الثورة نت:
2025-02-23@18:18:17 GMT

2023.. عام “طوفان الأقصى”…”طوفان صنعاء”

تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT

 

 

أرّخت الأمم والشعوب لأيّامها ولأعوامها بأهم الحوادث التي كانت تقع في ذلك العام، ومن هنا عرفنا أعواماً مثل عام الفيل وعام الثورة، وعام الرّمادة، وعام الفتح، وعام الطاعون، وعام الثلجة، وعام الجراد، وعام النكبة…الخ، وتداول الناس أسماء تلك الأعوام حتى غلبت على التاريخ الرقمي قبل الترقيم وبعد الترقيم… وحُقَّ لعام 2023 أن يتشرّف بحمل اسم “عام الطوفان” ، ولو أننا اعتبرنا “طوفان الأقصى” الحدث الأهم في تاريخ شعبنا منذ سبعة عقود لما كنّا تجاوزنا الحقيقة، وعليه فليس بكثير أن نسمّي العام المنصرم بعام “طوفان الأقصى” أو عام “الطوفان”.

. وحتى القرآن العظيم جعل من الطوفان تاريخاً لما قبله ولما بعده، وفرقاناً بين أمة ركبت سفينة “نوح” فنجت، وأمّة تخلّفت عن الركوب فأغرقت وهلكت غير مأسوف عليها..
“طوفان الأقصى” بحق هو “السفينة” التي أحكم الله صناعتها على عينه بأيدي المجاهدين الصادقين وعلى مدى سنوات طوال كان همّهم ودأبهم أن يصنعوها، وإذا كان نبي الله “نوح” (عيه السلام) قد صنعها في محيط من السخرية والتندّر والاستهزاء، فإنّ رجال الله صنعوا سفينتهم في محيط من القتل والقصف والتدمير والحصار والتجويع وحتى التشكيك..
“طوفان الأقصى” كشف عن مخزون الإرث الإيماني، والإرادة، والقدرة، والاستعداد للتضحية، والتفوّق الأخلاقي والقيمي والعلمي والإنساني للشعب الفلسطيني، وتوثبه لصناعة الحياة الحرّة الكريمة، وصبره، وتحمّله، ووعيه وبصيرته، وكيف أنّه رغم الاحتلال وما يمثّله من مصائب وقهر وظلم واستكبار، إلّا أنه في معركة الوجود، كان الأجدر، والأقدر…
“طوفان الأقصى” كشف أكثر عن حجم القبح والإجرام والكراهية، واللّاإنسانية الذي عبّرت عنه المجازر الجماعية وحرب الإبادة التي قام بها الاحتلال الصهيوأمريكي اليهودي في فلسطين والمنطقة، فأمريكا وإسرائيل قبحٌ محض، وإجرامٌ محض، وشرُّ محض، وقد استطاع “طوفان الأقصى” أن يعرّي هذه المنظومة التي فرضت هيمنتها على أكثر دول العالم، وقدّمت أطروحة “نهاية التاريخ” و “صراع الحضارات” باعتبار أنّها العالم الجديد الذي ورث العالم القديم التاريخي، وأنّ حضارتها هي الأجدر بالبقاء والسيادة، وافتراض سحق سائر الثقافات وأولها وأخطرها الثقافة الإسلامية ودول الحوض الإسلامي الكبير..
فجاء “طوفان الأقصى” ليكشف عن هول الهمجية والتخلّف والتحلّل والإجرام والدموية التي كوّنت وأسّست لهذه الحضارة الفاوستية التي باعت روحها للشيطان من أول يوم، وأنّ عالماً يقوده هذا المشروع الشيطاني الذي تعتبر أمريكا وأوروبا مركزاً له، ويعدّ نفسه مركزاً للعالم، لن يستقر أبداً وسيبقى في حالة فوضى واضطراب وفساد، حتى تسقط مقولته التي تدّعي المركزية، وحتى يركل ويزاح عن كرسي القيادة وموقع القطبية التي اغتصبها بالدم والنار والحديد، وإبادة الشعوب ونهبها، ومصادرة حريتها وكرامتها.
“طوفان الأقصى” وضع البشرية كلّها من جديد أمام امتحان إنسانيتها، وما معنى أن تقف على مفترق الحق والباطل لتختار أي النهجين تسلك، وإلى أي المعسكرين تنحاز، وتحت أيٍّ من الرايتين تقف، حيث لا وقت لتأجيل الإجابة..
“طوفان الأقصى” منح أملاً جديداً، وأفقاً واسعاً، وعبّد طريقاً مستقيماً للفقراء والمستضعفين، وقدّم برهاناً قاطعاً وحجّة بالغة على يقينية وراثتهم وتمكينهم، وأنّه قطعي الثبوت قطعي الدلالة على هذه الحتمية القرآنية، ولقد رأى الناس هذه الآية الربّانية كأبصر ما تكون الآية، ليس بينهم وبينها حجاب، وكالعادة انقسم الناس عليها فمنهم من صدّق وآمن ومنهم من كذّب وكفر، وهذه سُنّة الله في الذين خلوا من قبل..
صدّق وآمن بها المجاهدون فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون..
وكذّب وكفر بها المنافقون أولياء إخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا بغيظهم وهم كافرون..
“طوفان الأقصى” مشهد من مشاهد الحشر لليهود على طريق إجلائهم من كل فلسطين، كما كان مشهد إجلاء بني قينقاع وبني النضير في المدينة مقدمة لإجلائهم جميعاً من المدينة ثم من جزيرة العرب..
لقد كان إجلاء اليهود ممّا يسمّى “غلاف غزة” بهذا الشكل الذي شهده العالم أجمع، وما كان أحدٌ يظن إمكانية ذلك في حق كيان زعموا أنّ جيشه لا يُقهر : { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}الحشر:2
وهذه بشرى ترتقي إلى مرتبة اليقين وقد أبصرنا مقدماتها تتحقق ونحن موقنين بتحقيق خواتيمها كما كان الأمر في الأولى.
– “طوفتن الأقصى” كشف الغطاء عن مواقف الجميع تجاه فلسطين، الناصرين والخاذلين، المتقدّمين والمتأخرين، الصادقين والكاذبين، المجاهدين والقاعدين، وكأنّه مشهدٌ من مشاهد يوم القيامة حيث تُبلى السّرائر، وحيث لا تخفى خافية، وحيث ينظر المرء ما قدّمت يداه، وحيث تثقل موازين وتخف أخرى، وكأنّه الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة، خافضةٌ رافعة..
– “طوفان الأقصى” يوم من أيام “الغرباء المستضعفين” ألان الله لهم الحديد، وكان يدهم في التسديد، هداهم بالكتاب وسخّر لهم الأسباب، وأجرى لهم السحاب، وفتح لهم الأبواب، ونصرهم على (الأحزاب).
– “طوفان الأقصى” هدى الله إليه من أراد به خيرا، وأضلّ عنه من تدنّس بعار موالاة اليهود والنصارى، فكأنّه الفرقان بين الهدى والضلال، والصدق والبهتان، ومرّة بعد أخرى وإزاء كل امتحان، يجيء أهل اليمن في طليعة الناس وقد جعلهم الله أئمة في طريق الحق يهدون بأمره لمّا صبروا وكانوا بآياته يوقنون، لا يضرّهم من خالفهم، ولا من خذلهم، ولا من حاربهم، ولسان حالهم ومقالهم يقول لقائدهم علم الهدى كما قال أسلافهم من الأنصار لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “اظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، واعطنا ما شئت، وما أمرت فيه من أمر، فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك، والله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، إنّا لصدق في الحرب، صبر عند اللقاء”.
ولو لم يكن من بركات “طوفان الأقصى” إلّا ظهور موقف اليمن (قائداً وشعباً وجيشاً) على كل المواقف، لكان ذلك كافياً، فكيف وقد صنع ما صنع وما سيصنع في هذه الأمّة وفي العالم أجمع…
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} يوسف:21
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية – وكاتب وباحث

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى


كما يؤكدان أن الشهيد يحيى السنوار كان قد رفض لقاء الأميركيين حتى لا يضعف السلطة الفلسطينية، ورفض أيضا عرض إقامة دولة في غزة، والذي قدمه الأميركيون.

وعن الأجواء التي سبقت "طوفان الأقصى" في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يكشف البرغوثي أن السنوار (أبو إبراهيم) بدأ في خطة تمويه، من خلال دفع العمال إلى داخل إسرائيل ليظهر أن الوضع طبيعي، وذهب إلى المصريين لتطوير التجارة، وجمع كل عناصر الدعوة قبل يوم من "طوفان الأقصى". كما أقدم الشهيد على حل قوة النخبة ودمجها في كتائب القسام، وأعلن عن ذلك بشكل واضح.

خطة تمويه

ويعترف مرداوي أن "لا دولة نجحت في رصد خطط السنوار لطوفان الأقصى" مشيرا إلى أنه شخصيا استغرب من بعض الإجراءات ومنها إعادة تقليص المجلس العسكري.

ووضع السنوار وبقية القيادة الإجراءات العملية قيد السرية التامة -كما يضيف مرداوي- ومن ذلك التدريب على الطيران المظلي، حيث فتحوا شركة وسمح للناس أن يشاركوا فيها، لكنهم رفعوا السعر كثيرا، لأن التدريب كان مخصصا لعناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ويؤكد البرغوثي أن "كتائب القسام كانت متأكدة من نجاح معركة طوفان الأقصى بنسبة 100%" لأنه كانت بحوزتها لوائح بالاعتقال وبمواقع الضباط والجنود، ويقول البرغوثي إن الذي تفاجأ هو الاحتلال الذي لا يزال يتكتم على معلومات بشأن التخطيط لهذه العملية العسكرية حتى الآن.

إعلان

ويؤكد ضيفا برنامج "شاهد على العصر" أن طوفان الأقصى "سيغير وجه العالم، وأنه أسقط منظومة الغرب الذي كان يتغنى بالإنسانية والديمقراطية والحرية، وأدى إلى دخول الاحتلال في مسار التفكك الداخلي".

ومن جهة أخرى، يؤكد قياديا حماس -في شهادتيهما الخامسة لبرنامج "شاهد على العصر"- أن الشهيد السنوار كان قد رفض لقاء الأميركيين حتى لا يضعف السلطة الفلسطينية، ورفض عرض إقامة دولة في غزة.

وكشفا أن "جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض سابقا طلب -عبر دولة عربية- لقاء قادة حماس ولكنها رفضت".

وحول هذا الموضوع، يقول مرداوي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يهدف من خلال "صفقة القرن" -التي عرضها خلال فترة رئاسته الأولى- إلى عزل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي كان "خصما سياسيا لحماس ويعارضها في كل المسارات ويطبق عليها الحصار في بعض الجوانب".

ورفضت حماس والسنوار الجلوس إلى الأميركيين، ممثلين بكوشنر وموفد آخر للشرق الأوسط (لم يذكر مرداوي اسمه) وكان السبب أن "حماس لم تكن ترغب في إضعاف موقف السلطة" وأنها تضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل الاعتبارات. ويشدد القيادي الفلسطيني على أن حماس تسعى إلى تغيير مواقف السلطة الفلسطينية لكن دون تدخل خارجي.

ووفق البرغوثي، فقد كانت مصلحة حماس في تلك الفترة تقتضي التقارب مع السلطة الفلسطينية، لأنها رأت أن "صفقة القرن" التي طرحها ترامب هدفها ضرب القضية الفلسطينية، مؤكدا أن حماس مستعدة دوما للتقارب مع السلطة، رغم أنها "لم تكترث بحل مشاكل غزة" رغم حرب الإبادة التي تعرضت لها.

دولة غزة

ومن جهة أخرى، يؤكد القياديان في حماس -في شهادتيهما- ما تردد من وجود عرض قدم للسنوار بأن يتولى رئاسة غزة مقابل رفع الحصار على القطاع.

ويكشف مرداوي أن "حماس عرض عليها 10 مليارات دولار لقبول اقتراح الدولة بغزة، ولكن الرفض كان حاسما" ويوضح بهذا السياق أن العرض قدمه الأميركيون عبر وسطاء قريبين من ألمانيا، وكان ذلك بين عامي 2017 و2018. وكان يقضي أيضا بـ"جمع صواريخ حماس الثقيلة في قطاع غزة، وتبدأ غزة بإقامة دولة ثم تأتي المفاوضات".

إعلان

وفي نفس السياق، يؤكد قياديا حماس أن رجال مخابرات ووزراء خارجية دول أوروبية تعتبر حماس "منظمة إرهابية" كان يجتمعون مع مسؤوليها عندما يزورون الضفة الغربية، لإدراكهم -حسب البرغوثي- أن حماس ورقة قوية ولا يمكن تجاوزها في أي تفاهم بخصوص القضية الفلسطينية.

وفي مقابل رفضه عرض الأميركيين بإقامة دولة في غزة، كان الشهيد السنوار -كما يكشف مرداوي- يعرض على الفصائل الفلسطينية المختلفة مشاركة حماس في حكم غزة "الوزارات، البلديات.. ما تريدونه.. تفضلوا" لكن الفصائل كانت ترفض.

ويعود القياديان في حماس -في شهادتيهما لبرنامج "شاهد على العصر"- بذاكرتهما إلى معركة "سيف القدس" ودور أبو إبراهيم وبقية القيادات في حماس من أمثال القائد العام لكتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- الشهيد محمد الضيف.

وقد استمرت المعركة من العاشر حتى 21 مايو/أيار 2021، ووجهت خلالها المقاومة الفلسطينية ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس.

ويقول البرغوثي إن حماس والسنوار والضيف قرروا خوض معركة "سيف القدس" بعد رسالة وصلتهم من الفلسطينيين في القدس المحتلة تقول إن الأمر وصل لمرحلة لا تطاق بسبب تدخل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذه المعركة كانت مبشرات لمعركة "طوفان الأقصى"..

وحول أنفاق غزة التي فشل الاحتلال في الوصول إليها، يؤكد مرداوي أن بناءها كان مكتملا تقريبا منذ عام 2018، وهي الأنفاق الهجومية والإستراتيجية وأنفاق التأمين.

وبهذا الصدد يكشف مرداوي أن السنوار كان حريصا على الإشراف على بناء الأنفاق، حتى أن يده انكسرت خلال جولة له إلى داخل الأنفاق الإستراتيجية.

22/2/2025-|آخر تحديث: 22/2/202505:10 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • رفض اممي لنقل مقارها من “صنعاء” الى عدن
  • الفتح يحرز بطولة طوفان الأقصى في عبس
  • غدا “طوفان الوفاء” في وداع سيديّ شهداء الأمة
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • عرض عسكري مهيب لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مدينة زبيد بمحافظة الحديدة
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية المراوعة بالحديدة
  • أخّر “طوفان الأقصى” نصف ساعة.. الضيف تفّوق استخبارياً على إسرائيل
  • شاهد.. كيف وصل وفد من صنعاء الى لبنان للمشاركة في تشييع “نصر الله”..!
  • إعلان إسرائيلي صادم بشأن “طارق صالح”
  • “عقلنا أبطأ مما نعتقد”.. دراسة تكشف الحد الأقصى لسرعة الدماغ البشري!