لبنان ٢٤:
2025-01-18@11:00:19 GMT

غياب عما يُرسم لمستقبل لبنان

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

غياب عما يُرسم لمستقبل لبنان

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار":مع الكلام عن احتمالات استعادة تجربة ما بعد الطائف، والدور السوري، وصياغة تفاهمات دولية وإقليمية تعطي لحزب الله ما يريده، وخلفه إيران، كان التعويل على دور لبكركي بأن تكون الحاضر الأكبر قبل جلوس المفاوضين على طاولة التفاهمات الجارية حالياً. لكنّ المشكلة أن ما يخشاه حزب الله قد لا يكون له وجود في الواقع، وربما يبالغ الحزب في تصوير قدرة بكركي الحالية على التأثير كما كانت حالها سابقاً، لأن القراءة السياسية لبكركي لم تعد قراءة موحّدة، بل تخضع لتأثيرات داخلية يعرفها الجسم الدبلوماسي والسياسي المعنيّ.

والازدواجية قد تريح البعض في زمن الأزمات التي تحتاج إلى قرار واحد. والغياب الدبلوماسي الخارجي لبكركي التي كان يفترض أن تكون موجودة في عواصم القرار على غرار تجارب سابقة، وضخّ الحياة في خطاب عدم جعل لبنان مادة تفاوضية، غياب فاضح، في مقابل الانغماس في ملفات محلية الطابع.
وما يزيد من عزلة بكركي الخارجية (والتعويل على زيارات دبلوماسية بروتوكولية للصرح لا تقدّم ولا تؤخّر) وانكفائها التام عن مجاراة الحدث الإقليمي وتداعيات حرب غزة، أن عدم التنسيق بينها وبين الفاتيكان يلعب دوراً مؤثّراً. فأجندة الفاتيكان وسفيره في لبنان مختلفة تماماً، ولا ودّ معروفاً بين البابا فرنسيس والبطريرك بشارة الراعي. وتدخّل الفاتيكان مع واشنطن أو فرنسا منعزل تماماً بخريطة طريقه عما تريده بكركي. وهذا يضاعف، لبنانياً ومارونياً، من العوامل التي تجعل غياب أي حضور فاعل في برنامج التفاوض، على الأقل للتعبير عن وجهة نظر مختلفة عما يريده حزب الله أو إيران. وهذا التمايز الفاتيكاني يرسم كذلك علامة استفهام عن قدرة الكرسي الرسولي على امتلاك وجهة نظر واضحة وتفصيلية عن لبنان، ما دامت ذراعه الأساسية، أي الكنيسة المارونية، غير حاضرة كما يجب. وبقدر ما يمكن أن يكون ذلك مزعجاً أو مؤذياً، فإنه يريح الأطراف التي ستقود على طاولة التفاوض حواراً نظيفاً بالنسبة إليها، متحرّراً من محاولات عرقلة ما يُكتب من تفاهمات.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل ينجح جوزيف عون في إنقاذ لبنان؟

تناول ميشال كرانز، الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقال له على موقع "أنهيرد" البريطاني، تأثير الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً، جوزيف عون، على المشهد السياسي المضطرب في البلاد، مقيِّماً أجندة عون الطموحة لمعالجة الفساد وتعزيز المؤسسات، والأهم من ذلك مواجهة نفوذ "حزب الله" في لبنان، وهو التحدي المتشابك مع الديناميكيات الإقليمية والعالمية.

رئاسة عون تمثل منعطفاً حاسماً بالنسبة للبنان



أعلن الرئيس جوزيف عون، القائد السابق للقوات المسلحة اللبنانية، عن نيته إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية والحد من الفساد. وتشير رئاسة عون، بدعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى تحول محتمل في السياسة اللبنانية.
وتتضمن أجندة عون تعزيز السلطة القضائية والأمن الداخلي، والسعي إلى حل دبلوماسي لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. ومع ذلك، من المرجح أن يتم الحكم على ولاية عون من خلال جهوده لمعالجة هيمنة حزب الله، التي طغت على النظام السياسي في لبنان لعقود من الزمن.

Hezbollah made Lebanon a failed state. Lebanese are now taking back their state. President Aoun’s inaugural speech was one sign.The election of Nawaf Salam as prime minister is another. He was the last person Hezbollah wanted to see as PM.Important to help the new government now.

— Dennis Ross (@AmbDennisRoss) January 14, 2025

وتأتي رئاسة عون في وقت محوري. فقد أيدت جماعة حزب الله، التي أضعفتها النكسات العسكرية والسياسية الأخيرة، انتخابه على مضض، مما يشير إلى انخفاض نفوذها. وتواجه الجماعة ضغوطاً كبيرة في حين تكافح الخسائر الإقليمية، بما في ذلك انهيار حليفها، نظام الأسد في سوريا، وتضاؤل ​​الدعم من إيران، التي قيدت مشاكلها الاقتصادية قدرتها على تمويل وكلائها.

ديناميكيات إقليمية ودولية متغيرة

وأوضح الكاتب أن رئاسة عون تعكس تحولات جيوسياسية أوسع نطاقاً؛ حيث تعمل دول الخليج، على إعادة التواصل مع لبنان، بعد سنوات من النأي بنفسها بسبب نفوذ حزب الله المتزايد، والأزمات الاقتصادية في لبنان.


كما ألقت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بثقلها خلف عون، حيث اعتبرت رئاسته فرصة لتقليص دور حزب الله وتوسيع النفوذ الأمريكي. ويقال إن انتخاب عون كان شرطاً ضمنياً لوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) بين حزب الله وإسرائيل، والذي أنهى صراعاً وحشياً ترك المناطق الجنوبية من لبنان في حالة خراب.

 

‘Hezbollah’s options are running out Will a new president save Lebanon?’ https://t.co/vlXTsOFGOW

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) January 14, 2025


وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الحكم المركزي تحت قيادة عون هو وسيلة لاستقرار لبنان ومواجهة قبضة حزب الله على السلطة.
ومن المؤكد أن إسرائيل ستستفيد أيضاً، يقول الكاتب، وفي حين يؤكد خطاب عون على ردع العدوان الإسرائيلي، فإن التزامه باستعادة احتكار الدولة للصراع يتماشى مع مصالح تل أبيب.
وأضاف: "قد تمهد زعامة عون الطريق لتسوية طويلة الأمد بين لبنان وإسرائيل، بشرط الالتزام المتبادل بشروط وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتراجع حزب الله شمال نهر الليطاني".

خيارات حزب الله المتضائلة وتابع الكاتب أن قبول حزب الله على مضض لرئاسة عون يؤكد على موقفه الضعيف. فقد تآكل النفوذ السياسي للجماعة المسلحة، كما يتضح من فشلها في منع تعيين نواف سلام رئيساً للوزراء. ويمثل سلام، الذي ينتقد حزب الله، انحرافاً عن نفوذ الجماعة على الحكم اللبناني.
كما انحسر اعتماد حزب الله على إيران في التمويل والأسلحة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تواجهها طهران والنكسات الإقليمية. وتشكل جهود إعادة الإعمار في المناطق ذات الأغلبية الشيعية التي مزقتها الحرب في لبنان تحدياً آخر.
ومع تدمير أكثر من 99 ألف منزل وبلوغ كلفة إعادة البناء 2.8 مليار دولار، يتعين على حزب الله أن يعتمد على تمويل دول الخليج، بوساطة إدارة عون، للحفاظ على قاعدة دعمه.
ورغم هذه التحديات، يظل حزب الله قوة كبيرة. وتحتفظ الجماعة بجمهور مخلص. ومع ذلك، فإن قدرتها على عرقلة جهود بناء الدولة تتضاءل.
وشجعت العلاقات الوثيقة بين عون والقوات المسلحة اللبنانية، إلى جانب الدعم الدولي المتزايد، الجيش اللبناني على توسيع وجوده في المناطق التي يهيمن عليها حزب الله، مما يشير إلى تحول في ميزان القوى. هل يلوح مسار نحو التغيير؟ وقال الكاتب إن رئاسة عون ضخت تفاؤلاً حذراً في المشهد السياسي في لبنان. وتشير النجاحات المبكرة التي حققتها إدارته، بما في ذلك تعيين رئيس وزراء والدور المتزايد للقوات المسلحة اللبنانية في تأمين الجنوب، إلى نقطة تحول محتملة.
ومع ذلك، ما تزال هناك عقبات كبيرة؛ فموقف حزب الله الراسخ داخل النظامين السياسي والعسكري في لبنان يجعل نزع السلاح بشكل مباشر غير مرجح. وقد تؤدي مصادرة أسلحة الجماعة إلى إثارة حرب أهلية، وهي حقيقة يدركها عون، لذا تركز استراتيجيته على الحد تدريجياً من نفوذ حزب الله من خلال تعزيز المؤسسات والدعم الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل النظام السياسي الأوليغارشي في لبنان تهديداً مستمراً لجهود الإصلاح، حيث تقاوم النخب الراسخة التغييرات التي تهدد سلطتها.
وخلص الكاتب إلى أن رئاسة عون تمثل منعطفاً حاسماً بالنسبة للبنان. وفي حين أن التحديات هائلة، فإن قيادته تمثل فرصة نادرة لمعالجة القضايا القديمة، من الفساد إلى هيمنة حزب الله. وسوف يعتمد النجاح على قدرة عون على التنقل عبر المشهد السياسي المعقد في لبنان والاستفادة من الدعم الدولي لإعادة بناء سلطة الدولة.

مقالات مشابهة

  • أضعف 10 جوازات سفر عربية.. إليكم مرتبة لبنان
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • إعلام عبري: تفاهمات بين نتنياهو وسموتريتش حول «اتفاق غزة»
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم الابتكارات التي تخدم التنمية
  • هل ينجح جوزيف عون في إنقاذ لبنان؟
  • التمكين الاقتصادي ركيزة للتنمية المستدامة ورؤية حكومة التغيير والبناء لمستقبل أفضل
  • قصة عرضة أثني سلام التي رُددت احتفالاً بالملك عبدالعزيز قبل 90 عامًا بحائل .. فيديو
  • مؤسسات محمد بن خالد آل نهيان تطلق خططاً لمستقبل مستدام
  • اللجنة الوطنية لليونيسكو في بكركي عارضة نشاطاتها ومشاريعها المستقبلية