آخر تحديث: 11 يناير 2024 - 9:48 صبقلم: سمير داود حنوش من دهاليز السياسة تشم رائحة الرياء، أحاديث التهديد والوعيد تتصاعد، وتعلوا الأصوات في فترات الاحتدام ثم تتناثر في رياح المصالح والمغانم ومكتسبات السلطة.سمعنا تلك الخطابات بعد حادثة القصف الأميركي على مطار بغداد عام 2020 واغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، حينها تعالت أصوات الغضب من الوجود الأميركي في العراق وضرورة طرد المحتل وغلق السفارة الأميركية، لكنها سرعان ما تلاشت تلك الأصوات في أدراج النسيان وانشغال المتوعدين بدوامة السلطة والنفوذ.

بعد قصف مُسيّرة أميركية لعجلة القيادي في النجباء أبوتقوى السعيدي عاودت الأصوات ارتفاعها مطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق في موقف وضع حكومة محمد شياع السوداني في مأزق بين إرضاء رغبة الفصائل والغضب الأميركي.التواجد الأميركي على أرض العراق كان ضمن اتفاق الإطار التنسيقي المتفق عليه في عهد حكومة نوري المالكي عام 2008 والتصويت عليه 2009 ودخل حيز التنفيذ عام 2011، وبهذا الاتفاق لا يمكن للسوداني أن يتخذ قرارا بإخراج القوات الأميركية دون الرجوع إلى البرلمان العراقي وتشريع قانون جديد.إصدار قانون إلغاء الاتفاقية يحتاج إلى موافقة ما يقارب 220 نائبا في البرلمان من أصل 329 نائبا لتأمين الثلثين، وهذا يعني وجوب إقناع الحلفاء من السنة والكرد بقبول حضور جلسة التصويت على الإلغاء. من جانبهم يرفض الكرد رفع الحماية الأميركية عنهم في ظل تصاعد الهجمات التي تستهدف عاصمتهم أربيل، ويُنظر إلى العلاقة بين الكرد والولايات المتحدة على أنها شراكة إستراتيجية توجب الحماية الأميركية بما توفره من دعم وتدريب القوات الكردية وبناء قدراتها العسكرية، ولا ينفي الكرد استنجادهم بتلك الحماية عند تعرضهم لصواريخ ومُسيّرات الفصائل المسلحة، في رسائل واضحة بأن أميركا تحمينا كشركاء إقليميين في المنطقة. المكون السني لا يجد مُبررا لانسحاب القوات الأميركية ولا يخفي تلك الرغبة خوفا من عودة التنظيمات الإرهابية ومنها داعش إلى مناطقه، ويوفر التواجد الأميركي في قاعدة عين الأسد في الأنبار الحماية لتلك المناطق من عودة الإرهاب. كلما تعالت الأصوات والصراخ يتضح أكثر أنها مُجرد “شو” إعلامي وزوبعة غاب عنها الفنجان، فحتى بعض الأطراف الشيعية ترغب ببقاء القوات الأميركية بدليل حملة جمع التواقيع التي قام بها النائب في البرلمان العراقي علاء الركابي رئيس حركة امتداد، لانعقاد جلسة في مجلس النواب للتصويت بغلق السفارة الأميركية ردا على مجازر غزّة التي ترتكبها إسرائيل، لم يُوقّع سوى 32 نائبا كان أغلبهم من المستقلين، حتى إن البعض سحب توقيعه لينخفض العدد إلى 16 نائبا، وحقيقة الأمر أننا نحتاج إلى مصارحة وليست مجاملة. المعسكرات الأميركية وقواعدها وجنودها البالغ عددهم ما يقارب 2500 ربما ينتقلون بعد الترحيب الكردي بهم إلى التموضع في كردستان بدل الوسط والغرب العراقي، لكسب التأييد الإقليمي والدولي لدور تلك الحماية.على أوتار الوعيد والتهديد تتصاعد الأنغام التي تعزفها القوى السياسية، لكن خلف جدران المنطقة الخضراء المحصّنة وتحت بوابات السفارة الأميركية يتبادل الحوار وتُقدم فروض الطاعة والولاء.هل يستطيع السوداني ضبط إيقاع السلاح المنفلت؟ وكيف سيكون الموقف على الساحة العراقية بين الفصائل المسلحة ذاتها في صراعها على السلطة والنفوذ؟وسط ذلك الصراخ والعويل والبكاء على سيادة الوطن الضائعة وأقنعة السياسة الزائفة سيختفي كل شيء، وتذوب الشعارات بعد أن ينشغل الجميع بالمكاسب والمنافع وسيجلس الجميع على مائدة العشاء مع السفيرة الأميركية إلينا رومانوسكي وهم يسمعون موسيقى وألحان المصالح والسلطة والمكاسب حتى ولو كان على حساب الوطن المذبوح.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأميركي يعلن عن دمرنا 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر

 

 أعلن الجيش الأميركي أنه دمر ثلاثة زوارق مسيرة للمليشيات الحوثية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في البحر الأحمر،".

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على موقع إكس "تقرر أن الزوارق (المسيرة) تمثل تهديدا وشيكا للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة".

 وكانت جماعة الحوثي عمدت منذ نوفمبر الماضي إلى شن أكثر من 150 هجوماً على سفن تجارية، زعمت أنها كانت متجهة إلى إسرائيل.

وقد دفعت تلك الاعتداءات بالفعل الشركات التجارية إلى التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.

كذلك أدت إلى غرق سفينة شحن تحمل اسم "روبيمار"، كانت محملة بمواد خطرة، وأصابت سفينتين أخريين بشكل كبير مؤخراً أيضا.

وأسفرت إحدى الهجمات كذلك عن مقتل 3 بحارة جراء قصف صاروخي لسفينة ترو كونفيدنس، التي كانت ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان.

وزادت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

في حين نفذت الطائرات الأميركية عشرات الغارات أيضا على مواقع حوثية في اليمن، وتمكنت من صد العديد من الصواريخ والدرون التي أطلقت نحو سفن الشحن

مقالات مشابهة

  • بعد 9 ساعات من البحث.. ارتفاع عدد ضحايا منزل أسيوط المنكوب إلى 4 جثث و 8 مصابين
  • الجيش الأميركي يدمر 3 زوارق مسيرة للحوثي في البحر الأحمر
  • 3 جثث و 8 مصابين حتى الآن.. ننشر أسماء ضحايا منزل أسيوط المنهار
  • الجيش الأميركي يعلن عن دمرنا 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر
  • الجيش الامريكي: تدمير 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يعلن تدمير 3 زوارق مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر
  • تحالف الفتح:الأحزاب الكردية والسنّية ترفض خروج القوات الأمريكية من العراق
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • البيت الأبيض والسلام في أوكرانيا
  • مزحة السفيرة الأميركية