زيلينسكي يبدأ جولة وسط مخاوف تباطؤ المساعدات لأوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
سرايا - انخفضت المساعدات التي تعهد بها الغرب لأوكرانيا بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) 2023 بنسبة 90 في المائة تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ بداية الحرب، وفقاً لمسح أجراه معهد كييل للاقتصاد العالمي ومقره في ألمانيا في ديسمبر (كانون الأول). وأشار المعهد إلى أن «التوقعات غير واضحة في ظل عدم صدور موافقة نهائية على أكبر التزام بالمساعدة من الاتحاد الأوروبي، وتراجع المساعدات الأميركية».
ومن هنا جاءت جولة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غير المعلنة في دول البلطيق، التي بدأت في ليتوانيا الأربعاء، حيث استقبله وزير خارجيتها غابريليوس لاندسبيرجيس في مطار فيلنيوس.
وجولة زيلينسكي هي أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ بداية السنة. أما دول البلطيق الثلاث، وكلها جمهوريات سوفياتية سابقة باتت أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، فهي من أوثق حلفاء أوكرانيا.
ومن المقرر أن يتوجه زيلينسكي خلال الأيام المقبلة إلى لاتفيا وإستونيا. وكتب زيلينسكي الذي سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في هذه البلدان، على منصة «إكس»: «إستونيا ولاتفيا وليتوانيا هم أصدقاء موثوقون لنا وشركاء مبدئيون. وصلتُ اليوم إلى فيلنيوس قبل أن أذهب إلى تالين وريغا». وأضاف «أجندة المباحثات تتضمن الأمن والانضمام للناتو والاتحاد الأوروبي، والتعاون بشأن المعدات الإلكترونية وطائرات الدرون والمزيد من تنسيق الدعم الأوروبي».
وتعد دول البلطيق الثلاث ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، من ضمن أكثر المؤيدين لأوكرانيا، حيث يقومون بتزويد كييف بالدعم العسكري والمالي والإنساني في مواجهة الغزو الروسي. وشكر الدول الثلاث على «دعمها المتواصل لأوكرانيا منذ عام 2014، وخاصة اليوم».
تأتي الزيارة في وقت يتردد حلفاء كييف الآخرون بتقديم مساعدات عسكرية جديدة بعد مرور نحو عامين على الغزو الروسي، فيما تعرضت أوكرانيا لقصف روسي مكثف في الأسابيع الأخيرة، وردت بضربات على مدينة بيلغورود الحدودية الروسية.
وحث زيلينسكي حلفاءه على مواصلة تقديم الدعم العسكري وأجرى محادثات مباشرة مع مسؤولين من الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج الشهر الماضي. لكن حزمة مساعدات من الاتحاد الأوروبي بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار) ما زالت عالقة في بروكسل بعد أن استخدمت المجر حق النقض (الفيتو)، مع انقسام الكونغرس الأميركي بشأن إرسال مساعدات إضافية.
وفي أعقاب تصاعد الهجمات الجوية على أوكرانيا، دعا الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا الحلفاء إلى تسليم أنظمة دفاع جوي إضافية إلى كييف.
وكتب نوسيدا الأسبوع الماضي على منصة «إكس»، «الأوكرانيون يصنعون العجائب بفضل أسلحة الدفاع الجوي التي قدمها لهم الغرب، لكنهم بحاجة إلى المزيد».
وليتوانيا هي أكبر داعم لأوكرانيا نسبة إلى ناتجها المحلي الإجمالي، وفقاً لمعهد كييل. وبيَّن مرصد كييل لتتبع المساعدات في أوكرانيا أن فيلنيوس خصصت دعماً حكومياً يصل إلى ما يقرب من 1,4 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.
وجاءت إستونيا ولاتفيا في المركزين الثاني والخامس، إذ بلغ إجمالي المساعدات التي التزمت بها 1,3 و1,1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا إن تالين مستعدة «لتخصيص 0,25 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للمساعدات العسكرية لأوكرانيا» على مدى السنوات الأربع المقبلة. وأضاف الأحد عبر «إكس»، «تقديم الدعم لأوكرانيا اليوم أقل تكلفة بكثير مقارنة بالثمن الذي سيتعين على المجتمع الدولي دفعه إذا حققت روسيا أهداف هذا العدوان الذي لا يرحم».
بدورها، قالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس الأربعاء في بيان: «يجب علينا دعم أوكرانيا ما دام لزم الأمر. نحن نشهد أوقاتاً حاسمة، وعلينا أن نحافظ على تركيزنا».
وقال وزير الدفاع اللاتفي أندريس سبرودس الأسبوع الماضي إن ريغا ملتزمة بتوفير المعدات العسكرية والتدريب «المستمر» للجنود الأوكرانيين، مضيفاً أن بلاده دربت نحو 3000 جندي أوكراني العام الماضي.
وزار زيلينسكي فيلنيوس آخر مرة لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في يوليو (تموز) حين حصل من القادة الغربيين بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن على وعود بتقديم دعم ثابت لكييف.
لكن الهجمات الروسية الجديدة على البنية التحتية الحيوية والأحياء السكنية دفعت كييف إلى حث الغرب على التعجيل في إرسال شحنات الأسلحة من أجل تعزيز قدراتها العسكرية. وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني الأسبوع الماضي بعد محادثات مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك ساليفان: «اتفقنا على أهمية تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية».
وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها اليومي أن روسيا شنت 64 محاولة هجومية الثلاثاء، لكن تم صدها جميعا. وكان هذا العدد من الهجمات أعلى قليلا مما كان عليه في الأيام السابقة. وأضاف البيان أن «وضع العمليات في شرق وجنوب أوكرانيا لا يزال صعبا». وقالت أوكرانيا إن روسيا شنت عشر هجمات على أفدييفكا وحدها، بالإضافة إلى 11 هجوما في قريتي بيرفومايسكي ونيفيلسكي المجاورتين.
وتحاول القوات الروسية تطويق بلدة أفدييفكا والسيطرة عليها منذ أكتوبر الماضي، وتكبدت خسائر فادحة. وفي تلك المنطقة تمتد الجبهة بالقرب من مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، فقد وقعت تسع هجمات روسية على رأس جسر أوكراني على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون. ولا يزال الجنود الأوكرانيون يسيطرون على هذا الموقع، على الرغم من صعوبة إمدادهم عبر النهر.
الشرق الأوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المحلی الإجمالی فی المائة
إقرأ أيضاً:
رئيسة المفوضية الأوروبية تقول إن الاتحاد الأوروبي مستعد لـ”مفاوضات صعبة” مع ترامب وسط مخاوف من فرض الرسوم الجمركية
فبراير 4, 2025آخر تحديث: فبراير 4, 2025
المستقلة/- قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي مستعد للدخول في “مفاوضات صعبة” مع دونالد ترامب لمنع حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك بعد يوم من إبرام كندا والمكسيك صفقات في اللحظة الأخيرة مع البيت الأبيض لتجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ مؤقتًا.
حذر ترامب يوم الأحد من أن الرسوم الجمركية ضد الكتلة “ستحدث بالتأكيد” وسيتم تقديمها “قريبًا جدًا”، مما وضع المسؤولين والدبلوماسيين في بروكسل في حالة تأهب قصوى.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في الاجتماع السنوي لسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “سنكون مستعدين للمفاوضات الصعبة حيثما دعت الحاجة وإيجاد الحلول حيثما أمكن، لحل أي مظالم ووضع الأسس لشراكة أقوى. سنكون منفتحين وعمليين في كيفية تحقيق ذلك”.
“لكننا سنوضح بنفس القدر أننا سنحمي مصالحنا دائمًا – أيا كانت الحاجة إلى ذلك ومتى كان ذلك ضروريًا. ستكون هذه دائمًا الطريقة الأوروبية”.
وتشير الاتفاقيات مع كندا والمكسيك، التي أُعلن عنها بعد وقت قصير من إجراء رئيس الوزراء جاستن ترودو والرئيسة كلوديا شينباوم مكالمات هاتفية منفصلة مع ترامب، إلى أن ارئيس الأمريكي يرى التعريفات الجمركية كأداة للسياسة الخارجية لانتزاع التنازلات من الدول الأخرى، بما في ذلك الحلفاء المقربين، بدلاً من إعادة التوازن للعلاقات التجارية، كما زعم خلال حملته الرئاسية الناجحة.
وتتضمن الصفقات مع كندا والمكسيك التزامات بتعزيز الرقابة على الحدود والتصدي لتجارة الفنتانيل والاتجار بالأسلحة والجريمة المنظمة.
في المقابل، سيؤجل ترامب التعريفات الجمركية بنسبة 25٪ لفترة أولية مدتها 30 يومًا، وستمتنع كندا والمكسيك عن فرض الرسوم الجمركية المضادة التي صممتها. وعلى النقيض من ذلك، دخلت التعريفات الجمركية بنسبة 10٪ على الصين حيز التنفيذ، مما دفع بكين إلى الرد.
بينما تحاول الأسواق استيعاب التبادل التجاري، يتحول الاهتمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه التالي في قائمة ترامب.
وقال ترامب للصحفيين: “لقد أساء الاتحاد الأوروبي معاملة الولايات المتحدة لسنوات، ولا يمكنهم فعل ذلك”.
كان لدى الاتحاد الأوروبي فائض طويل الأمد في السلع مع الولايات المتحدة، بقيمة 155.8 مليار يورو في عام 2023. وكانت المنتجات الصيدلانية والمركبات هي الصادرات الأكثر قيمة، وفقًا لـ Eurostat. ولكن في الخدمات، كانت التدفقات عكس ذلك: لدى الاتحاد الأوروبي عجز متكرر وكبير مع الولايات المتحدة، بقيمة 104 مليار يورو في عام 2023.
ركز ترامب شكواه على السلع، دون مراعاة الخدمات.
وقال: “إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أي شيء تقريبًا ونحن نأخذ منهم كل شيء. ملايين السيارات، وكميات هائلة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية”.
إذا نفذ الرئيس الأمريكي تهديده، فستقع المهمة على عاتق المفوضية الأوروبية، التي تتمتع بالاختصاص الحصري لوضع السياسة التجارية.
وأصرت فون دير لاين في خطابها على أن “الأولوية الأولى” للمفوضية ستكون التعامل مع الإدارة الجديدة لإيجاد أرضية مشتركة.
ولم تذكر أي أمثلة على التنازلات التي يمكن أن تقدمها بروكسل لتهدئة غضب ترامب، وتحدثت بدلاً من ذلك عن التعاون في “العديد من المجالات التي تتقارب فيها مصالحنا”، مثل سلاسل التوريد الحرجة والتقنيات الناشئة. (في نوفمبر/تشرين الثاني، طرحت فكرة شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأميركي لمساعدة الكتلة على التخلص التدريجي من الوقود الروسي).
وبالمثل، لم تذكر فون دير لاين القطاعات التي قد تقرر بروكسل استهدافها في ردها المحتمل. على سبيل المثال، أعلنت كندا عن فرض رسوم جمركية مضادة على المنتجات الأميركية الرئيسية القادمة من الولايات التي تصوت للحزب الجمهوري، قبل تعليقها.
وقالت: “يمثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معًا ما يقرب من 30٪ من التجارة العالمية في السلع والخدمات. وأكثر من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. توظف الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة 3.5 مليون أميركي. وتعتمد مليون وظيفة أميركية أخرى بشكل مباشر على التجارة مع أوروبا”، لدعم حجتها للحوار.
واستمرت في القول: “النقطة هي أن الكثير على المحك لكلا الجانبين”.
“هناك وظائف وشركات وصناعات هنا وفي الولايات المتحدة تعتمد على الشراكة عبر الأطلسي. لذا نريد أن نجعلها ناجحة. وليس فقط بسبب علاقاتنا التاريخية. ولكن لأنها ببساطة تجارة ذكية”.
وفي حين أكدت فون دير لاين على أهمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حثت أيضًا السفراء على أن يكونوا “جريئين ورشيقين” لتطوير الشراكات مع الدول الأخرى، بما في ذلك تلك التي “لا تتفق معنا في الرأي ولكنها تشترك معنا في بعض مصالحنا”.
وذكرت أن الصين كدولة يمكن للكتلة “توسيع” علاقات التجارة والاستثمار معها مع معالجة نقاط الاحتكاك.
وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخلى عن تعلقه بالعالم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية وأن يكيف سياسته الخارجية مع عصر “الجغرافيا السياسية شديدة التنافسية والمعاملات” التي تشكل القرن الحادي والعشرين.
وأضافت أن الحروب والغزوات والاستبداد المتزايد والتعريفات الجمركية والعقوبات والتكنولوجيات التخريبية وتغير المناخ والهجرة غير النظامية كلها شهادة على هذا الواقع الجديد.
وقالت: “يتعين على أوروبا أن تتعامل مع العالم كما نجده. وأنا مقتنعة بأن أفضل نهج لأوروبا في هذا العالم المتهور هو أن تظل متزنة”.
“يتعين عليها أن تتخذ القرارات ليس من منطلق العاطفة أو الحنين إلى عالم كان موجودا ذات يوم. بل من منطلق الحكم المدروس حول ما هو في مصلحتنا في العالم كما هو اليوم. لأن السياسة الخارجية والدبلوماسية ليست غاية في حد ذاتها. إنها وسيلة لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لمواطنينا – ولشركائنا”.