يشكل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الإمارات والهند نموذج للتعاون الدولي البناء لتحفيز الاستثمارات والتجارة البينية والذي توج باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الصديقين وأسهمت بدورها في خلق المزيد من فرص النمو المستدام المشترك لاقتصاد البلدين.

ويعكس زخم الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين قوة العلاقات الثنائية في المجالات كافة ، لا سيما العلاقات الاقتصادية التي تشهد تطورا مستمرا انطلاقا من القواسم المشتركة في الرؤى والاستراتيجيات الهادفة إلى التوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد بكونها قطاعات حيوية تدعم النمو المستدام والتنافسية لاقتصادهما وبما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة في البلدين.

وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند التي تم توقيعها في 18 فبراير 2022 ، أول اتفاقية ثنائية تبرمها الدولة ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية الهادف إلى توسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة مع أسواق ذات أهمية استراتيجية إقليمية وعالمية على خريطة التجارة الدولية، كما كانت الأولى من نوعها التي تبرمها الهند مع دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث من المتوقع أن تساهم الاتفاقية في زيادة التجارة البينية غير النفطية وصولاً إلى 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030.

ويشهد التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات والهند زخماً متواصلاً في مجالات وأنشطة الاقتصاد الدائري والسياحة والطيران وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والتحول الرقمي والنقل وذلك في ضوء شراكتهما الاقتصادية والإمكانات التي تتمتع بها البلدان ورغبتهما المتبادلة في تعزيز أواصر التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بما أسهم في تحفيز النمو الاقتصادي للبلدين وخلق فرص جديدة وواعدة لمجتمعي الأعمال الإماراتي والهندي.

وتبنت الإمارات و الهند عدداً من المبادرات وخطط العمل المشتركة لدعم التوسع بقطاعات الاقتصاد الجديد في أسواقهما وتحفيز نمو أعمال الشركات الناشئة الإماراتية والهندية وتقديم المزيد من المزايا والحوافز لها بما يضمن زيادة نسبة مساهمتها في دعم نمو الناتج المحلي الإجمالي للدولتين.

وتعد الهند من الأسواق الخمسة الكبار المصدرة للسياحة إلى الدولة واستقبلت الإمارات أكثر من 3.1 مليون سائح هندي خلال عام 2022 بزيادة قدرها 900 ألف زائر مقارنةً بعام 2021 فيما تشهد حركة الطيران بين البلدين أكثر من 1800 رحلة شهرياً عبر الناقلات الوطنية الإماراتية لتواصل الإمارات والهند مسيرة النمو المشترك بين الدولتين الصديقتين إذ انعكس تطبيق الاتفاقية على زيادة تدفق التجارة غير النفطية بين البلدين التي سجلت 91 مليار درهم خلال النصف الأول من العام 2023 .

وتجسّد الاتفاقية التاريخية إيمان البلدين المشترك بقوة الانفتاح والتكامل الاقتصادي بما يسهم في تحسين وصول الصادرات الخدمية إلى الأسواق وتسهيل التدفقات الاستثمارية إلى القطاعات الحيوية وتوفير منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة تتيح لها التعاون والتوسع.

وتضمن الشراكة الإماراتية الهندية قدرة البلدين على الاستفادة من الخارطة الاقتصادية العالمية لا سيما الدور المحوري الذي تلعبه قارة آسيا في الخارطة الاقتصادية العالمية. إذ وفقًا لصندوق النقد الدولي ستتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ النمو العالمي في هذا العام بزيادة متوقعة في الناتج المحلي الإجمالي نسبتها 4.6٪. كما تتصدر منطقتا جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا باستثناء الصين العالم في نمو الصادرات والواردات على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتحتضن أسواق الإمارات أكثر من 83 ألف شركة هندية تعمل في مجالات متنوعة فيما تشهد الهند زيادة مستمرة في عدد الشركات الإماراتية التي تنشط في العديد من القطاعات الاستراتيجية ونستهدف خلال المرحلة المقبلة زيادة أعداد الشركات في أسواق البلدين خاصة التي تركز أنشطتها على قطاعات الاقتصاد الجديد، للمساهمة في توفير آلاف من الوظائف المستدامة ودعم جهود التنمية الشاملة.

كما يشكل انضمام الإمارات إلى تحالف “بريكس” والذي تعد الهند أحد مؤسسيه إضافة إلى موقع الدولة المحوري في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا والذي لعبت أبوظبي دوراً مهماً في تدشينه سيسهم في صياغة رؤية جديدة لمستقبل التعاون الثنائي بين البلدين بما يواكب حجم الزخم الكبير والفرص الاقتصادية المتوقعة التي ستحملها هذه التطورات وستعود بالإيجاب على نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدين.

وتواصل الإمارات و الهند تعزيز التعاون تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما والتي توفر العديد من المزايا والحوافز التي يمكن لمجتمعات الأعمال الاستفادة منها لمواصلة النمو والازدهار وخلق مسارات جديدة للشراكة لاسيما في قطاعات التكنولوجيا الصحية والزراعية والتعليمية والمناخية وغيرها من قطاعات الاقتصاد الجديد.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والهجرة يتلقى التهاني الدولية بتوليه منصبه الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بأن الدكتور  بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج تلقى، يوم الخميس الموافق ٤ يوليو ٢٠٢٤، اتصالات هاتفية من كل من السيد "جاسم البديوي" الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسيد " جيورجوس جيرابيتريتيس" وزير خارجية اليونان، والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين، وذلك لتهنئة سيادته بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد.
وأوضح السفير أبو زيد، أن السيد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي استهل الاتصال بتهنئة الوزير د. بدر عبد العاطي بتوليه مهامه الجديدة، معرباً عن تطلعه لاستمرار التعاون والتنسيق الوثيق بين مصر ودول المجلس، والبناء على علاقات الأخوة التي تجمع الدول الشقيقة لتعزيز التضامن العربي وتحقيق الرخاء للشعوب العربية الشقيقة، فضلاً عن مواجهة التحديات العربية المشتركة. ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية والهجرة هذه التهنئة الطيبة، مشدداً على علاقات الأخوة التي تجمع مصر بدول المجلس، وتطلعه لمواصلة التعاون الوثيق مع المجلس لتحقيق المصالح العربية المشتركة.
ومن ناحية أخرى، أكد وزير خارجية اليونان على علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين الصديقين، مهنئاً الوزير بدر عبد العاطي بتوليه مهام منصبه الجديد. كما أعرب "جيرابيتريتيس" عن تطلعه للعمل سوياً مع الوزير عبد العاطي لمواصلة مسيرة تعزيز العلاقات والاستفادة من الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية الأوروبية مؤخراً في تعزيز المصالح المشتركة بما يعود بالنفع على الشعبين المصري واليوناني.

من جانبه، حرص الدكتور بدر عبد العاطي على تأكيد ما توليه مصر من أهمية لعلاقتها الاستراتيجية مع اليونان، وما تمثله الشراكة بين البلدين من نموذج يحتذى به للتعاون في منطقة حوض البحر المتوسط. كما حرص الوزير عبد العاطي على تأكيد حرص مصر على تعزيز مختلف مجالات التعاون مع اليونان، فضلاً عن مواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة. كما شهد الاتصال تناول عدد من مشروعات التعاون الثنائي والتعاون في إطار الآلية الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، وكذلك التشاور حول المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها تطورات الحرب في غزة.
وأختتم السفير أبو زيد تصريحاته مشيراً إلى أن اتصال وزير خارجية البحرين شهد التأكيد على العلاقات الطيبة والمتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، فضلاً عن الحرص المشترك لدى قيادات الدولتين على ترجمة هذه العلاقات الطيبة إلى مزيد من التعاون في شتى المجالات، بما يسهم في تحقيق المزيد من الرخاء للشعبين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الكيني
  • «اقتصادية أبوظبي» تستعرض الفرص الاستثمارية والشراكة مع القطاع الخاص
  • سلام بحث ونائب وزير الاقتصاد الأوكراني في اتفاق شراكة اقتصادية شاملة
  • عبدالله بن زايد يهنئ رونالد لامولا ويبحثان العلاقات بين الإمارات وجنوب أفريقيا
  • اقتصادية أبوظبي تنظم فعاليات النسخة الثالثة من “الملتقى”
  • ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات قوة اقتصادية عالمية فاعلة
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقى التهاني الدولية بتوليه منصبه الجديد
  • "المصرية اللبنانية": تعاون دائم بين مجتمع الأعمال والحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية
  • خبيرة اقتصادية: الوزارات تواجه تحديات كبيرة في مختلف الملفات
  • رئيس الوزراء العراقي والسفير الإماراتي يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين