عطوان يعلق على الرد اليمني
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
وقال عطوان .. تاريخا لم يحدث في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ان هاجمت زوارق، او طائرات تابعة لأي دولة، مدمرات او حاملات طائرات أمريكية او بريطانية، فبمجرد ذكر اسم أمريكا يصيب معظم، ان لم يكن كل الجنرالات، والقادة العرب بالقشعريرة، ناهيك عن مهاجمة سفنها واساطيلها بعشرات الصواريخ والمسيّرات، وكانتقام اولي لعشرة من الشهداء دمرت ثلاثة من زوارقهم المدمرة الامريكية المذكورة آنفا.
وقال ..عندما يتحلى المرء بالشجاعة والجرأة والمروءة ولا يهاب الموت، ولا يخشى القوى العظمى مثل أمريكا وحاملات طائراتها، ويتطلع الى الشهادة، بل ويسعى اليها بشغف واستعجال ويؤمن بحتمية النصر، لا تستطيع أي قوة في العالم الوقوف في طريقه، وهزيمته، وتدجينه، مثل دول وشعوب اخرى، وخاصة في المنطقة العربية في الظروف الراهنة.
وتابع ..نحن نتحدث وبكل وضوح، عن اليمن، شعبا وحكومة، وقوات مسلحة، والمناسبة البيان الذي صدر عن العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية واعلن فيه “تنفيذ قوات بلاده البحرية، والقوة الصاروخية، وسلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مشتركة، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية، والمسيّرات، استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني”، وأضاف “يأتي هذا الهجوم كرد اولي على الاعتداء الغادر الذي تعرضت له قواتنا البحرية من قبل قوات العدو الأمريكي في 31 كانون اول (ديسمبر) الماضي واسفر عن استشهاد 10 من عناصره”.
وقال ..نشرح أكثر، ونقول ان هذا الهجوم استهدف المدمرة الامريكية “يو أس اس لابون”، والمدمرة البريطانية “اتش ام اس دايموند”، وعدة سفن تجارية محملة بالبضائع والحاويات كانت في طريقها الى موانئ في فلسطين المحتلة.
السيد مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ذهب الى ما هو أبعد من ذلك في تصريحاته التي اطلقها قبل يومين، عندما قال “أمريكا تتدخل لدعم لـ”إسرائيل”، ونحن نتدخل لدعم اشقائنا في قطاع غزة”،
واضاف عطوان ..هذه الغطرسة الامريكية وجدت أخيرا من العرب القادرين على جدّع انفها، ومرمغة غطرستها برمال البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وجرها لدعمها مجازر دولة الاحتلال في غزة والضفة الغربية الى مصيدة ربما لن تستطيع الخروج منها الا مهزومة ومثخنة بالجراح، أين منها هزيمتها الأخيرة في أفغانستان، رغم التشابه بين أفغانستان واليمن جغرافيا وديمغرافيا على صعيد التخصص في هزيمة الغزاة في جميع العصور.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
عطوان للقمة العربية: الاولوية ليست الاعمار!
نشرح أكثر ونقول، إنّ الإهانة الإسرائيليّة المُتعمّدة لهذه القمّة وكُل المُشاركين فيها، أو المُقاطعين لها، تمثّلت في شن حرب تجويع على القطاع بوقف دخول المُساعدات الإنسانيّة قبل انعِقادها بيومين، وبدء شهر رمضان المُبارك في تعمّدٍ مقصودٍ يُؤكّد مدى استهانة هذا العدو وداعمه الأمريكي بالعرب، واحتِقاره لهم، وضمان عدم إقدامهم على أيّ رد، فقد خَبِرَهُم جيّدًا.
التّقارير الأوليّة القادمة من القطاع تُؤكّد تصاعد القلق والخوف في أوساط مِليونين من أبناء القطاع من الموت جُوعًا، حيث أغلقت دولة الاحتلال جميع المعابر في وجه شاحنات المُساعدات، وارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 200 بالمئة في مُعظم الحالات، إنّه سلاح التّجويع حتّى الشّهادة، وأمام سمع “الزّعماء” العرب وبَصَرِهِم، وموائدهم العامرة، لا أعرف كيف يُقيمون هذه المآدب وإخوانهم الصّائمين على بُعد عدّة كيلومترات منهم في قطاع غزة لا يجدون رغيف الخُبز ولا التّمر ولا الماء لكسْرِ صِيامهم.
***
دولة الاحتلال تستخدم هذا السّلاح في تَحَدٍّ مُباشر للزّعماء العرب المُشاركين في هذه القمّة، بهدف استِفزازهم وابتِزازهم، وإجبارهم على مُمارسة الضّغوط على حركات المُقاومة الإسلاميّة في القطاع بزعامة “حماس” للرّضوخ للشّروط الإسرائيليّة بتمديد المرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النّار، والتهرّب من كُلّ البُنود التي تنصّ على الانسِحاب الكامل والوقف الشّامل لإطلاق النّار (الضّغوط على حماس بدأت وفي تصاعدٍ قبل القمّة وبعدها).
إذا لم تتّخذ هذه القمّة والقادة المُشاركون فيها إجراءات عمليّة للتصدّي لهذه الغطرسة الإسرائيليّة والدّعم الأمريكي لها، فإنّ هذه وصمة عار سيدفعون ثمنًا باهظًا وستُشجّع بنيامين نتنياهو على المُضي قدمًا في حرب الإبادة والتّجويع التي يُنفّذها مُنذ ما يَقرُب من عامٍ ونصف العام في القِطاع المُحتل.
لا يُخامرنا أدنى شك في أنّ جميع القادة المُشاركين في هذه القمّة لن يُطلقوا رصاصةً واحدةً دفاعًا عن مِليونيّ عربي مُسلم مِن المُفترض أنّهم أشقّاؤهم، وأبناء عقيدتهم، ونحنُ ومِئات الملايين مثلنا، يئسوا من المُطالبة بهذا الطّلب المشروع والأخلاقي لأنّ مُعظم من سيُوجّه إليهم باتُوا في حالِ مواتٍ سريريّ، ولا يملكون الحدّ الأدنى من الشّهامة والكرامة والمسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقيّة، وإذا سمعوا كلمة المُقاومة وغزة يسقطون مَغشيًّا عليهم.
مُعارضة التّهجير لأبناء القطاع خطوةٌ جيّدة لكنّها ليست بُطولة، ولا تأتي دِفاعًا عن أبناء القطاع فقط، فالغالبيّة السّاحقة من “الكفّار” الأوروبيين وغير الأوروبيين عارضوا هذا التّهجير وأدانوه، ولكنّهم يُدافعون عن أنفسهم وأمنهم القوميّ أوّلًا، إذا ما تصدّوا لهذا المشروع، الذي سيبدأ في غزة، ويمتد إلى مِصر والأردن والمملكة العربيّة السعوديّة، وكُلّ الدّول المُرشّحة باستِضافة المُهَجّرين مِثل المغرب وليبيا وسورية والعِراق، فنتنياهو لا يُعارض إقامة الدّولة الفِلسطينيّة المُستقلّة، بل يُؤيّد قيامها بقوّة، ولكن في الجزيرة العربيّة، ها نحنُ نُشاهد ذراعه الطّويلة تضرب في شمال سورية، وتحتلّ ضِعفَيّ مساحة القطاع في جنوبها، وتحتل شريطًا طويلًا وعريضًا من لبنان والقادم أعظم.
إذا لم تتّخذ هذه القمّة قرارات عمليّة يتم تطبيقها فورًا، أوّلها التصدّي لحربيّ الإبادة والتّجويع، وثانيها وقف كُل “الوساطات” التي تُوفّر الغِطاء للعُدوان الإسرائيلي ومجازره في الضفّة وغزة وجنوب لبنان، وثالثه طرد سُفراء العدو، وقطع العلاقات كُلِّيًّا مع “تل أبيب”، أُسوةً بجنوب إفريقيا ودول أمريكا اللاتينيّة كحدٍّ أدنى، فإنّها ستدخل والمُشاركون فيها التّاريخ من أوسعِ بوّابات العارِ والخِيانة.
***
ربّما تتراجع فصائل المُقاومة إلى الوراء قليلًا، وتقبل الجُلوس في المقاعد الخلفيّة مُؤقتًا حِرصًا على حقن دماء أبناء القطاع، والتّنازل عن الحُكم، والمقصود هُنا حركة “حماس” التي لم تستبعد هذا الخِيار مُطلقًا، ولكنّها يجب أن لا تُسلم سِلاحها مهما كانت الضّغوط العربيّة والأمريكيّة، وطبعًا الإسرائيليّة، فلا يُوجد في التّاريخ سطرًا واحدًا يقول إن هُناك حركة مُقاومة تخلّت عن سلاحها إلّا منظّمة التحرير الفِلسطينية للأسف ودون مُقابل، نقولها وبكُلّ مرارة، والأخطر من ذلك أنّها وظّفت هذا السّلاح في خدمة حماية الاحتلال ومُجرميه، ولهذا وبعد أدائها “النّاجح” إسرائيليًّا في الضفّة قد تتسلّم الحُكم في القطاع، ولكنّ حُكمها قد لا يطول، هذه إذا حكمت والذّكي لا يُلدغ من الجُحر مرّتين، واسألوا أهل القطاع، ولا نعتقد أنّ حركات المُقاومة في الضفّة والقطاع ستقع في هذه المِصيدة التي يسعى إلى نصبها الاحتلال بدعمٍ من أمريكا ومُساعدة حُكومات عربيّة ونأمل أن يُثبت المُشاركون في القمّة أنّنا، وعشرات الملايين مِثلنا، على خطأ وسنكونُ لكُم من الشّاكرين.