تشير عدة عوامل ميدانية إلى أن الجزائريين سيودعون، ربما، نهائيا “أزمة” قلة العرض في سوق السيارات عام 2024، وخصوصا الأسعار الخيالية التي تخطّت كل منطق اقتصادي خلال السنوات الماضية.

ومن بين هذه العوامل، بداية الإنتاج بوحدة “فيات” وهران، استمرار الاستيراد ودخول علامات جديدة في 2024، عودة معارض السيارات بوهران والعاصمة واستمرار العمل بنظام استيراد السيارات المستعملة أقل من 3 سنوات.


ولعل أبرز عامل يصب في هذا الاتجاه هو دخول وحدة العلامة الإيطالية “فيات”، فرع مجموعة “ستيلانتيس” العالمية، بطفراوي بوهران مرحلة الإنتاج، ما يعني أن هذه المنشأة ستضخ معروضا إضافيا في السوق الوطنية، وستكون أسعارها أقل من تلك المستوردة، بحسب ما أكدته وزارة الصناعة في أكثر من مرة.

ووفق ما أعلن عنه وزير القطاع، علي عون، في تصريحات سابقة، فإن وحدة وهران ستنتج 50 ألف مركبة في العام الجاري، على أن تصل إلى 90 ألف سيارة في مرحلة ثانية من تطوير المشروع، ما يعني أن “فيات الجزائر” ستضخ أكثر من نصف ما استوردته العلامة الإيطالية في عام 2023 إذ بلغت أكثر من 70 ألف سيارة مستوردة. وإضافة للإنتاج، ستستمر العلامة الإيطالية في استيراد مركبات جديدة خصوصا من الطرازات غير المنتجة بوحدة وهران من المركبات السياحية والنفعية، ما يعني أيضا ضخ كميات إضافية من السيارات الجديدة في السوق الوطنية.

كما ستواصل علامات آسيوية وخصوصا صينية وأخرى أوروبية، على غرار “أوبل” الألمانية، التي حصلت على إذن السلطات للاستيراد في 2023، عمليات إدخال المركبات الجديدة في العام الجاري، البعض من حصصها للعام الماضي بالنظر لكون إجراءات التوطين البنكي شرع فيها في 2023، والجزء الآخر منها يتعلق بحصتها في السنة الجديدة.
ومن الأسباب التي ترجح انتهاء أزمة السيارات نهائيا في العام الجاري، ما تعلق بحصول العشرات من العلامات الآسيوية (الصينية خصوصا) وأخرى أوروبية، على الاعتماد للشروع في النشاط كوكلاء للسيارات، أي مباشرة عمليات الاستيراد خلال العام الجاري.

كما ستكون البلاد، في الأشهر القليلة المقبلة، على موعد مع حدثين هامين يؤشران على بداية انفراج أزمة السيارات التي عمّرت منذ سنوات وبلغت معها الأسعار مستويات فاقت كل منطق اقتصادي، حتى وصل الأمر إلى بيع سيارة بضعف سعر شرائها مع فارق عشرات آلاف الكيلومترات التي قطعتها. ويتعلق الأمر بمعرضي وهران والعاصمة للسيارات، اللذان عادا مجدّدا بعد انقطاع استمر لسنوات في ظل غياب كلي للمعروض من الإنتاج أو الاستيراد. وبالنسبة لمعرض وهران للسيارات ولواحقها (صالون الباهية)، فسيكون في الفترة ما بين 5 إلى 10 فيفري، تحت شعار “آفاق وتحدّيات”، وفق ما أعلنت عنه ولاية وهران قبل أيام.

أما معرض الجزائر العاصمة للسيارات، فقد أعلنت عن عودته الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير “صافكس” بداية الأسبوع الجاري، وسيكون في الفترة ما بين 3 إلى 9 مارس بقصر المعارض بالصنوبر البحري.
وفي العام 2024، سيستمر أيضا العمل باستيراد السيارات المستعملة أقل من 3 سنوات، بالنظر إلى أن قانون المالية الجديد لم يشر إلى الإجراء لا من قريب ولا من بعيد، ما يعني قانونيا استمرار العمل به خلال العام الجاري أيضا، ما سيمكّن من ضخ كميات إضافية من السيارات في السوق الوطنية.

في هذا السياق، أكد الخبير والمتابع لسوق السيارات، نبيل مغيرف، في تصريح لـ”الشروق”، أن هذا القطاع مرشّح للاستقرار في العام 2024، بعد عمليات إعادة التوازن للسوق التي تأثّرت في السنوات الأخيرة بفعل الفارق الكبير الذي حدث بين العرض والطلب. وأوضح مغيرف، أنه منذ دخول أولى العلامات وهي “فيات” ثم علامات “شيري” ولاحقا “أوبل” و”جيلي”، بدأت السوق تتشبّع نوعا ما، رغم أن بعض هذه العلامات لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب في سرعة تسليم السيارات لأصحابها، ولكن هذا يبقى قضية وقت فقط. وشدّد محدثنا على أن العام 2024 سيشهد ارتفاع وتيرة تسليم السيارات وأيضا دخول علامات أخرى وسيزيد من إشباع الطلب الذي، بدوره، سيقود نحو استقرار دائم للسوق والأسعار.

وعلّق بالقول: “الاستقرار الدائم سوف نلمسه بشكل واضح في آفاق 2025 بعد أن تنتقل العلامات التي تستورد حاليا إلى مرحلة الإنتاج محليا، والعلامات التي بدأت تنتج الآن سوف تصل إلى سيرورة دائمة والكمية التي ستنتج سوف ترتفع إلى 90 ألف مركبة”، وأضاف أن السوق ستشهد أيضا دخول علامات أوروبية بعضها فرنسية وآسيوية (صينية)، إضافة إلى استيراد السيارات أقل من 3 سنوات مما سيعني زيادة الوفرة المحلية، وكلها عوامل ستقود نحو مزيد من الاستقرار في السوق الوطنية للسيارات.

وختم نفس الخبير بالتأكيد على أن السوق الجزائرية للسيارات تتجه بخطى آمنة نحو مزيد من الاستقرار، وسوف تودّع الاختلال الذي شهدته في السنوات الماضية، ويرجّح أن تسترجع مكانتها في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.

الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السوق الوطنیة العام الجاری فی العام ما یعنی أقل من

إقرأ أيضاً:

شركات ألمانية: رسوم أوروبا العقابية على السيارات الكهربائية الصينية سترفع الأسعار

حذرت شركات صناعة السيارات الألمانية السبت من أن المستهلكين قد يواجهون أسعارا أعلى بعد أن مهد الاتحاد الأوروبي الطريق لفرض رسوم عقابية على السيارات الكهربائية الصينية.

وقال رئيس الاتحاد الألماني لصناعة السيارات توماس بيكرون إن قرار الجمعة قد يلحق ضررا كبيرا بصناعة السيارات في ألمانيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أزمة بقطاع صناعة السيارات في أوروبا.. تعرف على الأسبابlist 2 of 2معارضة ألمانية لقرار أوروبي بفرض رسوم على السيارات الصينيةend of list

ووافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة على فرض رسوم تصل إلى 35% اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بجانب الرسوم الحالية التي تبلغ 10%. ومع ذلك، قالت المفوضية الأوروبية في بيان إن المفاوضات ستستمر مع الصين.

وعارضت ألمانيا هذا الإجراء، حيث أشار بيكرون إلى أن ذلك قد يؤثر سلبا على ثقة الأعمال، وأشار إلى أنه بالنسبة لتجار السيارات الذين استثمروا في العلامات التجارية الصينية، فإن الرسوم ستشوّه المنافسة.

 بيكرون: الرسوم العقابية ليست حلا للتجارة العالمية العادلة

وأوضح بيكرون أيضا الاحتمال الكبير لرد فعل صيني مضاد، مما قد يؤثر على جميع صادرات السيارات غير المنتجة في الصين ويضعف شركات صناعة السيارات والموردين في ألمانيا.

وقال إن "الرسوم العقابية ليست حلا للتجارة العالمية العادلة".

وكانت شركات صناعة السيارات الألمانية -التي تشمل علامات تجارية مثل فولكسفاغن وبي إم دبليو ومرسيدس- تعارض عموما الرسوم، إذ إنها استثمرت في السوق الصينية وتعتمد بشكل كبير على المبيعات هناك.

وأعلنت فولكسفاغن في أبريل/نيسان الماضي عن استثمار 2.5 مليار يورو (نحو 2.79 مليار دولار) في توسيع مركز الإنتاج والابتكار في مدينة خفي بشرقي الصين لزيادة وتيرة الابتكار في البلاد، وفق ما نقلت وكالة شنخوا الصينية.

توقعات بانخفاض إنتاج السيارات الكهربائية

في الأثناء، خفض خبراء صناعة السيارات الألمان أمس الجمعة توقعاتهم بشكل كبير لإنتاج السيارات الكهربائية في ألمانيا في العام الجاري في ضوء الطلب الضعيف الحالي.

وأشاروا إلى أنه من المتوقع أن تصل المبيعات السنوية إلى 372 ألف سيارة تعمل بالبطاريات فقط هذا العام، أي أقل بنسبة 29% عن العام السابق.

وأوضحوا  أن السبب الرئيسي لهذا التراجع هو وقف دعم السيارات الكهربائية العام الماضي، وهذا يعني أن السيارات الكهربائية شكلت 13% من تسجيلات كل السيارات الجديدة.

مقالات مشابهة

  • شركات ألمانية: رسوم أوروبا العقابية على السيارات الكهربائية الصينية سترفع الأسعار
  • تقني عسير يختتم مبادرة تدريب السيدات على الصيانة الوقائية للسيارات
  • صحيفة: صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي تواجه “سقوطا مرعبا”
  • وفاة شخص في حريق 3 مخازن لبيع قطع غيار السيارات في وهران 
  • صور | "السيارات التالفة".. مستودعات عشوائية في سوق الحراج بالدمام
  • الفضيل: أتوقع استمرار المركزي بيع النقد الأجنبي بالضريبة حتى نهاية العام
  • منذ بداية العام الجاري.. جدري القردة يودي بحياة 866 شخصًا في إفريقيا
  • زيادة الطلب على الكهرباء.. هل تشكل حلا لأزمة الصناعة الخالية من الكربون في أوروبا؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • «التخطيط» تعلن نتائج الأداء الاقتصادي خلال الربع الأخير من العام الجاري