نحو توديع الجزائريين لأزمة سوق السيارات نهائيا في 2024
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
تشير عدة عوامل ميدانية إلى أن الجزائريين سيودعون، ربما، نهائيا “أزمة” قلة العرض في سوق السيارات عام 2024، وخصوصا الأسعار الخيالية التي تخطّت كل منطق اقتصادي خلال السنوات الماضية.
ومن بين هذه العوامل، بداية الإنتاج بوحدة “فيات” وهران، استمرار الاستيراد ودخول علامات جديدة في 2024، عودة معارض السيارات بوهران والعاصمة واستمرار العمل بنظام استيراد السيارات المستعملة أقل من 3 سنوات.
ولعل أبرز عامل يصب في هذا الاتجاه هو دخول وحدة العلامة الإيطالية “فيات”، فرع مجموعة “ستيلانتيس” العالمية، بطفراوي بوهران مرحلة الإنتاج، ما يعني أن هذه المنشأة ستضخ معروضا إضافيا في السوق الوطنية، وستكون أسعارها أقل من تلك المستوردة، بحسب ما أكدته وزارة الصناعة في أكثر من مرة.
ووفق ما أعلن عنه وزير القطاع، علي عون، في تصريحات سابقة، فإن وحدة وهران ستنتج 50 ألف مركبة في العام الجاري، على أن تصل إلى 90 ألف سيارة في مرحلة ثانية من تطوير المشروع، ما يعني أن “فيات الجزائر” ستضخ أكثر من نصف ما استوردته العلامة الإيطالية في عام 2023 إذ بلغت أكثر من 70 ألف سيارة مستوردة. وإضافة للإنتاج، ستستمر العلامة الإيطالية في استيراد مركبات جديدة خصوصا من الطرازات غير المنتجة بوحدة وهران من المركبات السياحية والنفعية، ما يعني أيضا ضخ كميات إضافية من السيارات الجديدة في السوق الوطنية.
كما ستواصل علامات آسيوية وخصوصا صينية وأخرى أوروبية، على غرار “أوبل” الألمانية، التي حصلت على إذن السلطات للاستيراد في 2023، عمليات إدخال المركبات الجديدة في العام الجاري، البعض من حصصها للعام الماضي بالنظر لكون إجراءات التوطين البنكي شرع فيها في 2023، والجزء الآخر منها يتعلق بحصتها في السنة الجديدة.
ومن الأسباب التي ترجح انتهاء أزمة السيارات نهائيا في العام الجاري، ما تعلق بحصول العشرات من العلامات الآسيوية (الصينية خصوصا) وأخرى أوروبية، على الاعتماد للشروع في النشاط كوكلاء للسيارات، أي مباشرة عمليات الاستيراد خلال العام الجاري.
كما ستكون البلاد، في الأشهر القليلة المقبلة، على موعد مع حدثين هامين يؤشران على بداية انفراج أزمة السيارات التي عمّرت منذ سنوات وبلغت معها الأسعار مستويات فاقت كل منطق اقتصادي، حتى وصل الأمر إلى بيع سيارة بضعف سعر شرائها مع فارق عشرات آلاف الكيلومترات التي قطعتها. ويتعلق الأمر بمعرضي وهران والعاصمة للسيارات، اللذان عادا مجدّدا بعد انقطاع استمر لسنوات في ظل غياب كلي للمعروض من الإنتاج أو الاستيراد. وبالنسبة لمعرض وهران للسيارات ولواحقها (صالون الباهية)، فسيكون في الفترة ما بين 5 إلى 10 فيفري، تحت شعار “آفاق وتحدّيات”، وفق ما أعلنت عنه ولاية وهران قبل أيام.
أما معرض الجزائر العاصمة للسيارات، فقد أعلنت عن عودته الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير “صافكس” بداية الأسبوع الجاري، وسيكون في الفترة ما بين 3 إلى 9 مارس بقصر المعارض بالصنوبر البحري.
وفي العام 2024، سيستمر أيضا العمل باستيراد السيارات المستعملة أقل من 3 سنوات، بالنظر إلى أن قانون المالية الجديد لم يشر إلى الإجراء لا من قريب ولا من بعيد، ما يعني قانونيا استمرار العمل به خلال العام الجاري أيضا، ما سيمكّن من ضخ كميات إضافية من السيارات في السوق الوطنية.
في هذا السياق، أكد الخبير والمتابع لسوق السيارات، نبيل مغيرف، في تصريح لـ”الشروق”، أن هذا القطاع مرشّح للاستقرار في العام 2024، بعد عمليات إعادة التوازن للسوق التي تأثّرت في السنوات الأخيرة بفعل الفارق الكبير الذي حدث بين العرض والطلب. وأوضح مغيرف، أنه منذ دخول أولى العلامات وهي “فيات” ثم علامات “شيري” ولاحقا “أوبل” و”جيلي”، بدأت السوق تتشبّع نوعا ما، رغم أن بعض هذه العلامات لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب في سرعة تسليم السيارات لأصحابها، ولكن هذا يبقى قضية وقت فقط. وشدّد محدثنا على أن العام 2024 سيشهد ارتفاع وتيرة تسليم السيارات وأيضا دخول علامات أخرى وسيزيد من إشباع الطلب الذي، بدوره، سيقود نحو استقرار دائم للسوق والأسعار.
وعلّق بالقول: “الاستقرار الدائم سوف نلمسه بشكل واضح في آفاق 2025 بعد أن تنتقل العلامات التي تستورد حاليا إلى مرحلة الإنتاج محليا، والعلامات التي بدأت تنتج الآن سوف تصل إلى سيرورة دائمة والكمية التي ستنتج سوف ترتفع إلى 90 ألف مركبة”، وأضاف أن السوق ستشهد أيضا دخول علامات أوروبية بعضها فرنسية وآسيوية (صينية)، إضافة إلى استيراد السيارات أقل من 3 سنوات مما سيعني زيادة الوفرة المحلية، وكلها عوامل ستقود نحو مزيد من الاستقرار في السوق الوطنية للسيارات.
وختم نفس الخبير بالتأكيد على أن السوق الجزائرية للسيارات تتجه بخطى آمنة نحو مزيد من الاستقرار، وسوف تودّع الاختلال الذي شهدته في السنوات الماضية، ويرجّح أن تسترجع مكانتها في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.
الشروق الجزائرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السوق الوطنیة العام الجاری فی العام ما یعنی أقل من
إقرأ أيضاً:
أشهر المعارضين الجزائريين من الناظور: النظام العسكري يتنكر لدور المغرب في تحرير الجزائر
زنقة 20 | علي التومي
إنتقد الإعلامي الجزائري المعارض هشام عبود الذي نجا من محاولة اختطاف باسبانيا، تنكر النظام الجزائري للدور البارز الذي لعبه المغرب في دعم استقلال الجزائر عن الإستعمار الفرنسي خلال القرن الماضي.
وأوضح عبود، في كلمة في بيت عائلة المجاهد محمد الخضير الحموتي ببني أنصار بإقليم الناظور أن منزل الحموتي، كان يؤوي قادة الثورة الجزائرية مثل هواري بومدين وعبد العزيز بوتفليقة.
واكد عبود ان إسهامات الحموتي، المعروف بلقب «تشي غيفارا المغرب الكبير» و»الجندي الإفريقي»، في تقديم الدعم المالي واللوجستي للثوار الجزائريين، بما في ذلك توفير السلاح والمأوى، ما ساهم بشكل كبير في مواجهة الإستعمار الفرنسي.
واتهم عبود النظام الجزائري الحالي بتمزيق روابط الأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، متهما إياه بتصعيد العداء عبر إغلاق الحدود وتأسيس ميليشيات تخدم مصالحه في «جمهورية وهمية» تسعى إلى تقويض سيادة المغرب، ووصف النظام بأنه فاسد ويستنزف موارد الجزائر على نحو أقرب إلى العصابات، معتبرا أن هدفه إحداث نزاع دائم مع المغرب.
وشهدت بني أنصار زيارة وفد من الشخصيات الثقافية والإعلامية ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى 69 لاستقلال المغرب والذكرى 70 لاندلاع الثورة الجزائرية.
وقاد الوفد خضير الحموتي، رئيس مؤسسة محمد الخضير الحموتي لحفظ ذاكرة شمال إفريقيا، وشمل شخصيات بارزة، منها الصحافي هشام عبود والكاتب الحقوقي أنور مالك، وهما معروفان بمواقفهما المعارضة للنظام الجزائري، ودعوتهما لبناء علاقات متينة بين المغرب والجزائر.
وانطلقت الزيارة بتكريم دار محمد الخضير الحموتي بوضع إكليل من الزهور، وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء البلدين، في خطوة تبرز روح التضامن التاريخي بين الشعبين.
ويذكر أن عبود قد نجا في الآونة الأخيرة من محاولة اختطاف من قبل مافيا مرتبطة بالنظام الجزائري في إسبانيا، وأصر على أن حضوره إلى المغرب يعكس استمرار نضاله ضد الاستبداد، ويؤكد أهمية تسليط الضوء على التاريخ المشترك بين الشعبين بعيدا عن السياسات العدائية.