من «رفاعي الدسوقي» لـ«شادي».. حكاية أبطال ماتوا في الدراما وعاشوا على السوشيال ميديا (تقرير)
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
وفاة شادي، بطل حكاية «ريفو» هو التريند المُتداول على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام، عندما توفي في إحدى حلقات المسلسل، وسبب أهمية وفاة شادي، أنه الشخصية الرئيسية في العمل، ويدور حوله الأحدث، وهو مطرب «ريفو» الذي يشجع جميع أعضاء الفرقة على الاستمرار وعدم التنازل عن حلمهم وهو تأسيس فرقة أغاني في التسعينيات وسط وهج نجومية جميع الفنانين مثل الهضبة وسميرة سعيد ومصطفى قمر وعلي حميدة.
أخبار متعلقة
تعرف على أحداث الجزء الثاني من «ريڤو» لأمير عيد ومواعيد عرضه (تفاصيل)
محمد رمضان عن خناقة جعفر وكارم فتح الله: «تجاوزت مشهد رفاعي الدسوقي وعصام النمر»
صُناع «منعطف خطر» يكشفون لـ«المصرى اليوم» كواليس تصويره : دراما ليست سهلة
و تعلق الجمهور وجدانيًا بشخصية شادي، ولغز وفاته أصبح مُنطلق أحداث مسلسل الجزء الثاني من مسلسل «ريفو»، والجميع يتسائل ما سبب وفاته، مُتمنين معرفة سر رحيله، وأصبح شادي ميتًا ضمن أحداث المسلسل، ولكنه مازال حيًا ومحط الأنظار على مختلف مواقع السوشيال ميديا، واسمه مُحافظًا على مكانه في ساحة «التريند»، وشخصية شادي ليست اولى الشخصيات التي ترحل على الورق في السيناريو لكن يزداد الاهتمام بها على «السوشيال ميديا».
أمير عيد
شخصيات ماتوا على الورق.. و«التريند» أعادهم للحياة
رفاعي الدسوقي.. 2016
شخصية رفاعي الدسوقي، تعد ضمن الشخصيات التي قدمها الفنان محمد رمضان، في مسلسل «الأسطورة» الذي عُرض في موسم رمضان 2016، وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وكان أول عمل يجمع محمد سامي ورمضان معًا، ومشهد وفاة رفاعي الدسوقي، كان الأشهر على السوشيال ميديا لأيام متعددة بعد وفاته، بل ويتداوله الجمهور أحيانًا حتى اليوم، بسبب الطريقة التي قُتل بها التي احتوت على نوعًا من المُبالغة في إطلاق الرصاص، لذلك تفاعل الجمهور مع مشهد قتله.
محمد رمضان
هشام ابن عهد.. 2020
قدم الفنان خالد أنور، أحد أهم أدواره في مسلسل «خيانة عهد» بجانب الفنانة يسرا في 2020، عندما لعب دور ابن عهد الذي توفي، أو قُتل على يد خالته التي لعبت دورها الفنانة حلا شيحة، عندما دفعته بقوة وسقطت رأسه على السلم، وظل مشهد وقاته محل مناقشة الجمهور على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لأيام متواصلة، بسبب الدور المختلف الذي قدمه خالد أنور، فكان المشهد مثل الـ«ماسترسين» للمسلسل كله وليس للفنان خالد أنور فقط.
خالد أنور ويسرا
سيف الخديوي.. 2021
مشهد قتل أحمد العوضي، في مسلسل «اللي مالوش كبير» أحتل مواقع التواصل الاجتماعي لأيام متواصلة، حيث استطاع كسب تعاطف الجمهور على الرغم أن شخصيته «سيف الخديوي» كانت شصخية لات تهتم بتطبيق القانون، ويعمل تاجرًا في السلاح، يرغب الابتعاد عن المهنة، لكن يضطر لمزاولتها، بسبب اعتياده الأمر، وتكوين عداءات كثيرة، حتى أصبحت فكرة الابتعاد عن المهنة صعبة، وفي النهاية نال جزائه الطبيعي وهو القتل.
أحمد العوضي وياسمين عبدالعزيز
سلمى.. 2022
وفاة سلمى، وهي الشخصية التي قدمتها سلمى أبوضيف، في مسلسل «منعطف خطر» كان من ضمن حالات الوفاة التي شغلت السوشيال ميديا أيضًا، خاصةً بعدما اكتشف الجمهور مع اقتراب انتهاء عرض العمل، أنها قُتلت على يد والدها، الدور الذي لعبه الفنان باسم سمرة، ورغم عرض العمل عبر إحدى المنصات الإلكترونية إلا أنه حقق نجاحًا واسعًا، وتفاعل الجمهور معه.
سلمى أبو ضيف
عم ربيع.. 2023
قدم الفنان رشدي الشامي، دور هام في مسلسل «تحت الوصاية» الذي عُرض في رمضان 2023، ومشهد قتله على متن المركب، كان أحد أهم المشاهد التي تفاعل الجمهور وتعاطف معها، حيث لم يتوقع أحدًا أن يموت عم ربيع بهذه الطريقة، وتمنوا لو يظل على قيد الحياة، لأنه كان الشخص الوحيد بالمسلسل الذي يساند منى زكي، ويساعدها على الرغم من ضيق الحال وصعوبة حياتها.
رشدي الشامي ومنى زكي
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين أمير عيد سلمى أبو ضيف محمد رمضان السوشيال ميديا التريند ريفو السوشیال میدیا محمد رمضان فی مسلسل
إقرأ أيضاً:
الدراما الرمضانية والقضية الفلسطينية المنسية
أصبحت الدراما الرمضانية جزءًا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان المبارك، إذ تحرص الفضائيات العربية على عرض مسلسلات جديدة فـي كل موسم، وعلاوة على اجتناء العائد المالي والتسويق التجاري جراء العروض الدرامية، إلا أنها تسهم فـي إثارة الرأي العام العربي، وتخلق عدة تجاذبات بين مؤيد للمادة المعروضة ومعارض لها، ويمكن تلمس ذلك من خلال الآراء المنشورة فـي وسائل التواصل الاجتماعي وأعمدة الصحف والمواقع الإخبارية.
خلال الموسم الرمضاني الجاري بُثت على الشاشات العربية «حوالي 85 مسلسلا تلفزيونيا بمعدل حوالي 40 ساعة درامية يوميا»، بحسب صحيفة «الإمارات اليوم». وتبث المسلسلات حلقاتها عقب الإفطار إلى موعد السحور، وهي المدة التي تستقطب ذروة المشاهدة.
هذا العدد الكبير من المسلسلات تجاهل القضية الفلسطينية حسب التصريحات التي أدلت بها «خبيرة الشؤون العربية» فـي صحيفة «يديعوت احرونوت» سمدار بيري، إذ قامت بفحص محتوى كل مسلسل جديد سيعرض على الشاشات العربية فـي موسم رمضان «الحالي»، لتكتشف أنه لا يوجد مسلسل واحد يتناول «إسرائيل» أو غزة؛ ولا توجد أيضًا مسلسلات تجسّس ضد «العدو الصهيوني»، لتختتم تصريحها بالقول «يجلسون لمشاهدة المسلسلات التلفزيونية - تلك التي لن يتم ذكر إسرائيل فـيها هذا العام على الأرجح».
لم تحظَ تصريحات الكاتبة الإسرائيلية باهتمام الرأي العام العربي المنشغل بالمواد الترفـيهي المعروضة، ولم يطرح أسئلة معمقة عن اختفاء القضية الفلسطينية من شاشة المسلسلات الرمضانية، فهل يكشف ذلك عن تطبيع ثقافـي يُمارس فـي الخفاء، بعد أن كان المجال الثقافـي ممانعا وحائط صد أمام المحاولات الصهيونية للتوغل إلى الوعي الجمعي للمواطن العربي. أم أن هناك تعاونًا من نوع آخر سهّل للكاتبة الإسرائيلية فحص محتويات المسلسلات العربية قبل عرضها فـي شهر رمضان، إذ نُشر مقال سمدار فـي صحيفة أحرونوت يوم 26 من فبراير الماضي، والسؤال الأهم هنا، كيف حصلت على المواد الدرامية؟! هل بالاختراق الإلكتروني؟ أم بالتعاون (الآبراهمي)؟.
عودة إلى القضية الفلسطينية فقد كانت حاضرة فـي الدراما العربية منذ نضوج فكرة إنتاج المسلسلات وتسويقها تلفزيا، ومن خلال محركات البحث (جوجل) نجد بأن فلسطين كانت محورا للدراما العربية، إذ تصدرت سوريا قائمة الدول المنتجة للأفلام التي تتناول المأساة الفلسطينية، ومنها على سبيل الذكر مسلسل «عز الدين القسام» أنتج عام 1981، والذي ألفه الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946-2017) وكتب السيناريو وأخرجه المخرج السوري هيثم حقي (1948)، وكان الإنتاج مشتركا بين دائرة الثقافة والإعلام فـي منظمة التحرير وتلفزيون قطر. وتواصلت الأعمال الدرامية السورية التي تتناول الجرح الفلسطيني الغائر فـي جسد الأمة، ومن تلك المسلسلات «نهارات الدفلى» إنتاج 1995، ومسلسل «أنا القدس» إنتاج 2010، ومسلسل «فـي حضرة الغياب» عن الشاعر محمود درويش، وأهم المسلسلات التي حظيت بمتابعة كبيرة «التغريبة الفلسطينية» من تأليف الكاتب الفلسطيني وليد سيف (1948) وإخراج المخرج السوري الراحل حاتم علي (1962- 2020) وأُنتِج المسلسل عام 2004. فـي العام الذي شهد أيضا إنتاج مسلسل سوري آخر بعنوان (عائد إلى حيفا) المقتبس من رواية الكاتب والروائي الفلسطيني الشهيد غساني كنفاني (1936-1972).
لكن يبقى مسلسل «رأفت الهجان» أحد أهم الأعمال الدرامية التي نالت إعجاب المشاهدين عند عرضه للمرة الأولى عام 1988، والمسلسل المعروض على ثلاثة أجزاء، مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وألفه الكاتب المصري صالح مرسي (1929-1996)، وأخرجه يحيى العلمي (1941-2002). يتناول المسلسل شخصية الجاسوس المصري فـي إسرائيل رفعت علي سليمان الجمال (1927-1982) المتخفـي باسم جاك بيتون، ومثل دوره الممثل المصري محمود عبد العزيز (1946-2016). وقد رسخ المسلسل فـي نفوس متابعيه الشعور بالاعتزاز بالذات العربية وتأصيل فكرة الصراع مع المحتل الصهيوني وإمكانية اختراق أجهزته الاستخباراتية.
نأمل من صُناع المواد الدرامية المساهمة فـي المقاومة الثقافـية وتسخير كافة الوسائل فـي الدفاع عن الحق الفلسطيني، وترسيخ الوعي باستعادة الأراضي المحتلة، وفضح ممارسات الإبادة الجماعية والقتل المستمر والتنكيل بالشعب الفلسطيني.
ومثلما سخّر اليهود الدرامية والأعمال الأدبية وغيرها من وسائل التعبير لإحياء الذاكرة (بالهولكوست) وتذكير أوروبا بجرائمها تجاه اليهود، فإنا بحاجة إلى تذكير المشاهد العربي بما يجري ويشاهده على أرض الواقع، لكيلا لا تغيب فلسطين عن وجدان الضمير الإنساني الحي.