علماء المسلمين يدعو إلى ضغط عالمي لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب إسلامية وغير إسلامية والدول كلها وأحرار العالم إلى الضغط المكثّف بكل الوسائل المشروعة لرفع الإبادة الجماعية التي تشمل على أهل فلسطين عامّة وأهل غزّة خاصّة.
جاء ذلك في بيان ختامي لفعاليات الهيئتة العموميةَ السادسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمدينة الدوحة التي أنهت أعمالها أمس الأربعاء بمدينة الدوحة بدولة قطر بمشاركة تسعمائة من العلماء الذين قَدِموا من القارات الخمس، وقد عُقدت الهيئةُ تحت شعار: "نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر ديننا"،
ودشّن الاتحاد إعلان الدوحة "حلفا للفضول" يناصر كل مظلوم دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين .
وأكد على ما أصدره من بيانات سابقة ومواقف معلنة لنصرة قضية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ويندّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى العبارات بالاعتداءات الوحشية الهمجية على المواطنين الفلسطينيين العزّل من قبل الصهاينة ومن وقف معهم بالتأييد أو الصمت والإقرار وأسهم في إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال وفي دمار شامل لكلّ شيء على وجه الأرض وباطنها لم يشهد العصر الحديث لها مثيلا، والحال أنّ هذا الاعتداء والتأييد يصدر ممن يرفعون شعار حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال في ازدواجية للمقاييس في التفرقة بين الناس بحسب أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وهو ما تكون نتيجته أن يكفر الناس بهذه الشعارات فتسود الفوضى في العالم.
ودعا الاتحاد الأمّة الإسلامية خاصّة حاكمين ومحكومين إلى نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل الشرعية لرفع الظلم عنهم، والحصول على حقوقهم في استعادة وطنهم المحتلّ، وتكوين دولتهم مثل سائر شعوب العالم.
وأشاد الاتحاد بمواقف الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ومواقف بعض الأحرار من المفكرين والمثقفين، ومواقف بعض الدول وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا التي تقدمت بطلب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.
كما دعا الاتحاد العالمي الأمّة الإسلامية حاكمين ومحكومين إلى نبذ الفرقة، بينهم، وانتهاج الحوار فيما يختلفون فيه، وحلّ مشاكلهم بالتوافق.
ودعا الاتحاد أحرار العالم عامّة والمسلمين خاصّة إلى أن ينتصروا للمظلومين والمضطهدين في كلّ أنحاء العالم بقطع النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وأن يعملوا على رفع الظلم والاضطهاد عنهم، وأن يُمكّنوا من حقوقهم في الحرية والعيش الكريم، وتقرير المصير، وتنظيم أمورهم بحسب إرادتهم.
كما دعا الاتحاد كافّة المسلمين إلى أن ينتهجوا في العلاقات بينهم وفي تدبير شؤونهم نهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قيم الشورى والحوار والتغافر، وأن يراعوا بجدّية حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، والحريات العامّة والخاصّة.
وأنهى الاتحاد بيانه بدعوة المسلمين كافّة إلى أن يتمسّكوا بالقيم الإسلامية والإنسانية في التعامل مع سائر الأمم والشعوب والدول، وأن يكونوا سفراء للإسلام أينما حلّوا.
وانتخب المشاركون في فعاليات الهيئة العموميةَ السادسة للاتحاد رئيس الاتحاد ونوابه من قبل الهيئة العمومية، وهم: الدكتور علي محيي الدين القرداغي رئيسا، الشيخ أحمد الخليلي نائبا للرئيس، الدكتور سالم سقاف الجفري نائبا للرئيس، الدكتور عصام أحمد البشير نائبا للرئيس، الشيخ محمد الحسن ولد ددو نائبا للرئيس، الدكتور محمد كورماز نائبا للرئيس، الدكتور عبد المجيد النجار نائبا للرئيس.
وانتخب مجلس الأمناء من قبل الهيئة العمومية. وأسفر الانتخاب بالاقتراع السري على تكليف الدكتور: محمد علي الصلابي بالأمانة العامة للاتحاد.
وعلى هامش فعاليات الهيئة عُقدت ندوةٌ علميةٌ خاصّة بالأسرة، وقع فيها بحثُ ما تتعرّض له الأسرةُ في العالم عامّة، وفي العالم الإسلامي خاصّة، من تحدّيات كبيرة مآلها هدم هذا البناء الذي هو أساس المجتمع الإنساني، وهو ما تجاوز الهدم العملي إلى الهدم الفلسفي والقانوني العالمي.
وقد انتهى المشاركون إلى التوصية ببذل الجهد أقصاه في سبيل المحافظة على الأسرة على أساس القيم الإسلامية، وتحصينها بالتوعية وبالتشريع وبالقانون وبالإجراءات العملية ضدّ ما تتعرّض له من عوامل الهدم.
كما عُقدت ندوةٌ علمية خاصّة بظاهرة الإلحاد التي قال المشاركون فيها إنها تجاوزت ما يحصل في العالم الغربي إلى العالم الإسلامي؛ الذي تمددت فيه مشاريع الغواية، وانتقلت من الشبهات العقلية والشهوات النفسية إلى مربّعات الإلحاد حتى أصبح ذلك ظاهرة ملحوظة تنذر بخطر جسيم على الفرد والمجتمع والدولة.
وانتهى الحاضرون من خلال بحوث علمية ونقاشات ضافية جادّة إلى التوصية بوجوب بذل الجهد الأقصى في سبيل تحصين الشباب عامّة والشباب الإسلامي خاصّة ضدّ هذه الأخطار، وذلك باستنهاض فطرة الإيمان في العقول والنفوس بالخطاب العلمي الدعوي الذي يتناسب مع ثقافة العصر، وباستثمار المنهج القرآني الكريم في هذا الشأن، واستثمار التقدّم العلمي في الآفاق والأنفس في هذا الخطاب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قطر قطر مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مخرجات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نائبا للرئیس فی العالم
إقرأ أيضاً:
لجنة أممية: ممارسات "إسرائيل" بغزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
نيويورك - صفا قالت لجنة الأمم المتحدة الخاصة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية، إن "حرب إسرائيل على غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والظروف المهددة للحياة المفروضة عمدًا على الفلسطينيين هناك". وأضافت اللجنة في تقرير لها: "منذ بداية الحرب، دعم مسؤولون إسرائيليون علنًا سياسات تسلب الفلسطينيين من الضروريات الأساسية لاستمرار الحياة من الغذاء والماء والوقود". وتابعت أن "هذه التصريحات مع التدخل المنهجي وغير القانوني في المساعدات الإنسانية، يجعل نية إسرائيل واضحة في استغلال الإمدادات المنقذة للحياة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية". ويُغطي تقرير اللجنة الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتموز/يوليو 2024. وقالت اللجنة: "عبر حصارها لغزة وعرقلتها للمساعدات الإنسانية مع هجمات مستهدفة وقتل للمدنيين وعمال الإغاثة، ورغم مناشدات الأمم المتحدة المتكررة والأوامر المُلزمة من مـحكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدًا في القتل والتجويع والإصابات الشديدة وتستخدم التجويع كأداة للحرب وتُوقع عقابًا جماعيًا على السكان الفلسطينيين". ويوثق التقرير كيف أن "حملة القصف الإسرائيلية المكثفة في غزة دمرت الخدمات الأساسية، وتسببت في كارثة بيئية ستكون لها آثار صحية طويلة الأمد". وأشارت إلى أنه بحلول أوائل 2024، تم إسقاط 25 ألف طن من المتفجرات- بما يعادل قنبلتين نوويتين- على غزة، مما تسبب في دمار واسع وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي وتدمير الزراعة والتلوث السام. ويثير التقرير مخاوف جسيمة بشأن استخدام "إسرائيل" لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في توجيه عملياتها العسكرية وأثر ذلك على المدنيين الذي يتجلى بشكل خاص في العدد الهائل من النساء والأطفال بين الضحايا. وقالت: إن "استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف المدعوم بالذكاء الاصطناعي بحد أدنى من الإشراف البشري، مع القنابل الثقيلة، يشدد على تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع وقوع قتلى من المدنيين". وأوضحت أن رقابة "إسرائيل" المتصاعدة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة واستهداف الصحفيين، تعد جهودًا متعمدة لمنع الوصول العالمي للمعلومات. وأشارت إلى "إزالة شركات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير متناسب" للمحتوى المؤيد للفلسطينيين، مقارنة بالمنشورات التي تحرض على العنف ضدهم. وأدانت حملة التشوية الجارية ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وضد الأمم المتحدة بشكل عام. ودعت اللجنة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها القانونية بمنع ووقف انتهاكات "إسرائيل" للقانون الدولي ومساءلتها على ذلك". وقالت: "إن المسؤولية الجماعية لكل دولة تحتم وقف دعم الهجوم على غزة ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية". وستقدم اللجنة تقريرها إلى الدورة الحالية للجمعية العامة في الثامن عشر من الشهر الحالي.