هل النساء هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل؟.. الخبراء يجيبون
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرًا أفادت فيه إن "استخدام العلاج بالهرمونات البديلة قد يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بنسبة 50%، حسب ما كشفت دراسة حديثة، أشارت إلى عوامل أخرى مثل انقطاع الطمث المبكر، وعدد الأطفال، وبعض الإجراءات الطبية، التي قد تساهم في جعل النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة المرضية".
ووفقا للصحيفة، فإن هناك نحو 400 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، فيما يصل عدد النساء المصابات بالمرض إلى 3 أضعاف عدد الرجال.
وسلطت "التايمز" الضوء على "نتائج الدراسة التي أجراها أكاديميون صينيون باستخدام بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وقاموا من خلالها بتتبع الحالة الصحية لما يقارب 223.526 امرأة على مدار 12 عامًا، أصيب من بينهن 3313 بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية المزمنة، ويتميز بقدرته على مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الالتهاب والتورم والألم، وينتشر أعلى عند النساء".
ورأى الدكتور بنجامين اليس، استشاري أمراض الروماتيزم وكبير مستشاري السياسات السريرية في منظمة "Versus Arthritis"، المعنية بدعم الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل والحالات العضلية الهيكلية، أن "الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض ليست مفهومة بالكامل، لكنه يرجح أن يكون للعوامل الوراثية الموجودة على الكروموسوم X الذي يساعد في تنظيم جهاز المناعة، والهرمونات الأنثوية، خاصة هرمون الاستروجين، دور فعال في زيادة تعرض المرأة لأمراض الجهاز المناعي".
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل؟وخلصت الدراسة إلى أن "النساء اللاتي تعرضن لانقطاع الطمث في سن مبكرة قبل الـ 45 هن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بمعدل 46%، من النساء اللواتي انقطع الطمث لديهن في بداية الخمسينيات من أعمارهن، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط استخدام العلاج الهرموني التعويضي بزيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، بنسبة 46%".
وأوضحت أن "النساء اللاتي لديهن أربعة أطفال أو أكثر يمتلكن فرصة أكبر بنسبة 18% للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بالنساء اللاتي لديهن طفلان فقط. كما أن استئصال الرحم أو المبايض يرفع خطر الإصابة إلى ما نسبته 40%، و21% على التوالي، فيما يلعب العمر الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية للمرأة دورًا، إذ يرتبط بدء الدورة بعد سن 14 عامًا بزيادة خطر الإصابة بنسبة 17% مقارنة ببدء الدورة الشهرية في سن 13 عامًا"، غير أن الدراسة لم تجد علاقة واضحة بين استخدام حبوب منع العمل والإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
وأفاد الباحثون القائمون على الدراسة بأن "النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تؤدي إلى تدخلات جديدة لتقليل خطر إصابة النساء بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ونوهوا إلى الحاجة لإجراء المزيد من البحث العلمي لفهم دور الهرمونات بشكل أفضل في تطور التهاب المفاصل الذي يعتبر من الأمراض المناعية الذاتية".
في السياق، نوهت الطبيبة العامة وأخصائية انقطاع الطمث، لويز نيوسون، إلى أن "النساء اللاتي يتناولن هرمونات مماثلة لتلك التي يفرزها الجسم لا ينبغي أن يشعرن بالقلق المفرط، لا سيما أن الهرمونات الجنسية الطبيعية لها خصائص مضادة للالتهابات، وأن النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر يقضين فترة طويلة من دون هرمونات طبيعية، وهذا ما يزيد من خطر إصابتهن بالالتهابات وأمراض المناعة الذاتية".
وقالت نيوسون إن "الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع"، داعية إلى "الأخذ بعين الاعتبار أن الدراسة ربما اشتملت على نساء وُصفت لهن أنواع اصطناعية وقديمة من العلاج التعويضي بالهرمونات، وذلك بدلًا من الهرمونات الطبيعية المشابهة لهرمونات الجسم، التي يتم وصفها على نحو شائع في يومنا هذا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التهاب المفاصل النساء أمراض الروماتيزم انقطاع الطمث التهابات بالتهاب المفاصل الروماتویدی أکثر عرضة للإصابة النساء اللاتی خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
هل سنشهد وقف لإطلاق النار في لبنان؟.. خبراء يجيبون
مع استمرار التصعيد في جنوب لبنان، تتجه الأنظار إلى الجهود الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولكن يبدو أن الورقة الأمريكية التي قدمها المبعوث آموس هوكشتاين إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد أضافت تعقيدات جديدة إلى المشهد، خاصة مع الشروط الإسرائيلية التي اعتُبرت تجاوزًا للسيادة اللبنانية وإضعافًا لدور حزب الله.
شروط إسرائيلية مرفوضةأكد المحلل السياسي اللبناني أحمد مرعي أن الشروط الإسرائيلية الواردة في الورقة الأمريكية تهدف إلى تقويض دور حزب الله المقاوم وإضعاف نفوذه السياسي داخليًا وإقليميًا.
وأضاف مرعي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه الشروط تشمل السيطرة على المرافق الحيوية اللبنانية مثل الموانئ والمعابر الحدودية، بالإضافة إلى منح إسرائيل حرية التدخل العسكري في لبنان متى رغبت، وهو ما يرفضه حزب الله بشدة.
وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن مثل هذه الشروط تمثل انتهاكًا واضحًا للسيادة الوطنية اللبنانية وتهدد استقرار البلاد، مضيفًا أن حزب الله لن يوافق على هذه الشروط التي تقطع خطوط إمداده وتحاول إنهاء دوره كقوة مقاومة، مما يضع مستقبل المفاوضات في خطر.
القرار 1701 ومأزق التعديلاتمن جانبه، أوضح عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، أن لبنان وافق سابقًا على تطبيق القرار الدولي 1701 "دون زيادة أو نقصان"، ولكن أي محاولة إسرائيلية لتعديل أو توسيع بنوده قد تؤدي إلى رفض الورقة الأمريكية بالكامل.
وأضاف حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن مطالب إسرائيل تشمل نزع سلاح حزب الله وفرض رقابة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان، وهو ما يرفضه الحزب كليًا.
وبيّن الباحث في العلاقات الدولية، أن هذه المواقف المتباينة تعقد المفاوضات، خاصة في ظل دعم إيران لحزب الله عبر زيارة علي لاريجاني، مستشار الرئيس الإيراني، إلى لبنان، والتي تحمل رسائل واضحة عن موقف إيران الثابت في دعم المقاومة اللبنانية.
تصاعد التوترات ومخاطر التصعيديرى مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي قد ينعكس بشكل مباشر على الأوضاع الأمنية والإنسانية في لبنان، مع استمرار القصف واستهداف المناطق السكنية. ويبدو أن المفاوضات لن تشهد تقدمًا كبيرًا ما لم تُقدم تنازلات متبادلة أو يتم وضع حلول وسط ترضي جميع الأطراف.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى الوضع مفتوحًا على كافة السيناريوهات، بين استمرار التصعيد أو الوصول إلى تسوية تضمن حقوق لبنان وتحافظ على استقراره وسيادته.