الخليج الجديد:
2025-03-31@13:58:37 GMT

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الراهن

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الراهن

مشروع وحدوي تضامني.. أو الجحيم الذي نعيشه

لا تستطيع هذه الأمة، بالذات شبابها، أن تسمح لإخفاقات حدثت في الماضي أن تتحكم في مستقبلها.

المشروع التوحيدي التضامني سيدق مسماراً في نعش التدخلات الأجنبية وقوى المصالح الداخلية التي لا تستطيع العيش إلا في أجواء التجزئة والصراعات.

إما مشروع تاريخي، وحدوي تضامني، وإما خروج هذه الأمة، من ساحات الحضارة، والعيش في ذل التهميش والتبعية للكيان الصهيوني، أو الاستعمار الأمريكي.

نشهد سقوط مذهل للقيم والالتزامات العروبية والإسلامية، ولتفشي جهل مميت في مؤسسات الحكم، وعدم فهم هذا العالم، وفهم التعامل مع منجزاته ومع سلبياته.

غياب مأساوي لقيادات تاريخية بأنظمة الحكم العربية، تثور على الذل والهوان والضياع، الذي تعيشه الأمة وتقترح مشروع إنقاذي تقدمه لشعوب وجماهير الأمة وأنظمة الحكم.

* * *

يعجب الإنسان من قدرة أنظمة الحكم العربية على رؤية أهوال ما يحدث في الكثير من الأقطار العربية، مثل ما يحدث من جرائم صهيونية في غزة المستباحة، أو الصراع الدموي المجنون بين الجيش الوطني السوداني ومعارضيه من المغامرين المسلحين، أو بقاء ليبيا دولة مستباحة ومجزأة وعاجزة، أو السماح لأمريكا في فرض حصار اقتصادي خانق على سوريا، وتجويع شعبها، أو الخلاف العبثي بين الجزائر والمغرب حول موضوع الصحراء، الذي أنهك القُطرين العربيين، وغيرها من الأمثلة التي تتراكم وتتعقد وتسمم الأجواء العربية..

أن ترى أنظمة الحكم العربية كل ذلك، من دون أن يتقدم أحدها بمقترح مشروع عربي تضامني وحدوي لإخراج الجميع من جحيم الدمار والذل والانتكاسات والاستباحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي يكتوي بنيرانها الجميع من دون استثناء.

لا يمكن أن نصدق ادعاء البعض بأن هذا السقم مفروض على أنظمة الحكم العربية، سواء من قبل دول غربية استعمارية، أو ضغوط صهيونية استخباراتية ابتزازية، أو دول إقليمية لا تريد الخير للعرب، بل نؤمن إيماناً قاطعاً بأن ذلك نتيجة لسقوط مذهل للقيم والالتزامات العروبية والإسلامية، ولتفشي جهل مميت في مؤسسات الحكم، وعدم فهم هذا العالم، وفهم التعامل مع منجزاته ومع سلبياته.

نحن أمام غياب مأساوي لوجود قيادات تاريخية في مؤسسات أنظمة الحكم، قادرة على أن تثور على مشاعر الذل والهوان والضياع، التي تعيشها الأمة وتتبعها باقتراح مشروع إنقاذي تقدمه لشعوب وجماهير الأمة أولاً، ولأنظمة الحكم العربية ثانياً.

لا تستطيع هذه الأمة، بالذات شاباتها وشبابها، أن تسمح لإخفاقات حدثت في الماضي أن تتحكم في مستقبلها، فتعثر الوحدة المصرية السورية الملهمة الواعدة، بسبب مؤامرات الخارج، وأخطاء الداخل، وفاجعة عدم قيام وحدة اندماجية بين العراق وسوريا، عندما كان يحكمهما حزب واحد، بسبب وجود مماحكات طفولية، وتعثر وحدة أقطار مجلس التعاون الخليجي، بسبب خروج هذا القطر، أو ذاك عن الإجماع، باسم سيادات وطنية وهمية، وتعثر اتحاد أقطار المغرب العربي بسبب شعارات مفتعلة مضحكة عن حقوق الأقليات في الانفصال باسم الحق في الحكم الذاتي، وقيام جامعة عربية منزوعة القدرة، على المبادرة الذاتية واقتراح المشاريع وفرض حلول لمشاكل الخلافات بين أعضائها، بسبب السيادة الوطنية الوهمية إياها والمرفوعة دوماً كقميص عثمان..

كل تلك التجارب التي أضاعت الفرص التاريخية لبناء أمة عربية واحدة، متناغمة المكونات والأهداف والوسائل والنضالات، ضد هذا العدو الخارجي أو ذاك، وأصبحت ذكريات مؤلمة في ذاكرة الأمة الجمعية، بل أصبحت سلاحاً في يد الأعداء لتدمير هوية وأحلام هذه الأمة، يجب أن لا يسمح لها بأن تمنع قيام محاولات جديدة، المرة تلو المرة، التي ما إن تسقط على الأرض حتى تقف على رجليها بشموخ وعزم.

وهذا ما نعنيه بالأهمية القصوى لوجود قيادات تاريخية، حينما تتوفر الظروف لقيامها، من أجل معاودة طرح مشاريع حلول إنقاذية تضامنية عروبية موحدة، كخطوة أولى في مسيرة الألف ميل، لكنها كقفزة نفسية وروحية وذهنية في جسم الملايين من شعوب هذه الأمة، الذين لم يقصروا قط في تقديم التضحيات وخوض النضالات والمعارك من أجل كرامة وحرية الإنسان العربي، ومن أجل القيم الأخلاقية والإنسانية الكبرى التي حملتها هذه الجماهير عبر القرون.

لا نبالغ إن كررنا القول بأنه إما قيام مشروع تاريخي جديد، وحدوي تضامني صادق، وإما خروج هذه الأمة، قطراً بعد آخر، من قلب ساحات حضارة العصر، والاكتفاء بالعيش في ذل التهميش والتبعية لمثل الكيان الصهيوني، أو الاستعمار الأمريكي، أو هذه الدولة الإقليمية، أو تلك.

كل خطوة نحو ذلك المشروع التوحيدي التضامني سيدق مسماراً في نعش التدخلات الأجنبية وفي نعش التكفيريين الإرهابيين، وفي نعش قوى المصالح الداخلية التي لا تستطيع العيش إلا في أجواء مماثلة للحاضر، أجواء التجزئة العفنة والصراعات البليدة والخلافات الشخصانية السخيفة وصمت القبور المفجع.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي عربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب فلسطين غزة جرائم صهيونية لا تستطیع هذه الأمة فی نعش

إقرأ أيضاً:

فرنسا.. تفاصيل الحكم ضد مارين لوبان في قضية الاختلاس

دانت محكمة الجنح في باريس، الإثنين، زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان، في قضية اختلاس أموال عامة.

وفي تفاصيل الحكم قرر القضاء الفرنسي، الحكم على لوبان بالسجن 4 سنوات، منها سنتين سجنا نافذا على شكل سوار إلكتروني.

كما تقرر منع الوبان من الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة خلال 5 سنوات مع تنفيذ فوري، مما قد يعيق ترشحها للانتخابات الرئاسية لعام 2027.

وفي وقت سابق من الإثنين، دانت المحكمة الرئيسة السابقة لحزب التجمع الوطني، و8 من النواب الأوروبيين المنتمين لحزبها، بتهمة اختلاس ملايين من اليوروهات من الأموال العامة خلال فترة 11 عاما في قضية تتعلق باستغلال المساعدين البرلمانيين الأوروبيين للعمل لصالح حزبها الجبهة الوطنية، حين كانت برلمانية أوروبية.

وتتمحور القضية بشأن "عقود صورية" اتهمت لوبان ونوابها بإبرامها مع مساعدين برلمانيين كانوا يعملون في الحقيقة لحساب الحزب بين 2004 و2016.

استئناف الحكم

ويبقى أمام لوبان أمل وحيد هو أن تقنع المحكمة خلال استئناف الحكم بإلغاء التنفيذ الفوري لحكم عدم الأهلية أو على الأقل بتقليص مدته إلى أقل من 18 شهرا.

وتعتبر مارين لوبان الانتخابات الرئاسية المشروع الأكبر في حياتها السياسية، بعد أن كان مشروع والدها، جون ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية، الذي غيرت ابنته مارين اسمه إلى التجمع الوطني.

وكانت لوبان قد ترشحت للانتخابات الرئاسية الفرنسية 3 مرات (انتخابات 2012، 2017 ثم 2022 )، ولم تفشل إلا في المرة الأولى (2012) في بلوغ الدور الثاني للانتخابات.

ونجحت لوبان في الفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي 3 مرات أيضا (إنتخابات 2004 ، 2009 و 2014 )، و 3 مرات أخرى بمقعد في الجمعية الوطنية الفرنسية ( إنتخابات 2017 ، 2022 و 2024 ).

مقالات مشابهة

  • فرنسا.. تفاصيل الحكم ضد مارين لوبان في قضية الاختلاس
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • اليوم.. الحكم في قضية اختلاس تهدد مستقبل مارين لوبان السياسي
  • ماذا أفعل إذا فاتتني صلاة العيد.. تعرف على الحكم والكيفية
  • الدول العربية التي أعلنت غدًا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025
  • ما هي الدول العربية التي أعلنت الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك؟
  • بسبب مشروع المونوريل.. غلق كلي لمحور التسعين الجنوبى بالقاهرة الجديدة
  • الغارات الأميركية تفتح أبواب الجحيم على الحوثيين في اليمن
  • لو صدر ضدك حكم غيابى.. إجراءات عمل معارضة على الحكم
  • لأول مرة.. أمريكا تدخل على خط أزمة السودان بطموح تحقيق الحكم المدني