يبحث مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة مقترحا جديدا من قطر لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، بحسب ما قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء. وأوضحت الهيئة أن تفاصيل المقترح، الذي وصفته بأنه «جديد للغاية»، تشمل عدة بنود أهمها خروج قادة حماس من قطاع غزة وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منه وإطلاق سراح المحتجزين في القطاع على دفعات.


كذلك أشارت إلى أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع سيقدم لمجلس الحرب تقريرا حول آخر المستجدات المتعلقة باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس، بصفته المخول بالتواصل مع الوسطاء في ملف تبادل الأسرى.
حماس تنفي وجود مبادرة
من جانبها قالت حركة حماس إن المبادرة القطرية التي أعلن عنها ليست خبرا حقيقيا، مشيرة إلى أن لا مبادرات مقبولة ما لم تقم أساسا على الوقف الكامل للحرب على غزة. وقالت إن المحتجزين في غزة لن يعودوا أحياء ما لم يستجب نتنياهو لشروطها وهي الوقف الشامل والكامل للحرب، مرحبة بأي مبادرة أو جهد مؤيد لإنهاء الحرب على القطاع.
إلى ذلك دعت محكمة العدل الدولية لعدم الرضوخ للضغط الأميركي، وداعية في الوقت ذاته الإدارة الأميركية إلى التوقف عن سياستها التي تعطل جهود إنهاء الحرب على غزة. بدوره أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن حماس ربما منخرطة حالياً في مفاوضات لاستئناف تبادل الأسرى مع إسرائيل، على حد قوله.
240 أسيراً
يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت احتجزت منذ السابع من أكتوبر الماضي نحو 240 أسيراً واصطحبتهم إلى داخل القطاع، إلا أنها عادت وأفرجت عن نحو 100 عبر مفاوضات جرت في نوفمبر برعاية مصرية قطرية أميركية قبل أن تتوقف أو تجمد في الأول من ديسمبر الماضي (2023).
وفيما بدأت قبل أسابيع مساع لاستئناف تلك المحادثات، نفذت إسرائيل، الثلاثاء الماضي، عملية اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله اللبناني)، ما دفع حماس إلى تجميد ووقف أي مفاوضات في هذا الشأن.
في المقابل، أبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها لن توقف عمليات الاغتيال ضد قادة حماس للوصول لهدنة، وأنها لا تستهدف لبنان ولا حزب الله، بل كل من تورط في هجوم السابع من أكتوبر.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

استبعاد إسرائيلي لعودة القتال في غزة.. حماس بعيدة عن الانهيار

تواصل صحف الاحتلال الإسرائيلي، تسليط الضوء على ما بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم تنفيذه بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة، وسط استبعاد من المحللين والخبراء الإسرائيليين بعودة القتال، رغم التحديات التي تواجه مفاوضات المرحلة الثانية.

وقال الخبير الإسرائيلي يهودا بلانغا، إنّ "التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين، مقابل تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين، يعني أن الحرب قد انتهت".

وأضاف بلانغا في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21" أنه "بعد فترة هدوء طويلة تستمر 42 يوما، لن يكون لدى الجانبين مصلحة بإعادة إشعال الصراع"، مشيرا إلى أن تل أبيب سئمت من 470 يوما من القتال والصراعات السياسية والقانونية.

وتابع: "حماس ستختار الاستمرار في وقت إطلاق النار لإعادة تأهيل قيادتها ونشطائها، مع الإشارة إلى حقيقة تاريخية مفادها، أنه باستثناء حرب 1948، فإنه خلال الحروب الإسرائيلية العربية الثمانية، أصبحت كل هدنة أو وقف لإطلاق النار مسألة دائمة، وبعدها سيكون المجال متاحاً للجدل الاسرائيلي الداخلي حول لجان التحقيق، وحقيقة الرواية المتروكة للأجيال القادمة، بين ما حققته من نصر كامل أو أعظم فشل".



وأردف قائلا: "سيكون مثيرا للاهتمام رؤية كيفية كتابة (طوفان الأقصى) في إطار الصراع الشامل في التاريخ الفلسطيني"، معتقدا أن "حماس ستجري تحقيقات داخلية لاستخلاص الدروس والعبر من الأخطاء، والانتظار بين أن تعلن نجاح الحرب أم فشلها، وما الرواية التي ستترسخ في أذهان الفلسطينيين بشأنها".

واستدرك بقوله: "منظور حماس في سياق الحروب الإسرائيلية يختلف عن منظور تل أبيب، لأن تصورها لجوهر النصر متشابه، وتعتبر أن خسارة الأرواح البشرية والبنية الأساسية ليست مهمة، لأنها تضحيات ضرورية من أجل الهدف الأسمى".

البقاء على قيد الحياة
ورأى أن "ما يهم حماس هو منع العدو من هزيمتها وخسارتها للأرض، والأهم البقاء على قيد الحياة، وهذا يعني النصر من وجهة نظرها، وهو الحال القائم منذ عام 2006، عقب وصولها للسلطة بعد فوزها بالانتخابات".

وتابع: "حماس تؤمن أن المعركة الأخيرة ضد إسرائيل هي مرحلة جديدة في إطار الحرب الدينية الطويلة، وقد عبّرت عن هذه النقطة بشكل واضح في المادة السابعة من ميثاقها، حين أكدت أنها إحدى وحدات الجهاد في مواجهة الغزو الصهيوني، وهذا يغني أن الحرب ضد اليهود تتطلب الصبر والتضحية".

وذكر أن "حماس مقتنعة أن استعداد تل أبيب لوقف إطلاق النار، يعبّر عن ضعفها ومؤشر بارز على هزيمتها"، مشيرا إلى أن الحركة لا تزال متمسكة بمبادئها، ونجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة بتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، إلى جانب وقف التطبيع وإقامة الدولة الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية.



الكاتبة اليمينية سارة هعتسني كوهين زعمت أن "الأهم بالنسبة لحماس هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ما استدعى منه أن يقاتل بقوة أكبر، ويحتل شمال القطاع، ولا يجلب المساعدات للفلسطينيين، ما يؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار سيئ، والأثمان التي يُطلب من تل أبيب دفعها مقابله صعبة، وعواقبها خطيرة، ولذلك أعتقد أنه ما كان ينبغي قبوله، رغم إدراكي للحجج المؤيدة والمعارضة له، لكن الجمهور الإسرائيلي سيبقى ينظر بعيون دامعة لتوابيت المختطفين القتلى بدلاً من الأحياء العائدين".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل بعد خمسة عشر شهراً من القتال، وضعت الحكومة هذه الصفقة على الطاولة، وهي نتيجة بائسة للغاية، لأنها صفقة سيئة، والثمن الذي يتعين أن ندفعه مقابلها باهظ وخطير، وكذلك عواقبها، لأنها لن تطلق سراح آلاف الأسرى الخطيرين فحسب، بل ستلغي العديد من إنجازات الحرب التي تحققت بالكثير من العناء والدماء، ووافقت على الانسحاب من محور نتساريم، وعودة مليون فلسطيني لشمال القطاع، والتدفق المستمر لشاحنات المساعدات".

حماس أعادت بناء نفسها
وأشارت أنه "في المقابل، وعلى مدى أيام طويلة، حرصت حماس للغاية حتى آخر سنتيمتر في رسم خريطة الانسحاب، وبعد خمسة عشر شهراً من القتال، لا تزال الحركة على قيد الحياة، وتتنفس، وتقاوم، وتقدم لنا المطالب، وتستمر في الإساءة لإسرائيل بأكملها، الأمر الذي يؤكد أنه على النقيض من حرب الشمال، فقد كانت إدارة حرب غزة فاشلة، لأن هيئة الأركان العامة والمستوى السياسي، قرروا خوضها على مراحل، بعد الانتهاء من مرحلة قطع الأشجار، والشروع بمرحلة شنّ الغارات".

وأكدت أنه "خلال مرحلة الغارات الجوية، تمكنت حماس من إعادة بناء نفسها، إلى الحدّ الذي جعل شمال قطاع غزة يكلف الجيش الإسرائيلي أكثر من خمسين جنديا، بعد أن قاتل هناك بالفعل في بداية الحرب، ما يؤكد أننا أمام صفقة سيئة، لأن إدارة الحرب الفاشلة، بجانب المفاوضات الفاشلة، أدت لنتيجة بائسة، حيث لا تزال حماس في موقف المطالب".

وختمت بالقول إن "هذه المعطيات ستجعل العودة للقتال مستحيلة تقريباً، بسبب الانسحاب، وعودة فلسطينيي غزة لديارهم، وبسبب بقاء المختطفين في الأسر، وهكذا لم تحقق حرب غزة أي تقدم يذكر، بل إنها فشلت حتى الآن، وحماس بعيدة كل البعد عن الانهيار، وإذا كان هذا الاتفاق الذي حققه الاحتلال بعد 15 شهرًا، فهذا يعني أنه فشل".

مقالات مشابهة

  • حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة
  • مفاوضات وقف إطلاق النار.. "حماس" تتهم إسرائيل بـ"المماطلة"
  • مفاوضات ووقف إطلاق النار.. "حماس" تتهم إسرائيل بـ"المماطلة"
  • أبو مرزوق: حماس تبحث في موسكو تبادل الأسرى
  • حماس تبحث في موسكو ملف تبادل الأسرى
  • إسرائيل تستعد للانسحاب من وسط قطاع غزة في إطار الصفقة: تبادل الأسرى وإعادة الإعمار على جدول الأعمال
  • استبعاد إسرائيلي لعودة القتال في غزة.. حماس بعيدة عن الانهيار
  • محلل إسرائيلي يتنبأ بمصير المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى
  • صحف عالمية: تبادل الأسرى السبت كان الأسلس وحماس تسيطر على غزة
  • مختار غباشي: المرحلة الأولى من تبادل الأسرى جعلت نتنياهو في صورة سيئة أمام شعبه