NYT: مواليد غزة خلال الحرب سيعانون آثارا صحية ونفسية مزمنة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
استعرضت صحيفة نيويورك تايمز، الظروف المأساوية التي يعاني منها الأطفال والأمهات في قطاع غزة، بسبب القصف والضغوط النفسية الكبيرة، ونقص الرعاية الصحية، فضلا عن انعدام الأمان وهو ما سيؤثر على نموهم وتطورهم.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن آية خريس طبيبة أسنان حامل تبلغ من العمر 26 عاما وزوجة طبيب وأم لطفلة تبلغ من العمر عامين وتعيش في مدينة غزة فقدت الاتصال بالأطباء والخدمات الصحية التي تحتاجها لرعاية ما قبل الولادة وإدارة مرض السكري بعد وقت قصير من بدء العدوان على القطاع.
واضطرت هي وعائلتها إلى مغادرة المنزل والتنقل خمس مرات هربا من القصف المستمر، وأحيانا كانوا يقطعون عدة أميال سيرا على الأقدام، وفي أوائل كانون الأول/ديسمبر، كانت الدكتورة آية الحامل في الأسبوع 32 تنام على مرتبة رقيقة مباشرة على الأرض، وتتقاسم منزلا مع زوجة أخيها و74 شخصا من 11 عائلة، مع افتقارهم إلى الماء والغذاء الكافي والأدوية والكهرباء وأدوات النظافة الأساسية.
وأوضحت الصحيفة أنها لم تحصل على رعاية ما قبل الولادة ولا الفيتامينات ولم تكتسب أي وزن خلال الشهرين الماضيين، وأبلغها طبيب ولادة خاص في 10 كانون الأول/ديسمبر أن لديها كمية زائدة من السائل الأمنيوسي وتحتاج إلى عملية قيصرية فورية، ووجدت مستشفى خاصا سيتم افتتاحه في 16 كانون الثاني/يناير وستبلغ التكلفة التقديرية 4000 دولار؛ وقد فقدت الأسرة كل مدخراتها وكذلك منزلها تحت القصف، وليس لديها ملابس أطفال أو حفاضات أو حليب صناعي ولا يوجد مكان مناسب للتعافي بعد الولادة.
وأكدت الصحيفة أن قصة الدكتورة آية خريس هي قصة ما يقرب من 50,000 امرأة حامل في غزة، وجميعهن يعانين من انعدام المأوى، ونقص التغذية، والمياه الملوثة والمالحة، وصعوبة الحصول على رعاية ما قبل الولادة وبعدها ورعاية الأطفال، والأدوية والمعدات التي أرسلتها وكالات الأمم المتحدة غير كافية لتلبية احتياجات السكان؛ مع شيوع النقص الشديد في أدوية الألم والمضادات الحيوية وأدوية النوبات والسكري.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يواجه 15 بالمائة من بين أكثر من 180 امرأة تلد يوميا مضاعفات دون أن يتمكن من الحصول على خدمات الطوارئ المناسبة، وفي الوقت نفسه، يلوح في الأفق خطر الإصابة أو الموت بسبب التفجيرات والعدوان، ناهيك عن الصدمات العاطفية التي لا يمكن تصورها.
وأضافت الصحيفة أنه إذا تمكنت هؤلاء الأمهات وأطفالهن من النجاة من الحرب، فسوف يصارعون آثارها لبقية حياتهم؛ حيث تكشف الأبحاث الصحية في عدة مناطق تأثرت بالنزاع المسلح أن هذه النوع من الحالات مرتبطة بزيادة في حالات الإجهاض، والتشوهات الخلقية، والولادة المبكرة، ووفيات الأمهات، وتظهر دراسات أخرى عن النزاع المسلح من عام 1945 إلى عام 2017 أن الأطفال المعرضين للحرب أكثر عرضة للمعاناة من سوء الظروف المعيشية والفقر الناجم عن فقدان البنية التحتية التعليمية والاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حياة النساء الحوامل في غزة قبل الحرب كانت صعبة للغاية؛ حيث يتم رعايتهن من قبل أطباء وقابلات مثقلين بالعمل مع إمدادات لا يمكن الاعتماد عليها من الكهرباء والأكسجين، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في غزة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن ممارسات التوليد تميل إلى أن تكون مزيجا من العالم المتقدم والعالم النامي.
وقالت إنه نادرا ما يسمح للأطباء بمغادرة غزة لتحديث مهاراتهم، كما تفرض السلطات الإسرائيلية قيودا على أنواع الأدوية والمعدات المسموح بدخولها، ومعدلات وفيات الرضع أعلى بنحو سبعة أضعاف مما هي عليه في مناطق الاحتلال، كما أن النزيف والعدوى وأمراض الانصمام الخثاري وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل والولادة المتعسرة وإنهاء الحمل غير الآمن تعد من الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات، وهي مضاعفات يمكن السيطرة عليها إلى حد كبير في العالم المتقدم.
وأفادت الصحيفة أن هذه المخاطر تفاقمت خلال الحرب مع تدهور المستشفيات والخدمات الصحية؛ حيث تلد بعض النساء في السيارات والشوارع والملاجئ المكتظة في وقت تتزايد فيه الأمراض المعدية مثل أمراض الجهاز التنفسي والتهاب الكبد الوبائي والتهاب السحايا، وأبلغت بعض المستشفيات، بما في ذلك مركز النصر الطبي ومستشفى كمال عدوان عن وقوع إصابات مباشرة في أقسام الأطفال حديثي الولادة والأمومة، مما أدى إلى وفاة عدد من الأطفال والأمهات.
وهناك تقارير عن نساء خضعن لعمليات قيصرية دون تخدير، وأخريات خرجن من المستشفى بعد ثلاث ساعات من الولادة، ويمكن أن تؤثر صدمة الحرب أيضا بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة، فقد أنجبت الأمهات اللاتي تعرضن لصدمات الحرب خلال صراع عام 2014 في غزة أطفالا عانوا من نمو حسي حركي ومعرفي وعاطفي سلبي.
وتابعت بأنه من المرجح أن تؤدي ندرة الغذاء وسوء التغذية في غزة نتيجة للهجوم الحالي إلى مضاعفات أخرى، فوفقا لليونيسف، تواجه النساء الحوامل اللاتي يعانين من سوء التغذية والتغذية خطرا متزايدا للإصابة بتسمم الحمل والنزيف وفقر الدم والوفاة، كما يمكن حدوث حالات ولادة لأجنة ميتين، وقد يتأثر الأطفال بانخفاض الوزن عند الولادة والهزال وتأخر النمو.
وشددت الصحيفة على أن الدكتورة آية خريس ومعها ما يقدر بنحو 50,000 امرأة حامل في غزة في أمس الحاجة إلى إنهاء القتال حتى يتمكن من الولادة بأمان، لكنهم أيضا في أمس الحاجة إلى وضع حد للدمار الذي يؤثر على كل جيل ولد ونشأ هناك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأطفال غزة الاحتلال مواليد غزة الاحتلال أطفال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
الكاتبان: د. بلال الخليفة وحسنين تحسين
تستحوذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 على اهتمام عالمي واسع؛ حيث ان اليوم هو موعد الانتخابات الامريكية وانظار العالم اجمع نحو صندوق الانتخابات وما سيفرزه من نتيجة حول فوز من؟ هل سيكون الفائز هو ترامب او هاريس؟، حيث نشر في صحيفة لوموند إن الصين تتابع الحملة الانتخابية الأميركية بأقصى درجات الاهتمام، وهي لا تتساءل عن المرشح الأفضل لمصالحها، لأنها مقتنعة أنه لا وجود له، لكنها تبحث عن "أفضل السيئيْن".
والسبب في ذلك هو لما للولايات المتحدة الامريكية من تأثير كبير في العالم كقوة عسكرية وسياسية واقتصادية، والذي يعنينا الان هو ما للولايات المتحدة الامريكية من قوة اقتصادية كبية، لقد تطور الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير بسبب معدلات الإنتاج الضخمة والتكنولوجيا الرائدة، والهيكل الإداري الكامل، واحتلت منذ فترة طويلة المرتبة الأولى في العالم اقتصاديا، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 50000 دولار أمريكي.
تحتل أمريكا المرتبة الثانية عالميًا في إجمالي الصادرات، وتعد أكبر مُصدر للخدمات في العالم، حيث تمثل الخدمات ثلث إجمالي صادراتها بشكل عام، وأبرز ما تصدر هو: البترول المتكرر، البترول الخام، السيارات، قطع غيار المركبات والدوائر المتكاملة.
بالعموم، ان الاقتصاد والانتخابات مرتبطان فيما بينهما، الأول يتحكم بالثاني والعكس صحيح، خصوصا، فالوضع الاقتصادي يفرض على المرشحين ان يتناغموا مع متطلبات المواطن وبالتالي تحكم الاقتصاد بالانتخابات، اما العكس فيكون البرنامج الاقتصادي للمرشح سيرسم الخارطة الاقتصادية للبلد وفي حال أمريكا سيؤثر في اقتصاد العالم.
كما أن الاقتصاد يمكن أن يكون عاملًا محوريًا في نجاح أو فشل الرؤساء المرشحين، على سبيل المثال؛ كان للأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 تأثيرًا كبيرًا على نتائج انتخابات 2008، حيث ساهمت في فوز باراك أوباما على جون ماكين، لذلك يركز المرشحين على اهم الأمور التي تكزن مهمه في راي الناخب.
مثلا، ترامب أوضح توجهاته على الصعيد الاقتصادي من خلال طرح الأجندة وتتضمن تعزيز الحمائية التجارية من خلال فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، وتعريفة بنسبة 60% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى خفض تكلفة استهلاك الطاقة والكهرباء.
اما هاريس، فقد ركزت على بناء النظام الضريبي، ورفع معدل ضريبة الدخل على الشركات الأمريكية إلى 28%.
هذا فيما يخص الداخل ، اما المهم بالنسبة لبقية العالم هو سياسة المرشح الخارجية، بالحقيقة ان نتائج الانتخابات ستكون بثلاث سيناريوات
الأول: فوز ترامب
1 - وهذا له رؤية خاصة بالمنطقة وصرح عنها عند لقاءه بالأمريكان المسلمين وهي ضرورة انهاء الحرب بالمنطقة .
2 - اما فيما يخص الصين او القوى الشرقية فله قول (قال دونالد ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شي جين بينغ يعرف أنه "مجنون"، وأوضح ترامب: "أود أن أقول إنه إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل هذا، سأفرض عليك ضريبة بنسبة 150 في المئة، إلى 200 في المئة)". ومثلما قلنا أعلاه انه سيفرض رسوماً جمركية على الصين وخصوصا إذا سعت إلى حصار تايوان.
ومع العرض ان تايوان هي واحدة من اهم نقاط الخلاف لانها تحتوي على اهم المصانع في العالم تصنع المعالجات الرقمية وصناعة اشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعة الالكترونية ونحن نعلم ان المعارك الان تدار الكترونيا وتكنلوجيا وبالتالي ان الخطوة الواحدة التي ستشعل الحرب العالمية الثالثة هي تايوان وخصوصا ان بوادرها موجودة وهي حرب اوكرانيا وغزة ولبنان.
3 - اما فيما يخص روسيا فلترامب قول في الرئيس بوتين وهو "لقد كنت على وفاق معه بشكل رائع". وبالتالي انه سيعمل على انهاء الحرب ومحاولة استمالة روسيا بدل استعدائها.
4- فيما يخص الشرق الأوسط فان ترامب واضح بعدم العودة للاتفاق النووي السابق مع ايران و لهذا ترغب دول الخليج العربي بفوزه كونه اشد وضوحًا و مراعاة لحقوق طرف الاتفاق، و يصر ترامب على انه سيحقق صفقة كبيرة مع ايران تُنهي الأزمات معها.
الثاني: فوز هاريس:
1 - ان هاريس صرحت مؤخرا انها مع السلام وانتهاء الحرب أيضا في غزة ولبنان (تفاصيل ذلك توضح لاحقا) .
2 - اما فيما يخص الصين ، انها قد تواصل الخط الدبلوماسي لبايدن، الذي حث حلفاء الولايات المتحدة على رص الصفوف ضد الصين وحاول دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إدراج التهديد الصيني على جدول أعماله. كما ان اختيارها لفيليب جوردون كمستشار للأمن القومي يشير إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه الصين، حيث قد يختلف نهج جوردون البراجماتي عن الموقف الأكثر مواجهة لإدارة بايدن.
3 – فيما يخص روسيا: حيث صرحت هاريس أنها لن تلتقي حال فوزها، الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا، من دون حضور ممثل عن كييف، ان موقفها اكثر تشددا وقالت أيضا قالت المرشحة الديمقراطية "نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر".
4- فيما يخص الشرق الأوسط تميل هآريس كما يميل الديمقراطيون إلى عدم كسر ايران و السعي للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني و هو ما لا يفضله عرب الخليج كون ان أمريكا هنا لا تراعي مصالحهم.
ثالثا: هو الحرب الاهلية او الفوضى في أمريكا
حتى وان كان الامر مستبعد لكنه محتمل خصوصا ان ترامب صرح عدة مرات بانه سيفوز حتما وغير ذلك يعني تزوير وهذا تصريح برفض نتيجة الخسارة نهائيا، مع العلم بوجود استطلاعات الرأي تشير إلى قلق 27% من الأمريكيين من هذا السيناريو، مما يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، وكما قال السيناتور الجمهوري جورج لانغ إن "الحرب الأهلية قد تكون ضرورية إذا خسر الجمهوريون الانتخابات الرئاسية في نوفمبر"
خلاصة الامر فيما يخص المنطقة هي ان الحرب ستنتهي بعد الانتخابات لان إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل الحرب اكثر ، لكن تؤجل توقف الحراب وتماطل بالمفاوضات كي يكون وقف الحرب هدية للرئيس المقبل بانها نزلت بالسلام لرغبة الرئيس وهو بالتالي قد اوفى بوعوده الانتخابية
وان انتهاء الحرب يعني عودة الاستقرار النسبي لاهم منطقة في العالم من حيث الإنتاج والامتلاك للثروة الهيدروكاربونية وهي اللاعب الأول في الاقتصاد العالمي وكما ان الهدوء سيعم أيضا مضيق باب المندب الذي يؤثر أيضا على خط مهم جدا للتجارة العالمية.
اما المواجهة الاقتصادية مع روسيا والصين فالأمر لن ينتهي وخصوا ان سر قوة أمريكا في عولمة الدولار (او دولرة الاقتصاد العالمي) وان الجبهة الشرقية وبعدما أسست تجمع بريكس وطرحهم لفكرة عملة جديدة للتعامل بينهم (بريكس) فهذا يعني مزيد من التوتر الاقتصادي.