الجزيرة:
2024-07-07@05:24:46 GMT

تركيا.. تيك توك يتعهد بفرض رقابة على المحتوى المنشور

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

تركيا.. تيك توك يتعهد بفرض رقابة على المحتوى المنشور

إسطنبول- راج استخدام تطبيق الفيديوهات القصيرة الصيني "تيك توك" بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في تركيا خلال السنوات الماضية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 35% من الأتراك يتصفحون البرنامج بشكل يومي، سواء كانوا يشاركون مقاطعهم مع الآخرين أو يكتفون بالمشاهدة.

ولفتت دراسة نشرها موقع "وي آر سوشيال"، إلى عدم وجود فئة عمرية معينة تتصدر استخدام التطبيق، إذ يتراوح أعمار المستخدمين ما بين 16 و64 عاما، 38% منهم نساء.

ويُرجع محللون ارتفاع أعداد مستخدمي التطبيق إلى الأزمات المتعددة التي يمر بها الاقتصاد التركي منذ عدة سنوات مما أثر بشكل مباشر في ظروف المواطنين الاقتصادية، حيث يعتمد العديد من مستخدميه على ما يجنونه من خلال فتح البث المباشر أو الأموال التي يقدمها التطبيق لهم مقابل عدد معين من المشاهدات على مقاطعهم.

رئيس لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان التركي حسين يامان (وسط ) خلال الاجتماع بمسؤولي تيك توك (صحيفة "حرييت" التركية)

انتقادات رسمية

رغم النجاح الكبير الذي حققه تطبيق "تيك توك" في تركيا، فإنه أيضا شكل تحديات اجتماعية كان لبعضها أثر سلبي كبير، كالقلق بشأن الخصوصية والأمان، وانتشار المحتوى غير اللائق أو غير الأخلاقي، مما أثار قلق الآباء والمربين بشأن تأثير هذا المحتوى على فئة المراهقين، إضافة إلى تداول المعلومات المغلوطة والكاذبة بشكل واسع وسريع دون أي رقابة.

في هذا السياق، انطلقت أصوات تركية تُعبّر عن قلقها إزاء التأثير السلبي المحتمل لتطبيق "تيك توك" على المجتمع، مما دفع بعض الجهات والأفراد إلى التطلع نحو اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر الاجتماعية المرتبطة به.

وأثار رئيس لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان التركي، حسين يامان، جدلا واسعا بتصريحاته حول هذا التطبيق، حيث أدانه بشدة ووجَّه انتقادات حادة لمحتواه ولتأثيره على التقاليد والعادات والقيم الاجتماعية في البلاد.

وقال يامان: "نحن لا نقبل أبدا موقف شبكة رقمية تسمى "تيك توك"، التي لا تتوافق مع تقاليدنا وثقافتنا وعاداتنا وديننا وأي أعراف اجتماعية في تركيا، وأنا أدينها، وأطالب القضاء باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن".

وأضاف أن هذه الممارسات، التي يعتبرها تهديدا للنظام العام وهيكل الأسرة، لا يمكن تجاهلها، وأن حماية القيم والأخلاق الاجتماعية لا تقل أهمية عن الحريات الفردية، وأكد أن المجلس لا يتجه نحو حظر التطبيق.

وأشار يامان إلى أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بإغلاق وسائل الإعلام الرقمية، مشددا على أهمية تعزيز التوعية حيال التحديات الأخلاقية التي قد تنشأ على منصات التواصل الاجتماعي، مع تأكيد أن الحلول يمكن أن تأتي من خلال التثقيف وتعزيز الوعي بدلا من فرض حظر المنصات.

أمير جيلين ممثل تيك توك بتركيا (وسط) أعلن إطلاق نظام جديد يمنع نشر محتويات تتناقض وقيم الأسرة (الصحافة التركية) قلق وتحذير

تعبيرا عن القلق من التأثيرات السلبية المحتملة على الأطفال والمراهقين، حذرت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا من استخدام تطبيق "تيك توك"، وأشارت إلى أن هناك آثارا بالغة الخطورة قد تنجم عن استخدامه، مما قد يؤثر على ترابط الأسرة وتكوينها السليم.

وانتقدت الوزارة الأساليب التي يتبعها بعض مستخدمي التطبيق لجمع الأموال عبر البث المباشر، محذرة من الأنشطة المحتملة لاستغلال المال أو التبرعات بشكل غير مراقب، مما يعرض الأطفال والمراهقين للمخاطر المالية والاستغلال المحتمل.

واجتمعت لجنة الإعلام الرقمي في البرلمان التركي بمدير السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في "تيك توك" أمير جيلين، الأسبوع الماضي، موجهة له انتقادات عديدة حول المحتوى المتداول على التطبيق وسياسات الرقابة والمتابعة التي يعمل وفقها.

بدوره، أكد جيلين أن المنصة بصدد إطلاق نظام جديد يحول دون نشر محتويات "الرذيلة" والمنشورات التي تتناقض مع قيم الأسرة في تركيا، كما تعهد بإيقاف مشاهد البث المباشر في حال ثبت انتهاكها قواعد المجتمع، في حين سيغلق الحساب في حال تكرر هذا النوع من المحتوى.

كما شدد على أن الشركة تولي أقصى درجات الاهتمام للحساسيات الاجتماعية، مشيرا إلى أن كميات ضخمة من المحتوى يتم إنتاجها يوميا وحتى كل دقيقة على المنصة، وأن فرق التكنولوجيا والإشراف تعمل بجد للتعامل بشكل صحيح مع هذا الكم الهائل من المحتوى.

وأقر جيلين بأنه -في بعض الأحيان- يمكن أن يحدث عدم اعتدال في التعامل مع الحوادث أو عدم الوفاء بالسرعة المتوقعة في الاستجابة. ولكنه أكد أن هدف "تيك توك" دائما هو ضمان تجربة آمنة وإيجابية وممتعة للمستخدمين على المنصة، خاصة بالنسبة للشباب والعائلات.

تحسين الرقابة

وأشار أمير جيلين إلى أن الشركة تلتزم بالامتثال للقوانين واللوائح في بلدانها، بالإضافة إلى مراعاة الحساسيات الاجتماعية.

وفي ختام تصريحه، أكد ممثل التطبيق في تركيا استمرار تعزيز الجهود للامتثال وتحسين الرقابة، وأعرب عن استعداد الشركة للتعاون مع المعنيين وجميع الأطراف ذات الصلة لضمان استمرارية التحسين في هذا الاتجاه.

من جانبه أكد عمر تشوبان، أحد النشطاء الأتراك الذين رفعوا قضايا ضد تطبيق "تيك توك"، للجزيرة نت، أن هذه التطبيقات تشكل تهديدا للقيم الأساسية في المجتمع التركي التي تم ترسيخها على مر العقود، وقال إنها تفقد الآباء قدرتهم على مراقبة وتوجيه أبنائهم.

وشدد تشوبان على أن المسؤولية تقع بشكل كبير على عاتق الأسر والدولة لمواجهة التحديات التي قد تنشأ نتيجة لتأثير هذه التطبيقات، كما طالب بفرض رقابة جادة على مثل هذه التطبيقات وغيرها بهدف الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم في المجتمع التركي.

وأبرز الناشط ذاته أهمية التدخل الفعّال للسلطات للحفاظ على التوازن ومعالجة التحديات التي قد تنشأ نتيجة لتأثير هذه التطبيقات على نسيج المجتمع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه التطبیقات فی ترکیا تیک توک إلى أن

إقرأ أيضاً:

داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص

علق رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب "المستقبل" المعارض، أحمد داود أوغلو، على الاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين  في مدن تركية خلال الأيام الماضية، مشددا على ضرورة تمسك تركيا "بالدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد جميع أنواع التمييز العرقي والطائفي والديني"، كما انتقد تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن "اللقاء على المستوى العائلي" مع رئيس النظام السوري.

وقال داود أوغلو خلال اجتماع مشترك بين حزبي "السعادة" و"المستقبل"، الأربعاء، إن "علينا جميعا أن نكون حذرين من أن هذه القضية هي بمثابة استفزاز يهدف إلى خلق اضطرابات في تركيا، أبعد بكثير من قضية اللاجئين"، مشيرا إلى أن "انتقال أحداث قيصري إلى شمال سوريا".

Türkiye’nin rotası nedir? pic.twitter.com/HMibsduLJM — Ahmet Davutoğlu (@Ahmet_Davutoglu) July 3, 2024
وأضاف مخاطبا الحكومة التركية، "لا ينبغي على تركيا أن تضل طريقها"، موضحا أن طريق تركيا "هو طريق حماية الكرامة الإنسانية، والدفاع عن الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد جميع أنواع التمييز العرقي والطائفي والديني. وهو طريق يتلخص في طرح سياسة موحدة وتكاملية بدلا من سياسة الاستقطاب والإقصاء والتهميش".

وتطرق السياسي التركي إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تحدث فيها عن إمكانية لقائه برئيس النظام السوري بشار الأسد ورفع العلاقات إلى المستوى العائلي كما كانت قبل القطيعة.

وقال داود أوغلو، إن "تصريحات أردوغان حول اللقاء مع الأسد على المستوى العائلي أحدثت تقلبات خطيرة في شمال سوريا، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا"، مشددا على أن "رجل الدولة يحتاج إلى رؤية ردود الفعل التي قد تتبع الكلمات التي يقولها".

وتثير مساعي أنقرة للتطبيع مع نظام الأسد، مخاوف لدى معارضين في مناطق شمال غرب سوريا التي تقع تحت السيطرة التركية، وكان العديد من المحتجين خلال المظاهرات التي انطلقت في الشمال تنديدا بأحداث قيصري، أعربوا عن استيائهم من التوجه التركي الجديد تجاه دمشق.


إلى ذلك، شدد داود أوغلو على أن بعد حديث أردوغان عن لقاء الأسد "فإن مئات الآلاف الذين فروا من طغيان الأسد إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة تركيا في شمال سوريا، سيعتقدون أن تركيا تضحي بهم، الأمر الذي يجعل من الصعب إدارة المناطق تلك".

واستدرك بالإشارة إلى "ضرورة التفاوض مع بشار الأسد"، معتبرا أن "اللقاء يجب أن يكون لقاء رجل دولة، ولا ينبغي أن يكون بحنين عائلي".

وقال إن "رئيس الجمهورية التركية لا يتوسل إلى رئيس أي دولة لتحقيق السلام. إنه يضع شروط تحقيق السلام"، وأضاف أن أردوغان "ظل يقول دعونا نجتمع مع الأسد لمدة عامين، بينما الأخير يفرض شروطه ويقول: لا، لن أتحدث، اسحبوا قواتكم أولا".

وشدد داود أوغلو في ختام حديثه على أن "القضية ليست قضية شخصية ولا لقاء بين العائلات، بل هي قضية أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص، استخدم ضدهم أسلحة دمار شامل"، موكدا ضرورة "القيام بمبادرة دبلوماسية شاملة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة والدول المجاورة فيما يتعلق بعودة اللاجئين في تركيا".


وخلال الأيام الأخيرة، شهدت تركيا موجة من أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في عدد من الولايات، عقب اعتداءات نفذها عشرات الأتراك بحق سوريين بولاية قيصري، مساء الأحد.

وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غرب سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، وقد تخلل موجة الاحتجاج مظاهر مسلحة رافقها إنزال للعلم التركي عن المباني الرسمية.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في بيان، عن اعتقال 474 شخصا تورطوا في أعمال تحريض ضد اللاجئين في عدد من الولايات التركية، بينهم 285 من أصحاب السوابق الجنائية.

تجدر الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية التركية الشهر المنصرم، توضح وجود 3 ملايين و114 ألفا و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة (الكمليك).

مقالات مشابهة

  • أردوغان في مدرجات مباراة تركيا وهولندا
  • أردوغان يحضر مباراة تركيا وهولندا بربع نهائى يورو 2024
  • (10) ملايين دولار خسارة مطار السليمانية جراء الحظر التركي
  • اليويفا تعاقب لاعب منتخب تركيا ديميرال بسبب إشارة الذئاب الرمادية!
  • تشكيل منتخب هولندا أمام تركيا في ربع نهائي كأس أمم أوروبا 2024
  • هل الأتراك حزينون على الطفلة السورية لهذه الدرجة؟
  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • أردوغان يدعم لاعبا تركيا أمام اتحاد كرة القدم الأوروبي
  • رقابة مشددة على السلع.. مطالبات الأسر المصرية من وزير التموين الجديد
  • أنقرة.. استدعاء سفير ألمانيا إثر مطالب بفرض عقوبات على لاعب تركي