في أعقاب انتهاء الانتخابات في بنغلاديش، تعيش البلاد في حالة من عدم اليقين حيال المستقبل، خاصة مع رفض حزب بنغلاديش الوطني الاعتراف بنتائج الانتخابات وتحفظه على عملية التصويت. فبعد مقاطعته لانتخابات مجلس الأمة الثاني عشر، قرر الحزب المضي قدما بعد أن يفهم الموقف، مما يثير تساؤلات حادة بين العمال والمؤيدين وعامة الناس.



تشير تقارير إلى أن قادة الحزب يرون في انخفاض نسبة إقبال الناخبين على الانتخابات نجاحا أوليا لحركتهم، معتبرين أن 40 في المئة من الأصوات تم إعلانها بشكل كاذب. ويعتبرون الانتخابات التي جرت دون مشاركة جميع الأطياف السياسية غير مقبولة داخليا وخارجيا، مما يدفعهم للتوجه إلى المجتمع الدولي، خاصة العالم الديمقراطي، للضغط من أجل تحقيق تغييرات.

من المتوقع أن يستمر حزب بنغلاديش الوطني في حملته السلمية، مطالبا بإلغاء نتائج الانتخابات وإجراء انتخابات جديدة. وسيستمر الحزب في برنامجه لمدة شهر ونصف على الأقل، مع التركيز على البرامج العامة وإجراء الاجتماعات. وتتوقع تقارير أن يتخذ الحزب خطوات قوية، قد تشمل الإضراب في اليوم الأول من انعقاد الجمعية الوطنية الثانية عشرة.

في ظل هذا الوضع، يشير تحليل الوضع العام إلى أن حزب بنغلاديش الوطني لن يتبع برنامجا صارما في هذه المرحلة، مع انخراطه في مجالات النضال والتحرك السياسي للدفاع عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.

سيواصل حزب بنغلاديش الوطني حركته السلمية حتى بعد الانتخابات، حيث يعتزم الحزب الاستمرار في برنامجه حتى تحقيق النصر النهائي، مطالبا بإلغاء نتائج الانتخابات الحالية وإجراء انتخابات جديدة. في بداية هذه المرحلة، تم اتخاذ قرار بمواصلة البرنامج لمدة شهر ونصف على الأقل، حيث سيكون التركيز على النشاطات العامة، بما في ذلك الاجتماعات. ومع ذلك، يمكن أن يتم تنفيذ إضرابات عرضية خلال تلك الفترة. ويمكن أن يؤدي أداء الحكومة الجديدة في يوم الانطلاقة واليمين الدستورية في الجمعية الوطنية الثانية عشرة إلى إعلان الإضراب.

يشار إلى أن هذا القرار تم اتخاذه في اجتماع منفصل، حيث شاركت فيه اللجنة الدائمة للحزب والأمناء العامون للمنظمات التابعة له، وتم الإعلان عبر وسائل الإعلام الافتراضية ليلة الأحد الماضي.

بعد الانتخابات، يعتزم الحزب الوطني البنغالي عقد يومين من الاتصالات الجماهيرية كجزء من برنامج جديد للحركة. وقرر توزيع منشورات في جميع أنحاء البلاد يومي الثلاثاء والأربعاء، تشكر الناخبين على مقاطعة الانتخابات في 7 كانون الثاني/ يناير كجزء من برنامج الاتصال الجماهيري. ويُسمح بتمديد مدة هذا البرنامج.

على الرغم من اقتراح بعض الأفراد بمواصلة برامج صارمة مثل حصار هارتال للضغط على الحكومة، إلا أن نقاشات صانعي السياسة أشارت إلى أن هذا قد يؤدي إلى تخريبه من قبل أطراف أخرى وتحميل اللوم على الحزب. وبالتالي، يفضل حزب بنغلاديش الوطني عدم تقديم فرصة للتلاعب ببرامجه.

ومع ذلك، يتواجد العديد من قادة ونشطاء الحزب الوطني البنغالي حاليا في السجن، ويعتبرهم الحزب الآن أولوية ويرى أن إطلاق سراحهم أمر ضروري قبل التفكير في برامج أكثر صرامة. يعتقد القادة أنه بانتهاء الانتخابات يجب ألا تكون للحكومة أي مبررات لتأخير إطلاق سراحهم، وإذا لم تعرقل الحكومة هذه العملية، يمكن إطلاق سراحهم بكفالة في وقت أقرب، مما سيُعزز من تنظيم وتعزيز الفريق. وبناء على الوضع الراهن، اختار الحزب مواصلة الحركة بشكل سلمي، حيث يرى أن ذلك سيكون أكثر فعالية في الوقت الحالي.

في بيان حزب بنغلاديش الوطني، أُشير إلى أن رابطة عوامي قد قسمت مقاعد البرلمان الوطني بين أعضائها بطريقة مشابهة لتوزيع فطائر القرود، تحت اسم الانتخابات الوطنية التي تم إجراؤها في 7 كانون الثاني/ يناير. تم رفض الناس باشمئزاز للاعتبارات الحكومية الفاشية والانتخابات التي وصفوها بأنها وهميةن فيما تُرسل أطيب التمنيات من 63 حزبا سياسيا مؤيدا للديمقراطية، بما في ذلك حزب بنغلاديش الوطني، مهنئين الشعب على رفضهم لتلك الانتخابات.

يؤكد البيان استمرار الحركة الجارية لاستعادة الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحقيق الحقوق التي يُحرم منها الملايين في البلاد، حتى تحقيق النصر النهائي. بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو الرأي الشخصي، يتم حث الناس على تعزيز التضامن من خلال المشاركة في حركة الشارع وتقديم الدعم للحزب الوطني البنغالي و63 حزبا آخر.

يشدد البيان على أن الحركة الحالية تسعى لتأكيد حق التصويت للجميع، مع التأكيد على أن استقالة الشيخة حسينة ليست خيارا لتحقيق النجاح. يُعلن البيان عن استمرار الحركة حتى تقديم استقالة الشيخة حسينة، مؤكدا أن حركة الشعوب الديمقراطية لا تضيع أبدا، ولا يُسمح لها بالذهاب هباء.

بجانب استمرار الحركة، يوضح البيان أن حزب بنغلاديش الوطني يعمل على إنتاج وثائقيات حول حوادث العنف والأصوات المزورة وغيرها من المخالفات، مع الإشارة إلى جمع بيانات حول تلك المخالفات في 299 دائرة انتخابية. وسيتم عرض هذه الوثائق رسميا أمام دبلوماسيين وممثلين عن منظمات دولية في دكا، بهدف التواصل مع المجتمع الدولي.

يرصد البيان تأثير تهاني بعض الدول لرئيس الوزراء الشيخة حسينة على فوز رابطة عوامي في الانتخابات البرلمانية الثانية عشرة، ويعبر عن توقعات بضغوط من الولايات المتحدة نتيجة للمزاعم حول مخالفات في الانتخابات. كما يُسلط الضوء على رفض المراقبة الغربية للانتخابات كمظهر للمقاطعة، مما يجعل الانتخابات عرضة لضغوط أمريكية.

ويعبر بعض أعضاء الحزب عن خيبة الأمل إزاء إجراء الانتخابات رغم التحريض الشديد، مع تحذير من أن انتخابات جديدة قد تؤدي إلى عدم اليقين. ومع ذلك، يُطلب من القادة والنشطاء مواصلة الحركة دون الانكسار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الانتخابات بنغلاديش الديمقراطية انتخابات الديمقراطية بنغلاديش أحزاب تزوير مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حمدوك يكشف موقفه من تولي حكومة سودانية جديدة

كشف رئيس وزراء السودان السابق، ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عبد الله حمدوك، موقفه حول ما يتردد بشأن تشكيل حكومة جديدة في السودان، وإمكانية ترأسه لها.

وفي تصريحاته لـ "الشرق الأوسط" خلال مشاركته في "مؤتمر القاهرة" للقوى السياسية السودانية قال حمدوك، إن خيار تشكيل حكومة الآن غير مطروح خاصة وأن السودان تعاني من الحرب، ولابد من توقف الحرب في البداية قبل الحديث عن تشكيل حكومة في السودان.

وأضاف حمدوك أن ما يشغلنه في الوقت الحالي إيقاف الحرب، ولا يهتم بتشكيل الحكومة أو المشاركة فيها، مشيراً إلى أن موضوع رئاسة أي حكومة، متروك لخيارات الشعب السوداني، وهناك آلاف السودانيين المؤهلين لقيادة الحكومة.

وتمنى رئيس وزراء السودان السابق أن ينعقد لقاء قريب يجمع طرفي الحرب في السودان؛ قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتى.

وأضاف حمدوك أن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية السودانية، يعدّ الأول منذ بدء الأزمة في السودان الذي يجمع هذا الكم من الأطراف السياسية، مشيراً إلى أنه تمت مناقشة آليات وقف إطلاق النار، حتى لو بشكل مؤقت، ثم بشكل مستدام.


وأوضح رئيس تقدم أن السودان يمر بأكبر كارثة إنسانية في العالم، فهناك 25 مليوناً داخل السودان مهددون بالمجاعة والموت جوعاً أكثر من الرصاص، وما أحدثته الحرب الداخلية، دمار شامل للسودان، راح ضحيته أكثر من 100 ألف ضحية بخلاف الدمار في البنية التحتية والموارد الخاصة والممتلكات.

واعتبر حمدوك أن فقدان الكوادر المدربة في كل المجالات بالسودان بصفتها أحد الآثار الكارثية للحرب وتعويضها سيكون صعباً مطالبا بانتهاء الحرب لإعادة التأسيس للدولة.

ومن ناحية أخرى، أعلن قادة قوى سياسية ومدنية سودانية، الأحد، امتناعهم عن التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية لـ "عدم استصحاب ملاحظاتها وتعديلاتها".

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن 12 شخصية سياسية ومدنية شاركت في المؤتمر أبرزهم رؤساء حركات وهم: مالك عقار رئيس الحركة الشعبية، وجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، وهم من قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية (تضم حركات مسلحة وأحزاب سياسية وقوى مدنية).

وأعرب البيان عن تقدمه بالشكر لمصر على "الدعوة الكريمة لعقد اجتماعات في القاهرة بهدف إيجاد أفق لحل للأزمة السياسية وإنهاء الحرب".


وقال البيان "بالإشارة إلى البيان الختامي لمؤتمر القاهرة أبدت القوى السياسية والمدنية رفضها الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) لتحالفها مع الدعم السريع وأسباب أخرى تتصل بعدم أدانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق وكرامة الانسان.

وتابعت "عطفا على ذلك تم رفض تشكيل آلية مشتركة مع تنسيقية تقدم، ولذلك امتنعت القوى السياسية والمدنية عن التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة".

وأردف البيان: "توضح القوى السياسية والمدنية أن البيان الختامي الذي تم إصداره لم يستصحب ملاحظاتها وتعديلاتها (لم يوضحها) ولم توقع عليه ولا يحظى بالتوافق، كما أن الشخص الذي تلي البيان غير متفق عليه".

واحتضنت القاهرة مؤتمر القوى السياسية السودانية بعنوان "معا لوقف الحرب في السودان" بمشاركة ممثلين لتلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان"، وفق بيان للخارجية المصرية السبت، دون تفاصيل أكثر بشأن هوية المشاركين.


وأكد البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية مساء السبت، على ضرورة الوقف الفوري الحرب.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، وقادت واشنطن والسعودية محاولات وساطة لإنهاء النزاع دون أن تثمر بعد عن استجابة لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • بيان من عمرو موسى ومنير فخري عبدالنور بشأن فيديو الآثار داخل حزب الوفد
  • هل تستعد تركيا لمرحلة ما بعد أردوغان؟
  • من هي أحزاب «الجبهة الشعبية الجديدة» التي حازت على ثقة الفرنسيين؟
  • الكرملين: لا نُعلق آمالًا على نتائج الانتخابات الفرنسية في تحسين العلاقات
  • حمدوك يكشف موقفه من تولي حكومة سودانية جديدة
  • شباب تعز: الجمهورية المشروع الوطني الواجب استعادة مضامينه
  • بولندا تعلّق على نتائج الانتخابات الفرنسية: خيبة أمل لموسكو
  • زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي: نتيجة الانتخابات كانت انتصارا للجبهة الشعبية
  • مسؤول في الحزب تعرّض لـالتشويش المعلوماتي
  • لوبان: لن نسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الفرنسية بعيدة المدى