1864.
بعد أن دوخ فرنسا 13 سنة، جندت له هذه الأخيرة أرمادا من الجنود للقبض عليه، لكن الخيانة كانت وراء القبض عليه حيّا، بعد أن كانت الشرارة التي أشعلت نار ثورته. وقد سقط في يد المستعمر على يد الخائنين الحاج بن يوسف وابنه عمّار، بتاريخ 16 أكتوبر 1875، وهما حركيان ينحدران من دوّار أولاد يحيى البنيان الذي يبعد 45 كلم عن مدينة معسكر. وقد كافأتهما فرنسا بالميدالية الشّرفية الفضّية.
بتاريخ 13 أكتوبر 1877، بدأت محاكمة بوزيان رفقة سي قدّور بن حميدة واثنين آخرين، وفي ماي 1976، حكم عليهم بالإعدام. ونفذ الحكم في صباح 26 جويلية من نفس السنة، في الحديقة العمومية لمدينة المحمدية ولاية معسكر.
لم تكتف فرنسا بإعدامه، بل فصلت رأسه عن جسده الطاهر، وأُرسلت جمجمته لتُعرض في متحف الإنسان بِفرنسا، وحفظت هناك إلى غاية 3 جويلية 2020، عندما استرجعت السلطات الجزائرية رفاته التي تم دفنها في عيد استقلال الجزائر في مقبرة العالية.
بعد وفاته، صار بوزيان أسطورة، وتناقل السكان قصته عبر أغان شعبية، لا تزال الألسنة تغنيها، من أشهرها:
“بوزيان القلعي وي كي ضرني قلبي، خلى فراش مفرش خلى بيض منقي، خلى طعام مسقي، لعبو بيه الكورة، ولاحوه في المطمورة، بوزيان القلعي يا بوزيان القلعي راح ما يولي خلى طعام مسقي ولحيتو الحمرة مرمدة بالرملة”.
خلد المخرج الجزائري، بلقاسم حجاج، قصته في فيلم وثائقي، سنة 1983، بعنوان بوزيان القلعي، وتقمص شخصيته سيراط بومدين، وقد حاز جائزة فينيزيا جينتي موسترا في البندقية إيطاليا، سنة 1984.
الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ميار الببلاوي تكشف سر خلافها مع حنان ترك: كانت تحاربني واستولت على شغلي
تحدثت الفنانة ميار الببلاوي عن سبب الخلاف مع حنان ترك، قالت ميار: "أنا أحبها كثيرًا، ولكن في ذلك الوقت، كان هناك شيء شخصي بيننا سأكشف لاحقًا لماذا كانت تحاربني".
وكشفت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، تفاصيل مشاجرة شهيرة وقعت على مسرح الريحاني، مؤكدة أنها كانت من الأحداث التي أثرت سلبًا على مسيرتها الفنية.
تابعت: "تلك المشاجرة قديمة جدًا، لكنها أثرت عليّ بشدة لم أكن أنا من بدأ العداء، ولم أكن حتى من قام بالاعتداء، بل كانت شقيقتي هي من اشتبكت مع غادة إبراهيم القصة بدأت عندما شعرت أن هناك تآمرًا ضدي داخل المسرح، وخصوصًا من الفنانة حنان ترك، التي لم تكن ترغب في وجودي في العرض."
وأضافت: "كنت وقتها في قمة تألقي، وقد استثمرت كثيرًا في المسرحية، وظهرت بإطلالة مميزة لدرجة أن الصف الأول في المسرح كان ممتلئًا بالكامل المشكلة بدأت خلال أحد العروض، حيث كان هناك مشهد يجمعني بالفنان محمود القلعاوي، وكنت أؤدي دور زوجة غاضبة من خيانة زوجها لها مع فتاة ليل، التي كانت تؤدي دورها غادة إبراهيم، في المشهد، كان من المفترض أن أكون أكثر من يعتدي عليها، نظرًا لأن زوجي خذلني كنا نمثل المشهد بحرفية، لكن في أحد الأيام، وأثناء أدائي لدوري، فوجئت بأن غادة إبراهيم تضربني على المسرح بالفعل، وليس ضمن التمثيل.
وأوضحت: تحكمت في نفسي ولم أردّ عليها على المسرح، لكن بمجرد دخولنا إلى الكواليس، لم تستطع شقيقتي الصمت، وحدث الاشتباك. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد استدعت غادة بعض البودي جاردات وانتقلت المشاجرة إلى الشارع أمام المسرح، في منطقة عماد الدين، حيث كان الراحل محمود القلعاوي يحاول تهدئة الموقف، ومعه الفنان ممدوح عبد العليم. كانت أختي في حالة انهيار لأن غادة صفعتني أمام الجميع، وكان من الممكن أن أبيت في قسم الشرطة لولا أن الأمور انتهت بالتصالح."
وعن تأثير تلك الواقعة على مسيرتها الفنية، قالت ميار: "تلك المشاجرة كانت سببًا في تعطيل مشواري الفني، فقد كنت البطلة الأصلية لمسلسل نصف ربيع الآخر مع الفنان يحيى الفخراني، وكنت قد وقّعت العقد وبدأت البروفات، لكن بعد المشكلة، تدخل بعض الأشخاص الذين أرادوا استبعادي، وتم إبلاغ النقابة، فأوقفوني عن العمل لمدة عام كامل. هذا الأمر أضاع عليّ فرصة العمر، فقد تم منح الدور للفنانة حنان ترك، التي لم يكن الدور مناسبًا لها، لكنها نجحت بعد ذلك، بينما تعثرت أنا."