مع تعثر الانتخابات.. ليبيا تبحث عن مخرج لأزمتها السياسية
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
بالرغم من الدعوات المتكررة داخليا وخارجيا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا إلا أن هذه الدعوات لم تتحقق نتيجة اصطدامها بالعديد من المعوقات ومن أبرزها الخلافات المستمرة بين مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة». وأصدر مجلس النواب في 4 أكتوبر الماضي القوانين الانتخابية التي قال إن اللجنة المشتركة (بين النواب والأعلى للدولة) «6+6» أقرتها في 6 يونيو الماضي عقب مباحثات في مدينة بوزنيقة المغربية.
إلا أن الأعلى للدولة اتهم النواب بإجراء تعديلات على القوانين التي تم إقرارها ضمن اللجنة (لم يوضحها)، وأعلن تمسكه بالقوانين المقرة من اللجنة.
ولم يكترث مجلس النواب برفض المجلس الأعلى للقوانين التي أصدرها حيث قام بنشر القوانين الانتخابية في الجريدة الرسمية ما يعني بأنها صارت تشريعات نافذة وفق القوانين الليبية، فيما لم تتمكن المفوضية العليا للانتخابات من تنفيذ هذه القوانين نظرا للخلافات السياسية القائمة.
وتتمثل تلك النقاط الخلافية بين الجانبين في شروط الترشح للانتخابات الرئاسية حيث يصر مجلس الدولة وبعض الأحزاب السياسية على منع العسكريين ومزدوجي الجنسية من الترشح للرئاسة في حين يصر مجلس النواب على عكس ذلك.
ومع تعثر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية جدد المبعوث الأممي عبد الله باتيلي مع بداية العام دعوته لليبيين إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات شعبهم قبل كل شيء، ودعاهم للالتئام والانخراط في حوار بناء، وجعل الوعد بإجراء الانتخابات حقيقية واقعة.
ولحل الأزمة القائمة وحالة الانسداد السياسي وجه باتيلي في 23 نوفمبر الماضي دعوات إلى الأطراف المؤسسية الرئيسية في ليبيا للمشاركة في اجتماع سيُعقد خلال الفترة المقبلة، بغية التوصل إلى تسوية سياسية بشأن القضايا ذات الخلاف السياسي، المرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية.
والمقصود بالأطراف المؤسسية: المجلس الرئاسي، ومجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة الوحدة الوطنية، والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
غير أن العديد من المراقبين قللوا من إمكانية نجاح المبادرة الأممية خاصة، مشيرين إلى أن الأطراف التي تمت دعوتها تعتبر أحد أهم أسباب «الفشل» وهي غير معنية بإجراء الانتخابات ما يعني أنه على البعثة الأممية البحث عن حلول أخرى ممكنة لتجاوز الأزمة الليبية.
وقال المحلل السياسي الليبي أحمد التهامي للأناضول، إن»الأزمة في ليبيا ليس من السهل الوصول إلى حل لها نظرا لوجود العديد من التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي الليبي ولكل من هذه الدول مصالح خاصة ومشتركة لذلك من المتوقع استمرار حالة الجمود».
واعتبر أن «الحلول مستبعدة ما لم تتغير مقاربات بعثة الأمم المتحدة ومبعوثها عبد الله باتيلي ومحاولته تقديم حلول تستنسخ تفكير المبعوثة السابقة ستيفياني ويليامز بالرغم من أنه يفتقد لحجم الدعم الذي كانت تحظى به، وأن يغير تفكيره للبحث في عمق تفاصيل الأزمة الليبية لكي تتيح له حلولا عادلة».
ورأى التهامي، أن باتيلي «فشل بشكل ذريع نظرا لعدم قدرته حتى الآن على معالجة الأزمة الليبية، وهو لا يفكر اليوم في أي حل جدي بل يكتفي بتمرير الوقت وتسويق مبادرات توحي بأنه يعمل على الملف لكن دون أي جدية». بدوره، قال الصحفي الليبي موسى تيهوساي للأناضول: «للأسف حاليا ليست هناك حلول أو خيارات سياسية بما في ذلك مبادرة باتيلي والتي ستجمع الأطراف الخمسة، ولكن ربما تكون الانتفاضة الشعبية أحد البدائل أو الحلول الممكنة لفك عقدة الانسداد السياسي الحالي».
وأضاف تيهوساي: «هناك احتمالية وإمكانية للانتفاضة الشعبية بالرغم من استخدام العديد من الأطراف الحاكمة حاليا القبيلة كأداة قوية لحفظ الولاءات والاستقطاب القبلي والسياسي عوامل قوية في تشتيت قوة الشعب وإرادته».
وأشار تيهوساي، إلى أن «المشكلة الأساسية في ليبيا تكمن في الأطراف الخمسة والتي دعاها باتيلي بسبب عدم رغبتها في ترك مناصبها ومع ذلك ليس لدى باتيلي خيارات أخرى ولا أدوات ضغط على هذه الجهات الخمسة لأنهم أمر واقع يفرض نفسه على الليبيين منذ عقد ونيف وليس هناك أفق حقيقي لتغيير هذا النهج للأسف».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: ليبيا الانتخابات الرئاسية الليبية مجلس النواب القوانين الانتخابية الأعلى للدولة مجلس النواب فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
الوطنية للانتخابات تستعرض اختصاصاتها في ندوة الأحزاب السياسية
استعرضت الهيئة الوطنية للانتخابات اختصاصاتها في إدارة وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية، من الندوة التثقيفية للأحزاب السياسية تحت شعار “شارك .. صوتك هيوصل”.
وأكدت الهيئة الوطنية للانتخابات دورنا لا يقتصر على تنظيم الانتخابات، بل يشمل التوعية والتثقيف والاستعداد لمختلف الاستحقاقات.
فيما قال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، الانتخابات تجسيد حقيقي للديمقراطية وتأكيد لسيادة الشعب من خلال حرية التعبير.
وعلى جانب آخر، نظّمت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار حازم بدوي، زيارة ميدانية لعدد من مدارس محافظة المنيا، ضمن بروتوكول التعاون مع وزارة التربية والتعليم لتوعية الطلاب بأهمية المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي الانتخابي وترسيخ قيم المشاركة الديمقراطية.
واستهدفت الزيارة، التي شملت مدرسة حي النوادي الرسمية لغات ومدرسة المنيا الإعدادية الثانوية بنات، توعية الطلاب والطالبات بمفهوم العملية الانتخابية، وشرح آليات التصويت، وأهمية الإدلاء بالصوت في تشكيل المستقبل الديمقراطي للبلاد.
واختتمت الفعالية بتنظيم محاكاة واقعية للعملية الانتخابية، حيث شارك الطلاب والطالبات في تجربة انتخابية تحاكي الواقع، تضمنت لجان اقتراع، وبطاقات تصويت، وصناديق انتخابية، بإشراف من أعضاء الهيئة الوطنية للانتخابات. كما تولّى الطلاب أدوار القضاة المشرفين على الانتخابات، فضلًا عن المشاركة في تنظيم اللجان، بما يعكس حرص الهيئة على إعداد جيل واعٍ بحقوقه السياسية وقادر على ممارسة دوره الديمقراطي في المستقبل.
وأكد القائمون على الفعالية أن هذه الزيارات الميدانية تأتي ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز ثقافة المواطنة الفاعلة، من خلال التوعية التفاعلية التي تدمج بين الشرح النظري والتطبيق العملي، بما يساهم في خلق وعي حقيقي لدى النشء حول أهمية الانتخابات كإحدى الركائز الأساسية للديمقراطية.