تركيا.. تيك توك يتعهد بفرض رقابة على المحتوى المنشور
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
إسطنبول- راج استخدام تطبيق الفيديوهات القصيرة الصيني "تيك توك" بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في تركيا خلال السنوات الماضية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 35% من الأتراك يتصفحون البرنامج بشكل يومي، سواء كانوا يشاركون مقاطعهم مع الآخرين أو يكتفون بالمشاهدة.
ولفتت دراسة نشرها موقع "وي آر سوشيال"، إلى عدم وجود فئة عمرية معينة تتصدر استخدام التطبيق، إذ يتراوح أعمار المستخدمين ما بين 16 و64 عاما، 38% منهم نساء.
ويُرجع محللون ارتفاع أعداد مستخدمي التطبيق إلى الأزمات المتعددة التي يمر بها الاقتصاد التركي منذ عدة سنوات مما أثر بشكل مباشر في ظروف المواطنين الاقتصادية، حيث يعتمد العديد من مستخدميه على ما يجنونه من خلال فتح البث المباشر أو الأموال التي يقدمها التطبيق لهم مقابل عدد معين من المشاهدات على مقاطعهم.
انتقادات رسمية
رغم النجاح الكبير الذي حققه تطبيق "تيك توك" في تركيا، فإنه أيضا شكل تحديات اجتماعية كان لبعضها أثر سلبي كبير، كالقلق بشأن الخصوصية والأمان، وانتشار المحتوى غير اللائق أو غير الأخلاقي، مما أثار قلق الآباء والمربين بشأن تأثير هذا المحتوى على فئة المراهقين، إضافة إلى تداول المعلومات المغلوطة والكاذبة بشكل واسع وسريع دون أي رقابة.
في هذا السياق، انطلقت أصوات تركية تُعبّر عن قلقها إزاء التأثير السلبي المحتمل لتطبيق "تيك توك" على المجتمع، مما دفع بعض الجهات والأفراد إلى التطلع نحو اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر الاجتماعية المرتبطة به.
وأثار رئيس لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان التركي، حسين يامان، جدلا واسعا بتصريحاته حول هذا التطبيق، حيث أدانه بشدة ووجَّه انتقادات حادة لمحتواه ولتأثيره على التقاليد والعادات والقيم الاجتماعية في البلاد.
وقال يامان: "نحن لا نقبل أبدا موقف شبكة رقمية تسمى "تيك توك"، التي لا تتوافق مع تقاليدنا وثقافتنا وعاداتنا وديننا وأي أعراف اجتماعية في تركيا، وأنا أدينها، وأطالب القضاء باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن".
وأضاف أن هذه الممارسات، التي يعتبرها تهديدا للنظام العام وهيكل الأسرة، لا يمكن تجاهلها، وأن حماية القيم والأخلاق الاجتماعية لا تقل أهمية عن الحريات الفردية، وأكد أن المجلس لا يتجه نحو حظر التطبيق.
وأشار يامان إلى أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بإغلاق وسائل الإعلام الرقمية، مشددا على أهمية تعزيز التوعية حيال التحديات الأخلاقية التي قد تنشأ على منصات التواصل الاجتماعي، مع تأكيد أن الحلول يمكن أن تأتي من خلال التثقيف وتعزيز الوعي بدلا من فرض حظر المنصات.
تعبيرا عن القلق من التأثيرات السلبية المحتملة على الأطفال والمراهقين، حذرت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا من استخدام تطبيق "تيك توك"، وأشارت إلى أن هناك آثارا بالغة الخطورة قد تنجم عن استخدامه، مما قد يؤثر على ترابط الأسرة وتكوينها السليم.
وانتقدت الوزارة الأساليب التي يتبعها بعض مستخدمي التطبيق لجمع الأموال عبر البث المباشر، محذرة من الأنشطة المحتملة لاستغلال المال أو التبرعات بشكل غير مراقب، مما يعرض الأطفال والمراهقين للمخاطر المالية والاستغلال المحتمل.
واجتمعت لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان التركي بمدير السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في "تيك توك" أمير جيلين، الأسبوع الماضي، موجهة له انتقادات عديدة حول المحتوى المتداول على التطبيق وسياسات الرقابة والمتابعة التي يعمل وفقها.
بدوره، أكد جيلين أن المنصة بصدد إطلاق نظام جديد يحول دون نشر محتويات "الرذيلة" والمنشورات التي تتناقض مع قيم الأسرة في تركيا، كما تعهد بإيقاف مشاهد البث المباشر في حال ثبت انتهاكها قواعد المجتمع، في حين سيغلق الحساب في حال تكرر هذا النوع من المحتوى.
كما شدد على أن الشركة تولي أقصى درجات الاهتمام للحساسيات الاجتماعية، مشيرا إلى أن كميات ضخمة من المحتوى يتم إنتاجها يوميا وحتى كل دقيقة على المنصة، وأن فرق التكنولوجيا والإشراف تعمل بجد للتعامل بشكل صحيح مع هذا الكم الهائل من المحتوى.
وأقر جيلين بأنه -في بعض الأحيان- يمكن أن يحدث عدم اعتدال في التعامل مع الحوادث أو عدم الوفاء بالسرعة المتوقعة في الاستجابة. ولكنه أكد أن هدف "تيك توك" دائما هو ضمان تجربة آمنة وإيجابية وممتعة للمستخدمين على المنصة، خاصة بالنسبة للشباب والعائلات.
تحسين الرقابة
وأشار أمير جيلين إلى أن الشركة تلتزم بالامتثال للقوانين واللوائح في بلدانها، بالإضافة إلى مراعاة الحساسيات الاجتماعية.
وفي ختام تصريحه، أكد ممثل التطبيق في تركيا استمرار تعزيز الجهود للامتثال وتحسين الرقابة، وأعرب عن استعداد الشركة للتعاون مع المعنيين وجميع الأطراف ذات الصلة لضمان استمرارية التحسين في هذا الاتجاه.
من جانبه أكد عمر تشوبان، أحد النشطاء الأتراك الذين رفعوا قضايا ضد تطبيق "تيك توك"، للجزيرة نت، أن هذه التطبيقات تشكل تهديدا للقيم الأساسية في المجتمع التركي التي تم ترسيخها على مر العقود، وقال إنها تفقد الآباء قدرتهم على مراقبة وتوجيه أبنائهم.
وشدد تشوبان على أن المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق الأسر والدولة لمواجهة التحديات التي قد تنشأ نتيجة لتأثير هذه التطبيقات، كما طالب بفرض رقابة جادة على مثل هذه التطبيقات وغيرها بهدف الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم في المجتمع التركي.
وأبرز الناشط ذاته أهمية التدخل الفعّال للسلطات للحفاظ على التوازن ومعالجة التحديات التي قد تنشأ نتيجة لتأثير هذه التطبيقات على نسيج المجتمع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه التطبیقات فی ترکیا تیک توک إلى أن
إقرأ أيضاً:
المملكة ولبنان تؤكدان في بيان مشترك أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف
أكدت المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية، أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما أكدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية.
أخبار متعلقة مجلس الوزراء: المملكة ملتزمة ببذل المساعي لتعزيز السلام بالعالمرسائل السلام.. ترحيب عربي باستضافة المملكة مباحثات روسيا وأمريكاالتويجري: المملكة تؤكد أهمية مضاعفة الاهتمام بحقوق الإنسان في فلسطينجاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون للمملكة، فيما يلي نصه: بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وانطلاقًا من العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية بينهما، قام فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون بزيارة رسمية بتاريخ 3 رمضان 1446هـ الموافق 3 مارس 2025م.
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون، في قصر اليمامة بالرياض، ونقل سموه إلى فخامته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لفخامته موفور الصحة والعافية، وللجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والرقي، وطلب فخامته من سمو ولي العهد نقل تحياته وأصدق تمنياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بدوام الصحة والعافية، وللشعب السعودي الشقيق النماء والرخاء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ولي العهد خلال استقباله الرئيس اللبناني جوزيف عون - واس
وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأن لبنان عضو أصيل في المنظومة العربية، وأن علاقاته العربية هي الضمانة لأمنه واستقراره.
وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية.
واتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية.
وأكد الجانبان أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون بعد انتخابه وأعلن فيه رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري.
كما أكدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية.
واتفق الجانبان على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة.
وفي ختام الزيارة، أعرب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون عن شكره وتقديره لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما لقيه فخامته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن أطيب تمنياته بالصحة والعافية لفخامة الرئيس جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، وبمزيد من التقدم والرقي للشعب اللبناني الشقيق.
وقد وجه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد / جوزاف عون، دعوة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لزيارة بلده الثاني لبنان، من جانبه أعرب سموه عن تقديره لهذه الدعوة والترحيب بها.