الخليج الجديد:
2024-09-16@22:40:42 GMT

وائل الدحدوح.. هذه الأيقونة!

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

وائل الدحدوح.. هذه الأيقونة!

وائل الدحدوح… هذه الأيقونة!

عاد وائل من جديد، كطائر الفينيق، وفي فيديو له بدأه بتنهيدة عميقة اعتبر التعاطف الواسع معه «وسام شرف يساعده ويقوّيه على مواصلة هذا الطريق».

لم يشهد هذا التاريخ أن جاء ذكر اسم صحافي بعينه، والتعاطف مع معاناته، على لسان رؤساء ووزراء وسفراء في كل أرجاء العالم كما حدث مع وائل الدحدوح.

«ما الذي يريده نتنياهو من الدحدوح؟!» والجواب: إنهم يريدون قتل الأسطورة وتدمير الأيقونة التي أصبح الدحدوح يمثلها في نظر العالم كلّه وتختزل مأساة شعب بأكمله.

من يرسل طائرة مسيّرة لاغتيال صالح العاروري في شقة محدّدة وطابق بعينه وعمارة بعينها في ضاحية بيروت الجنوبية، لا يمكن له أن يزعم أن قصف السيارة وإحراق من كان فيها مجرد حادث.

«الألم كبير جدا والوجع أكبر والثمن باهظ جدا جدا جدا» لكن ذلك «لن يثنينا عن مواصلة الطريق (..) لن نتردد ولو للحظة واحدة، ولن نتوقف للحظة واحدة طالما أننا على قيد الحياة فهي رسالة نبيلة مقدّسة كفلتها المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية».

* * *

«وائل الدحدوح.. قصة، أسطورة» هكذا خاطب أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) النوّاب الإسرائيليين وهو يصرخ في وجوههم «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» بعد أن قتلت طائرة مسيّرة ابنه البكر حمزة، الصحافي في قناة «الجزيرة» وزميله مصطفى ثريا في نفس السيارة.

قتلوا ابنه حمزة بعد أن كانوا قتلوا قبل أسابيع زوجته وابنه الأصغر وابنته ذات الست أعوام وحفيده الرضيع في قصف للبيت الذي لجأوا إليه. حادث لم تمض عليه سوى بضعة أسابيع حتى استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الدحدوح نفسه ورفيقه المصوّر سامر أبو دقة مما أدى إلى إصابة الأول في يده واستشهاد الثاني.

ليس لدى هؤلاء النواب ما يردون به على كلمات أحمد الطيبي الغاضبة من على منبر برلمانهم وهو يقول لهم إن ما جرى استهداف مباشر ومخطط له مسبقا.

هذا صحيح فمن يرسل طائرة مسيّرة لاغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في شقة محدّدة، وفي طابق بعينه وفي عمارة بعينها، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، لا يمكن له أن يزعم أن قصف السيارة وإحراق من كان فيها هو مجرد حادث، ولهذا لجأ إلى اختلاق الأكاذيب كعادته.

وإذا كان الطيبي تساءل «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» فإن تقريرا في «الجزيرة» بث فور هذه الجريمة بدأه صاحبه مجدي عبد الهادي بالتساؤل «ما الذي تريده إسرائيل من الدحدوح؟!»

وكأنه يريد أن يقول «ما الذي يريده نتنياهو من الدحدوح؟!» والجواب عن كلا التساؤلين واحد: إنهم يريدون قتل الأسطورة وتدمير الأيقونة التي أصبح الدحدوح يمثلها في نظر العالم كلّه وتختزل مأساة شعب بأكمله.

وجّهوا له في البداية إنذارا دمويا قاسيا باغتيال عدد من أفراد عائلته فأفرغ الله عليه صبرا كبيرا وهو يتلقف رسالة «ينتقمون منا بالأولاد». قال «معليش!!» الشهيرة، التي جابت العالم كله، والألم يعتصره ثم صلى على زوجته وفلذات أكباده وعاد إلى موقعه في تغطية ما يجري في غزة. ماذا عساهم يفعلون الآن؟

حاولوا قتله هو نفسه فلم يصب سوى في يده، فيما تُرك صاحبه المصوّر ينزف حتى الموت مانعين طواقم الإسعاف من الوصول إليه. عاد الرجل إلى التغطية المستمرة ويده مضمدة تنتظر شفاءها المعقّد والطويل. ما العمل الآن؟ دعنا نوجعه من جديد فنغتال ابنه البكر حمزة الذي قال عنه وائل إنه «كان كُلّي وليس بضعة مني، كان نفسي وروحي».

عاد وائل من جديد، كطائر الفينيق، وفي فيديو له بدأه بتنهيدة عميقة اعتبر التعاطف الواسع معه «وسام شرف يساعده ويقوّيه على مواصلة هذا الطريق». ومع أن «الألم كبير جدا والوجع أكبر والثمن باهظ جدا جدا جدا» لكن ذلك «لن يثنينا عن مواصلة الطريق (..) لن نتردد ولو للحظة واحدة، ولن نتوقف للحظة واحدة طالما أننا على قيد الحياة، وطالما أننا قادرون على أداء هذا الواجب (..) فهي رسالة إنسانية نبيلة مقدّسة كفلتها كل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية» واصفا من فقدهم من أهله بأنهم «ضحّوا بالكثير وبأعز ما يملكون حتى أستمر أنا على هذا الطريق، وبالتالي كان لزاما عليّ أن أكون وفيّا بالحد الأدنى.. وأستمر».

لم يشهد التاريخ الصحافي بطوله وعرضه، شرقه وغربه، حالة كهذه من الجلد والتضحية، لن يبزّها سوى التضحية بالنفس التي تبدو مع ذلك أهون مما يحدث مع وائل، فمن يفقد حياته يذهب عند رب كريم عادل مقتدر فلا يكون في وضع يئن فيه بحمل جبال من آلام الفقد والقهر.. حتى أن أحد الوزراء التونسيين السابقين وصل إلى حد اقتراح أن يتم تغيير اسم جبل الشعانبي، أعلى نقطة في البلاد، ليصبح جبل وائل الدحدوح.

كذلك لم يشهد هذا التاريخ أن جاء ذكر اسم صحافي بعينه، والتعاطف مع معاناته، على لسان رؤساء ووزراء وسفراء في كل أرجاء العالم كما حدث مع وائل الدحدوح، ولو أن بعض ما جاء على لسان مسؤولين أمريكيين بالتحديد ينطبق عليه المثل القائل «يقتلون الإنسان ويمشون في جنازته»!

ذلك أن هذه الوحشية الإسرائيلية، وهذا الإسراف في القتل بلا حدود، ما كان له أن يستمر بمثل هذه العجرفة المستفزة دون السلاح الأمريكي والغطاء السياسي الذي توفّره مع أغلب الدول الغربية التي لم يعد من حقها بعد اليوم أن تفتح فمها لتتحدث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، ناهيك أن تقدم دروسا في ذلك لأي دولة في هذا العالم، بعد كل هذا النفاق الذي رأيناه منها جميعا.

هل يمكن لكل هذه التصريحات أن تشكّل على الأقل نوعا من الحماية لوائل شخصيا من الآن فصاعدا؟ نتمنى ذلك، ولو أن إسرائيل لا يؤمن جانبها على الإطلاق ولا عهود لها، فيما يظل المؤلم حقا هو غياب التضامن الدولي بين الصحافيين مع أن من ذهب من زملائهم في غزة عدد غير مسبوق في أي نزاع آخر، وتلك خيبة مريرة أخرى من بين خيبات غزة الكثيرة.

*محمد كريشان كاتب وإعلامي تونسي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة نتنياهو الأيقونة الأسطورة وائل الدحدوح حمزة الدحدوح أحمد الطيبي مصطفى ثريا وائل الدحدوح

إقرأ أيضاً:

مفاجأة في ظهور ابنة وائل كفوري بعيد ميلادها.. تشبه فنانة عراقية

ظهرت ابنة وائل كفوري الكبرى ميشيل للمرة الأولى رفقة والدها ومجموعة من الأهل والأصدقاء أثناء الاحتفال بعيد ميلادها الـ13، وقد مثّل ظهورها مفاجأة للجمهور لأن والدها المطرب اللبناني وائل كفوري كان يحرص دائمًا على خصوصية عائلته وعدم نشر أية صور لابنتيه.

إعجاب الجمهور بطلة ابنة وائل كفوري

لاقى مقطع الفيديو الذي نشره المطرب اللبناني وائل كفوري أثناء رقصه مع ابنته على موقع «إنستجرام» في عيد ميلادها، إعجابا كبيرا من قبل الجمهور الذي يراها لأول مرة في طلة شابة جميلة ترتدي فستانًا باللون الوردي، وأشار العديد منهم إلى أن ميشيل تشبه والدها كثيرا، في حين شبهها البعض الآخر بالفنانة العراقية شذى حسون.

ويعتبر المطرب وائل كفوري من الفنانين الذي يحرصون على الاحتفاظ بخصوصية عائلته وعدم نشر أي صور أو تفاصيل تخص حياتهم، إذ لم تظهر ابنته الكبرى ميشيل من قبل سوى في صورة واحدة في طفولتها، نشرتها والدتها أنجيلا بشارة على احدى حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.

ميشيل ابنة وائل كفوري الكبرى

وميشيل هي الابنة الكبرى للمطرب وائل كفوري، التي ولدت في 14 سبتمبر عام 2012، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاده، ولديها اخت صغرى تسمى ميلانا ولدت عام 2016، وقد وقع الطلاق بين والدها ووالدتها أنجيلا بشارة عام 2019 بعد زواج دام 8 سنوات.

وجاء الاحتفال بعيد ميلاد ابنة وائل كفوري بعد نجاح كبير حققه خلال حفله الأخير في مهرجان قرطاج، الذي أقامه في شهر أغسطس الماضي.

مقالات مشابهة

  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • وائل الجشي لـ24: "البعد المفتوح" مساهمة نوعية في الثقافة العربية
  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • وائل جسار مع لايف ستايلز ستوديوز من جديد
  • بهذه الكلمات.. شيرين عبد الوهاب تهنئ وائل كفوري بعيد ميلاده
  • شيرين عبد الوهاب تهنئ وائل كفوري بعيد ميلاده
  • مفاجأة في ظهور ابنة وائل كفوري بعيد ميلادها.. تشبه فنانة عراقية
  • تعرف على تفاصيل مسلسل "الوهم" لـ صبا مبارك
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • «نسخة من أبوها».. ابنة وائل كفوري تخطف الأنظار بجمالها في حفل عيد ميلادها