محامون دوليون: دعوى جنوب أفريقيا قد تكون سببا في إصدار مذكرات اعتقال لقادة إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
رغم تغولها غير المسبوق على القانون الدولي، برعاية أميركية، فإن إسرائيل تواجه مأزقا بسبب الدعوى التي حركتها ضدها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث يقول خبراء إن أي حكم ضد تل أبيب قد تكون له آثار كبيرة من بينها إصدار مذكرات اعتقال بحق قادتها، ولو بعد حين.
وقبلت المحكمة الدعوى التي تتهم بريتوريا فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، وتدعو لإلزامها فورا بوقف الحرب ومحاولات التهجير القسري.
ووفقا للقاضي بالمحكمة إيف تودي، فإن القرار الذي سيصدر -أيا كان- ستكون له تداعياته ولو بعد حين.
وقال تودي -في تقرير أعده مراسل الجزيرة محمد البقالي- إن الإجراءات الاستثنائية هي قرارات مستعجلة تصدر عن المحكمة، وهي ملزمة وتتعلق في هذه الحالة بطلب جنوب أفريقيا إصدار قرار بوقف المعارك.
وأضاف "القرار الذي ستتخذه المحكمة لصالح أو ضد دعوة جنوب أفريقيا سيكون له أثره الكبير لأن المحكمة تمثل ثقل القانون، ورفض التنفيذ أمر خطير جدا".
ولعل هذا هو سبب الصخب المحيط بالقضية المكونة من 84 صفحة تضم ما قالت جنوب أفريقيا إنها جرائم إبادة نفذتها إسرائيل ضد سكان القطاع.
ورغم أن الدول لا تملك حق الاستئناف على القرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية فإن الأخيرة لا تملك أدوات لتنفيذ هذه الأحكام.
تداعيات كبيرةومع ذلك، فإن رفض تنفيذ هذه القرارات -وقد حدث من قبل- يؤثر على صورة الدولة التي ترفض التنفيذ، ولعل هذا ما يفسر القلق الذي ينتاب إسرائيل وحلفاءها من النتائج هذه الدعوة.
وأصدرت المحكمة خلال السنوات الأخيرة حكمين في سياق مشابه أمرت فيهما كلا من روسيا وميانمار بوقف أعمالهما العسكرية.
إلى جانب ذلك، فإن صدور حكم ضد إسرائيل من محكمة العدل الدولية (المعنية بالفصل بين الدول ولا تصدر مذكرات اعتقال) قد يستخدم أيضا لإدانة تل أبيب في القضية المرفوعة ضدها أمام المحكمة الجنائية الدولية المعنية بالفصل بين الأفراد.
وقد يكون قرار محكمة العدل سببا في صدور مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيل، حيث يجمع محامون دوليون أدلة لتقديمها إلى "الجنائية الدولية"، وهم يعلقون آمالا كبيرة على نتيجة دعوى جنوب أفريقيا، كما يقول المحامي الفرنسي جيل دوفير.
ويعمل دوفير مع فريق من المحامين الدوليين على تجميع الأدلة التي سيقدمها للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، ويقول إنهم يأملون أن يساعدهم قرار محكمة العدل، مضيفا "المدعي العام (للجنائية الدولية) قد يشعر بأنه معزول بسبب الدعم الغربي لإسرائيل، وسيجد نفسه مدعوما بقرار الإدانة إذا صدر من محكمة العدل".
وهكذا يعلق المدافعون عن حقوق الإنسان آمالا كبيرة على دعوى جنوب أفريقيا، ويرجون من خلالها أن تورق شجرة العدالة من جديد.
تقرير: محمد البقالي
11/1/2024مقاطع حول هذه القصةشاهد.. دمار كبير بمخيم النصيرات عقب غارة إسرائيليةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: arrowمدة الفیدیو مذکرات اعتقال جنوب أفریقیا محکمة العدل
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يعلن عن استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في جنوب أفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن قادة الاتحاد الأوروبي عن استثمارات بقيمة 4.7 مليار يورو (5.1 مليار دولار) في جنوب أفريقيا لدعم الطاقة الخضراء وإنتاج اللقاحات، واتفقوا على بدء محادثات بشأن صفقات تجارية جديدة مع الاقتصاد الأكثر تقدما في أفريقيا.
وجاء هذا الإعلان في أول قمة ثنائية بين الاتحاد الأوروبي وجنوب افريقيا منذ سبع سنوات اليوم الخميس في مكتب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في كيب تاون، بحسب وكالة أنباء "أسوشيتد برس".
وتحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، مع رامافوزا عن ضرورة تعزيز التعاون الدولي خلال الاجتماع.
وقالت فون دير لاين ردا على التهديد الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 200% على المنتجات الكحولية المستوردة من الاتحاد الأوروبي: "سندافع عن مصالحنا. لقد قلنا ذلك وأظهرناه، ولكن في الوقت نفسه، أود التأكيد على انفتاحنا على المفاوضات".
وأضافت فون دير لاين، أن أوروبا تتطلع إلى تعميق علاقاتها التجارية مع جنوب إفريقيا، التي تُعد بالفعل أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في إفريقيا جنوب الصحراء.
وقالت دير لاين، وهي تجلس إلى جانب رامافوزا: "نريد تعزيز وتنويع سلاسل التوريد لدينا، ولكننا نريد القيام بذلك بالتعاون معكم"، واصفة ذلك بأنه فصل جديد في علاقاتهما، وأشارت إلى جنوب إفريقيا كشريك موثوق، وقالت: "يُكن كلا الجانبين احترامًا كبيرًا للاستقرار والقدرة على التنبؤ والموثوقية".
من جانبه، أكد رامافوزا أن القمة جاءت في وقت يتزايد فيه عدم اليقين العالمي. وقد شعر كل من الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا بتأثير الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية.