دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب إسلامية وغير إسلامية والدول كلها وأحرار العالم إلى الضغط المكثّف بكل الوسائل المشروعة لرفع الإبادة الجماعية التي تشمل على أهل فلسطين عامّة وأهل غزّة خاصّة.

جاء ذلك في بيان ختامي لفعاليات الهيئتة العموميةَ السادسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمدينة الدوحة التي أنهت أعمالها أمس الأربعاء بمدينة الدوحة بدولة قطر بمشاركة تسعمائة من العلماء الذين قَدِموا من القارات الخمس، وقد عُقدت الهيئةُ تحت شعار: "نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر ديننا"،

ودشّن الاتحاد إعلان الدوحة "حلفا للفضول" يناصر كل مظلوم دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين .



وأكد  على ما أصدره من بيانات سابقة ومواقف معلنة لنصرة قضية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ويندّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى العبارات بالاعتداءات الوحشية الهمجية على المواطنين الفلسطينيين العزّل من قبل الصهاينة ومن وقف معهم  بالتأييد أو الصمت والإقرار  وأسهم في إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال وفي دمار شامل لكلّ شيء على وجه الأرض وباطنها لم يشهد العصر الحديث لها مثيلا، والحال أنّ هذا الاعتداء والتأييد يصدر ممن يرفعون شعار حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال في ازدواجية للمقاييس في التفرقة بين الناس بحسب أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وهو ما تكون نتيجته أن يكفر الناس بهذه الشعارات فتسود الفوضى في العالم.

ودعا الاتحاد الأمّة الإسلامية خاصّة حاكمين ومحكومين إلى نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل الشرعية لرفع الظلم عنهم، والحصول على حقوقهم في استعادة وطنهم المحتلّ، وتكوين دولتهم مثل سائر شعوب العالم.

وأشاد الاتحاد بمواقف الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ومواقف بعض الأحرار من المفكرين والمثقفين، ومواقف بعض الدول وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا التي تقدمت بطلب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.

كما دعا الاتحاد العالمي الأمّة الإسلامية حاكمين ومحكومين إلى نبذ الفرقة، بينهم، وانتهاج الحوار  فيما يختلفون فيه، وحلّ مشاكلهم بالتوافق.

ودعا الاتحاد أحرار العالم عامّة والمسلمين خاصّة إلى أن ينتصروا للمظلومين والمضطهدين في كلّ أنحاء العالم بقطع النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وأن يعملوا على رفع الظلم والاضطهاد عنهم، وأن يُمكّنوا من حقوقهم في الحرية والعيش الكريم، وتقرير المصير، وتنظيم أمورهم بحسب إرادتهم.

كما دعا الاتحاد كافّة المسلمين إلى أن ينتهجوا في العلاقات بينهم وفي تدبير شؤونهم نهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قيم الشورى والحوار والتغافر، وأن يراعوا بجدّية حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، والحريات العامّة والخاصّة.

وأنهى الاتحاد بيانه بدعوة المسلمين كافّة إلى أن يتمسّكوا بالقيم الإسلامية والإنسانية في التعامل مع سائر الأمم والشعوب والدول، وأن يكونوا سفراء للإسلام أينما حلّوا.



وانتخب المشاركون في فعاليات الهيئة العموميةَ السادسة للاتحاد رئيس الاتحاد ونوابه من قبل الهيئة العمومية، وهم: الدكتور علي محيي الدين القرداغي رئيسا، الشيخ أحمد الخليلي نائبا للرئيس، الدكتور سالم سقاف الجفري نائبا للرئيس، الدكتور عصام أحمد البشير نائبا للرئيس، الشيخ محمد الحسن ولد ددو نائبا للرئيس، الدكتور محمد كورماز نائبا للرئيس، الدكتور عبد المجيد النجار نائبا للرئيس.

وانتخب مجلس الأمناء من قبل الهيئة العمومية. وأسفر الانتخاب بالاقتراع السري على تكليف الدكتور: محمد علي الصلابي بالأمانة العامة للاتحاد.

وعلى هامش فعاليات الهيئة عُقدت ندوةٌ علميةٌ خاصّة بالأسرة، وقع فيها بحثُ ما تتعرّض له الأسرةُ في العالم عامّة، وفي العالم الإسلامي خاصّة، من تحدّيات كبيرة مآلها هدم هذا البناء الذي هو أساس المجتمع الإنساني، وهو ما تجاوز الهدم العملي إلى الهدم الفلسفي والقانوني العالمي.

وقد انتهى المشاركون إلى التوصية ببذل الجهد أقصاه في سبيل المحافظة على الأسرة على أساس القيم الإسلامية، وتحصينها بالتوعية وبالتشريع وبالقانون وبالإجراءات العملية ضدّ ما تتعرّض له من عوامل الهدم.

كما عُقدت ندوةٌ علمية خاصّة بظاهرة الإلحاد التي قال المشاركون فيها إنها تجاوزت ما يحصل في العالم الغربي إلى العالم الإسلامي؛ الذي تمددت فيه مشاريع الغواية، وانتقلت من الشبهات العقلية والشهوات النفسية إلى مربّعات الإلحاد حتى أصبح ذلك ظاهرة ملحوظة تنذر بخطر جسيم على الفرد والمجتمع والدولة.

وانتهى الحاضرون من خلال بحوث علمية ونقاشات ضافية جادّة إلى التوصية بوجوب بذل الجهد الأقصى في سبيل تحصين الشباب عامّة والشباب الإسلامي خاصّة ضدّ هذه الأخطار، وذلك باستنهاض فطرة الإيمان في العقول والنفوس بالخطاب العلمي الدعوي الذي يتناسب مع ثقافة العصر، وباستثمار المنهج القرآني الكريم في هذا الشأن، واستثمار التقدّم العلمي في الآفاق والأنفس في هذا الخطاب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قطر قطر مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مخرجات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نائبا للرئیس فی العالم

إقرأ أيضاً:

أكثر من 80 شهيدا في غزة خلال 48 ساعة.. حماس: المجازر أمام العالم

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الاثنين، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تواصل حربها الوحشية ضد المدنيين في قطاع غزة، وذلك في ثاني أيام عيد الفطر، ولليوم الـ19 من استئناف العدوان وحرب الإبادة.

ولفتت حركة حماس في بيان صحفي، إلى أنّ الاحتلال يواصل تصعيده لعمليات القصف الهمجي على الأحياء السكنية وخيام النازحين، لتتجاوز أعداد الشهداء خلال الساعات الـ48 الأخيرة الثمانين شهيداً، إضافة لأكثر من ثلاثمئة جريح.

وتابعت: "تُرتَكَب هذه المجازر أمام سمع وبصر العالم، بحق مدنيين عُزَّل، ونازحين في خيام النزوح، بدافع الانتقام والإرهاب ضمن سياسية الإبادة والتهجير القسري، ودون اكتراث من حكومة نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، لعواقب جرائمها الفظيعة، مع محاولات الإدارة الأمريكية تعطيل أدوات المساءلة الدولية، ما يجعل الأخيرة شريكاً مباشراً في حرب الإبادة ضد شعبنا".

وأكدت أن "المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية وشعوبها، وأحرار العالم، أمام مسؤولية تاريخية اليوم، للوقوف في وجه هذا الانهيار الكارثي في منظومة القيم والقوانين الدولية، عبر لجم حكومة الإرهاب الصهيونية، وحَمْلِها على وقف جرائمها، وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي والإنساني".



وذكرت أنّ "على كل من يُراهن على انكسار شعبنا ومقاومته أمام الضغط العسكري؛ أن يُعيد حساباته، ويتوقّف ملِيّاً أمام عظمة وإصرار هذا الشعب وأبنائه في المقاومة، ورفضه لكل محاولات الإخضاع وتصفية الحقوق، وإصراره على التمسّك بالأرض والثوابت، والوصول إلى حقوقه المشروعة بالحرية وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد توعّد الأحد، بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى ظهر الاثنين 1001 فلسطيني وأصابت 2359 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني يطالب العالم بالتدخل لوقف مجازر الاحتلال في غزة
  • أنباء عن اختيار شخصية من محافظة درعا نائبا للرئيس السوري
  • "إدفع يورو واحدا واشتر منزلا"... إقبال عالمي على عرض مغر لبلدة إيطالية فما القصة؟
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين في غزة إلى 209 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية
  • قصف إسرائيلي على منطقة بني سهيلا في خان يونس جنوب قطاع غزة
  • الوحيد بالعالم.. رئيس فنلندا يدعو ترامب لتحديد موعد نهائي لوقف الحرب في أوكرانيا
  • أكثر من 80 شهيدا في غزة خلال 48 ساعة.. حماس: المجازر أمام العالم
  • رئيس وزراء ماليزيا يدعو لوقف العنف في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة
  • تظاهرة حاشدة في روما تطالب بوقف “الإبادة الجماعية” في قطاع غزة
  • ماكرون يدعو نتنياهو لوقف الضربات على غزة ولبنان