عربي21:
2024-12-26@08:39:22 GMT

حرب الخوارزميات على غزة

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

لدي كما لدى الملايين حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تعرض حسابي على فيسبوك ـ خاصة للتعليق والحظر لمدد متفاوتة خلال السنوات الماضية، غير أن عدداً من أصدقائي على هذه المنصة أرسل ـ مؤخراً ـ لي أن منشوراتي لم تعد تصل إليهم، وأنهم يضطرون للبحث عن اسمي على المنصة، ثم لاحظت انخفاضاً ملحوظاً في نسبة التعليقات، منذ بدأت ـ كغيري ـ نشر محتويات تتعلق بالجريمة الإسرائيلية الأخيرة والأكثر بشاعة في غزة.


تواصلت مع بعض الذين يعملون مع الشركة كمراقبين أو مستشارين، وقالوا إن المشكلة في «الرقابة الآلية الخوارزمية» التي لا تتحلى بالقدرة البشرية على الفحص والتدقيق، لتمييز ما هو ضار من غيره، وأنهم يعملون على تلافي ذلك القصور الذي حاول الكثير من أصحاب الحسابات تلافيه عبر التلاعب بالأحرف أو الرموز لتحاشي «مقص الخوارزميات» التي وضعتها ميتا للرقابة الرقمية.
ومع ذلك بدا واضحاً أن التعلل بـ«العمى الخوارزمي» غير مقنع، لأن ذلك «العمى» موجه بشكل مقصود للمحتوى المؤيد لفلسطين إجمالاً، وبشكل غير متوازن مع المحتوى المؤيد لإسرائيل.
في هذا الخصوص وُثقت أمثلة لا حصر لها تُبين تحيز شركة ميتا على وجه الخصوص ضد الفلسطينيين، فقد استبدل برنامج الترجمة في إنستغرام ـ على سبيل المثال ـ كلمة «فلسطيني» عندما تُتبع بالعبارة العربية «الحمد لله» إلى عبارة «إرهابيون فلسطينيون» باللغة الإنكليزية، وأما برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بتطبيق واتساب، فعندما طلب منه إنشاء صور للفتيان والفتيات الفلسطينيين، قام بإنشاء رسوم متحركة لأطفال يحملون أسلحة، في حين أن صور الأطفال الإسرائيليين لم تتضمن أسلحة نارية، في «تحيز تكنولوجي» يعكس حجم «المدخلات» التي توجه سياسات تلك المنصات ضد الفلسطينيين ومع إسرائيل.
وإذا كانت خوارزميات ميتا قد أزالت محتوى داعماً للفلسطينيين، بذريعة التحريض ولغة الكراهية، وحساسية وعنف المحتوى، وغير تلك من الذرائع فإن كماً كبيراً من المنشورات الإسرائيلية لم تتعرض للإزالة عبر تلك الخوارزميات، مع أن تلك المنشورات تتضمن انتهاكات صارخة لسياسات ميتا المعلنة، حيث دعت تلك المنشورات باللغتين العبرية والعربية، وبشكل مباشر إلى قتل المدنيين الفلسطينيين، مثل تلك التي تطالب بـ «محرقة للفلسطينيين» والقضاء على «نساء وأطفال وشيوخ غزة» إضافة إلى تلك التي تصف أطفال غزة بأنهم «إرهابيو المستقبل» وأخرى تشير إلى «الخنازير العربية» وغيرها من المحتويات المتعارضة مع السياسات المعلنة لميتا.
وفي مثال آخر، «لم تتنبه» خوارزميات ميتا على الفيسبوك إلى وجود منشور يدعو صراحةً إلى اغتيال الناشط الأمريكي بول لارودي، أحد مؤسسي حركة «غزة الحرة» حيث ورد في المنشور: «حان الوقت لاغتيال بول لارودي [هكذا]، الإرهابي المعادي للسامية والمدافع عن حقوق الإنسان من الولايات المتحدة» قبل أن يتم الإبلاغ عن المنشور وإزالته لاحقاً.
وقد تم نشر الإعلان من قبل Ad Ka، وهي مجموعة إسرائيلية يمينية أسسها ضباط سابقون في جيش الدفاع الإسرائيلي وضباط مخابرات لمحاربة «المنظمات المناهضة لإسرائيل» التي يأتي تمويلها من مصادر يُزعم أنها معادية للسامية، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
ويوم 21 كانون أول/ديسمبر 2023، اتهمت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها شركة ميتا بممارسة رقابة «منهجية وعالمية» على المحتوى السلمي المؤيد للفلسطينيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، حيث تم الإبلاغ عن حالات إزالة المحتوى، أو تعليق الحسابات أو حظرها بشكل دائم، حسب التقرير الذي بني على أساس دراسة 1050 حالة إزالة محتوى، منها 1049 مؤيدا لفلسطين، مقابل إزالة محتوى واحد فقط مؤيد لإسرائيل.
وتتمثل ممارسات ميتا ضد المحتوى المؤيد لفلسطين في إزالة المنشورات والقصص والتعليقات وتعطيل الحسابات وتقييد قدرة المستخدمين على التفاعل مع منشورات الآخرين و«حظر الظل» حيث يتم تقليل رؤية المواد الخاصة بالنشطاء ومدى وصولها بشكل كبير، حسب تقرير هيومن رايتس ووتش الذي أشار كذلك إلى أنه حتى تقارير المنظمة التي تطرقت للرقابة، تصنفها شركة ميتا على أنه محتوى غير مرغوب فيه.
ومعلوم أن هذه السياسة التي تتبعها ميتا ـ بشكل خاص ـ ليست وليدة الحرب الحالية على غزة، حيث تكررت الشكوى ذاتها والانتقادات نفسها في الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021، وقد تبين حينها أنه بينما تستعمل الشركة «الرقابة الخوارزمية» لحذف المنشورات باللغة العربية، فإن الشركة لم يكن لديها ـ حينها ـ خوارزميات مماثلة للكشف عن المحتوى العدائي باللغة العبرية، وهو ما يؤكد ما بات معروفاً من تضييق على المحتوى المؤيد لفلسطين، وغض الطرف عن الآخر المؤيد لإسرائيل.
وقد بات معروفاً أن ذلك «التحيز» لا يقتصر على ميتا وعدد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه يتعداها إلى مؤسسات إعلامية وصحف تحظى بانتشار وسمعة عالمية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة، الأمر الذي عرض تلك المؤسسات والصحف لخلل مهني يلقي بظلاله على ما راكمته من سمعة عالمية في مجال الإعلام والنشر.
ويوم الثلاثاء من هذا الأسبوع كشف تقرير موقع «انترسبت» الأمريكي عن تحيز مشين لعدد من الصحف الكبرى الأمريكية لصالح الرواية الإسرائيلية عن الحرب على قطاع غزة، واستشهد الموقع بأمثلة وتناولات تظهر هذا التحيز الذي يضرب ما تتظاهر به تلك الصحف من مهنية وموضوعية، حيث انحازت صحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز، بشكل فاضح للرواية الإسرائيلية، ولم تمنح غير قدر ضئيل من التغطيات للحصار غير المسبوق على غزة، وأعداد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل، وعوضاً عن ذلك ذهبت تلك الصحف للتركيز بشكل غير متناسب على القتلى الإسرائيليين، مستعملة لغة عاطفية تشي بميول واضحة تجاه هؤلاء القتلى الإسرائيليين الذين ارتكب حماس «مذبحة» بحقهم.
مهما يكن من أمر فإن «الحصار الإعلامي» الذي تحاول بعض المؤسسات الغربية فرضه على الحقيقة في الحرب على غزة لن يفضي إلى طمس الحقيقة، قدر ما أدى بالفعل إلى فضح التعامل المزدوج لهذه المؤسسات التي ظهرت أداة لمنظومة سياسية وثقافية ودينية وحضارية أشمل، تنظر لإسرائيل باعتبارها جزءاً من المنظومة الرأسمالية الغربية، وطليعة هذه المنظومة في المنطقة العربية.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الخوارزميات غزة الاحتلال خوارزميات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على غزة

إقرأ أيضاً:

30 ورشة تثري خبرات صناع المحتوى بـ«قمة المليار متابع»

تنظم قمة المليار متابع، 30 ورشة عمل تدريبية، يستعرض فيها خبراء ومتخصصون من كبرى الشركات الإقليمية والعالمية المتخصصة في الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، وعدد من أبرز المؤثرين وأهم مشاهير مواقع التواصل من المنطقة والعالم، ليستعرضوا تجاربهم الملهمة وخبراتهم حول أهم توجهات الإعلام الرقمي والمسارات التي يتخذها، وأبرز الممارسات، بما يتيح للمتدربين تطوير مهاراتهم ويعزز فرصهم في التوسع والانتشار والوصول إلى الجمهور المستهدف ومضاعفة عدد متابعيهم.
وتستهدف الورش إثراء خبرات صناع المحتوى الحاليين والمستقبليين، وتزويدهم بمعارف ومهارات عملية في مختلف جوانب صناعة المحتوى، كاستراتيجيات تحقيق الدخل وأدوات الذكاء الاصطناعي، بما يصقل تجاربهم ويعزز وجودهم على منصات التواصل الاجتماعي.
ودعت «قمة المليار متابع» الراغبين في حضور الورش التدريبية إلى التسجيل المسبق من خلال موقعها الإلكتروني: www.1billionsummit.com.
البيع بالمحادثات
يقدم كريس دو، الذي يحضر للمرة الأولى في المنطقة، ورشة بعنوان «البيع عبر المحادثات مع كريس دو»، حيث يتعرف المشاركون في الورشة على أهمية تغيير منظورهم حول البيع من خلال المحادثات، ويتعرفون على اتباع أسلوب واضح يركز على إنشاء الروابط والتفاعل الصادق مع العملاء وتمكين الآخرين.
أما جاي كلاوس، فيقدم ورشة عمل بعنوان «الإمكانات الكبيرة للاشتراكات الصغيرة»، يطرح خلالها نهجاً فريداً لتطوير نظام اشتراكات مربح يقوم على بناء مجتمع صغير محدود ومزدهر من أعضاء ومشتركين حقيقيين.
ويستعرض جوكس، صاحب موقع «جوكس آرت» خلال ورشة إبداعية تحمل عنوان «السرد القصصي بلا حدود مع جوكس»، الخطوات التي يتبعها في مشاريعه، بدءاً من التخطيط والتنفيذ وصولاً إلى تقنيات العصف الذهني.
الدحيح
يكشف فريق عمل البرنامج الشهير «الدحيح»، خلال ورشة تدريبية بعنوان «أسرار الدحيح: من النص إلى الشاشة»، خطوات إنتاج برنامج رقمي من فكرة البرنامج وصولاً إلى مراحل ما بعد الإنتاج.
ويشارك الدكتور خالد غطاس في فعالية حصرية بعنوان «الوعود السبعة»، حيث يعرض أفكاره ورؤيته للمستقبل، كما يشارك مساعد الفوزان في فعالية بعنوان «تحدي الـ30 ثانية»، حيث سيكون التحدي على أشده بين الرياضي علي موسى والمحلل الرياضي عبدالله أشكناني.
وتقدم إليز سوابس، من «أدوبي» سلسلة ورش بعنوان «من إنشاء العلامة التجارية إلى إطلاقها: سلسلة ورش عمل تدريبية حول أدوبي إكسبريس».
ورش للمشاركين
كما تنظم ورش لجميع حاملي تذاكر القمة، حيث يقدم محمد إحسان ورشة بعنوان «تحقيق الربح من الشغف: كيف تصبح منشئ محتوى بدوام كامل؟»، وفي ورشة بعنوان «تحقيق الانتشار»، يقدمها ستيفن وومك، يتعلم المشاركون خلالها كيفية إنشاء تأثير مقاطع الفيديو واسعة الانتشار باستخدام الهاتف.
ومن فريق «الأخوان بوخش» تقدم روان العدل ورشة «العلامة التجارية والتصميم: كيف تبني علامة تجارية قوية؟» حيث يستكشف المشاركون عالم العلامات التجارية.
وفي ورشة بعنوان «صناعة محتوى هادف: تعزيز البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، تقدمها مريم نصيف، من فريق «الأخوان بوخش»، يطّلع المشاركون على الأدوات اللازمة لخلق محتوى ذي تأثير.
ويقدم عيسى العوضي، من «معاً ميديا»، ورشة بعنوان «كيف تولد أفكاراً لا نهائية؟»، يستعرض فيها أسرار الإبداع اللامتناهي، حيث تتعمق الورشة في تقنيات مبتكرة لتوليد أفكار فريدة وجذابة باستمرار.
كما يقدم أحمد خليفة، ورشة تدريبية بعنوان «الانتشار باستخدام الذكاء الاصطناعي» ويتعلم المشاركون خلالها كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى جذاب ينتشر على نطاق واسع.
أما المدربة مارينا موغيلكو، فتقدم ورشة تدريبية بعنوان: «تحقيق نقلة نوعية في المحتوى: إرشادات شخصية مع مارينا موغيلكو»، حيث سيحظى المشاركون فيها بفرصة اكتشاف إمكاناتهم الإبداعية.
ويتطرق محمد الشعار، خلال ورشة بعنوان «التصوير الاحترافي بهاتف آيفون: الإضاءة والتركيب»، إلى أساسيات فن التصوير الفوتوغرافي وتقنيات الإضاءة المؤثرة باستخدام هاتف آيفون.
دليل للصحة النفسية
يستعرض كريم إسماعيل، في ورشة بعنوان «دليل صانعي المحتوى للصحة النفسية»، التحديات الفريدة المرتبطة بالصحة النفسية لصانعي المحتوى، كما يطرح يوسف عمر، في ورشة عمل بعنوان «من صناعة المحتوى إلى قطاع الإعلام»، أسس تحويل العلامة التجارية الشخصية إلى منتج يتيح لصانعي المحتوى توسيع نطاق محتواهم وتحويله إلى مشروع بقيمة ملايين الدولارات.
ويقدم محمد فتّال، من شركة الفان جروب، ورشة عمل بعنوان «لا مستحيل! كيف يمكنكم تحقيق الدخل بأقل من 100 ألف متابع؟»، حيث يشارك الحضور في استراتيجيات تمكنهم من تحقيق دخل بقيمة 10,000 دولار شهرياً من صناعة المحتوى وبأقل من 100 ألف متابع.
وفي ورشة بعنوان «صناعة المحتوى المستند إلى البيانات: توظيف أدوات التحليل في صناعة المحتوى المؤثر» ويقدمها صلاح ميموني من «ريتش ميديا»، يتمكن المشاركون من إتقان صناعة المحتوى المستند إلى البيانات، ويتعلمون كيفية توظيف أدوات التحليل في توجيه استراتيجية المحتوى الخاصة بهم.
وتقدم رواء الجلاد، ورشة بعنوان «دور التصميم الصوتي في صناعة المحتوى»، كما يقدم كريم جناوي، ورشة تحمل عنوان «مقدمة حول استخدام تقنيات CGI وVFX في مواقع التواصل الاجتماعي: دمج الصور المحوسبة مع الواقع»، وفي ورشة بعنوان «أعطني مشكلتك أقدم لك الحل بواسطة الذكاء الاصطناعي»، ويقدمها روكس، صاحب موقع (Rox Codes)، يتلقى فيها أسئلة المشاركين حول التحديات التي تواجههم في صناعة المحتوى، ويقترح أدوات الذكاء الاصطناعي الملائمة للحد من هذه التحديات.
وتقدم ملك هلال من «بوديو»، ورشتين تدريبيتين، الأولى بعنوان «مضاعفة إيرادات البودكاست: استراتيجيات تحقيق الدخل بنجاح»، في حين تحمل الورشة الثانية عنوان «دليلك لإطلاق بودكاست ناجح»، ويتعرف المشاركون على كل ما يلزمهم لإطلاق بودكاست ناجح.
ويطرح ماكس مونش، خلال ورشة بعنوان «عقد الشراكات المستدامة»، نهجاً مختلفاً للتعامل مع الشراكات، كما يقدم مؤمن طلال ورشة بعنوان «محتوى بالألوان مع دافينشي ريزولف»، وفي ورشة تدريبية بعنوان «تطوير توأمك الرقمي»، ويقدمها نيكولاس ناث من «أيكونيك لابس»، يتعلم الحضور كيفية إنشاء شخصياتهم الرقمية بواسطة الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • جوائز صُنّاع المحتوى: شراكة ثلاثية لتمكين صناعة المحتوى الرقمي
  • تعزيز أمان المستخدمين على تيك توك: حوار خاص مع مسؤولي المنصّة
  • ميتا تقترب من العودة إلى أوغندا بعد حظر 4 سنوات
  • المحتوى المحلي.. محور النهضة الاقتصادية
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • أرباح اليوتيوب حلال أم حرام .. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • أرباح اليوتيوب حلال أم حرام؟ .. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • 30 ورشة تثري خبرات صناع المحتوى بـ«قمة المليار متابع»
  • ميتا تعتزم إضافة شاشة إلى نظارات "راي-بان" الذكية
  • علماء الأزهر يكتشفون خطأً في «ميتا» متعلق «بالقرآن الكريم»