الدكتور حسام شودري، أستاذ مشارك في جامعة هيريوت وات دبي
وسط التطور المستمر لقطاع إدارة المرافق، يمثل عام 2024 بداية فترة تقدمية معززة بالاتجاهات الرائدة التي ستحدث ثورة في ادارة المساحات التجارية والاشراف عليها. ومع التقدم في البرمجيات، وتكنولوجيا إنترنت الأشياء، وزيادة التركيز على الاستدامة، والصيانة الوقائية، ورفاهية الموظفين، تقف الصناعة على شفا تحول جذرى في النماذج.

مع تطور المباني ، تخضع مهام ومتطلبات مدير المرافق لتغيرات سريعة. في الوقت الحاضر، تعد المباني الذكية محورًا رئيسيًا في الصناعة، حيث تشير التوقعات إلى توسع السوق إلى 408.21 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وهو ارتفاع كبير من 96.96 مليار دولار أمريكي المسجلة في عام 2023.
في عام 2023، واجه أصحاب العقارات ومديروها وفرق المرافق صعوبات فرضتها أسعار الفائدة المرتفعة، ومبادرات الاستدامة المستمرة، والتشجيع على عودة العمل المكتبي، وتغيير المشهد الإداري للمباني. أجبرتهم هذه التحديات على التنقل في مشهد مليء بالتحديات. وفي الوقت نفسه، واجهت الصناعة تحديات لتحقيق اهداف الاستدامة ، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية وتخصيص الموارد لمواءمة العقارات مع الممارسات الصديقة للبيئة. علاوة على ذلك، أدت العودة الى المكاتب إعادة تأسيس العمل المكتبي وسط اتجاهات العمل عن بعد المتطورة وإعادة تقييم جوهرية لنماذج إدارة المباني. استلزم هذا التحول الحاسم مراجعة شاملة لاستخدام المساحات، وبيئات العمل التعاونية، وتكامل التكنولوجيا لاستيعاب نماذج العمل المختلطة بشكل فعال.
في عام 2024من المقرر أن تتوسع أهمية الذكاء الاصطناعي ، الذى يقوم بإستخلاص الأفكار من مجموعات بيانات محدودة بناءً على قواعد محددة. ومع ذلك، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية لن تجتاح قطاع العقارات فحسب، بل العديد من الصناعات الأخرى في العام المقبل وما بعده. إن التقنيات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي للإشراف على أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) أو إدارة المباني، والبيئة، والطقس، وأنواع البيانات المتنوعة، ستحدث تغييرًا جذريًا في كيفية عمل شاغلي مساحة العمل ومديري المرافق. سوف يتولى الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تقديم رؤى مهمة تمكن المؤسسات من إعادة معايرة مساحات مكاتبها وتحسينها بما يتماشى مع أهدافها، والدفع نحو تحقيق أهداف صافية صفرية، وتنظيم بيئة العمل المثالية اللازمة لموظفيها للتفوق.
مع تزايد دمج التكنولوجيا في المباني، يواجه مديرو المرافق التحدي المتمثل في الإشراف على أنظمة البناء المتقدمة والمعقدة. يتضمن ذلك الأنظمة الكهربائية وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والسلامة والأنظمة الهندسية التي تنتقل نحو نماذج أكثر انسيابية وآلية وترابطًا. وهذا يجعل من الضروري لمديري المرافق تعزيز المهارات في استخدام أنظمة معلومات البناء المصممة للمراقبة وإعداد التقارير داخل هذه المرافق المبتكرة. تعمل هذه الأنظمة كأدوات ضرورية لتمكين المديرين من الوصول إلى البيانات من مختلف المرافق والعمليات، مما يوفر نظرة شاملة على نقاط القوة والضعف في المبنى. إن اعتماد هذه الأنظمة المعاصرة والمعقدة يمكّن مديري المرافق من إنشاء سير عمل للفرق العاملة داخل المبنى، مما يضمن ممارسات إدارية تتسم بالكفاءة والفعالية.
تظل الاستدامة البيئية أيضًا عنصرًا أساسيًا في اتجاهات إدارة المرافق لعام 2024. وتعطي المؤسسات الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة ، ودمج مصادر الطاقة المتجددة حيثما أمكن ذلك، وتنفيذ استراتيجيات الحد من النفايات، واعتماد شهادات المباني الخضراء مثل LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) بشكل متزايد. تعد مبادرات الحد من البصمة الكربونية، وتدابير الحفاظ على المياه، وممارسات الشراء المستدامة عناصر أساسية تشكل جدول أعمال مديري المرافق. ومن المتوقع أن تلعب المؤسسات التعليمية دوراً حاسماً في هذا التطور. وتشمل التطورات المتوقعة تقديم برامج تدريبية متطورة تهدف إلى تزويد مديري المرافق بالمهارات اللازمة لدمج التقنيات الناشئة ببراعة. ومن شأن هذا الارتقاء الاستراتيجي بالمهارات أن يمكّن المديرين من توسيع نطاق عملهم، وإدارة الوقت، وتحقيق كفاءة التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، يستعد مديرو المرافق لتولي دور حاسم في التخطيط الاستراتيجي، بما في ذلك أمن تكنولوجيا المعلومات والصحة والسلامة وإدارة المخاطر البيئية والموارد البشرية وتخطيط المحافظ. إن عودة العمل المكتبي ستوفر فرصًا وتحديات للمهنين فى هذا المجال.
في حين أن خطوة العودة إلى المكاتب توفر الكثير من الفرص والإمكانيات، فإن ضغوط خفض التكاليف ستتطلب إدارة دقيقة للموظفين والموردين، مما يدفع البحث عن أساليب مبتكرة لصياغة بيئات عمل مواتية. علاوة على ذلك، فإن التقاعد المرتقب لمديري المرافق والموظفين الفنيين المتمرسين سيخلق فراغات لا مفر منها. ولمعالجة هذه المشكلة، ستركز المؤسسات على تنمية جيل جديد من القادة، وتعزيز المواهب من خلال التدريب الداخلي في المؤسسات أو برامج التدريب المهني. وستتضمن الاستراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين المتقاعدين لفترة أطول، وضمان نقل المعرفة إلى الجيل الجديد. وستواصل المؤسسات التعليمية المساهمة بشكل كبير في هذا التحول من خلال رعاية وإعداد الجيل القادم من قادة إدارة المرافق.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إدارة المرافق

إقرأ أيضاً:

انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 3.5% في الربع الأخير من 2024

أصدرت الهيئة العامة للإحصاء اليوم إحصاءات سوق العمل للربع الأخير من 2024.

ووفقًا لنتائج النشرة فقد انخفض معدل البطالة لإجمالي سكان المملكة “السعوديين وغير السعوديين 15 سنة فأكثر” إلى 3.5%، كما سجل معدل البطالة للسكان السعوديين “الذكور والإناث 15 سنة فأكثر” انخفاضًا ليصل إلى 7.0% في الربع الأخير من عام 2024 مقارنةً بـ7.8% في الفترة ذاتها من عام 2023.

وبلغ معدل البطالة لإجمالي السكان الذكور 2% والإناث 10.4%، في حين ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023 لتصل إلى 36.0%.

وأوضحت نتائج النشرة أن معدل البطالة للسعوديين الذكور بلغ 4.3%، فيما انخفض معدل البطالة للسعوديات إلى 11.9% في الربع الأخير من عام 2024 مقارنةً بـ13.6% بالربع السابق من العام نفسه، في حين بلغ معدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السكان “السعوديين وغير السعوديين 15 سنة فأكثر” 66.4% ومعدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السكان الذكور 83.6%.

ويُعزى انخفاض معدلات البطالة إلى الارتفاع في معدل المشتغلين للسكان السعوديين مدفوعًا بالأداء القوي والمتطور لسوق العمل، إذ يعود هذا التحسن بشكل أساسي إلى ارتفاع معدل المشتغلين للسكان السعوديين إلى 47.5% بزيادة قدرها 1.0% مقارنةً بالربع المماثل من عام 2023، وشهد معدل المشتغلات السعوديات ارتفاعًا حيث بلغ 31.8%، مسجلًا زيادة قدرها 1.7% على أساس سنوي.

اقرأ أيضاًالمملكةالعناية بشؤون الحرمين” تستبدل أكثر من 133 ألف وحدة إضاءة في المسجد النبوي

ويأتي هذا التحسن نتيجة للسياسات الفعالة في تنمية سوق العمل وتعزيز بيئة التوظيف ودعم مبادرات تمكين المرأة التي أسهمت في زيادة مشاركتها الاقتصادية وتعزيز دورها في دفع عجلة النمو والتنمية المستدامة.

وأظهرت نتائج النشرة أن معدل المشاركة في القوى العاملة لإجمالي السكان الإناث “15 سنة فأكثر” بلغ 33.5%، فيما بلغ معدل المشاركة في القوى العاملة للسكان السعوديين 51.1%، في حين سجل معدل المشاركة في القوى العاملة للسعوديين الذكور 66.2% والقوى العاملة للسعوديات 36%.

وأفادت نتائج النشرة أن معدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل “السعوديين وغير السعوديين 15 سنة فأكثر” بلغ 64% ومعدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل لإجمالي السكان الذكور بلغ 81.9%، كما بلغ معدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل السكان الإناث 30%، في حين سجل معدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل للسكان السعوديين “الذكور والإناث 15 سنة فأكثر” 47.5% ومعدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل للسعوديين الذكور 63.4% ومعدل المشتغلين إلى السكان في سن العمل للسعوديات 31.8%.

يذكر أن الهيئة العامة للإحصاء اعتمدت التقديرات السكانية المبنية على نتائج تعداد السعودية 2022م اعتبارًا من الربع الأول من عام 2024م فصاعدًا، حيث تتضمن نشرة سوق العمل المؤشرات الرئيسة لإحصاءات سوق العمل بناءً على مسح القوى العاملة، إضافة إلى إحصاءات عن عدد المشتركين بناءً على بيانات إدارية صادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ومركز المعلومات الوطني.

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان: طوارئ لمنع مخالفات البناء ومتابعة المرافق العامة بالمدن الجديدة خلال العيد
  • الإسكان: فرق طوارئ لمنع مخالفات البناء ومتابعة المرافق العامة بالمدن الجديدة خلال إجازة عيد الفطر
  • حكومة غزة تعرب عن أملها بتشكيل إدارة مؤقتة للقطاع.. وفق الرؤية المصرية
  • مذكرة تفاهم بين المجتمعات العمرانية و"مستقبل مصر" لتأسيس شركة Modon لإدارة المباني
  • توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز مستقبل مصر”
  • ارتفاع عدد المؤسسات الخاصة النشطة في سلطنة عُمان لعام 2024
  • يوم “مبادرة السعودية الخضراء”.. إنجازات طموحة ترسم ملامح مستقبل أخضر مستدام
  • انخفاض معدل البطالة في المملكة إلى 3.5% في الربع الأخير من 2024
  • التربية العراقية تعيد العمل بنظام المحاولات للعام الدراسي 2023-2024
  • تقنية الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد قد تشكل مستقبل علاج مرض السكري