وزيرة الخارجية الألمانية تحضّ على انسحاب الحزب فوراً
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
ظاهرة توافد المبعوثين الدوليين والغربيين الى لبنان تتصدر المشهد اللبناني وتعكس تصاعد القلق الخارجي من اتساع المواجهات الميدانية الجارية بين إسرائيل و"حزب الله" عبر الحدود الجنوبية. وفي هذا السياق كان لقاء وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك امس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وشدد ميقاتي على "ان لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءا باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم جنوب لبنان".
كما اجتمع ميقاتي مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي وضعته في أجواء الاجتماع الذي سيعقد الأسبوع المقبل بين الامين العام للامم المتحدة وجميع مديري ومسؤولي البرامج السياسية للأمم المتحدة في العالم. كما اطلعت فرونتسكا من الرئيس ميقاتي على مضمون رسالته الموجهة الى الامين العام والأمم المتحدة في ما خص القرار 1701 والأوضاع في الجنوب.
وكتبت" نداء الوطن": تركزت محادثات الوزيرة بيربوك على عدة نقاط أساسية، وهي بالتدرج:
1 - تنفيذ القرار الدولي 1701.
2 - حصر الوجود العسكري في منطقة عمل «اليونيفيل» بالجيش اللبناني والقوات الدولية.
3 - رفع عديد الجيش الموجود في منطقة «اليونيفيل» إلى ما هو منصوص عليه في الآليات التنفيذية للقرار 1701.
4 - انسحاب «حزب الله» فوراً من منطقة «اليونيفيل» (جنوب الليطاني).
5 - على لبنان تنفيذ القرارات الدولية بكامل بنودها، ولا سيما القرار 1559.
6 - عدم إعادة الهدوء إلى الحدود الجنوبية، يعني تراجع قدرة الضغط الديبلوماسي الممارس على الحكومة الاسرائيلية لمنع توسيع الحرب ضد لبنان.
وأخطر ما قاله مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» هو أنّ «احتمالات الحرب تتقدم بسرعة، وأنّ الوزيرة الألمانية نقلت رسالة تحذير بمضمون تهديدي». واختصر المصدر مضمون الضغط الذي مارسته الوزيرة الألمانية بقوله: «جاءت لتقول لنا طبّقوا القرار 1701 او سيدمر الجنوب، وربما لبنان فوق رؤوسكم».
وفي سياق متصل، تعهّدت الوزيرة الالمانية ، بتقديم 15 مليون يورو (16 مليون دولار) لدعم الجيش اللبناني. وأوضحت بيربوك أنّ المساعدات التي ستُخصص لشراء وقود واتخاذ تدابير على المدى المتوسط بينها تدريب جنود على مراقبة الحدود، تهدف إلى مساعدة الجيش اللبناني على تأمين الحدود الجنوبية مع إسرائيل بشكل أفضل. وقالت في تصريحات على هامش زيارتها فرقاطة المانية في مرفأ بيروت إنّ على الجيش أن يكون قادراً على ممارسة «سيطرة فعّالة» في المنطقة من أجل «احتواء الميليشيات المسلّحة والمنظمات الإرهابية». وأضافت: «كلما زاد دعم بعثة مراقبي الأمم المتحدة «اليونيفيل» «في هذه الأوقات، وكلما تمكنا من دعم الجيش اللبناني، كلما كانت مساهمتنا المشتركة في خفض التصعيد أقوى».
وتابعت: «إنّ الجيش اللبناني المجهّز والمدرب جيداً، والذي يتقاضى جنوده رواتبهم مثل أي جيش آخر، لا يقلّ أهمية عن الحكومة اللبنانية القادرة على التصرف». وحذّرت الوزيرة الألمانية التي عقدت لقاءات عدة في بيروت أبرزها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، من أنّ أي تصعيد للنزاع «سيشكل كارثة بالنسبة الى البلدين».
وكتبت" اللواء": وبالرغم من التكتم الحكومي على فحوى اللقائين اللذين جمعها مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وما اعلن بعدهما من معلومات ومواقف عامة، تترقب المصادر ما إذا كانت وزيرة الخارجية الألمانية ستلتقي احد من حزب الله، وعندها لا بد من تقصي مضمون هذا اللقاء ومفاعيله على الأوضاع الجنوبية المتردية، في حين ترددت معلومات مفادها ان الوزيرة الألمانية تسعى لتسويق مبادرة المانية اعدت بروية، وقد طرحت النقاط الاساسية فيها خلال زيارتها إلى إسرائيل، وهي تحاول البحث فيها مع حزب الله في الوقت الحاضر، لتذليل اي عقبات يمكن ان تعترض التنفيذ، في حين ان هذه المبادرة لاتتعارض مع فحوى التحرك ألذي يقوم به المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان اليوم، لتبريد الجبهة الساخنة جنوبا أولا، ومن ثم الانتقال إلى البحث الجدي لايجاد حل دائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، ضمن مبادرة ما، اومسودة افكار تنتهي إلى ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الوزیرة الألمانیة الحدود الجنوبیة الجیش اللبنانی حزب الله
إقرأ أيضاً:
خسائر الجيش الإسرائيلي تنذر بتصدّع داخلي وتحذر من التورط بـالوحل اللبناني
القدس المحتلة– بدت إسرائيل منقسمة على ذاتها بشأن حرب لبنان الثالثة، وسط تصدع الإجماع الصهيوني على استمرارها، وذلك في ظل الخسائر البشرية الفادحة التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي بالجنود والضباط على جبهتي القتال في لبنان وغزة، خاصة بالمعارك مع حزب الله على الحدود الشمالية.
ووُصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بأنه الأكثر دموية على إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث قتل خلاله 88 جنديا ومدنيا إسرائيليا على جبهتي غزة ولبنان وفي عمليات متفرقة أخرى داخل إسرائيل، ومن بين القتلى 37 جنديا قُتلوا في معارك جنوب لبنان وعلى الحدود الشمالية، بحسب رصد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحيال هذه الخسائر البشرية، تجمع قراءات محللين عسكريين وسياسيين على أنه كلما استمرت الحرب على لبنان وابتعدت احتمالات الحسم أو أي تسوية سياسية، فإن إسرائيل ستدخل في ورطة وجيشها سيغرق بالمستنقع اللبناني، خصوصا وأن حزب الله أخذ يستعيد قدراته ويثبت تماسكا في الميدان.
ورجحت التحليلات أن حزب الله، وفي ظل الخسائر البشرية التي يكبدها للجيش الإسرائيلي، بدأ يفرض تحديات أكثر خطورة على إسرائيل، وذلك رغم الضربات التي تلقاها واغتيال أمينه العام حسن نصر الله والعديد من كبار قياداته العسكرية.
وبحسب القراءات الإسرائيلية، فإن حزب الله يستعد لسيناريو حرب طويلة الأمد ودون حسم، وهو السيناريو الذي تخشاه إسرائيل، حيث قد تضطر إلى إنهاء التوغل البري في لبنان لتجنب المزيد من الخسائر البشرية، لكن دون إنهاء الحرب.
معارضون يتهمون نتنياهو بالإصرار على استمرار الحرب وتجاهل فرص الحل السياسي بدون هدف (الجيش الإسرائيلي) مؤشر للتصدعيرى الباحث في "مركز التقدم العربي للسياسات" والمختص بالشأن الإسرائيلي، أمير مخول، أن حكومة بنيامين نتنياهو تتعمد تفويت كل الفرص للحل السياسي مع لبنان، وتتجه نحو تكثيف الحرب وتوسيع نطاق الضربات العسكرية، ظنا منها أن ذلك سيحدث تغيرا في موقف حكومة لبنان ويلزمها بتقديم تنازلات لفرض تغييرات جوهرية على بنود القرار 1701.
وحيال هذا الموقف، أشار مخول للجزيرة نت إلى الأصوات الإسرائيلية التي تتعالى وتدعو إلى استغلال الفرصة التي وفرتها العملية العسكرية بهدف إيجاد مخرج سياسي للجبهة الشمالية مع لبنان، مشيرا إلى أن المجتمع الإسرائيلي لا يمكنه تحمل الحجم الكبير من الخسائر البشرية.
ورغم الثمن الباهظ للحرب على لبنان والخسائر البشرية للجيش الإسرائيلي، يقول مخول "لا تزال غالبية بين اليهود من مختلف المعسكرات والتيارات السياسية والحزبية تدعم وتؤيد استمرار الحرب في لبنان وغزة، لكنها ليست أغلبية حاسمة، وتشير إلى التصدع بالمجتمع الإسرائيلي وتقويض الإجماع على الحرب، والذي كان سائدا قبل العملية العسكرية في جنوب لبنان".
وفي هذا السياق، اتهم رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الأمن السابق شاؤول موفاز، حكومة نتنياهو بأنها تريد المناورة العسكرية واستمرار الحرب باعتبارها هدفا، دون التعامل مع أية مبادرة سياسية أو وضع خارطة طريق تفضي إلى إنهاء الحرب.
وكرر موفاز -في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية- اتهامه لنتنياهو بأنه غير معني بإعادة من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في الأسر لدى حركة حماس في غزة، بقدر اهتمامه باستمرار الحرب متعددة الجبهات لما يخدم مصالحه الشخصية والسياسية.
كما أشار إلى حجم الخسائر البشرية بالجيش على جبهتي لبنان وغزة، والتي "تذهب ثمنا لنزوات سياسية لنتنياهو وحكومته من أحزاب اليمين المتطرف" منتقدا قرار الحكومة إخلاء السكان الإسرائيليين من البلدات الحدودية مع لبنان. وقال إن "القرار كان كارثيا، حيث تحول مع الوقت إلى أزمة إستراتيجية تثقل كاهل المؤسسة العسكرية وتتسبب بتآكل قوات الاحتياط وقدرات الجيش".
ثمن باهظ
وبدا المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، أكثر وضوحا في قراءته لتداعيات الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي بالجنود خلال المعارك البرية مع حزب الله جنوب لبنان، داعيا الحكومة إلى "استغلال الإنجازات التكتيكية" التي تحققت والتوجه إلى تسوية سياسية من موقف قوة.
وأوضح المحلل العسكري أن الكثير في إسرائيل، بما في ذلك الوزراء وكبار المسؤولين بالمؤسسة الأمنية، يعتقدون أنه لا يوجد لحكومة نتنياهو أي سبب لإطلاق طوق نجاة لحزب الله، وأنها يجب أن تستمر في الضغط العسكري، وإن كان محفوفا بالمشاكل، وعليه يمكن للجيش أن يواصل القتال في لبنان إلى الأبد، وسيكون لديه دائمًا أهداف متاحة.
وعلاوة على ذلك، يقول ليمور إن "استمرار القتال سيكون له ثمن باهظ من الضحايا، وسيزداد هذا الثمن خلال الشتاء، مما يعني أن الجيش سيغرق في الوحل اللبناني، كما سيكون له ثمن في مزيد من تآكل شرعية إسرائيل الدولية، وفي الاقتصاد، وفي تعميق العبء على قوات الاحتياط، وتأخير عودة سكان الشمال لمنازلهم".
وعلى أية حال، يضيف ليمور فإن "الجيش الإسرائيلي سيكمل المرحلة الأولى من المهمة الموكلة إليه في جنوب لبنان خلال نحو أسبوعين، مما يعني إنهاء العملية البرية، دون وقف إطلاق النار" مشيرا إلى أن نهاية الحرب في الشمال ستعيد إسرائيل أيضا إلى النقطة التي بدأ منها كل شيء، إلى قطاع غزة.
وبغض النظر عن هوية الإدارة الأميركية التي سيتم انتخابها هذا الأسبوع في واشنطن، يقول المحلل العسكري إن "إسرائيل لن تتمكن من التهرب لفترة طويلة من القرار المتعلق بمستقبل قطاع غزة، وخاصة قضية المختطفين الإسرائيليين".
النهاية بعيدة
وحول الجانب اللبناني، يقول محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية، جاكي حوكي "بدا واضحا أن حزب الله استعاد قدراته العسكرية والتنظيمية بعد الضربات التي تلقاها من إسرائيل التي تجد صعوبة في فرض التسوية التي تريدها على الحزب الذي صعد من هجماته على العمق الإسرائيلي، ويستعرض قوته وعضلاته ولا يستجيب لمطالب حكومة نتنياهو".
وخلافا للكثير من الإسرائيليين الذين يعتقدون أن حزب الله اقترب من الاستسلام، يقول حوكي إن نهاية الحرب في نظر حزب الله لا تزال بعيدة، هذا إن كانت ثمة نهاية أصلا. إذ يعتقد الحزب اللبناني أن إسرائيل تعتزم مواصلة القتال لعدة أشهر، بل وحتى الوصول إلى بيروت بعملية برية كما فعلت عام 1982.
وأشار حوكي أن حزب الله يتحضر لسيناريو إقدام الجيش الإسرائيلي على توغل بري بالعمق اللبناني، قائلا "صحيح أنهم يفقدون مقاتلين، لكن هذا هو سبب وجودهم، القتال والتضحية. وسينتظرون الجيش الإسرائيلي في بيروت، معقلهم، وهناك يأملون في تحقيق النصر. وإذا لم ينتصروا، فسيعلمون على الأقل أنهم لم يرفعوا الراية البيضاء".
وحيال التطورات الميدانية وفي ظل الارتفاع في أعداد الجنود القتلى بالمعارك مع عناصر حزب الله، يضيف حوكي "من الأفضل أن تستغل الحكومة الإنجازات لتكون رافعة لتسوية سياسية، وترتيبات تعود بالنفع على إسرائيل. وإذا ضيعت فرصة ذلك، فإن حزب الله سيستعيد كامل قدراته، ويعزز رغبته بالقتال، كما فعل بعد كل صراع في الماضي".