الأمير منصور بن خالد سفير المملكة لدى الدوحة في حوار لـ العرب: قطر «فال خير» عـلى الأخـضر

 نجاح كأس آسيا هو نجاح للمملكة العربية السعودية
المسافة بين الدوحة والسعودية قريبة جدا ومجيئهم إلى الدوحة يجعلهم يشعرون كأنهم في بلدهم  
كل الشكر والتقدير لكافة المسؤولين في دولة قطر على اهتمامهم بهذه البطولة والتسهيلات التي قدموها لنا
الجماهير السعودية ستضفي المتعة والحماس على المدرجات امتدادا لنجاح كأس العالم الماضي
آمالنا كبيرة في «مانشيني» لتحقيق الكأس مثلما عمله مع الآزوري 
 

أكد سمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان آل سعود، سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، ان بطولة كأس آسيا ستكون ناجحة وفيها الكثير من التشويق والإثارة والإمتاع، وطالما انها تقام في قطر فبلا شك اننا سنكون على موعد لتكرار سيناريو نجاح المونديال 2022 الذي أبهر العالم بأسره.

كما وجه في حواره مع» العرب» كل الشكر والتقدير لكافة المسؤولين في دولة قطر على اهتمامهم بهذه البطولة والتسهيلات التي قدموها وتفاعلهم مع الجميع وممثلي الدول المشاركة، متمنيا لهم كل النجاح، وقال: نحن جزء من هذه البطولة وحريصون على إنجاحها بحيث نجاح كأس اسيا هو نجاح للسعودية والعكس صحيح. وبماذا رد سموه على سؤالنا بخصوص حظوظ منتخب الأخضر للفوز بالبطولة، وما هي الرسالة التي وجهها سموه للإعلام والجمهور السعودي خلال البطولة، وماذا قال أيضا عن تعيين المدرب الإيطالي مانشيني والكثير من الأسئلة المشوقة التي تم طرحها بمكتبه بالسفارة والتي نترككم تتابعونها في هذا الحوار الخاص:

سمو الأمير كيف ترون مشاركة منتخب المملكة العربية السعودية في كأس آسيا؟
في البداية دعني أؤكد لكم أن قطر دولة عزيزة علينا ووصول بعثة المنتخب في وقت مبكر يدل ان بعثة الأخضر وصلت لبلدها الثاني، ودائما ولله الحمد النتائج الإيجابية والمرضية لمنتخبنا الوطني كانت في قطر وبالتالي نعتبرها فأل خير علينا وعلى الجماهير. وصولهم في هذا التوقيت يعتبر أمرا عاديا جدا لأن الجهازين الفني والإداري وحتى اللاعبين يدركون جيدا ان كل التجهيزات والإمكانيات التي تساعد الى اعداد المنتخب بشكل جيد وفي ظروف حسنة متوفرة هنا في قطر، المسافة بين قطر والمملكة العربية السعودية قريبة جدا ومجيئهم الى الدوحة يجعلهم يشعرون كأنهم في بلدهم. نتمنى ان شاء الله ان يؤدي اللاعبون الأداء المأمول ويحققوا النتائج المرجوة ويساهموا في إنجاح البطولة ومتعة الجماهير.

 هناك توقعات بأن الجمهور السعودي سيحضر بقوة، فماهي الرسالة التي توجهها سموكم للجماهير السعودية قبل انطلاق البطولة؟
الجماهير السعودية كانت مثالا مميزا خلال بطولة كأس العالم 2022، ووجودهم اضفى متعة على البطولة بتشجيعاتهم الخاصة والحيوية التي اضفوها بالأخص خلال مباريات الأخضر، وهذا ان شاء الله ما نتمناه ونتوقعه منهم خلال هذه البطولة، ورسالتي لهم ان يأتوا بأعداد غفيرة لمؤازرة منتخبهم الوطني ويضفون المتعة والحماس على المدرجات امتدادا لنجاح كأس العالم الماضي. نتوقع انهم يكونون إضافة ممتازة للبطولة ونحن نعرف تماما ان تواجد الجمهور السعودي في أي بطولة يحرص على إعطاء صورة ومثل مشرف لبلدهم في أي الدولة المستضيفة للبطولة.

لأول مرة يتم الاستعانة بمدرب إيطالي «مانشيني» لقيادة المنتخب السعودي، كيف ترى مشاركته في هذه البطولة؟
اعتقد ان المدرب الإيطالي مانشيني من المدربين الكبار وله سمعة ممتازة وله سجل حافل بالبطولات مع منتخب إيطاليا، طبعا الجهاز الفني مهم جدا وأيضا الجهاز الإداري واللاعبون لا يقلون أهمية، لأن كرة القدم هي منظومة متكاملة مكونة من عدة عناصر حتى تفرز نوعا من النجاح في البطولة، الشيء الجميل في التشكيلة انها تمزج بين عناصر الخبرة التي شاركت في كأس العالم 2022 و نخبة من لاعبي الشباب الذين يشاركون مع المنتخب لأول مرة في مثل هذه البطولات الكبيرة، وهذا دليل ان المدرب مانشيني لديه نظرة في استقطاب اللاعبين الشباب الذين سيقدمون الإضافة للمنتخب، ودليل ثقة المدرب في نفسه وفي اللاعبين الجدد، ومن هذه الزاوية ننظر ان شاء الله بشكل إيجابي بقدرات المدرب وأن تؤتي ثمارها في كأس آسيا. ويحقق كأس البطولة مثلما عمل مع الآزوري.

الصحافة السعودية انتقدت كثيرا المدرب مانشيني خاصة بعد النتائج التي خرج بها الأخضر من المباريات الودية خلال توليه المهمة؟
صحيح ان نتائج المنتخب السعودي في المباريات الودية كانت دون الطموح ولم يظهر خلالها بالصورة الحقيقية وبكامل مستواه المعروف عنه، ولكن مثل هذه المباريات هي فرصة للمدرب للوقوف على جاهزية اللاعبين وتطبيق بعض الجمل التكتيكية. صحيح ان هناك الكثير من الناس يحبون الفوز حتى في الوديات ولكن من وجهة نظري ان الوديات هي محطة مهمة للمدرب للوقوف عند نقاط الضعف لفريقه ومعالجتها وتقييم كل لاعب على حدة قبل المباريات الرسمية وهذا ما تبين لما ظهر المنتخب السعودي بصورة جميلة وحقق الفوز في مباريات التصفيات لكأس العالم المقبلة.

هل تعتقدون ان الترشيحات التي تصب في مصلحة المنتخب السعودي ستشكل ضغطا إضافيا على اللاعبين؟
دائما الترشيحات التي تصب في مصلحة المنتخب السعودي تكون عاملا إيجابيا والدليل انه سبق وان حصل على هذه الكأس ثلاث مرات. وبالتالي من الطبيعي ان يكون الأخضر من المرشحين، بل والمرشح الأبرز، ولكن هذا لا يعني ان المنتخبات الأخرى غير مرشحة، بالعكس البطولة تشهد منتخبات قوية مثل منتخب قطر صاحب الأرض والجمهور وحامل البطولة، وأيضا هناك كوريا الجنوبية واليابان وإيران والعراق وأستراليا، بالإضافة إلى المنتخبات الأخرى التي ربما يراها البعض ضعيفة ولكن مجرد مشاركتهم في البطولة تعتبر فرصة كبيرة لهم لإثبات الذات خاصة في هذه البطولة والبلد الذي استضاف كأس العالم في منشآت عالية الجودة والظروف المثالية التي بلا شك ستعطي جميع المنتخبات المشاركة دفعة ومعنويات عالية وروح المنافسة قوية لتحقيق نتائج إيجابية وتعكس صورة مشرفة.

من ترى من المنتخبات الأقرب للتتويج باللقب القاري؟
المنافسة حق مشروع للجميع ولكن أتصور ان المنتخبات التي شاركت في مونديال قطر هي الأقرب من باقي المنتخبات ولكن لا نستبعد عامل المفاجآت مثل ما حصل في الكثير من البطولات الكبرى. أرى ان المرشحين الأبرز هم المنتخب السعودي الذي حقق نتائج مبهرة أبرزها الفوز على منتخب الأرجنتين، ومنتخب اليابان التي كان له حضور قوي في المونديال عندما فاز على المانيا، وكوريا الجنوبية التي قدمت مستويات كبيرة امام منتخبات أوروبية عريقة وأيضا منتخب قطر الذي أتصور سيكون له حضور قوي بعد التجربة الأولى في المونديال، بالإضافة الى استراليا والعراق.

سبق وان ذكرتم ان قطر دائما ما تعتبر فأل خير على المنتخب السعودي، هل هذا يوحي أن الأخضر في طريقه للتتويج باللقب الرابع في مسيرته؟
بطبيعة الحال كمواطن سعودي أتمنى ان يتوج منتخب بلادي باللقب الرابع، ولكن من المؤكد ان الطريق لن يكون مفروشا بالورود لأن هناك منتخبات أخرى قوية ومنافسة، وإذا لا قدر الله لم يكن اللقب سعوديا اتمناه قطريا أو يكون اللقب عربيا. الفوز يتطلب تضحيات كبيرة وروحا قتالية داخل الملعب، والرياضة بشكل عام ليست تعصبا ولكن الذي يقدم صورة رياضية بكل تأكيد ان الكل سيشيد فيه، مثل اخلاقيات اللعب واخلاقيات الجماهير وأداء اللاعب وخطط المدرب كل هذا يلفت النظر ومهمة جدا في عالم كرة القدم.

دائما ما يكون الإعلام السعودي يقف خلف الإنجازات التي حققها المنتخب ومن اهم العوامل، فماذا تطلبون منه في هذه البطولة؟
بالنسبة للإعلام الرياضي السعودي فدائما ما يلعب دورا ومؤثرا جدا وهذا ليس بالشيء الجديد، منذ 50 سنة فلما ترجع للقنوات الإذاعية والتلفزيونية ونجد ان نسبة المتتبعين لها كبيرة وتحظى بمتابعة الأولى على مستوى المواطنين وهذا تأكيد لدورهم وتأثيرهم ودائما تحفل هذه المحطات والبرامج من متابعة كبيرة وفيها درجة كبيرة من حرية الرأي التي تتيح لهم الانتقاد بحدة ولكن انا متأكد ان يكونوا مؤيدين ولهم دور كبير في الحماس الجماهيري . الإعلام الرياضي يرى هذه البطولة من ضمن البطولات التي لها أهمية خاصة ويكون هناك تركيز كبير عليها من خلال تخصيص برامج خاصة وتحليلات فنية وهذا الاهتمام مفيد أيضا للبطولة، وهو جزء من نجاح البطولة.

ما هو العدد المتوقع لحضور الجمهور السعودي للبطولة؟
بحكم قرب المسافة أتوقع ان الحضور سيكون بشكل كبير مثلما حدث في بطولة كأس العالم، خاصة ان هناك سهولة في الوصول وهذه ميزة مقارنة بالبلدان الأخرى. اعتقد انه بعد النجاح الكبير الذي حققه مونديال قطر 2022، والسمعة الإيجابية له سيكون دافعا كبيرا لعدد هائل من الجماهير التي لم تحضر المونديال ان تعوض هذه المرة وتحضر بأعداد غفيرة في هذه البطولة. 

هل من كلمة أخيرة؟
طبعا ساعات تفصلنا عن انطلاق الحدث الرياضي الآسيوي المهم والذي نترقبه جميعا مثل باقي الجماهير وانا على ثقة انها ستكون بطولة ناجحة سيكون فيها الكثير من التشويق والإثارة والإمتاع، وطالما انها تقام في قطر فبلا شك اننا سنكون على موعد لتكرار سيناريو نجاح المونديال 2022 الذي ابهر العالم بأسره. واوجه كل الشكر والتقدير لكافة المسؤولين في دولة قطر على اهتمامهم بهذه البطولة والتسهيلات التي قدموها وتفاعلهم مع الجميع وممثلي الدول المشاركة، أتمنى لهم كل النجاح، ونحن جزء من هذه البطولة وحريصون على إنجاحها، فنجاح كأس آسيا هو نجاح للسعودية والعكس صحيح.

المصدر: العرب القطرية