الثورة نت:
2024-07-06@11:47:46 GMT

الدفاع عن السفن

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

هكذا أصبح نظام مجلس الأمن الدولي ومن خلفه الداعم والمسيطر الوحيد أمريكا ، ما جعل الفكرة تنفذ إلى كل أعضاء مجلس الأمن الدولي لأن أمريكا هي صاحبة المشروع وهي المهيمنة ، فقد تقدمت بقرار تحدث عن ما أسموه الدفاع من قبل كل دولة عن سفنها التي تمخر البحار ، وأسقطوا تماماً ثقافة الدفاع عن النفس ، باعتبار أن الثقافة الأمريكية تجعل النفوس مُباحة بالذات إذا كانت عربية وعلى وجه الخصوص فلسطينية ، فالدم الفلسطيني في قاموس أمريكا مُباح بل ومشروع ، بينما السفن محمية ولها شروط خاصة عندما تسير في البحار ، أي نظام هذا؟ وأين ذهب قانون المبادئ والأخلاق والقيم الإنسانية؟ وأين حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها؟! ها هو الأمر ينقلب رأساً على عقب وأصبحنا نتحدث عن حق السفن بعد أن سقط حق الإنسان في الحياة وحقه في العيش والسيادة والاستقلال، وأصبح للسُفن قيمة خاصة مُقابل انتهاك حق وحرمة الإنسان .


هذه هي الثقافة التي أصبحت سائدة اليوم !! ومن يريد أن يستفيد أكثر عليه أن يتابع جلسات مجلس الأمن الدولي ، أقول الدولي تجاوزاً أما الحقيقة فقد تحول إلى مجلس الأمن الأمريكي ، فهي التي ترى أن ذبح أبناء غزة أعمال إنسانية وبقاءهم على وجه الحياة أعمال شيطانية ، هذا هو توصيف بلينكن للحقوق والحريات، ففي ما كان يسرح ويمرح في الأراضي المحتلة وأصوات المدافع والصواريخ تدوي في السماء من خلفه، كان الناطق باسم الخارجية الأمريكية يقول إن أمريكا لا توافق على إيقاف إطلاق النار في غزة إلا بعد أن تتحقق أهداف الكيان الصهيوني ، ألم أقل لكم أن الحياة تغيرت والقوانين تبدلت وأصبحت لغة القوة هي السائدة وهي الشيء الذي يحظى باحترام أمريكا ومن سار في فلكها !! والغريب أننا نسمع أشخاصاً في غزة وفي الدول المحيطة بها لا يزالون يراهنون على المجتمع الدولي وعلى مجلس الأمن وعلى أمريكا بالذات، وهم يعلمون علم اليقين أن تل أبيب هي واشنطن وواشنطن هي تل أبيب ، وإذا انحدر الموضوع قليلاً فيضاف إليهم لندن وبرلين وباريس، كل هذه الدول تخدم غاية واحدة وهي حماية الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين العربية المحتلة ، أقول الكيان الصهيوني وفق التوصيف الذي وضعه وزراء الإعلام العرب عندما اجتمعوا في الكويت عام 1975م، فلقد حددوا في نفس المؤتمر المصطلحات التي يجب أن يعتمدها الإعلام العربي والإسلامي لهدف نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني ، فكان القرار بأن تُحذف دولة ما يُسمى بإسرائيل من كل الأدبيات وتحل محلها عبارة الكيان الصهيوني الغاصب ، لكن الأمور والأحوال تبدلت بعد مبادرة كمب ديفيد وبدأ التطبيع منذ تلك اللحظة يسري كسريان النار في الهشيم ، حتى مجلس مقاطعة البضائع الصهيونية الذي كان مقره في دمشق وكان يعقد اجتماعات دورية يحضره ضباط الارتباط من كل الدول العربية ، هذا المكتب أزالوه من الوجود وانمحى أثره بفعل الضغط الأمريكي من قبل أوروبا ، لأنهم كانوا يدركون ما معنى أن تتحول المقاطعة إلى قرار عربي شامل ودوره في إسناد القضية العادلة للشعب الفلسطيني ، لذلك ركزوا عليه حتى تم إسقاطه وكانت مصر هي السباقة في هذا الجانب، فلقد مارست الفعل في العلن بعد أن طبعت مع الكيان الصهيوني ، بينما كانت دول الخليج تمارس نفس الأسلوب في السر وجاءت قنوات الإفك ممثلة في الجزيرة والعربية والحدث وكل القنوات المدجنة لتفرض هذه القاعدة وتحولها إلى أمر واقع ، للأسف الشديد بدأت تتداولها حتى وسائل إعلام محور المقاومة غير مُدركين لخطورتها ودورها في تمييع الحق العربي وإسقاط لاءات المقاطعة التي وضعت مُنذ عقود .
كل هذه العوامل لاشك أنها تضعنا أمام حقيقة هامة تؤكد أهمية ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية ودورها البارز في عودة ثقافة المقاطعة الحقيقية إلى الواجهة واستبدال تلك المصطلحات الزائفة التي دفعت عرب الجنسية إلى السباق على التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني لضمان حماية أمريكا ووضعتها في المحور المواجه للحق العربي .
وعليه فإننا نخاطب كل الشرفاء في الوطن العربي والأمة الإسلامية بأن يسقطوا تماماً من حساباتهم الرهان على ما يسمى بمجلس الأمن الدولي ويعتبروا هذا الكيان مجرد خطيئة من خطايا التنظير البشري الذي فشل تماماً في إيجاد ضوابط تحمي الإنسان من نفسه وتحمي الدول من ذاتها، وبالتالي لابد أن يبحث العالم بالذات في العالم الثالث عن نظام جديد قادر على حماية الضعيف من القوي ، ونصرة المظلوم من الظالم ، هذا إذا كُنا نريد للحياة أن تستمر ويستمر عطاؤها ، لا أن نركن إلى ما يُسمى بتحالفات الازدهار والرخاء فهي مصدر للخراب والدمار .
أقول قولي هذا وأسال الله أن ينصر الحق ويخذل الباطل ، إنه على ما يشاء قدير ، وهو من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة

وفي المؤتمر، أكد وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، علي حسين الديلمي، أن مجلس الأمن أصبح إدارة من إدارات الخارجية الأمريكية، ومستمر في إصدار القرارات التي لا علاقة لها لا بالمجلس ولا بالجمعية العامة للأمم المتحدة التي لا تقدر إيقاف أي قرار يتم اتخاذه من قبل مجلس الأمن.

وقال "مجلس الأمن مع الأسف الشديد الذي مهمته إحلال الأمن والسلم الدوليين، أصبح جزءاً من المشكلة وليس من الحل، لأنه يعمل على إذكاء الصراعات في مختلف أنحاء العالم".

وتطرق إلى قرار مجلس الأمن رقم "2739 " الخاص باليمن وتجديد إدانته للضربات اليمنية في البحر الأحمر دون أن يكلف نفسه باستنكار جرائم كيان العدو الصهيوني وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والتي هي السبب الرئيسي للضربات اليمنية على السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة في البحر الأحمر.

وجددّ الوزير الديلمي، التأكيد على أن مجلس الأمن في جلسته الأخيرة حول اليمن كان انحيازه واضحاً وهذا ليس بغريب عليه في مثل هذه المواقف التي عانى اليمن خلال الفترة السابقة من عدوان وحصار من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي.

وأضاف "مجلس الأمن يبدي مخاوفه على السفن المتجهة لإسرائيل لكي لا ينقطع شريان الحياة عليهم لكنه لم يبد أي مخاوف تجاه الإبادة الصهيونية للفلسطينيين لأنها لا تهمه ولا تعنيه حياتهم، وهذا هو الإجرام الذي يمارسه المجلس على الشعوب التي تناضل من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها".

وتطرق إلى قرار مجلس الأمن حول اليمن وتأكيده على ضرورة التزام جميع الدول الأعضاء بحظر توريد الأسلحة إلى اليمن، في حين أن الأسلحة التي تُبيد المدنيين في غزة والضفة وتتجه عبر السفن إلى الكيان الصهيوني لابد أن تصل بسلام ولا يقوم أحد باعتراضها وألا تعترضها أو تعرقل وصولها القوات اليمنية، معتبراً ذلك من أكثر الأمور التي تمثل ازدواجية لا أخلاقية ولا إنسانية يمارسها مجلس الأمن والأعضاء الذين صوتوا له.

وعبر وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال، عن الأسف من عدم وجود من ينتفض للفلسطينيين في مجلس الأمن حتى للتنديد بجرائم الصهاينة .. مضيفاً "الأدهى أن هذا المجلس يهدد من يساند الفلسطينيين بصدور قرارات وعقوبات ضد كل من يشعر بالإنسانية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني ومن يسانده ويناصره في محنته".

وأفاد بأن قرار مجلس الأمن بشأن اليمن دعا إلى توخي الحذر وضبط النفس في ضربات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، بينما لم يدع إسرائيل إلى ضبط نفس أو توخي الحذر.

ولفت الديلمي إلى أن المجلس يُمارس دور الشرطي وحارس أمن للكيان الصهيوني ليصول ويجول في المنطقة بكل حرية وإجرام، وسيعمل على حمايته من أي تهديد أو مساندة للشعب الفلسطيني وسيصدر قرارات ويعقد جلسات ويستصدار عقوبات ضد المقاومة التي تُناضل من أجل الحرية والاستقلال في المنطقة.

كما أكد أن أعضاء مجلس الأمن الذين صوتوا على قرار التنديد لضربات القوات اليمنية في البحر الأحمر، يقدّمون الولاء للكيان الصهيوني ويؤكدون عدم تخليهم عنه .. معتبراَ ذلك وصمة عار في جبين وتاريخ الدول التي صوّتت على القرار وأنها خيانة لمسؤوليتهم الملقاة على عاتقهم إزاء الانتهاكات والإجرام الذي ترتكبه إسرائيل.

وأوضح الوزير الديلمي، أن مجلس الأمن والوكلات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة يتم اختراقها دون اتخاذ أي إجراءات حيال ذلك، خاصة من قبل موظفي السفارة الأمريكية والذين ينتقلون بين منظمات الأمم المتحدة بكل سهولة.

وقال "المهمة أصبحت صعبة في حصول الإنسان على الإنصاف وعدم الانحياز، لأنه أصبح علينا الحذر من الاختراق، كون الأمم المتحدة ساهمت في تشويه منظمات حقوق الإنسان والسماح لأمريكا بالتحكم والسيطرة عليها، وأصبحت في ذات الوقت ضمن أوراق الضغط التي تمارسها على الجميع".

وذكر وزير حقوق الإنسان بحكومة تصريف الأعمال، أن المخاوف تتضاعف نتيجة عدم إنصاف مجلس الأمن لما يتم ارتكابه من جرائم دموية في غزة وفلسطين، معبراً عن الأسف لانعقاد المجلس لإيقاف القوات اليمنية عن مساندة فلسطين والوقوف مع الجلاد والمجرم.

وأكد أن مجلس الأمن في الحقيقة ليس إلا سلاحاً في يد أمريكا توجهه لتدمير كل القوى المقاومة في العالم والتي تبحث عن حريتها وكرامتها واستقلاليتها من الهيمنة الأمريكية .. لافتاً إلى أن الأمم المتحدة التي تقدّم تقارير للمجلس لا يتم تنفيذها وإنما يتعمد تجاهلها بما فيها التقارير المتصلة بجرائم التجويع والجرائم ضد الإنسانية في اليمن وفلسطين. وبين الديلمي أن الأمم المتحدة مع الأسف الشديد أصبحت في موت سريري وكلمة الفصل هي لمجلس الأمن الذي يُعتبر آلية من آليات الخارجية الأمريكية والصهيونية العالمية، لافتاً إلى امتلاك الإدارة الأمريكية لكل صلاحيات وقرارات مجلس الأمن وآلياته وباتت مجيرة لخدمة المشروع الأمريكي والأجندة الصهيونية. وأضاف "سنسعى لإسقاط هذه الحقيقة على المواقف والشواهد والأحداث التي جرت باليمن والمنطقة، خاصة الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن واللغة المتناغمة التي صدرت من المجلس والمنسجمة مع الخطاب الأمريكي، ما يعني أن هناك نكسة في القرار الدولي تستوجب موقفاً دولياً موحداً للوقوف أمام المصادرة السافرة لآليات المجلس والآليات الدولية". ودعا إلى إيجاد تكتلات إنسانية في أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب أمريكا لحماية حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، مشدداً على ضرورة إصلاح المنظومة الأممية التي أصبحت عائقاً أمام إحلال السلم والأمن الدوليين. وفي معرض رده على سؤال مندوب وكالة الأنباء اليمنية سبأ - بشأن دور كل من روسيا والصين كدولتين عضويتين دائمتين في مجلس الأمن حول القرارات التي يصدرها مجلس الأمن، أثنى وزير حقوق الإنسان على روسيا والصين في الامتناع عن التصويت في معظم قرارات مجلس الأمن وتعطيلها. وأعرب عن الأمل في أن تكون مواقف روسيا والصين منحازة للإنسانية وتعبر عن الموقف الإنساني الذي يخدم البشرية في مختلف دول أنحاء العالم. حضر المؤتمر وكيل وزارة حقوق الإنسان علي صالح تيسير ومديرا التخطيط والرؤية الوطنية بوزارة حقوق الإنسان الدكتور عارف العامري والمنظمات والتقارير الدولية إبراهيم الحبيشي والناطق الرسمي للوزارة سند الصيادي.

مقالات مشابهة

  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • على خلفية عسكرة واشنطن للبحر الأحمر.. أسعار شحن الحاويات ترتفع 40%
  • هزات متواصلة للاقتصاد الصهيوني.. العمليات النوعية لليمن تؤلم الإسرائيليين
  • أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سورية… الجامعة العربية تطالب بوقف حرب الإبادة في غزة
  • مرصد الأزهر: الكيان الصهيوني شاذ دخيل على الشرق الأوسط غرسته أيادٍ غربية
  • حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة
  • مجلس المستشارين وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب يعززان تعاونهما
  • بنما.. التوقيع على اتفاقية لتعزيز التعاون بين مجلس المستشارين وبرلمان أمريكا اللاتينية والكراييب 
  • واشنطن تتسبب بارتفاع أسعار شحن الحاويات 40%