حربٌ إستخباراتية.. تفاصيل مثيرة عمّا يجري بين حزب الله وإسرائيل!
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
الثغرات التي تواجهها إسرائيل في حربها ضدّ غزة المستمرة منذ قرابة الـ100 يوم تقريباً، تسعى لتعويضها في لبنان ميدانياً وعبر عمليات من نوعٍ جديد.
حتى الآن، لم تستطع تل أبيب إغتيال قادة حركة "حماس" في القطاع الفلسطينيّ، فيحيى السنوار، قائد الحركة في غزة، ومحمد الضيف، القائد العسكري لكتائب "القسام"، ما زالا يقودان المعركة ولم تستطع إسرائيل تحقيق أي انتصارٍ من خلال إستهدافهما أو تطويق حركتهما.
لهذا السّبب، قرّرت إسرائيل الإنتقال إلى لبنان لتأدية مهمّتها الأمنية من أجل القول لمجتمعات المستوطنين إنها تقوم بصنع تقدّم عسكري ضد "حزب الله" الذي يعتبره الإسرائيليون كابوساً كبيراً.. والسؤال الذي يُطرح هنا: كيف تتحرك إسرائيل؟ وما الذي تقومُ به؟
من يقرأ التقارير الإسرائيليّة يتبين له أنّ تل أبيب تلقت 3 صفعاتٍ محورية، أولها الضغوطات المتزايدة لوقف الحرب في غزة من دون تحقيق أي إنجازات ملموسة، فيما الصفعة الثانية تتربطُ بالقصف الذي طالَ مراكز عسكرية مهمة بالنسبة لها عند الحدود مع لبنان وتحديداً قاعدة ميرون الجويّة العسكريّة. أما الصفعة الأكثر تأثيراً فكانت في مساهمة "حزب الله" بتهجير سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية مع لبنان، وتأكيد هؤلاء أن عودتهم إلى منازلهم مرهونة بـ"إنتزاع حزب الله من الحدود".
"محاربة العقول"
بالنسبة إلى ميدان غزة، فإنَّ الحرب الإسرائيلية ضمنهُ قائمة على أكثر من صعيد، لكنّ عدم تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المُعلنة سيساهم في زيادة الإحتقان في الداخل الإسرائيليّ. لهذا، فإنّ "التنفيسة" وُجدت في جنوب لبنان، ويكمن الأمر هنا في تنفيذ سياسات إغتيال من جهة وتشكيل حربٍ جديدة من نوع إستخباراتيّ عالي المستوى من جهة أخرى.
أول هدفٍ لإسرائيل من حربها الجديدة هو "إصطياد القادة الميدانيين" التابعين لـ"حزب الله". ما يظهر بشكلٍ جلي هو أن تل أبيب تحاول "محاربة العقول" الخاصة بالحزب. على سبيل المثال، مثّل إغتيال القياديّ وسام الطويل ضربة خطيرة للحزب، فالطويل عارفٌ بالتفاصيل الدقيقة داخل الحزب، لكنّ ثغرة أمنية أطاحت بـ"عقلٍ مفكر" و "مُدير ذكي" بحسب ما قالت مصادر مُقربة من "حزب الله" لـ"لبنان24".
أمام كل ذلك، تسعى إسرائيل للإقتصاص من خطوات "حزب الله" الميدانية وذلك عبر الرد إستخباراتياً وبواسطة عمليات الإغتيال وتحديداً تلك التي تطالُ "القيادات الكبرى" أمثال الشهيد علي حسين برجي الذي اغالته إسرائيل خلال تشييع الطويل.
قد يكون إغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري، الرسالة الأولى داخلياً في لبنان لعمليات الإستهداف الموجهة ضدّ قادة الحزب بالدرجة الأولى. ما يبدو هنا هو أن إسرائيل أطلقت العنوان الأولى وهو إن الضاحية تحت الرصد حيث اغتيل العاروري، فيما انتقلت إلى اغتيالاتٍ في الجنوب للقول إنّ ساحتي "حزب الله" تعرضتا للخرق، وبالتالي شنّ الحرب النفسية الأخطر.
وأمام كل ذلك، يتضحُ أن إسرائيل تسعى إلى الضغط على الحزب من أجل إضعافه "عسكرياً"، وبالتالي إقناع مجتمعات المستوطنات أن تل أبيب استطاعت ضرب "عمق حزب الله" وتحييد مسؤوليه الكبار على قاعدة أن "ضرب العقول أو الجهات الأساسية ضمن الحزب لن يجري تعويضه بسرعة، وبالتالي يمكن أن يتم اعتبار ذلك بمثابة تقدم ميداني وعسكري".
كيف يردّ الحزب "إستخباراتياً"؟
المسألة في جنوب لبنان مفصلية جداً لأن ساحة المواجهة الإستخباراتية فيها واسعة. فعلياً، فإن تعقب العدو الإسرائيلي أهدافه عبر الأقمار الإصطناعية ومجموعة من العملاء، يُعتبر تفوقاً إستخباراتياً خطيراً على أرض الجنوب. إضافة إلى ذلك، يعتبر إستخدام طائرات مسيّرة متقدمة للتصوير والقصف بمثابة منعطفٍ غير سهلٍ ميدانياً وعسكرياً.
لهذا السبب، بات الحزب مُجبراً على الرد إستخباراتياً طالما أن إسرائيل تُحاربه من البوابة نفسها. هنا، يسعى الحزب من خلال معلوماته لتكثيف معرفته بكل التجمعات الإسرائيلية عند الحدود، وهو يُظهر هذا الأمر بشكل واضح. كذلك، يحاول الحزب تحديد الإحداثيات الخاصة بالمواقع التي يقصفها، الأمر الذي يعتبر ضربة قوية للإسرائيليين.
ما لا يُمكن إغفاله أبداً هو "الثغرة" التي يمكن أن يعمل الحزب على إيجاد حلّ لها وهي إعادة ضبط المجال الجوي الذي بات مُشرّعا أكثر من اللازم أمام الإسرائيليين. وبالأمس، وردت رسائل من سوريا تفيد بأن الحزب عزز من نشر أجهزة تشويش ضد المسيرات في محافظة دير الزور تلافياً لأي استهدافات قد تطال قواته هناك.. المسألة هذه قد تحصلُ في جنوب لبنان، فهي مطلوبة ويمكن أن يتم تنفيذها حفاظاً على مقاتلي الحزب لاسيما خلال أي حربٍ مفتوحة، فسلاح المسيّرات هو الأخطر والأعنف والمعارك تدورُ حوله الآن.
كذلك، هناك وجهة نظر أخرى وتقول إن الحزب لا يريدُ أن يفتح الجبهة كي لا يستنفد طاقة مقاتليه. إلا أنه في المقلب الآخر، إذا إستمرت الأوضاع على حالها، فإن الحزب قد يواجه خطر الإنكشاف أيضاً خصوصاً على الصعيد الميداني. إنطلاقاً من كل ذلك، ما يُفهم هو أن الحزب بات يستشعر تلك الجزئية، ولهذا السبب بات يكثف نوعية عملياته لإسداء رسالة للإسرائيليين مفادها إن منشآتكم مكشوفة علناً، وأنّ من تم اغتيالهم ليسوا وحدهم في المعركة، بل هناك عناصر أكثر ذكاء ويمكنها إدارة المعركة كما يجب و"سد الثغرات" الأمنية والإستخباراتية بالطرق اللازمة والمطلوبة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
وسط اتهامات لحزب الله| انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل.. ماذا يحدث؟
أصدر حزب الله بيانا حول الأحداث الدامية الدائرة في الساحل السوري، والتي أدت لسقوط المئات من القتلى من جانب الأجهزة الأمنية والطائفة العلوية، حيث نفي الحزب أي علاقة له بهذه الأحداث.
ماذا يريد الاحتلال من سوريا؟وفي هذا الصدد، قال عبدالله نعمة، المحلل السياسي واللبناني، إن انعدام الأمن والاستقرار في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني المجازر الجماعية في الساحل خلفت الكثير،من القتلى وهناك فيديوهات تظهر عودة عناصر داعي وتنكيلهم بالأرواح والعالم صامت كما صمت عن ما جرى في السابق في سوريا.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك انتهاكات بحق مدنيين عزل غليان داخل سوريا المؤسسة الأمنية والعسكرية تلاحق حاملي السلاح الذين يركبون سرقات في مدن الساحل السوري من الواضح أن هناك معركة إسناد جديدة تنطلق في الساحل السوري، وهناك أيضا ما نشهده في الإعلام المرئي والمسموع اتهام مباشر لفلول النظام الفار وما نشهد على قنوات التلفزيونية من اعتقال عناصر من فلول الأسد وهم من قاموا بقتل عناصر حاجز حميم من الأمن العام وقاموا بحرق جثثهم في البساتين القريبة وهذا ما يقال في الإعلام.
وأشار نعمة، إلى أن من الطبيعي أن يكون هناك توخي الدقة في نقل الاخبار
وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافا سياسية واجندات خارجية مشبوهة وان ما يقال ان خزب الله وراء ما يجري في سوريا خاطئ.
وأكد نعمة، أن العلاقات الإعلامية في الحزب تنفي نفيا قاطعا حول اتهام الحزب فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك وينفي الحزب هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وخاصة أنه كان هناك اشتباكات منذ فترة بين عشائر تابعون لحزب الله مع قوات هيئة تحرير الشام على الحدود اللبنانية السورية واستعملت فيها جميع أنواع الأسلحة بين الطرفين.
واختتم: "مما استدعى تدخل الجيش اللبناني، وسحب جميع المسلحين من الحدود وتم التوصل بين الرئيسين، اللبناني جوزيف عون واحمد الشرع على اتفاق اسفر عنه الهدوء، المقصود بهذا الكلام أن عناصر حزب الله انسحبوا حتى من الحدود
اللبنانية أن ما يجري في سوريا واضح فلول النظام الهارب هي من قام وبدء بالهجوم على قوات الأمنية من الأمن العام بدعم خارجي للذين يريدون أن تبقى سوريا في اتون الفوضى".
وقال الحزب في بيان: «تدأب بعض الجهات على الزج باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك».
وتابع: «ينفي حزب الله بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة»، داعيا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة.
والجدير بالذكر، أن الحزب دعم الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد خلال السنوات الماضية، التي بدأت منذ الانتفاضة الشعبية ضد الأسد في 2011.
ويشهد الساحل السوري، أحدثا دامية منذ الخميس الماضي، أخذة في التصاعد، حيث بدأت بهجوم جماعات مسلحة على كمائن تابعة للأجهزة الأمنية السورية؛ ما أسفرت عن مقتل نحو 15 عنصرا، لتتصاعد الأحداث في الساحل الذي يضم غالبية علوية، وهي الطائفة التي ينتمي لها الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.