الاستدامة والارتقاء بالمهارات تشكل مستقبل إدارة المرافق فى عام 2024
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
الدكتور حسام شودري، أستاذ مشارك في جامعة هيريوت وات دبي
وسط التطور المستمر لقطاع إدارة المرافق، يمثل عام 2024 بداية فترة تقدمية معززة بالاتجاهات الرائدة التي ستحدث ثورة في ادارة المساحات التجارية والاشراف عليها. ومع التقدم في البرمجيات، وتكنولوجيا إنترنت الأشياء، وزيادة التركيز على الاستدامة، والصيانة الوقائية، ورفاهية الموظفين، تقف الصناعة على شفا تحول جذرى في النماذج.
في عام 2023، واجه أصحاب العقارات ومديروها وفرق المرافق صعوبات فرضتها أسعار الفائدة المرتفعة، ومبادرات الاستدامة المستمرة، والتشجيع على عودة العمل المكتبي، وتغيير المشهد الإداري للمباني. أجبرتهم هذه التحديات على التنقل في مشهد مليء بالتحديات. وفي الوقت نفسه، واجهت الصناعة تحديات لتحقيق اهداف الاستدامة ، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية وتخصيص الموارد لمواءمة العقارات مع الممارسات الصديقة للبيئة. علاوة على ذلك، أدت العودة الى المكاتب إعادة تأسيس العمل المكتبي وسط اتجاهات العمل عن بعد المتطورة وإعادة تقييم جوهرية لنماذج إدارة المباني. استلزم هذا التحول الحاسم مراجعة شاملة لاستخدام المساحات، وبيئات العمل التعاونية، وتكامل التكنولوجيا لاستيعاب نماذج العمل المختلطة بشكل فعال.
في عام 2024من المقرر أن تتوسع أهمية الذكاء الاصطناعي ، الذى يقوم بإستخلاص الأفكار من مجموعات بيانات محدودة بناءً على قواعد محددة. ومع ذلك، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية لن تجتاح قطاع العقارات فحسب، بل العديد من الصناعات الأخرى في العام المقبل وما بعده. إن التقنيات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي للإشراف على أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) أو إدارة المباني، والبيئة، والطقس، وأنواع البيانات المتنوعة، ستحدث تغييرًا جذريًا في كيفية عمل شاغلي مساحة العمل ومديري المرافق. سوف يتولى الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تقديم رؤى مهمة تمكن المؤسسات من إعادة معايرة مساحات مكاتبها وتحسينها بما يتماشى مع أهدافها، والدفع نحو تحقيق أهداف صافية صفرية، وتنظيم بيئة العمل المثالية اللازمة لموظفيها للتفوق.
مع تزايد دمج التكنولوجيا في المباني، يواجه مديرو المرافق التحدي المتمثل في الإشراف على أنظمة البناء المتقدمة والمعقدة. يتضمن ذلك الأنظمة الكهربائية وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والسلامة والأنظمة الهندسية التي تنتقل نحو نماذج أكثر انسيابية وآلية وترابطًا. وهذا يجعل من الضروري لمديري المرافق تعزيز المهارات في استخدام أنظمة معلومات البناء المصممة للمراقبة وإعداد التقارير داخل هذه المرافق المبتكرة. تعمل هذه الأنظمة كأدوات ضرورية لتمكين المديرين من الوصول إلى البيانات من مختلف المرافق والعمليات، مما يوفر نظرة شاملة على نقاط القوة والضعف في المبنى. إن اعتماد هذه الأنظمة المعاصرة والمعقدة يمكّن مديري المرافق من إنشاء سير عمل للفرق العاملة داخل المبنى، مما يضمن ممارسات إدارية تتسم بالكفاءة والفعالية.
تظل الاستدامة البيئية أيضًا عنصرًا أساسيًا في اتجاهات إدارة المرافق لعام 2024. وتعطي المؤسسات الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة ، ودمج مصادر الطاقة المتجددة حيثما أمكن ذلك، وتنفيذ استراتيجيات الحد من النفايات، واعتماد شهادات المباني الخضراء مثل LEED (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي) بشكل متزايد. تعد مبادرات الحد من البصمة الكربونية، وتدابير الحفاظ على المياه، وممارسات الشراء المستدامة عناصر أساسية تشكل جدول أعمال مديري المرافق. ومن المتوقع أن تلعب المؤسسات التعليمية دوراً حاسماً في هذا التطور. وتشمل التطورات المتوقعة تقديم برامج تدريبية متطورة تهدف إلى تزويد مديري المرافق بالمهارات اللازمة لدمج التقنيات الناشئة ببراعة. ومن شأن هذا الارتقاء الاستراتيجي بالمهارات أن يمكّن المديرين من توسيع نطاق عملهم، وإدارة الوقت، وتحقيق كفاءة التكلفة. بالإضافة إلى ذلك، يستعد مديرو المرافق لتولي دور حاسم في التخطيط الاستراتيجي، بما في ذلك أمن تكنولوجيا المعلومات والصحة والسلامة وإدارة المخاطر البيئية والموارد البشرية وتخطيط المحافظ. إن عودة العمل المكتبي ستوفر فرصًا وتحديات للمهنين فى هذا المجال.
في حين أن خطوة العودة إلى المكاتب توفر الكثير من الفرص والإمكانيات، فإن ضغوط خفض التكاليف ستتطلب إدارة دقيقة للموظفين والموردين، مما يدفع البحث عن أساليب مبتكرة لصياغة بيئات عمل مواتية. علاوة على ذلك، فإن التقاعد المرتقب لمديري المرافق والموظفين الفنيين المتمرسين سيخلق فراغات لا مفر منها. ولمعالجة هذه المشكلة، ستركز المؤسسات على تنمية جيل جديد من القادة، وتعزيز المواهب من خلال التدريب الداخلي في المؤسسات أو برامج التدريب المهني. وستتضمن الاستراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين المتقاعدين لفترة أطول، وضمان نقل المعرفة إلى الجيل الجديد. وستواصل المؤسسات التعليمية المساهمة بشكل كبير في هذا التحول من خلال رعاية وإعداد الجيل القادم من قادة إدارة المرافق.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إدارة المرافق
إقرأ أيضاً:
بناءً على توجيهات معالي وزير العدل د.خالد شواني .. وزارة العدل توقع مذكرة تعاون مشترك مع جامعة الدفاع للدراسات العسكرية لتطوير خبرات الحراس الإصلاحيين
شبكة انباء العراق ..
انطلاقاً من مبدأ العمل المشترك بين المؤسسات الحكومية، تم توقيع مذكرة تعاون بين وزارة العدل ممثلةً بوكيل الوزارة الاقدم السيد زياد خليفة التميمي، وجامعة الدفاع للدراسات العسكرية احدى تشكيلات وزارة الدفاع العراقية ممثلةً برئيس الجامعة الفريق الركن د. عقيل مصطفى مهدي.
تم ذلك خلال زيارة اجراها السيد التميمي لمقر الجامعة المذكورة، وبحضور مدير عام دائرة العلاقات العدلية السيد احمد لعيبي، حيث يجري اعداد اللجان المختصة بمتابعة تنفيذ بنود المذكرة واستكمال كافة الإجراءات والاستعدادات المطلوبة واعداد المناهج الخاصة بقواعد واليات العمل في المؤسسات ذات الطابع الامني.
وخلال حديث له بهذا الشأن، ذكر السيد الوكيل الاقدم، إن توقيع مذكرة التعاون المشار اليها تم بناءً على التفاهمات الجارية مع السادة المعنيين في وزارة الدفاع، وان الغرض منها هو لرفع مستوى أداء مدراء الأقسام الأصلاحية ودور ملاحظة الأحداث، وتطوير مهاراتهم في الحفاظ على أمن الأقسام الإصلاحية وبالتالي ضمان امن المجتمع.
user