اغتيال الطويل بتفجير عبوة لا بغارة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
كتبت" الاخبار": كان البارز ما كُشف يوم أمس، عن أن اغتيال القائد الجهادي وسام الطويل تمّ بواسطة تفجير عبوة ناسفة زُرعت قرب منزله، ولم يُحسم ما إذا كان تفجير العبوة تمّ من خلال طائرة مُسيّرة أو من خلال جهاز يُفعّل تلقائياً فيها.وكان لافتاً أمس، ما نشرته صحيفة «معاريف» من أن الاغتيال تم بـ«عملية دقيقة من خلال وضع عبوة ناسفة قرب بيته، جاءت لتحديد الرسالة، بأنه ليست قيادة حماس في بيروت فقط مكشوفة ومعرّضة للاستهداف، ولكن أيضاً القيادة الميدانية في حزب الله في جنوب لبنان».
ووسط الاستنفار الأمني السائد، كُشف أمس أيضاً، عن توقيف الأجهزة الأمنية المعنية، لبنانياً مشتبهاً في تعامله مع العدو. وعلمت «الأخبار» أن (م. س. ح) يخضع للتحقيق لدى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي منذ نحو أسبوعين، بعدما أوقفه عناصر من سرية حرس رئيس مجلس النواب الذين ارتابوا فيه أثناء تصويره شوارع محيطة بمقر الرئيس نبيه بري في عين التينة في بيروت. وقد عُثر في حوزته على جهاز إلكتروني «شديد التطور» كما عُثر في هاتفه على عشرات الفيديوات بما يشكّل مسحاً لكامل المنطقة.
ولدى استجوابه أمام حرس المجلس، قال الموقوف إنه يعمل لمصلحة شركة أميركية بموجب عقدٍ رسمي. وبعد تسليمه لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أفاد المشتبه فيه بأنه يملك شركة اتصالات وتكنولوجيا تعمل مع شركة «غوغل». غير أن معلومات أمنية أفادت بأن الشركة التي يملكها الموقوف وقّعت عقداً مع شركة أجنبية تقدّم خدمات لمحرّك «غوغل» لإجراء مسح للطرقات في مناطق مختلفة في لبنان، وتبيّن بعد البحث أن للشركة علاقات بإسرائيل. ولدى التوسّع في التحقيق مع المشتبه فيه تبيّن أن الجهاز الإلكتروني الذي ضُبط في حوزته متطور جداً ولم يسبق أن عُثر عليه مع أي من العملاء الذين اعتُقلوا سابقاً. وقالت مصادر قضائية إنّ حجم الداتا التي حصل المحقّقون عليها كبير جداً، إلا أن الموقوف الذي سبق أن ارتبط بعمل مع وزارة الاتصالات، نفى أن يكون على علم بهوية الشركة التي تعاقد معها.
وفي السياق نفسه، وزّعت المقاومة الإسلامية أمس بياناً دعت فيه سكان المناطق الجنوبية للتنبه من نشاط أمني لقوات الاحتلال. وقال بيان المقاومة إن «العدو يستمر في البحث عن بدائل لتحصيل معلومات عن المقاومة وأماكن وجود مجاهديها في الجنوب، خصوصاً بعد فقدانه قسماً كبيراً من فعالية أجهزة التنصت والتجسس المنصّبة في مواقعه الحدودية بسبب استهدافها وتدميرها من قبل المقاومة». وأشار البيان إلى أن العدو يلجأ إلى الاتصال بالناس «من أرقام هواتف تبدو لبنانية، عبر الشبكتين الثابتة والخلوية، بهدف الاستعلام عن بعض الأفراد وأماكن وجودهم ووضعية بعض المنازل. وينتحل العدو صفات متعددة، تارة صفة مخافر تابعة لقوى الأمن الداخلي، وأخرى للأمن العام اللبناني، أو صفة هيئات إغاثية تقدّم المساعدات وغير ذلك. ويسعى المتصل، الذي يتحدّث بلهجة لبنانية سليمة، إلى استقاء معلومات يستغلّها للتثبت من وضعية وجود الإخوة المجاهدين في بعض البيوت التي يعتزم استهدافها». وتمنّت المقاومة على الناس «عدم التجاوب مع المتصل والمبادرة إلى قطع الاتصال فوراً، والمسارعة إلى إبلاغ الجهات المعنية».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حزب الله بين الصبر الاستراتيجي والإصلاح الداخلي
في ظلّ التطورات المتسارعة على الحدود الجنوبية، يجد حزب الله نفسه أمام اختبار مصيري يتعلق بملف الاحتلال الإسرائيلي، وطبيعة التعاطي مع المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما قررت إسرائيل الانسحاب من القرى المحتلة، مع الإبقاء على سيطرتها على عدد من التلال الاستراتيجية التي تمنحها هيمنة عسكرية وأمنية. هذا السيناريو يطرح تساؤلات حول تحولات الدور السياسي للحزب، وانعكاساتها على المشهد الداخلي.
تشير مصادر دبلوماسية غربية إلى أن إسرائيل قد تلتزم بالانسحاب من القرى الجنوبية، تماشياً مع الضغوط الدولية الكبير ومن بينه الضغط الاميركي، لكنها ستتمسك بنقاط استراتيجية، هنا، يبدو أن "حزب الله" سيتجنب خوض مواجهة عسكرية مباشرة، وسيعول على "دور الدولة" في تفعيل الآليات الدبلوماسية والقانونية لاستكمال التحرير.
في السنوات الماضية وفي ظل تراجع الزخم الشعبي لخطاب "المقاومة المسلّحة"، بعد سنوات من الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي ضربت لبنان يبدو أن حزب الله يسعى لتعزيز حضوره السياسي الداخلي والقيام بأدوار إصلاحية.
تكشف مصادر مطلعة عن وجود نيّة للتوجه نحو "مكافحة الفساد" و"دعم الإصلاحات المالية"، في خطوة تهدف لاستعادة الثقة الشعبية، خاصة بعد انتقادات وجهت له بسبب تورطه في أزمات إقليمية أثرت على الوضع اللبناني.
منذ حرب تموز ٢٠٠٦، يروج حزب الله لخطاب العسكري القوي كضامن لردع إسرائيل، لكنّ التحديات الاقتصادية، واخيرا العسكرية، كشفت "ثغرات" في هذه الاستراتيجية. اليوم، يعمل الحزب على تعويض خسائره عبر تكثيف المساهمة الشعبية من قبل جمهوره بالعمل السياسي والحضور الدائم لاستعادة جزء من التوازن..
لا يستبعد "حزب الله" خيار المواجهة مع إسرائيل في المدى البعيد، لكن مرحلياً، يبدو أنه يفضّل تحويل الصراع إلى الساحة السياسية لتخفيف العبء العسكري عنه، لذلك يعمل على اعادة ترتيب أولوياته الداخلية.
المصدر: خاص لبنان24