كشفت خلود الدحدوح آخر الأبناء الناجين للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، تفاصيل استهداف منزل أسرتها ما أدى إلى استشهاد معظم أفراد الأسرة، قائلة: "كنا في نفس البيت، وتحديدا في الساعة السابعة والنصف موعد إفطار أمي، فهي تصوم منذ بداية الحرب، وتقول حتى أكون صائمة عندما أستشهد".

ربنا يكتب الخير للجميع.. تعليق خطيبة محمد العمروسي السابقة على ارتباطه بمي فاروق "البريد" يوقع اتفاقية تعاون مع نظيره العُماني لتطوير الخدمات اللوجستية بين البلدين أمي استشهدت وهي صائمة وتصلي 

وأضاف الدحدوح، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور": "أمي استشهدت وهي صائمة وتصلي وكانت ساجدة أيضا، أمي ارتاحت ولم تتعذب ولم ترَ شيئا سيئا عشناه بعد استشهادها".

أقول الحمد لله إن أمي ليست موجودة

وتابعت آخر الأبناء الناجين للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح: "أقول الحمد لله إن أمي ليست موجودة في كل موقف صعب نتعرض له مثل النزوح أو يتعرض مكان قريب منا إلى القصف، لأنها لم تكن لتتحمل كل ما يحدث لنا".

استشهاد حمزة

كما تحدثت خلود الدحدوح آخر الأبناء الناجين للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، عن استشهاد شقيقها حمزة، قائلة: "هو شقيقي الأكبر، وبعدما استشهدت أمي وشقيقي وأختي وابن اختي صار كل شيء متوقعا، كان صدمة مختلفة ومنذ ذلك الحين لم أعد أشعر بالأمان".

وأضاف "وقع الحادث في بداية شارع البيت الذي نسكن فيه، جهزنا الفطور لأخي وكان قد انتهى من التصوير، وجهزنا كل شيء، وسمعنا صوت ضربة كانت عالية جدا، وانتقلنا إلى موقع الحادث لمعرفة ما يحدث".

وتابعت "طلعت السطح وقمت بتصوير الناس والسيارة وأقول يا رب استرها وعندما أغلقت التصوير شعرت بأن ثمة نظرات غريبة والكل يصعد إلى شقتنا وعندما سألت عما حدث لم يجبني أحد، فقالوا لي إن أحدا من الدار المجاور لنا استشهد فذهب أخي الصغير إلى مكان الحادث، وارتديت ملابس الصلاة هرولت مسرعة وراءه حتى أسحبه من هناك خشية قصفة ثانية، ولكن صاحب شقيقي قال لنا إن حمزة استشهد".

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: خلود الدحدوح

إقرأ أيضاً:

عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير

عمّان – وسط تفاعل لافت، عُرض الفيلم الوثائقي "عباس 36" من إنتاج الجزيرة الوثائقية للمخرجة مروة جبارة، والمخرجة المشاركة نضال رافع، في عرضين متتاليين بالأردن خلال الأسبوع الماضي، كان الأول في جمعية وعد الثقافية في محافظة العاصمة عمان والثاني في مساحة زوايا في محافظة إربد.

وجرى بعد العرض الأول حوار ومناقشة حول الفيلم بحضور إحدى الشخصيات الرئيسية فيه دينا أبو غيدا، كما نُظم بعد العرض الثاني حوار بحضور صانع الأفلام سائد العاروري والذي قام بأعمال المونتاج للفيلم، وشاركت أبو غيدا في الحوار عبر تقنية زووم، وأدارت الحوارين الصحفية شروق طومار.

وشهد العرضان تفاعلا كبيرا بين طاقم العمل والجمهور الذي شكل الشباب نسبة كبيرة منه، بصورة أظهرت اهتمام هذه الفئة بالبقاء على مقربة من حكايات النكبة وتهجير الشعب الفلسطيني، كما أظهرت وعيا بأهمية نقل هذه الحكايات بين الأجيال لتكرس لديهم فهم التاريخ وتعزز التمسك بحق العودة.

ثلاثية النكبة والتهجير

يتناول "عباس 36" ثلاثية النكبة والتهجير والعودة بمعالجة مبتكرة من خلال رواية قصة منزل فلسطيني في شارع عباس بحيفا، سكنته عائلتان فلسطينيتان في فترتين تاريخيتين مختلفتين، ومرافقة ابنة العائلة التي تسكنه حاليا في رحلة البحث عن أصحاب البيت الأصليين وزيارتهم في مناسبات عائلية وأخرى وطنية لبناء سرد متماسك لقصة هذا البيت، الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه في الواقع ليس مجرد جدران وسقف، بل هو شاهد على نكبة شعب وذاكرة أجيال لا تمحى بالبعد أو التقادم.

إعلان

ويحكي الفيلم قصة عائلة أبو غيدا، العائلة الأرستقراطية التي بنت المنزل وسكنته حتى عام 1948، قبل أن تجبرها العصابات الصهيونية على مغادرة حيفا تحت التهديد والسلاح، ضمن واحدة من أكبر حملات التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون خلال النكبة. ومنذ ذلك الحين، تشتت أفراد العائلة في منافي 17 بلدا، لكنهم حملوا معهم العلم والكرامة ووعيا عميقا بالهوية والانتماء، وإصرارا كبيرا على النهوض والنجاح.

وبعد النكبة، سكنت البيت عائلة يهودية مهاجرة من النمسا، ثم باعته لاحقا لعائلة فلسطينية جديدة هي عائلة رافع. وهنا تبدأ الحكاية الثانية في الفيلم، حيث نتابع سيرة علي رافع، الذي فقد والده في النكبة، وزوجته سارة جودة، المنحدرة من القدس والتي تنتمي لعائلة تتولى حفظ مفتاح كنيسة القيامة منذ قرون. فالزوجان، رغم كونهما مالكي البيت، لم ينسيا أبدا أن لهذا البيت أصحابا شرعيين طُردوا منه قسرا.

دينا أبو غيدا تصف مشاعرها عندما زارت بيت عائلتها في حيفا لأول مرة (الجزيرة) استعادة الذاكرة

ويتتبع الفيلم خطّين سرديين متوازيين ومتقاطعين: الأول عبر رحلة نضال رافع، ابنة سارة وعلي، التي تسعى لاكتشاف العائلة التي بنت البيت وسكنته قبل عائلتها، والثاني عبر رحلة دينا أبو غيدا، حفيدة أصحاب البيت الأصليين، التي تحاول استعادة ذاكرة عائلتها المرتبطة بهذا المكان، وهي لاجئة تنقلت ما بين سوريا ولبنان وأميركا والأردن، تحمل معها حنينا عميقا إلى بيت الجدّ، ورغبة في تحقيق العودة، ولو رمزية، إلى الوطن.

واستذكرت دينا أبو غيدا خلال الحوار الذي أعقب العرضين أجواء تصوير الفيلم والمشاعر المختلطة التي كانت تشعر بها كلما زارت بيت عائلتها التي اقتلعت منه، في حين تسكنه اليوم عائلات أخرى، ووصفت قسوة الشعور بالغربة عن بيت هو في الأصل بيتها لكنها اليوم لا تعرف الطريق المؤدية إلى غرفه ومرافقه.

إعلان

وقالت أبو غيدا إن التمسك بحق العودة من المهم أن يقترن بممارسات على أرض الواقع وألا يقتصر فقط على التذكير المستمر بهذا الحق على أهمية حفظ الذاكرة، وأن هذه الممارسات قد تختلف من شخص لآخر وفقا لما يتوفر لديهم من إمكانيات، لكن المهم هو استخدام جميع الأدوات المتاحة التي يمكن أن تشكل خطوات، ولو كانت رمزية، على طريق العودة.

وتحدث المخرج وصانع الأفلام سائد العاروي عن تجربته كأحد أفراد فريق العمل في الفيلم حيث قام بأعمال المونتاج، قائلا إن مونتاج هذا العمل لم يكن مجرد ترتيب للقطات، بل محاولة لإعادة جمع ذاكرة لعائلتين تمثلان شعبا بأكمله، وكان علينا أن نمنح للبيت نبضا إنسانيا، وأن نُظهر كيف يمكن لمكان أن يكون رمزا للتهجير والبقاء والتمسك بالعودة في آن.

جانب من الحضور في العرض الأول (الجزيرة)

وأشار العاروري إلى ضرورة أن يستمر الحراك السينمائي الموجه لتوثيق القضية الفلسطينية وإلى أهمية ذلك في بناء السردية الفلسطينية المضادة لسردية الاحتلال، قائلا إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية واحدة لكن قصص معاناة هذا الشعب لا تنتهي لذلك ينبغي ألا تنتهي الأعمال التي تحكي تلك القصص.

وعقبت شروق طومار مديرة الحوار في نهايته قائلة إن "عباس 36" يقدم عرضا بصريا وتوثيقيا غنيا بصور قديمة، رسائل مكتوبة، وثائق رسمية تفصّل مراحل بناء البيت، ومشاهد إنسانية مليئة بالعواطف والرسائل، فهو يعرض مشاهد لأفراد عائلة رافع الذين يحرصون في كل مناسبة على رواية قصة النكبة وقصة أصحاب البيت الأصليين للجيل الجديد من أبناء العائلة، كما يعرض مشاهد لأفراد عائلة أبو غيدا في الشتات وهم يشمّون تراب حيفا أو يلمسون أغصان زيتون منها، في محاولات لاستعادة الاتصال مع الأرض والوطن.

والأهم، أن الفيلم يُظهر كيف يتحوّل البيت إلى رمز أكبر من مجرد عقار. فهو مساحة للذاكرة، والتاريخ، والألم المشترك. ويرصد تقاطعات المصير بين من بقي في الوطن ومن شُرّد عنه، ويؤكد أن الاحتلال قد يغيّر الخارطة، لكنه لا يستطيع محو الذاكرة أو كسر ارتباط الفلسطيني بأرضه وبيته.

مقالات مشابهة

  • استشهاد شاب فلسطيني بإطلاق للنار في النقب
  • كارثة ميناء بندر عباس.. تفاصيل انفجار مدمر يهز إيران وخسائر بشرية جسيمة
  • 11.9 مليون ملف تعريفي تروي قصصاً لإنقاذ المرضى
  • الحكومة الإيرانية تكشف تفاصيل عن انفجار ميناء "شهيد رجائي" جنوبي البلاد
  • تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني مع وزير خارجية النرويج
  • مات وحيداً ومكالمة أخيرة مؤلمة.. تفاصيل تُكشف لأول مرة عن وفاة صبحي عطري
  • أسرتها رفضت تزويجها لحبيبها.. فتاة تنهي حياتها شنقا بـ"إيشارب" في البدرشين
  • فتاة تروي العنف الذي تعرضت له من زوجها بسبب الميراث.. فيديو
  • عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير
  • أخبار العالم| استشهاد عشرة فلسطينيين في غارة إسرائيلية بجباليا.. حماس ترفض قرارات المركزي الفلسطيني وتدعو لإعادة بناء منظمة التحرير.. وجولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية