توترات البحر الأحمر قد تنتقل لممرات مائية أخرى.. تقرير غربي: المارد خرج من القمقم
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
يثير تقرير نشره موقع "المجلس الأطلسي - ذا أتلانتك كاونسل" مخاوف جدية من إمكانية تحول توترات البحر الأحمر الحالية بسبب هجمات الحوثيين على السفن إلى أزمة عالمية في ممرات مائية أخرى، بسبب تطلع فاعلين إلى تكرار تجربة الحوثيين، بعد رؤية تأثيرها الواسع على الرأي العام الدولي وحركة التجارة، ما قد يدفع مالكي السفن والشركات إلى إعادة التفاوض بأسس جديدة مع المشغلين وشركات التأمين إلى تغيير معايير تقييم المخاطر.
ويقول التقرير إن "المارد الآن قد خرج من القمقم".
ويعتمد ما نسبته 80% من التجارة الدولية على الطرق البحرية لإيصال البضائع والسلع بين القارات، وهذا يعني أن التوترات في البحر الأحمر تسبب قلقا كبيرا قد تكون له آثار أكبر في المستقبل، وقد تتكرر السيناريوهات في ممرات أخرى.
اقرأ أيضاً
توترات البحر الأحمر.. ميرسك تغير مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح
ويعد البحر الأحمر أحد طرق التجارة الرئيسية بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، حيث تشير تقديرات إلى أن 10% من التجارة العالمية من حيث الحجم تستخدم هذا الطريق.
ويشمل ذلك 20% من إجمالي شحن الحاويات، ونحو 10% من النفط المنقول بحرا، و80% من الغاز الطبيعي المسال.
لا عودة للوضع الأصلي ببساطةويشير التقرير إلى أنه حتى لو تم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار على الفور، فلا يمكن للسفن أن تستدير ببساطة وتعود إلى مساراتها الأصلية.
ويؤكد التقرير أن التغيير الكبير في المخاطر الظرفية للمسار ستتطلب قدرا كبيرا من إعادة التفاوض على العقود بين مالكي السفن والمشغلين.
وقد يقوم بعض المالكين بإعادة هيكلة العقود لمنع استخدام سفنهم على هذه الطرق. ولن تكون شركات التأمين والممولون على استعداد بشكل خاص للعودة إلى تقييمات المخاطر قبل وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضاً
بلومبرج: ارتفاع أسعار الشحن للحاويات 173% بسبب أحداث البحر الأحمر
نقل التجربة لممرات مائية أخرىويقول التقرير إن البحر الأحمر ليس فريدا من حيث أهميته، فالممرات الاستراتيجية للتجارة البحرية موجودة في جميع أنحاء العالم، من القنوات إلى المضائق والممرات الطبيعية.
ويبين أن هجمات الحوثيين فتحت المجال أمام إمكانية شن هجمات أكثر تطورا من خلال التكنولوجيا التي يمكن الوصول إليها نسبيا في ممرات الشحن المزدحمة.
وبينما تراقب الجهات الفاعلة آثار تهديدات الحوثيين وهجماتهم، سيبدأ الآخرون في النظر في قدرتهم على تنظيم شيء مماثل، وفق التقرير.
ومما يثير القلق بشكل خاص، وفق التقرير، احتمال حدوث أزمة اقتصادية عالمية إذا تمت محاكاة هذه الأساليب التي يستخدمها الحوثيون في البحر الأحمر على طرق أخرى كبيرة الحجم، وخاصة بحر الصين الجنوبي.
ومنطقة بحر الصين الجنوبي تمر منها ما يصل إلى ثلث إجمالي التجارة من حيث الحجم وهو طريق رئيسي لنقل الطاقة.
ويوضح التقرير أن أي إعادة توجيه هناك ستكون لها تأثيرات هائلة على التجارة العالمية.
اقرأ أيضاً
منظمة: 18 شركة شحن قررت تغيير مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر بسبب الحوثيين
ويخلص التقرير إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر جعلت القدرة على ممارسة الضغط على هياكل التجارة العالمية أصبحت أكثر سهولة بشكل متزايد، ولذلك يتعين على الدول أن تكيف استراتيجياتها الدولية لتعكس واقع التأثير الضخم الذي يمكن أن تحدثه بعض الجهات الفاعلة على التجارة العالمية.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: البحر الأحمر الحوثيين غزة التجارة الدولية السفن التجارية التجارة العالمیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
حزب المصريين: أمن البحر الأحمر جزء من الأمن القومي المصري والعربي
أكد الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ دعمه الكامل للموقف المصري الراسخ تجاه البحر الأحمر، والذي يشدد على رفض أي وجود لأي طرف غير مشاطئ لهذه المنطقة الاستراتيجية، موضحًا أن هذا الموقف يعكس رؤية القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية الأمن القومي المصري والإقليمي، وضمان استقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد واحدة من أهم الممرات المائية الحيوية في العالم.
وأضاف ”هارون“، خلال بيان اليوم الثلاثاء، أن البحر الأحمر ليس مجرد ممر مائي، بل هو شريان حياة يربط بين قارات العالم ويشهد عبور نسبة كبيرة من التجارة العالمية، مؤكدًا أن السيطرة على هذا الممر أو محاولة استغلاله من قبل أطراف غير مشاطئة يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والعربي. لذا، فإن الحفاظ على حرية الملاحة فيه وحمايته من أي تدخل خارجي هو مسؤولية مشتركة بين الدول المطلة عليه.
وأوضح أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ أن مصر منذ عقود لعبت دورًا محوريًا في حماية أمن البحر الأحمر واستقراره، وذلك من خلال التعاون الوثيق مع الدول المشاطئة لضمان مواجهة أي تهديدات محتملة، لافتًا إلى أن موقف مصر الرافض لأي تواجد أجنبي غير مشاطئ يعكس حرصها على الحفاظ على سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر ومنع تحويل المنطقة إلى ساحة للصراعات الدولية.
وأشار إلى أن تدخل أي أطراف غير مشاطئة في البحر الأحمر قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتهديد مصالح الدول المطلة عليه، مؤكدًا أن موقف مصر الحاسم هو رسالة واضحة لجميع الأطراف الدولية بأن أمن هذه المنطقة مسؤولية مشتركة بين دولها، ولا يمكن السماح بتحويلها إلى منصة لتحقيق أجندات خارجية.
وأعرب الدكتور ”هارون“ عن دعمه الكامل لجهود القيادة السياسية في حماية المصالح المصرية والإقليمية، مشيدًا بالتنسيق المستمر مع الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، مؤكدًا أن مصر تثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على مواجهة أي تحديات تؤثر على أمنها القومي، مستندة إلى قوة جيشها ومؤسساتها الوطنية.
واختتم بالدعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر لتطوير آليات مشتركة تضمن حماية المصالح الجماعية لهذه الدول، مشيرًا إلى أن حزب ”المصريين“ يقف خلف القيادة السياسية في كل خطوة تتخذها لحماية حدود مصر ومقدراتها، مشددًا على أن الحفاظ على أمن البحر الأحمر هو جزء لا يتجزأ من حماية الأمن القومي المصري والعربي.